تفرُك مَيس كفّيها بِتوتّر
يُكمل : الليله زي ماعارفين .. ينظُر لمِيس المُرتبكة , يبتسِم ويُكمِل : ذكرى زواجنا الخامسة
تُغمِض مَيس عينيها , تبتسِم وهيَ تستدرِك التاريخ
هيثم : حفلتنا طويلة , وليلتنا طَويلة , والعروس إسم الله عليها يعني..
تُحني مَيس رأسها
يضحَك الجميع
هيثم : بس قبل الحفلة أنا حابّب أطلُب من مَيس تجدِّد عقدنا وزواجنا , بقبول جديد , لو ممكن
تُداري ميس وجهها بكفّيها
يهتف الجميع مُشجِّعًا
يبتعِد عنها , يمُد بكفِّه لها .. ونظراته , قد أخبَرتها كُلَّ شيء
تُثبِّت قلبها بكفّها , تهزّ رأسها ضاحِكة , يُقبِّل رأسها .. ويُصفِّق الجميع
■■■
السودان - الخرطوم :
تفتح سِتارة البانيو, تُحيط جسدها بالمِنشفة , تفتح باب الحمّام ليتسرّب البخار
تغسِل وجهها , تخرُج , يقطُر الماء من شعرها وصولًا للغرفة ؛ تُشعل البخور , تُحني رأسها , تُغطّيه بالمنشفة , تعود لترفعه ؛ يرنّ الجرس , تُقطِّب حاجبيها , تنظُر للساعة , الواحد بعد مُنتصف الليل , تسير نحَو الباب بخطواتٍ بطيئة , تنطِق : مِين ؟
يأتيها صوت أوراد : أنا
تزفُر خَوفها , تفتح الباب , تمِيل أوراد برأسها ناظرةً إليها
تُجهش حياة باكيَة
تدخُل أوراد إليها , تُوارب الباب , وتضُمّها : أُشش
تحتضنها حياة بأكفٌّ مُتراخيَة , ويهتزّ جسدها
أوراد بِقلَق : حياة! مالِك ؟ بسم الله ؛ تُقبِّل رأسها , تُبعدهُ عن كتفِها ناظرةً إليها : دا كلّو منّي ! منّي لله
تهزّ حياة رأسها بالنّفي
تُمسِك أوراد بكفّها , تقودها للداخِل : مالك طيّب
تجلس على الأريكة , تجلس إلى جوارها ؛ تنظر للزجاج المنثُور , تعود لتنظر إليها بِقلق : حياة ! في شنو !
تهزّ حياة رأسها ترفض الكلام
تنهض أوراد بإتجاه المطبخ : قومي طيب, قومي ألبسي حاجة وتعالي زياد جاي ؛ قاعد يفتش على باركن وطالع
تنهض , تذهب بإتجاه الغرفة
تأتِي أوراد بالمكنسه , تجلس على أمشاطها , وتبدأ في إلتقاط شظايا الزُجاج
يُطرَق الباب
تصيح أوراد : فاتح
يدخُل زياد بهدوء , يتفقّد المكان بحثًا عن وجهها , ينظُر لأوراد : دا شنو ؟ حياة وين ؟
أوراد : قاعدة تلبّس
زياد : قومي قومي , شنو القزاز دا ؟
أوراد : ماعارفة.. جيت لقيتها ماطبيعية , مما شافتني بكَت , بعدما دخلنا لاحظتَ للقزاز
يمسك زياد المكنسة عنها : قومي طيب بتتعوّقي
تنهض , تنفُض كفّيها
تخرُج حياة إليهم , بإسدال صلاة , وشعرٍ مُبتَلّ
يرفع زياد رأسهُ ليراها , ينهض قلِقًا : حياة
يُمسِك بكفّيها , تهرب بنظراتها عنه : أنا كويسة, كويسة
يُجلِسها , يجلس أسفَل قدميها : ماكويسة.. مالِك
تبتلع دمعها : عشان خاطري يازياد.. ماعايزه أرجع تاني , ماصدّقت هِديت
أوراد : طب بس طمنينا , في حاجة حصلت ؟
تهزّ رأسها : ماف شي حصل , والله
يتنهّد زياد بِضيق
حياة : إنتو مالكُم جايين آخر الليل , خوّفتوني
زياد ناظرًا لأوراد : جايبين ليك خبَر تاني يبكّيك جد جد
تنفجر أوراد ضاحِكة , تضرِب كتفهُ
تلتفت حياة إليها مُتسائلة : في شنو ؟
تأخذ نفسًا عميقًا , تزفرُه : كُنت , حسافِر , الليلة
زياد مُستنكِرًا : كُنتي ؟
تنهَض عنهم حاملةً هاتفها : كُنت , بعد اللي شفتو دا ماحقدر أسافر إلا أسلّمَك ليها
تتهلّل أساريرهُ : والله إنتي أُخت رُجال ,حرَّم
تضحَك مُبتعدة عنهم
حياة مُبتسمة : مافهمت , مسافرة وين !
زياد : كانت ماشّه ألمانيا , طيارتها الفجر
تلتفت حياة إليها : أوراد !
تُشير لهُم أن يصبِروا
يرفع زياد كفّها البارِد إليه , يُقبّلهُ : هديتي ؟
تهزّ رأسها : الحمدلله.. بس شنو موضوع السفر دا ؟
زياد : حنشرَح ليك
تضع أوراد سمّاعة الهاتف على أذنها , تلتفت إليهم : بس تخلّصو لي موضوع العرس دا بسرعة !
يضحك زياد : إنتي بس أقعُدي وما بنختلف
حياة : يجماعة فهّموني
زياد : إنتي روقي , روقي
حياة : رايقة يا زياد والله , مالكم
يُتابع عينيها الحزينة بعينيه : كُنتي بتبكي على ماما عزيزة
تُشيح عنه
زياد : حياة
تنهض عنه : حعمل حاجة نشربها
يُمسِك بكفّها
تأتيهم أوراد : الرحلة وإتكنسلت .. أقعدي ؛ أنا الحعمل حاجة نشربها , وتقولي مالِك , بالحُسنى
تجلِس : ممكن ماتضغطو عليّ
أوراد : للأسف , ماممكن
حياة : حتّى أنا عايزه أعرف قصة السفر دا شنو !
ينهض زياد , يجلس بجوارها : كلو حنحكيه
تنهض عنهم
زياد : أها وين تاني !
تُشير لهُ أن يصبِر
تدخُل إلى غرفتها , تُخرج مُذكّراتها , وتُحضرها إليهم
يُتابع قدومها بعينيه حتّى تصِل
أوراد من المطبخ : وين البُن
تجلس حياة أمام زياد : في الدولاب الأوّل , تمُد لهُ بالدفتر
يستلمهُ منها ناظرًا إليها
حياة بإبتسامة : مالك خايف
زياد : ماعارف, دفتر شنو دا ؟
حياة : أفتَحو
أوراد : إستنوني أجي
حياة : تعالي , أنا حكمّل القهوة
تأتي إليهم , تجلس بجوار زياد
يتصفّحان الدفتر سويًا
وحياة , أمامَ المِوقَد , تُحرِّك البُنّ , وتبتسِم
كَطيرٍ , غادَر القفَص لِتَوِّه
■■■
المملكة العربيّة السعودية - الرياض :
-بعدَ مُرور أسبُوع-