أروع الإســـلاميــات


Гео и язык канала: Иран, Фарси
Категория: не указана


بوت التواصل الخاص بالقناة متوقف حالياً، سيتم إعادته ريثما يتم إصلاحه .
تم إيقاف خدمة سؤال وجواب مؤقتا .

Связанные каналы

Гео и язык канала
Иран, Фарси
Категория
не указана
Статистика
Фильтр публикаций


فضل زيادة الخير والإكثار من الجود في رمضان

◽عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ , فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ . رواه البخاري (٦) ومسلم (٢٣٠٨) .

❍ قال النووي : وَفِي هَذَا الْحَدِيث فَوَائِد مِنْهَا : اِسْتِحْبَاب إِكْثَار الْجُود فِي رَمَضَان .
" شرح مسلم " (١٥/٦٩) .

❍ وقال ابن القيم رحمه الله :
" وكان صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس ، وأجودُ ما يكون في رمضان ، يُكثر فيه مِن الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف " انتهى . " زاد المعاد " (٢/ ٣٢) .


▪أولا لا بد أن نذكر أن أخلاص النية في العمل هي أساس كل شيء .

▪ثانيا تتضاعف الأجور في رمضان لذلك يسعى المسلم لأغتنام الأجور فيه .

▫ قد كان النبي ﷺ جوادا كثيراً من أنفاق الخير في كل أحواله، ولكنه كان عادته ﷺ السخي بالمزيد من الجود في شهر رمضان والأكثار من الخير في شهر رمضان حين يلقاه جبريل (أي قبل أن يلقاه)،
والجود يكون بالأنفاق والسخاء بالأنفاق، والكرم وهكذا، وهذا الفعل قد يعم أي شيء من الأعمال التي فيها خير،
وفي شهر رمضان تكثر أفعال الخير ويكثر قبولها والأجر وزيادة المضاعفة لأضعافاً، والله يضاعف لمن يشاء أضعافا كثيرة،
فرمضان شهر الصيام والقيام، ويكثر فيه الحضور للمساجد لأداء صلاة الجماعة، وتكثر فيه قراءة القرآن، والمتصدقين على الفقراء، والاحسان بين الناس، وما شابه ذلك من أعمال الخير، التي تكثر في رمضان،
وبالتالي فيكون الأخلاص بالنية لله عز وجل بالأعمال أكثر، لما في نفس المؤمن من الأقبال على الطاعات، ويكون نسبة القبول لها من الله عز وجل أكبر وأجدر إن شاء الله،
وهذا مما يلزم أن يكون أجر المضاعفة على الأعمال في رمضان أعظم بل ولا بد منه بإذن الله .

فكلما كان المسلم يكثر من الجود في الخير في رمضان كلما عظم له الأجر والمثوبة، لأن هذا مما يجعل فيه زيادة الأخلاص لله تعالى، واستحضار النية الصالحة له، وبهذا تزيد نسبة القبول والمضاعفة للأجر، بإذن الله .

▫وأعمال الخير التي يستطيع المسلم فعلها والجود فيها في هذا الشهر الفضيل كثيرة:
مثل الصدقة على الفقراء والمحتاجين،
وتفطير الصائمين ففيه الأجر العظيم لفاعله، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى أن هذا العمل العظيم من أسباب دخول الجنة،
لأنه من صفات المؤمنين أنهم يطعمون الطعام، المتقين المستحقين للجنة،
◽قال تعالى : وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (٨) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (٩) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (١٠) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (١١) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (١٢) . [الإنسان/٨-١٢] .

وعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا) . رواه الترمذي (٨٠٧) وابن ماجه (١٧٤٦) .

ومنها ما يكون بالمال كالتصدق على الفقراء والمحتاجين لشراء الحاجات لهم كالملابس والطعام وغيره،
وأفضل الصدقات ما تكون على ذوي الأرحام أن احتاجوا للصدقة،
أو التبرع في بناء المساجد،
أو مساعدة المديون لسداد دينه،
ومنها ما يكون بالنفس بالمساهمة في مساعدة الأخرين لمن يحتاج مساعدة،
أو أماطة الأذى عن الطريق،
أو الإكثار من قراءة القرآن وتدبره وفهم معناه،
وذكر الله تعالى،
أو زيادة النوافل من الصلوات، وما شابه من الأعمال الخير التي يحبها الله ويرضاها وشرعها لنا .


▫نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته كلها، أن يجعلنا من أهل أفعال الخير الجوادين بالمال والنفس، وألا يجعلنا من البخلاء المقترين لا في مال ولا في طاعة، وأن يرشدنا للعمل الصالح لمرضاته، وأن يتقبل منا عملنا، إنه سميع عليم مجيب .

جميع الحقوق محفوظة للقناة | 5 مايو / 2020 ® .
قناة أروع الإسلاميات على التلغرام .


أحاديث فضل الأفطار على تمر


عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ . رواه أحمد (١٢٢٦٥)، وأبو داوود (٢٣٥٦) .


وعن سلمان بن عامر الضبيِّ يبلغ به النبيﷺ قال :إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر إنه بركة، فإن لم يجد فعلى الماء فإنه طهور . رواه الترمذي (٦٥٨) .

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن النبي ﷺ كان إذا أفطر بدأ بالتمر .
وعنه أيضاً رضي الله عنه قال : ما رأيت النبي ﷺ قط يصلي حتى يفطر ولو على شربة من ماء . رواه الفريابي في" الصيام " (٦٧) وإسناده صحيح .


سادساً : هل يجزئ بدل الطعام مال ؟ .

▫فلا يجوز أن يدفع قيمة الطعام مالاً .
❍ قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : والإطعام لا يكون بالنقود كما ذكرت ، وإنما يكون الإطعام بدفع الطعام الذي هو قوت البلد ؛ بأن تدفع عن كل يوم نصف الصاع من قوت البلد المعتاد ، ونصف الصاع يبلغ الكيلو والنصف تقريباً .

فعليك أن تدفع طعاماً من قوت البلد بهذا المقدار الذي ذكرنا عن كل يوم ، ولا تدفع النقود ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) . [البقرة/١٨٤] ؛ نص على الطعام " . انتهى .
" المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان " (٣/١٤٠) .


خامساً : هل يجوز لمن عليه كفارة أعطاء فدية الإطعام لأبنائه أو أبناء أبنائه (الأحفاد) أو غيرهم ممن تجب عليه نفقتهم، كوجبة إفطار؟ .

▫سبق لنا بيان أن من لا يستطيع الصوم لكبر أو مرض لا يرجى شفاؤه ، فإنه يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً ؛ لقوله تعالى : ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) . [البقرة/١٨٤] .

▫وبهذا يُعلم أن هذه الفدية إنما تعطى للمساكين ، لا لكل أحد .

▫فإذا كان الأولاد وأولادهم أو ممن على شاكلتهم أغنياءَ ، وليسوا فقراء فلا يجوز إعطاء الكفارة إليهم، فقد اعتبر أهل العلم رحمهم الله أن الكفارة في ذلك كالزكاة ، لا يجوز أن يدفعها الإنسان إلى مَنْ تلزمه النفقة عليه .

وممن يجب النفقة عليهم : الأصول والفروع .

والأصول هم : الأب والأم والأجداد والجدات .

والفروع هم : الأبناء والبنات وأولادهم .

❍ قال ابن قدامة في "المغني" (١١/٣٧٤) :
" ويجب الإنفاق على الأجداد والجدات وإن عَلَوا (يعني الأجداد وآباءهم) , وولدِ الولد وإن سَفَلُوا (يعني الأولاد وأولادهم) , وبذلك قال الشافعي والثوري , وأصحاب الرأي " . انتهى .

▫وعلى هذا فلا يجوز أن أعطاء كفارة الإفطار للأولاد وأولادهم لأنهم ممن تجب النفقة عليهم .

❍ وقال الشافعي في "الأم" (٧/٦٨) :
" لا يجزئ أن يطعم في كفارات الأيمان إلا حرا مسلما محتاجا ، فإن أطعم منها ذميا محتاجا , أو حرا مسلما غير محتاج لم يجزه ذلك , وكان حكمه حكم من لم يفعل شيئا ، وعليه أن يعيد ، وهكذا لو أطعم من تلزمه نفقته , ثم علم أعاد " . انتهى باختصار .

❍ وقال في أسنى المطالب (٣/٣٦٩) :
" ويعتبر في المسكين والفقير أن يكونا من أهل الزكاة ، فلا يجزئ الدفع إلى كافر . . . ولا إلى من تلزمه نفقته . . . لأن الكفارة حق لله تعالى ، فاعتبروا فيها صفات الزكاة " . انتهى .

▫ولكن إذا كان الشخص لا يستطيع النفقة عليهم لأنه فقير ، لقلة ماله فلا بأس عليه أن يعطيهم الكفارة ، لقول الله تعالى : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا ) . [البقرة/٢٨٦] .

◽وقد ثبت في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي جامع امرأته في نهار رمضان لما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم تمراً ليخرجه كفارة ، ثم أخبر الرجلُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنه أفقر أهل بيت في المدينة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم له : ( أَطْعِمْهُ أَهْلَك ) .

❍ قال الحافظ في "الفتح" :
" قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد : تَبَايَنَتْ فِي هَذِهِ الْقِصَّة الْمَذَاهِب ، فَقِيلَ : إِنَّهُ دَلَّ عَلَى سُقُوط الْكَفَّارَة بِالإِعْسَارِ ، لأَنَّ الْكَفَّارَة لا تُصْرَفُ إِلَى النَّفْس وَلا إِلَى الْعِيَال .

❍ وَقَالَ الْجُمْهُور : لا تَسْقُط الْكَفَّارَة بِالإِعْسَارِ , وَاَلَّذِي أَذِنَ لَهُ فِي التَّصَرُّف فِيهِ لَيْسَ عَلَى سَبِيل الْكَفَّارَة (بل هو صدقة تصدق بها النبي صلى الله عليه وسلم على الرجل وأهله ) .

▪ وَقِيلَ : لَمَّا كَانَ عَاجِزًا عَنْ نَفَقَة أَهْلِهِ جَازَ لَهُ أَنْ يَصْرِفَ الْكَفَّارَةَ لَهُمْ , وَهَذَا هُوَ ظَاهِر الْحَدِيث .

▫فتَحَصَّلَ من ذلك أنه لا يجوز أن يُعطِي الكفارة لمن تلزمه النفقة عليه ، وأنه إذا كان فقيرا لا يستطيع أن ينفق عليهم فقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز إعطائهم الكفارة .

❍ وقد أفتى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنه يجوز إخراج الزكاة إلى أقاربه الذين لا يستطيع أن ينفق عليهم بسبب فقره وقلة ماله .

ومما جاء فيها : إن دفع الزكاة إلى الأقارب الذين هم من أهلها أفضل من دفعها إلى من هم ليسوا من قرابتك ، لأن الصدقة على القريب صدقة وصلة .

إلا إذا كان هؤلاء الأقارب ممن تلزمك نفقتهم وأعطيتهم من الزكاة ما تحمي به مالك من الإنفاق فإن هذا لا يجوز .
أما إذا كان مالك لا يتسع للإنفاق عليهم فلا حرج عليك أن تعطيهم من زكاتك " . انتهى .

▫والخلاصة : أنه إذا كان الشخص يستطيع أن ينفق عليهم فلا يجوز أن يعطيهم الكفارة ، وإذا كان فقيرا لا يستطيع أن ينفق عليهم جاز أن يعطيهم الكفارة والله أعلم .


رابعاً : ما الذي يطعمه، وكيف يقدر هذا الإطعام، وما هي صفته ؟ .

▫وأما الذي يُطعم ومقداره : فيدفع إلى المسكين نصف صاع ( كيلو ونصف تقريباً ) من قوت البلد ، سواء كان أرزاً أم تمراً أم غير ذلك ، وإذا أعطي معه إداماً أو لحماً فهو أحسن .

◽فقد روى البخاري - معلقاً بصيغة الجزم عن أنس رضي الله عنه أنه كان بعد ما كبر وعجز عن الصوم يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينا خبزا ولحما .

والإطعام له صفتان :

- الصفة الأولى : أن توزع عليهم في بيوتهم تعطي كل واحد ربع الصاع المعروف من الرز وتجعل معه ما يؤدمه ، أو نصف صاع لأن هذا مختلف فيه، فالجمهور على أنه مدٌّ من الطعام، أي ربع صاع .

والحنابلة على أنه مد من البر ( ٧٥٠ جراماً تقريباً )، أو نصف صاع من غير البر، ونصف الصاع ما يساوي كيلو ونصفا تقريبا .

❍ وفي "الموسوعة الفقهية" (٣٢/ ٦٧): " ذهب المالكية والشافعية إلى أن مقدار الفدية : مد عن كل يوم ( ربع صاع، أي ٧٥٠ جراماً تقريباً )، وبه قال طاووس وسعيد بن جبير والثوري والأوزاعي .

وذهب الحنفية إلى أن المقدار الواجب في هذه الفدية هو صاع من تمر ( حوالي الكيلوين ونصف )، أو صاع من شعير، أو نصف صاع من حنطة ( كيلو ونصف تقريباً )، وذلك عن كل يوم يفطره، يطعم به مسكينا .

وعند الحنابلة : الواجب مدّ بر ( ٧٥٠ جراماً تقريباً )، أو نصف صاع من تمر ( كيلو ونصف تقريباً )، أو شعير . انتهى .

- الصفة الثانية : أن تصنع طعاماً وتدعو إليه عدد المساكين الذين يجب أن تطعمهم ، يعني يمكن إذا مضى عشرة أيام تصنع عشاء وتدعو عشرة من الفقراء يأكلون ، وكذلك في العشر الثانية ، والعشر الثالثة ، كما كان أنس بن مالك رضي الله عنه حين كبر وصار لا يستطيع الصوم يطعم ثلاثين فقيراً في آخر يوم من رمضان " . انتهى .


ثالثاً : هل لو كان على الإنسان عدد كبير من المساكين يجب أن يطعمهم مثل ثلاثين مسكينا أو أقل فهل يدخل أبناء المسكين ومن يعول في العدد ؟ .

▫فأبناء المسكين وزوجته وأهله الذين يجب عليه أن ينفق عليهم يدخلون في هذا العدد ، إذا كانوا لا يجدون كفايتهم ، ولا أحد ينفق عليهم غير هذا المسكين ، فما داموا تحت رعاية هذا المسكين وهو المعيل الوحيد لهم فإنهم يطبق عليهم نفس الوصف (أي مساكين) مالم يكن لهم معيل أخر أو دخل غيره ، فيحسب عددهم ويعطوا بمقدار ما يريد الشخص من الأيام التي أفطرها .

❍ قال في "الروض المربع" (٣/٣١١) :
" فيعطى الصنفان – أي : الفقراء والمساكين - تمام كفايتهما وعائلتهما منه " . انتهى .


ثانياً : هل يشترط في هذا المسكين البلوغ والتكليف ؟ .

▫فلا يشترط في هذا المسكين أن يكون بالغاً ، بل يُعطى الصغير الذي يأكل الطعام باتفاق الأئمة ، وإنما اختلفوا في إعطائها للرضيع ، فذهب إلى جوازه جمهور العلماء ( منهم أبو حنيفة والشافعي وأحمد ) لأنه مسكين فيدخل في عموم الآية ، وظاهر كلام الإمام مالك رحمه الله أنها لا تعطى للرضيع ، فإنه قال : يجوز الدفع إلى الفطيم ، واختاره الموفق ابن قدامة رحمه الله .
انظر : "المغني" (١٣/٥٠٨) ، و"الإنصاف" (٢٣/٣٤٢) , و "الموسوعة الفقهية" (٣٥/١٠١– ١٠٣) .

▫ونسبة لنا نحن فنؤيد القول الثاني لأنه أقرب للصواب، فالرضيع من الممكن أنه يرضع من ثدي والدته، وبالتالي فلا حاجة له لغير حليب والدته،
وعلى فرض أن الرضيع يرضع من غير حليب والدته لسبب من الأسباب، فهل نقول يقدم له علبة رضاعة تكفيه ليشبع مرة واحدة ! .


❍ سئل الشيخ ابن باز عن امرأة كبيرة في السن ولا تطيق الصوم فماذا تفعل ؟

فأجاب :
عليها أن تطعم مسكيناً عن كل يوم نصف صاع من قوت البلد من تمر أو أرز أو غيرهما ، ومقداره بالوزن كيلو ونصف على سبيل التقريب . كما أفتى بذلك جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم ابن عباس رضي الله عنه وعنهم ، فإن كانت فقيرة لا تستطيع الإطعام فلا شيء عليها ، وهذه الكفارة يجوز دفعها لواحد أو أكثر في أول الشهر أو وسطه أو آخره ، وبالله التوفيق" . اهـ . "مجموع فتاوى ابن باز" (١٥/٢٠٣) .

❍ وقال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى الصيام (ص١١١):
"فيجب على المريض المستمر مرضه، وعلى الكبير من ذكر وأنثى إذا عجزوا عن الصوم أن يطعموا عن كل يوم مسكيناً، سواء إطعاماً بتمليك بأن يدفع إلى الفقراء هذا الإطعام، أو كان الإطعام بالدعوة يدعو مساكين بعدد أيام الشهر فيعشيهم كما كان أنس بن مالك رضي الله عنه يفعل حين كبر صار يجمع ثلاثين مسكيناً فيعشيهم فيكون ذلك بدلاً عن صوم الشهر" اهـ .

وفيمايلي :
هل يشترط في هذا المسكين البلوغ والتكليف ؟
▪ وهل لو أراد الإنسان أن يطعم ثلاثين مسكينا هل يدخل أبناء المسكين ومن يعول في العدد ؟
▪ وهل يجوز أعطاء فدية الإطعام لأبناء الشخص أو أبناء أبنائهم ؟
▪ وما الذي يطعمه وما هي صفته وكيف يقدر هذا الإطعام ؟
▪ وهل يجزئ بدل الطعام مال ؟ .


#أحكام_في_الصيام (٧) أصحاب الأعذار، وكفارات الإفطار

▪ أولاً : ننوه أنه لا يجوز لأحدٍ يقدر على الصيام في رمضان وليس عنده عذر شرعي أن يفطر ، وليس كل من أفطر برخصة من الشرع يطعم مقابل كل يوم مسكينا ، وإنما الإطعام للشيخ الكبير والمريض مرضاً مزمناً لا يُرجى شفاؤه .

◽قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) . [البقرة/١٨٣-١٨٤] .

◽وروى البخاري (٤٥٠٥) عن ابْن عَبَّاسٍ قال : ( لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ هُوَ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْمَرْأَةُ الْكَبِيرَةُ لا يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا فَيُطْعِمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا ) .

▫والمريض الذي لا يرجى شفاؤه حكمه حكم الشيخ الكبير .
فمن أدركه رمضان وهو لا يستطيع الصيام لكونه شيخاً كبيراً ، أو مريضاً لا يُرجى له الشفاء فإنه لا يجب عليه الصيام لعدم استطاعته ، فيفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً .

❍ قال ابن قدامة في "المغني" (٤/٣٩٦) :
"الشَّيْخُ الْكَبِيرَ وَالْعَجُوزَ إذَا كَانَ يُجْهِدُهُمَا الصَّوْمُ , وَيَشُقُّ عَلَيْهِمَا مَشَقَّةً شَدِيدَةً , فَلَهُمَا أَنْ يُفْطِرَا وَيُطْعِمَا لِكُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا . . . فَإِنْ كَانَ عَاجِزًا عَنْ الإِطْعَامِ أَيْضًا فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ , وَ ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلا وُسْعَهَا ) . . . وَالْمَرِيضُ الَّذِي لا يُرْجَى بُرْؤُهُ , يُفْطِرُ , وَيُطْعِمُ لِكُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا ; لأَنَّهُ فِي مَعْنَى الشَّيْخِ . اهـ باختصار .

❍ وفي الموسوعة الفقهية (٥/١١٧) :
"اتَّفَقَ الْحَنَفِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ عَلَى أَنَّهُ يُصَارُ إلَى الْفِدْيَةِ فِي الصِّيَامِ عِنْدَ الْيَأْسِ مِنْ إمْكَانِ قَضَاءِ الأَيَّامِ الَّتِي أَفْطَرَهَا لِشَيْخُوخَةٍ لا يَقْدِرُ مَعَهَا عَلَى الصِّيَامِ , أَوْ مَرَضٍ لا يُرْجَى بُرْؤُهُ , لقوله تعالى : ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) وَالْمُرَادُ مَنْ يَشُقُّ عَلَيْهِمْ الصِّيَامُ اهـ .

❍ وقال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى الصيام (ص١١١) :
"لا بد أن نعرف أن المريض ينقسم إلى قسمين:

- القسم الأول: مريض يرجى برؤه مثل ذوي الأمراض الطارئة التي يرجى أن يشفى منها، فهذا حكمه كما قال الله تعالى : (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) . ليس عليه إلا أن ينتظر البرء ثم يصوم، فإذا قدر أنه استمر به المرض في هذه الحال، ومات قبل أن يشفى فإنه ليس عليه شيء؛ لأن الله إنما أوجب عليه القضاء في أيام أخر وقد مات قبل إدراكها، فهو كالذي يموت في شعبان قبل أن يدخل رمضان لا يقضى عنه .

- القسم الثاني : أن يكون المرض ملازماً للإنسان مثل مرض السرطان ـ والعياذ بالله ـ ومرض الكلى، ومرض السكر وما أشبهها من الأمراض الملازمة التي لا يرجى انفكاك المريض منها، فهذه يفطر صاحبها في رمضان، ويلزمه أن يطعم عن كل يوم مسكيناً كالكبير والكبيرة اللذين لا يطيقان الصيام يفطران ويطعمان عن كل يوم مسكيناً ، ودليل ذلك من القرآن قوله تعالى: (وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) . اهـ .

▫أما صفة الإطعام فيخير بين أن يعطي كل مسكين نصف صاع من الطعام كالأرز ونحوه (أي كيلو جرام ونصف تقريباً) ، أو يصنع طعاماً ويدعو إليه المساكين .

❍ قال البخاري : وَأَمَّا الشَّيْخُ الْكَبِيرُ إِذَا لَمْ يُطِقْ الصِّيَامَ فَقَدْ أَطْعَمَ أَنَسٌ بَعْدَ مَا كَبِرَ عَامًا أَوْ عَامَيْنِ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا خُبْزًا وَلَحْمًا وَأَفْطَرَ . اهـ .


عصر يوم الجمعة دقائق غالية، فاغتنموها بالدعاء .
ساعة إستجابة عصر يوم الجمعة .

❍ قال ابن القيم رحمه الله : 
روى سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : الساعة التي تذكر يوم الجمعة : ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس .
وكان سعيد بن جبير إذا صلى العصر لم يكلم أحدا حتى تغرب الشمس . زاد المعاد (١ / ٣٨٢) .

❍ وقال ابن القيم رحمه الله تعالى :
" وهذه الساعة هي آخر ساعة بعد العصر ، يعظمها جميع أهل الملل ".
زاد المعاد (١ / ٣٨٤) .


عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثَلَاثٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ، الإِمَامُ العَادِلُ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ، وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ .
رواه الترمذي (٢٥٢٦) .


عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: السُّحُورُ أَكْلَةٌ بَرَكَةٌ فَلا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاءٍ فَإِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ . رواه أحمد (١١٠٠٣)، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (٣٦٨٣) . 


​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​📝 قصة طلاق هارون الرشيد .

في حالة غضب قال هارون الرشيد  لزوجته زبيدة، أنت طالق إن لم أكن من أهل الجنة!!!.
ثم ندم على ما قال لأنه يحبها كثيرا، وهي حزنت كذلك حزنا شديد، ‏فجمع  علماء بغداد كلهم للفتوى.
فقال له العلماء كلهم: ومن يجرؤ منا أن يفتيك أنك من أهل الجنة؟!!.
وضاقت الأمور علي الخليفة هارون الرشيد فقال لرجال حاشيته: أريد فقيها ربانيا من خارج بغداد الآن.
قالوا هناك الليث بن سعد  شيخ فقهاء مصر، فاق في علمه  الإمام مالكا، وكان الإمام الشافعي يقول: ‏"الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يكتبوا علمه في الكتب فضاع علمه".
قال هارون الرشيد: أحضروه.
فلما حضر ودخل، قام العلماء وقعدوا احتراما لفقيه مصر، وهذه صفة كانت تعرف لأحترام العلماء لذلك كان يقال (فلان يقام له ويقعد).
عرض عليه المسألة، فنظر الليث في وجه هارون الرشيد ثم نظر في وجه العلماء... ‏ثم قال: يا أمير المؤمنين أريد أن أخلو معك وحدك  ومعك المصحف.
فانصرف الجمع من المجلس وانتظروا بالخارج ماذا يحدث لحل تلك المعضلة الحديثة عليهم.
قال له الليث: ضع يدك يا أمير المؤمنين على كتاب الله، وأقسم بأنك ستصدقني فيما أسألك عنه، فأقسم هارون الرشيد.
فقال: يا أمير المؤمنين أما والله، لم أستحلفك تهمة لك فإني أعلم أنك صادق الكلم، ولكني أحببت أن لا تخدعك نفسك، أستحلفك بالله يا أمير المؤمنين هل ذكرت الله يوما خاليا  ففاضت عيناك؟!.
هل بكيت  يوما مخافة  الله؟!
وهل حقا تخاف مقام ربك يوم يقول لمن الملك اليو م فلا يرد أحد؟!.
قال هارون: وحق منزل هذا الكتاب لقد حدث  ذلك مِراراً وتكرارا على فترات.
قال الليث: افتح كتاب الله على سورة الرحمن، ففتح ثم قال: اقرأ سورة الرحمن بتدبر... فقرأ هارون حتي إذا وصل الى قوله سبحانه‏ {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} سورة الرحمن.
فقال الليث كفى... كفى... هي والله الإجابة الشافية يا أمير المؤمنين، لك جنتان لا جنة واحدة زوجتك زبيدة ليست بطالق، لأنه يقول ولمن خاف مقام ربه جنتان لا جنة واحدة.
قال الليث: فليدخل العلماء الآن، فدخلوا.
قال الليث لهم: أما والله لم أصرفكم استخفافًا بكم، ولكن أحببت أن أخلو بأمير المؤمنين حتى لا تدخل عليه نفسه.
فصادق جميع العلماء قول الليث بن سعد في فتواه.
قال رسول صل الله عليه ‏وسلم:‏ {لا يلج النار رجل بكى من خشية الله}،، وقال أيضا {عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله}.

فابشر أيها الباكي من خشية ربك.

المصدر:- كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء -
أبو نعيم الأصبهاني.




 إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [ الأحزاب: ٥٦ ]

▫عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ؛ فَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا ) .
حسنه الألباني في " الصحيحة " (١٤٠٧) .

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد ﷺ وعلى آله وصحبه وسلم .

@alislamea


|سورة الكهف كاملة|

#القارئ_ماهر_المعيقلي

قال النبي ﷺ " من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين .أخرجه البيهقي

#ملاحظة : الأستماع صوتيا لمن لا يجيدون القراءة فقط

@alislamea


عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ : ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ ، وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لأرْبِهِ ) . رواه البخاري ومسلم .


#أحكام_في_الصيام (٦) حدود العلاقة بين الزوج و زوجته أثناء الصيام في نهار رمضان

▫يجوز للزوجين أن يداعب كل واحد منهما الآخر ، بشرط أن يأمنا على نفسيهما من إنزال المني .
◽لما روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ : ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ ، وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لأرْبِهِ ) .

❍ قال السندي :
قَوْله ( يُبَاشِر ) أَيْ يَمَسّ بَشَرَة الْمَرْأَة بِبَشَرَتِهِ كَوَضْعِ الْخَدّ عَلَى الْخَدّ وَنَحْوه . اهـ .
▫فالمراد أنه يمس البشرة ، وليس المراد بالمباشرة الجماع .

▫وإذا داعب الرجل امرأته أو باشرها بما دون الجماع ، فلا يخلو الحال من حالين :
١ - الأولى : أن ينشأ عن تلك المداعبة والمباشرة نزول المني ، ففي هذه الحال يفسد الصيام ، ويجب القضاء على من نزل منه المني .

❍ قال النووي في "المجموع" (٦/٣٤٩) :" إذَا قَبَّلَ أَوْ بَاشَرَ فِيمَا دُونَ الْفَرْجِ بِذَكَرِهِ أَوْ لَمَسَ بَشَرَةَ امْرَأَةٍ بِيَدِهِ أَوْ غَيْرِهَا , فَإِنْ أَنْزَلَ الْمَنِيَّ بَطَلَ صَوْمُهُ وَإِلا فَلا , وَنَقَلَ صَاحِبُ الْحَاوِي وَغَيْرُهُ الإِجْمَاعَ عَلَى بُطْلانِ صَوْمِ مَنْ قَبَّلَ أَوْ بَاشَرَ دُونَ الْفَرْجِ فَأَنْزَلَ " انتهى .

❍ وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله " إذا باشر الرجل زوجته سواء باشرها باليد ، أو بالوجه بتقبيل ، أو بالفرج ( بدون جماع ) فإنه إذا أنزل أفطر ، وإذا لم ينزل فلا فطر بذلك " انتهى . "الشرح الممتع" (٦/٣٨٨) .

٢ - الحال الثانية : أن ينشأ عن تلك المداعبة والمباشرة نزول المذي ، ففي هذه الحال لا يفسد الصوم .

❍ قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : " تقبيل الرجل امرأته ومداعبته لها ومباشرته لها بغير الجماع وهو صائم ، كل ذلك جائز ولا حرج فيه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبِّل وهو صائم ، ويباشر وهو صائم ، لكن إن خشي الوقوع فيما حرم الله عليه لكونه سريع الشهوة ، كره له ذلك ، فإن أمنى لزمه الإمساك والقضاء ولا كفارة عليه عند جمهور أهل العلم . أما المذي فلا يفسد به الصوم في أصح قولي العلماء ، لأن الأصل السلامة وعدم بطلان الصوم ، ولأنه يشق التحرز منه ، والله ولي التوفيق " انتهى .
"فتاوى الشيخ ابن باز" (١٥/٣١٥) .

❍ وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : عن رجل داعب زوجته ، وهو صائم فخرج منه مذي ، فما حكم صومه ؟
فأجاب : " إذا داعب الرجل زوجته ، فخرج منه مذي ، فصومه صحيح ، ولا شيء عليه على القول الراجح عندنا من أقوال أهل العلم ؛ وذلك لعدم الدليل على أنه يفطر ، ولا يصح قياسه على المني ؛ لأنه دونه ، وهذا القول الذي رجحناه هو مذهب الشافعي ، وأبي حنيفة واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقال في الفروع : هو أظهر ، وقال في الإنصاف : هو الصواب "  انتهى . "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (١٩/٢٣٦) .

▫والفرق بين المني والمذي :
١- المني يخرج بدفق وقوة ، أما المذي فيخرج بلا دفق ، وقد لا يشعر الإنسان بخروجه .
٢- المني سائل أبيض كثيف غليظ ، رائحته كرائحة طلع الشجر أو كرائحة العجين ، أما المذي فهو سائل شفاف رقيق لزج ليس له رائحة .
٣- المني يخرج بشهوة ويعقب خروجه فتور في الشهوة ، أما المذي فلا يعقبه فتور .


الإفطار في رمضان من غير عذر يعد كبيرة من كبائر الذنوب، قد تصل إلى حد الردة!


◽قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) . [البقرة/١٨٣] .

◽وقال تعالى : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) . [البقرة/١٨٥] .

صوم رمضان أحد أركان الإسلام،
ويخبر تعالى في الآية الكريمة أنه كتبه على المؤمنين في هذه الأمة، كما كتبه على الأمم السابقة من قبلهم، التي أنقضت، فهو فريضة وأمر إلهي لا يكتمل إسلام العبد إلا بها وبالإقرار بوجوبها،
وطاعة الله سبحانه بها، بصوم رمضان وأمتثال لأوامره، تحقيقاً لما أوجبه تعالى وفرضه على العباد .

◽عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ . رواه البخاري (٨) ، ومسلم (١٦) .

▫فالصوم أمرنا به الله في كتابه، وبسُّنَّة نبيه محمد ﷺ، وتركه ترك لأحد أركان الإسلام،
وعدم طاعة الله فيما شرعه لنا رسوله ﷺ من الدين، بالتالي فهو كبيرة من كبائر المعاصي، قد يصل إلى حد الردة، وأعاذنا الله،
لما فيه من العصيان لله تعالى ولرسوله فيما فرض علينا،
ولما فيه من التبعات السيئة والسلبية على عائلة الشخص الذي قد يفطر في رمضان،
والواقع خير شاهد على هذا لمن نعلم عن فطره في رمضان، فإننا نجد بعض الأفراد في نفس العائلة لديهم نفس العادة ويفطرون،
وبكل الأحوال نجد أنه لا تكاد تخلوا هذه العائلات وإلا فيهم من يفطر، لما يقع في أنفسهم من الأفتتان به وحب الأفطار،
وكذلك لما يقع لهم من وساوس الشيطان دفعاً وترغيباً لهم بالإفطار، وللاستهانة بما شرعه الله،
بل قد يصل الأمر لمن حولهم من جيرانهم، فنجد أن أحداً منهم يفطر ويقتدي بهذا الشخص .

◽قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا . فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَفَلا نُبَشِّرُ النَّاسَ ؟ قَالَ : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) . رواه البخاري (٧٤٢٣) .

▫فيتبين لنا من الحديث هذا أن الصيام من موجبات دخول الجنة، وأن تركه من التهاون بالشرائع المفروضة علينا، والتكاسل في أدائها، وهذا من المهلكات والموبقات لعصيان الله تعالى بما أمرنا به على الرغم من معرفتنا بأننا مأمورين بأدائه! .

◽روى أبو يعلى في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم : شهادة أن لا إله إلا الله ، والصلاة المكتوبة ، وصوم رمضان ) . والحديث صححه الذهبي ، وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد (١/٤٨) والمنذري في الترغيب والترهيب برقم (٨٠٥ ، ١٤٨٦) ، وضعفه الألباني في السلسة الضعيفة برقم (٩٤) .

▫وقد ذهب بعض السلف إلى كفر وردة من يفطر في رمضان من غير عذر، والعياذ بالله .
❍ قال الذهبي في الكبائر (ص ٦٤):
وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان بلا مرض ولا غرض ( أي بلا عذر يبيح ذلك ) أنه شر من الزاني ومدمن الخمر ، بل يشكون في إسلامه ويظنون به الزندقة والانحلال . اهـ .

نقول كيف لا وهذا الذي ترك صوم رمضان فرط بأحد أركان الإسلام، وإن كان الأمر كذلك، أليس ما دونه أهون عليه منه!.

كتبه الأخ محمد .

جميع الحقوق محفوظة للقناة | 25 أبريل / 2020 ® .
قناة أروع الإسلاميات على التلغرام .


#أحكام_في_الصيام (٥) ما لا يفَطِّر الصائم


▫من محاسن الدين الإسلامي تجلّي الرحمة في أحكامه وتشريعاته، ورفع الحرج والمشقة عن العباد، ومن ذلك ما يتعلق بالصيام .

هذه بعضُ الأمورِ مَنْ فعلَها لا يبطُل صومُه:

١- قطرة العين والأذن، وبخاخ الأنف، والمضمضة والغرغرة، وبخاخ العلاج الموضعي للفم، والاكتحالُ في العين، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق .
والأحوطُ تركُها إلا في حالِ الحاجة لها .

٢- حفر السن، أو قلع الضرس، أو تنظيف الأسنان، بالسواك أو فرشاة الأسنان، في جميع النهار سواء كان قبل الزوال أو بعده، من غير كراهة، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق .

٣- الأقراص العلاجية التي توضع تحت اللسان لعلاج الذبحة الصدرية وغيرها، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق .

٤- الحقنُ والإبَر العلاجيةُ في الجلدِ أو العضل أو الوريد، أو الشّرج أو المهبل، إذا لم تتضمّن مغذّيا بحيث تغني عن الطعام والشراب ، فإذا تضمنت المغذي فهذه الحقن مفطرة لأنها بمعنى الأكل والشرب .

٥- غاز الأوكسجين وغازات التخدير (البنج) ما لم يُعطَ المريض سوائل (محاليل) مغذية .

٦- ما يدخلُ الجسمَ امتصاصاً من الجلد، كالدهونات والمراهم واللصقاتِ العلاجية الجلدية المحمّلة بالمواد الدوائية أو الكيميائية .

٧- إدخال منظار أو قثطرة للفحص أو العلاج، في الشرايين أو المعدة أو الأحشاء أو أي عضو، أو أخذ خزعات وعينات، إذا لم يصاحبه إدخال سوائل (محاليل) أو مواد أخرى .

٨- ما يدخل المهبل من تحاميل، أو غسول، أو لولب، أو منظار، أو إصبع للفحص الطبي .

٩- الحقنة الشرجية، وما يدخل مجرى البول من قثطرة أو منظار، أو مادة ظليلة على الأشعة، أو دواء، أو محلول لغسل المثانة .

١٠- دخول أي أداة أو مواد علاجية إلى الدماغ أو النخاع الشوكي .

١١- التبرُّد بالماءِ الباردِ بالصّبِّ على الرأسِ، أو بالانغماس فيه .

١٢- التّعطّرُ والتّبخّرُ .

١٣- ذوقُ الطعامِ للتّأكّدِ مِن مذاقِه عند الحاجة، بشرط عدم دخول شيءِ للحلقِ .

Показано 20 последних публикаций.