تُخفض رأسها بِحياء
كريم : ما بخفِي إعجابي الكبير بيك يا أسماء
تحمّر وجنتيها, تُرتّب خصلات شعرها بإرتباك
يُكمِل ناظرًا إليها : وبصراحة, ماعايز أخفيه أكتَر .. وصدّقيني أبدًا ماقصدي أتعدّا حدودي , أو زي ماقُلت ليك أخُتِّك في موقف إنتي ماحابّاه ؛ وإحنا ما أولاد صُغار .. فَ أنا خطوة زي دي ما حخطيها عبَث أبدًا
تنظُر إليه بإهتمام
كريم : يعني.. أنا حبّيت الخطوة دي تكُون جادّة بالقدر اللي تستحقّيه يا أسماء
تُقطِّب حاجبيها بإستنكار : ما.. مافاهمة عليك
يُكمِل : أنا دعِيت أُمّي تحضر معانا اليوم دا ؛ وتقابلِك
تُقطِّب حاجبيها بإستنكار : أُمّك .. مش..
كريم : أيوة هي في السعوديّة ؛ ينظُر إلى ساعتهِ : طيّارتها حتوصل بعد ساعة
تُراقبهُ بِدهشة : ك .. كيف يعني !
كريم بإرتباك : م.. مالِك؟
أسماء : ماعارفَة.. بَس ؛ يعني ؛ الموقف مُحرِج يا كريم !
كريم بإستنكار : مُحرِج !
أسماء : أيوة.. يعني ؛ إحنا ماحصَل إتكلّمنا ؛ كيف , كيف أوّل كلام بيننا يكون قدام والدتَك أنا مافاهمة !
كريم مُبرِّرًا : لالا.. إحنا عندنا ساعة لسّه مع بعض , وأنا مهّدت ليك قبل ماتجي عشان نكون كلنا في خطّ واحد !
أسماء : مابتفرق ساعة أو ساعتين ياكريم , يعني .. صدمَة عليّ ! إنو أعرف دا كلو في يوم يا كريم إنتَ فاهمني؟؟
تتبدّل ملامحهُ السعيدة : أسماء أنا آسف.. حقيقي آسف
أسماء : خ.. خليني أدخُل الحمام شويّة
يُشير لها بإتجاه الحمام : إتفضّلي
تنهض عنه, تتلاصَف خطواتها وصولًا للحمّام
تسند راحتا كفّيها إلى الرخامة أمامها , تتأمّل ملامحها المُرتبِكة : في شنُو ! مالِك ! رُوقي..
تأخذ نفسًا عميقًا , تزفُرُه : قُلنا.. حندّي نفسنا فُرصة , قُلنا ماحنقفل كُل الأبواب , ليه بتعملي كدا ؟ أهدي يا أسمَا .. إنتي أكبَر من كدا
تمسَح تحت عينيها , تفرِد ظهرها , وتخرُج إليه
ينهض ليسحَب لها الكُرسي , تنظُر إليهِ خلفها بإبتسامة : شُكرًا ياكريم
يعود ليجلس قبالتها : أنا بعتذِر منّك تاني لو إتسّرعت في..
تُقاطعهُ : ماتعتذَر عشان خاطرِي.. أنا بس من توتّري إنفعلت
يبتسِم بإرتياح : عمومًا إحنا الحنمشي نجيبها من المطار , ف لو حابّة نأجّل الموضوع أنا حاضِر
تهزّ رأسها : لا .. أنا حقيقي حابّه ألاقيها
يتهلّل وجهه : هي كمان .. جاياك مخصوص
تبتسِم بحياء
يرفع كفّه للنادِل : عندِك تحلية معينة بتحبّيها
أسماء ناظرة للمائدة أمامها : يا كريم خلينا نخلّص القدامنا تحلية شنو !
كريم : بالهنا على قلبِك , كلو حتاكليه
تضحَك : لا ماتخرّب لي نظامي, لو سمحت
يأتي النادل إليهم
نادر : عايزين مِنيو الحلويات لو سمحت
يهزّ النادل رأسهُ بالإيجاب وينصرِف
أسماء : شُكرًا يا كريم .. حقيقي ماقادره ألحق حدّ لطافتَك
كريم : أقلّ من مقامِك والله يا أسماء
تشرع في الأكل : هسّي إنتَ بتكبِّر لي في راسي ف إتحمَّل
يتأمّلها مُاخوذًا بِها : إتدّللي
تتنحنح , تنظُر إليه : أُكل ! ليه مابتاكُل
يتلتف إلى صحنِه : أنا قرّبت أخلّص الدور والباقي عليك
تُضاء شاشة هاتفها تنبيهًا عن وصول رسالة , تقرأها من شاشة القِفل :
" يارب الجمال اللي شُفتو قبيل يكون مستمتع وعايش اللحظة بدون توتّر , بحبّك ياعمّتو "
تبتسِم
ينظُر كريم إليها
أسماء : دي رَند , بتطمّن عليّ
يبتسِم : الله يحفظكم لبعض
تُغلِق هاتفها : آمين يارب
تزفُر .. تتجاهل أفكارها
وتتماهى في اللحظة..
■■■
السودان - الخرطوم :
تحتضِن صُورة والدتها , أوسطَ السرير , وتسرح في فضاءٍ بعيد , تتحسّسها بأطراف أصابعها , ويقطُر دمعها فوقَ تقاطيعِ الصورة , تستغفِر , تُكفكف دمعها , تنهض عن الفِراش , تجمَع خُصل شعرها المُبعثرة , تُشعل شمعة , تتنشَّق عِطرها .. لِتهدأ , تُدوِّر خاتِم الخطبة حولَ إصبعها , تخرُج عن الغُرفة بإتجاه المطبَخ , تضَع ركوة القهوة على النّار , تتّامّل فُقاعات الماء, مُحاولة الهُروب من أفكارها , ماضيها الذي يملؤها بالأسئلة حَول الغدّ , أريكة والدتها الخاويَة .. وحقيقةُ يُتمها التي لا تُؤلّفها أيّة محبَّة , تضغط بسبّابتها عينيها مُقاومة دمعها , تفُور القهوة.. تندلِق , تُفيق من شرودها , تُطفئ النّار , تتنهّد , تحمل الركوة , تصبُّها بِبطء على بياض الكُوب , يُراودها صوتُ والدتها "ماتطّعميها ياحياة.. جيبيها مسيخه" تبتسِم كأنّما سمِعَتهُ حقًّا , تملأ فِنجانًا آخر , تحملهم , وتخرُج للصالَة , تضع الفنجان على الطاوِلة أمامَ الأريكة, وتجلِس في الكرسي , ترتشف من قهوتها .. وتبتلع دَمعها معها , تتذكّر كلماتها لها حينَ ترى يأسها جلِيًا , "قُومي ماتقلبي خِلقتك , الزعل داير يسو ليك شنو يعني, فكّي ضفيراتك وأرقُصي.. شوفي كان ما إتحلَّت"
كريم : ما بخفِي إعجابي الكبير بيك يا أسماء
تحمّر وجنتيها, تُرتّب خصلات شعرها بإرتباك
يُكمِل ناظرًا إليها : وبصراحة, ماعايز أخفيه أكتَر .. وصدّقيني أبدًا ماقصدي أتعدّا حدودي , أو زي ماقُلت ليك أخُتِّك في موقف إنتي ماحابّاه ؛ وإحنا ما أولاد صُغار .. فَ أنا خطوة زي دي ما حخطيها عبَث أبدًا
تنظُر إليه بإهتمام
كريم : يعني.. أنا حبّيت الخطوة دي تكُون جادّة بالقدر اللي تستحقّيه يا أسماء
تُقطِّب حاجبيها بإستنكار : ما.. مافاهمة عليك
يُكمِل : أنا دعِيت أُمّي تحضر معانا اليوم دا ؛ وتقابلِك
تُقطِّب حاجبيها بإستنكار : أُمّك .. مش..
كريم : أيوة هي في السعوديّة ؛ ينظُر إلى ساعتهِ : طيّارتها حتوصل بعد ساعة
تُراقبهُ بِدهشة : ك .. كيف يعني !
كريم بإرتباك : م.. مالِك؟
أسماء : ماعارفَة.. بَس ؛ يعني ؛ الموقف مُحرِج يا كريم !
كريم بإستنكار : مُحرِج !
أسماء : أيوة.. يعني ؛ إحنا ماحصَل إتكلّمنا ؛ كيف , كيف أوّل كلام بيننا يكون قدام والدتَك أنا مافاهمة !
كريم مُبرِّرًا : لالا.. إحنا عندنا ساعة لسّه مع بعض , وأنا مهّدت ليك قبل ماتجي عشان نكون كلنا في خطّ واحد !
أسماء : مابتفرق ساعة أو ساعتين ياكريم , يعني .. صدمَة عليّ ! إنو أعرف دا كلو في يوم يا كريم إنتَ فاهمني؟؟
تتبدّل ملامحهُ السعيدة : أسماء أنا آسف.. حقيقي آسف
أسماء : خ.. خليني أدخُل الحمام شويّة
يُشير لها بإتجاه الحمام : إتفضّلي
تنهض عنه, تتلاصَف خطواتها وصولًا للحمّام
تسند راحتا كفّيها إلى الرخامة أمامها , تتأمّل ملامحها المُرتبِكة : في شنُو ! مالِك ! رُوقي..
تأخذ نفسًا عميقًا , تزفُرُه : قُلنا.. حندّي نفسنا فُرصة , قُلنا ماحنقفل كُل الأبواب , ليه بتعملي كدا ؟ أهدي يا أسمَا .. إنتي أكبَر من كدا
تمسَح تحت عينيها , تفرِد ظهرها , وتخرُج إليه
ينهض ليسحَب لها الكُرسي , تنظُر إليهِ خلفها بإبتسامة : شُكرًا ياكريم
يعود ليجلس قبالتها : أنا بعتذِر منّك تاني لو إتسّرعت في..
تُقاطعهُ : ماتعتذَر عشان خاطرِي.. أنا بس من توتّري إنفعلت
يبتسِم بإرتياح : عمومًا إحنا الحنمشي نجيبها من المطار , ف لو حابّة نأجّل الموضوع أنا حاضِر
تهزّ رأسها : لا .. أنا حقيقي حابّه ألاقيها
يتهلّل وجهه : هي كمان .. جاياك مخصوص
تبتسِم بحياء
يرفع كفّه للنادِل : عندِك تحلية معينة بتحبّيها
أسماء ناظرة للمائدة أمامها : يا كريم خلينا نخلّص القدامنا تحلية شنو !
كريم : بالهنا على قلبِك , كلو حتاكليه
تضحَك : لا ماتخرّب لي نظامي, لو سمحت
يأتي النادل إليهم
نادر : عايزين مِنيو الحلويات لو سمحت
يهزّ النادل رأسهُ بالإيجاب وينصرِف
أسماء : شُكرًا يا كريم .. حقيقي ماقادره ألحق حدّ لطافتَك
كريم : أقلّ من مقامِك والله يا أسماء
تشرع في الأكل : هسّي إنتَ بتكبِّر لي في راسي ف إتحمَّل
يتأمّلها مُاخوذًا بِها : إتدّللي
تتنحنح , تنظُر إليه : أُكل ! ليه مابتاكُل
يتلتف إلى صحنِه : أنا قرّبت أخلّص الدور والباقي عليك
تُضاء شاشة هاتفها تنبيهًا عن وصول رسالة , تقرأها من شاشة القِفل :
" يارب الجمال اللي شُفتو قبيل يكون مستمتع وعايش اللحظة بدون توتّر , بحبّك ياعمّتو "
تبتسِم
ينظُر كريم إليها
أسماء : دي رَند , بتطمّن عليّ
يبتسِم : الله يحفظكم لبعض
تُغلِق هاتفها : آمين يارب
تزفُر .. تتجاهل أفكارها
وتتماهى في اللحظة..
■■■
السودان - الخرطوم :
تحتضِن صُورة والدتها , أوسطَ السرير , وتسرح في فضاءٍ بعيد , تتحسّسها بأطراف أصابعها , ويقطُر دمعها فوقَ تقاطيعِ الصورة , تستغفِر , تُكفكف دمعها , تنهض عن الفِراش , تجمَع خُصل شعرها المُبعثرة , تُشعل شمعة , تتنشَّق عِطرها .. لِتهدأ , تُدوِّر خاتِم الخطبة حولَ إصبعها , تخرُج عن الغُرفة بإتجاه المطبَخ , تضَع ركوة القهوة على النّار , تتّامّل فُقاعات الماء, مُحاولة الهُروب من أفكارها , ماضيها الذي يملؤها بالأسئلة حَول الغدّ , أريكة والدتها الخاويَة .. وحقيقةُ يُتمها التي لا تُؤلّفها أيّة محبَّة , تضغط بسبّابتها عينيها مُقاومة دمعها , تفُور القهوة.. تندلِق , تُفيق من شرودها , تُطفئ النّار , تتنهّد , تحمل الركوة , تصبُّها بِبطء على بياض الكُوب , يُراودها صوتُ والدتها "ماتطّعميها ياحياة.. جيبيها مسيخه" تبتسِم كأنّما سمِعَتهُ حقًّا , تملأ فِنجانًا آخر , تحملهم , وتخرُج للصالَة , تضع الفنجان على الطاوِلة أمامَ الأريكة, وتجلِس في الكرسي , ترتشف من قهوتها .. وتبتلع دَمعها معها , تتذكّر كلماتها لها حينَ ترى يأسها جلِيًا , "قُومي ماتقلبي خِلقتك , الزعل داير يسو ليك شنو يعني, فكّي ضفيراتك وأرقُصي.. شوفي كان ما إتحلَّت"