Postlar filtri


تتبدّى خطورة هذه المنظمات في وضوح تمويلها وتبعيتها، التي باتت مكشوفة عبر كل الوسائل والممارسات، حتى غدت أهدافها ودوافعها لا تخفى على أحد. فما إن تُصدر الدولة قرارًا أو قانونًا لا ينسجم مع أهوائها، حتى تنهال سيول من الانتقادات والتشكيك. وبهذا الأسلوب الماكر، نجحت الولايات المتحدة وقوى أخرى في التسلل إلى سيادة الدول والتأثير على قراراتها، عبر هؤلاء الأدوات المأجورة والبيادق المضلَّلة. فأي غافلٍ يرضى بأن تُملي عليه مثل هذه المنظمات، بعقائدها الضبابية وأجنداتها الغامضة، طريقه وتوجهاته؟ أو أن يُطلق لها العنان لتعبث كما تشاء دون قيد أو ضابط؟ إنها بلا شك أداة خفية، لكنها بالغة التأثير، في تحقيق التدخل الناعم بالشؤون السياسية.


«كانت أولى شرارات دولة البغي في الديار بأسر أولئك الأبطال خديعةً وغدراً.»

لم يكن للبرابرة عبر الأحقاب قهرٌ ولا صولةٌ إلا إذ غدرت الأنفس الوضيعة، فكانوا السبيل الذي أُتي منه، وصاروا كالعقار المُرّ الذي يجلو الداء عن الأمة، ليُعيدها إلى عافية موفورة.


Video oldindan ko‘rish uchun mavjud emas
Telegram'da ko‘rish


إن النهج الذي ينتهجه الحكم الشيعي في العراق تحديدًا يتسم بمنح الأولوية لترضية الأطراف التي لا تكنّ له الرضا، سعيًا لتأمين استمراره في السلطة. أما الشيعة أنفسهم، فإن رضائهم أو سخطهم لا يُعدّ في العادة حجر الزاوية في معادلة بقائه؛ إذ تكمن الأهمية الحقيقية في كسب رضا الأطراف الأخرى من غير الشيعة. وتُعدّ هذه السمة ظاهرة متجذرة في بنية الحكم الشيعي، حيث إن النقد الداخلي الذي يأتي من داخل الطائفة لا يُعيره الشيعي الوزن ذاته الذي يُعطيه للنقد الآتي من خارجها، سواء أكان ذلك من طائفة أخرى أم من جهة معارضة على الضفة الأخرى من المشهد السياسي. هذا التوجه ينبع من حساسية مفرطة تجاه صورة الحكم أمام الآخر، والتي تعدّ في نظره أولوية تتقدم على أي جدل داخلي ضمن بنيته.




دائماً تجد هؤلاء الحثالات مندفعين في كل شيء، مستندين إلى فتاوى ابن تيمية، نادراً ما تجد أحدهم لا يستشهد بكلماته أو يعتمد على تفسيراته.

المشكلة أن جهادهم المزعوم محصور فقط في العراق، وعلى الشيعة تحديداً، وكأن العراقيين هم من قتلوا آباءهم أو دمروا أوطانهم! لماذا لا يتوجهون إلى غزة أو فلسطين؟ لماذا لا يجاهدون ضد الصهاينة أو الاحتلال الأمريكي؟ الحقيقة الواضحة أن ابن تيمية، على ما يبدو، لم يُصدر فتاوى تحثهم على ذلك، أو ربما أيديولوجيتهم لا ترى في هؤلاء أعداءً يستحقون الجهاد.


Video oldindan ko‘rish uchun mavjud emas
Telegram'da ko‘rish




على مواقع التواصل الاجتماعي، يعود نشاط الدواعش، مستغلين غياب الرقابة الإلكترونية التي يبدو أن أحداً لا يكترث لوجودها أصلاً! لا اعرف اين القوات الأمنية الإلكترونية ! أين المسؤولية بهذا المجال تحديدا ؟ لا شيء! حقاً، هل يظن البعض أن الدولة تُدار فقط بخطط عسكرية ميدانية ؟ هل يُعقل أن يُترك هذا المجال الحيوي فارغاً وكأنه غير مهم؟ عندما يشتعل الخطر، ويبدأ هؤلاء السفلة بضربة مفجعة على المدنيين العزل، حينها فقط يفهم المسؤولون معنى الاستباقية!

السياسة الحقيقية ليست في انتظارهم ليضربوا أولاً، بل في اقتلاعهم من جذورهم، أينما كانوا، في العراق وخارجه. مواجهة الدواعش هنا فقط؟ سخافة! هذا غباء استراتيجي. هؤلاء يعيدون تنظيم صفوفهم بمجرد أن تمنحهم الفرصة، ولا حل إلا في عمليات استئصالية شاملة، تطاردهم أينما وُجدوا، دون هوادة أو رحمة.

انظروا إلى تعليقاتهم، افحصوا حساباتهم، حللوا منشوراتهم المليئة بالتعبئة
! كل هذه الأمور تكشف مخططاتهم وتوجهاتهم، لكن من المسؤول عن تتبعها؟ يبدو أنه لا أحد! كأنما هذا البلد يعيش في غيبوبة، غير مدرك للخطر المتفاقم الذي يهدد أمنه. هذا الإهمال هو بذاته كارثة أكبر من أي تهديد إرهابي!


Video oldindan ko‘rish uchun mavjud emas
Telegram'da ko‘rish
الصراحة، وبالعودة إلى اليمن، لا يوجد شيء يمكن أن يخسره الحوثي بعد ما فعلته “عاصفة الضحك الخليجية” . إلا أن نتنياهو يبدو أن سرطان البروستات قد أثر عليه بشكل كبير، ليدفعه إلى مواجهة مباشرة مع الحوثي. حقًا، هيستيريا مضحكة يفعلها هذا “الاحمق”، يتصور أن اليمن مليئة بالجهاديين السلفيين كما في سوريا، فيظن أنهم سيتوافدون لنصرته.


في سياق الحديث عن «الحوثيين » وعند استحضار معطياتهم في ضوء ما طرحه « كارل شميت في كتابه “مفهوم البارتيزان »نجد أن جوهر القوة الكامنة في هذه الحركة لا يمكن عزله عن موقعها الجغرافي الحاسم، الذي يشكل الأساس لكل ديناميكياتها الحركية. أهمية الموقع الجغرافي في تعزيز قوة البارتيزان، يمكن القول إن « الحوثي »، بموقعه الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر وبالقرب من مضيق باب المندب، يمثل عنصراً مفتاحياً في فهم طبيعة هذه الحركة وتطورها.

يُعد البارتيزان قوة حركية تتأثر بشكل جوهري بجغرافيته؛ فهو ليس كياناً مجرداً يتحرك في فراغ، بل يتجذر في الأرض التي يقاتل عليها. ولعل « الحوثيين » يجسدون هذا المفهوم بوضوح. فهم ينطلقون من تضاريس معقدة، تتراوح بين الجبال الوعرة والوديان العميقة، مما يمنحهم ميزة استراتيجية مزدوجة: التحصن من الهجمات العسكرية التقليدية، والقدرة على شن عمليات كرّ وفرّ فعالة ضد خصومهم.

أهمية البحر كعنصر حركي « للبارتيزان » أنه يمنح بعداً إضافياً لقدرته على المناورة والتأثير. وينطبق هذا على « الحوثيين » الذين يدركون أهمية السيطرة على الممرات البحرية الحيوية، مثل باب المندب. ( البحر ليس مجرد مساحة مفتوحة، بل هو ميدان للصراع والمقاومة ) يعزز من قدرة البارتيزان على كسر الهيمنة العسكرية التقليدية. الحوثيون، بتوجههم نحو تعزيز نفوذهم البحري، لا يسعون فقط إلى حماية وجودهم الجغرافي، بل إلى تحويل هذا الوجود إلى ورقة ضغط استراتيجية على القوى العالمية والإقليمية.

إن الحركية هي قلب البارتيزان، وهي ما يميز مقاومته عن الجيوش النظامية. بالنسبة للحوثيين، هذه الحركية تتجلى في قدرتهم على التكيف السريع مع ظروف المعركة، سواء في البر أو البحر. فهم ليسوا قوة جامدة تتبع استراتيجيات تقليدية، بل كيان ديناميكي يتفاعل مع التحديات بمرونة وذكاء، مستفيداً من الموقع الجغرافي والقدرات البحرية لتحقيق أهدافه.

يمكن فهم الحوثيين كامتداد لمفهوم البارتيزان الكلاسيكي. ليسوا مجرد حركة مقاومة محلية، بل يمثلون تحدياً للأنظمة العسكرية والاقتصادية المهيمنة. كما أن استخدامهم المميز للموقع الجغرافي والبحري يجعلهم نموذجاً لما يمكن أن نسميه “بارتيزان العصر الجديد”، حيث تلتقي الجغرافيا مع السياسة والتقنية لإعادة صياغة مفاهيم المقاومة في العالم المعاصر.

البارتيزان هو تعبير عن مقاومة متجذرة في الأرض ومتصلة بحركة التاريخ. والحوثيون، بموقعهم الحاسم واستراتيجياتهم الديناميكية، يعيدون تعريف هذا المفهوم، ليصبحوا نموذجاً جديداً لبارتيزان البحر والبر، في مواجهة نظام عالمي يزداد تعقيداً واضطراباً.




من عالمٍ سادت فيه هيمنة الاقتصاد إلى عالمٍ تفرض فيه التقنية سلطانها، الحوثي يضرب غير عابئ بالعواقب.

لقد رسّخت العولمة الاقتصادية ، بقيادة الدولار الأمريكي، هيمنة غير مسبوقة للولايات المتحدة على العالم، حتى باتت الحكومات على اختلاف أيديولوجياتها مكبّلة بقيود هذه السطوة. ورغم أن بعض الدول تفلت من قبضة هذه الهيمنة، إلا أن تلك الحالات نادرة للغاية. ما نشهده اليوم هو سيطرة اقتصادية عابرة للحدود، تحوّلت معها الحوكمة إلى وصاية قسرية على السيادة، بغض النظر عن تنوع المرجعيات الفكرية والسياسية للدول.

لكن هنا تكمن المفارقة: اليمن يقف كاستثناء صارخ في مواجهة هذا النظام الاقتصادي المهيمن. ففي الوقت الذي تتضافر فيه الجهود الأمريكية والبريطانية لتكريس استراتيجيات الهيمنة وضرب الحوثيون من كل جانب إلا ان الحوثي يعود مرة اخرى بشيء اقوى من سابقاتها.

إنه نموذج يفضح حدود القوة الاقتصادية الغربية، ويكشف هشاشة التحالفات التي تعتمد على الإخضاع الاقتصادي كسلاح لإملاء الإرادة السياسية.

اليمن، في موقفه الحالي، لا يقتصر على تحدي الهيمنة الأمريكية فقط، بل يتجاوز ذلك إلى خلق مفارقة مذهلة في سياق الحروب السابقة مع السعودية التي كسرها الحوثيين بشكل جعل السعودية لا شيء في توازن القوى ، التي طالما اعتُبرت ركيزة أساسية في النظام الإقليمي الخاضع لنفوذ الغرب. من الناحية العسكرية، اليمن يُعيد صياغة قواعد القوى، متجاوزاً التقليدية في المواجهة إلى معركة تعرّي خفايا الحوكمة الاقتصادية التي تستخدمها الولايات المتحدة كأداة للسيطرة.

وفي هذا المشهد، تتضح أزمة المحور المناهض للغرب، بما فيه إيران وحلفاؤها، الذين يدركون أن المقاومة التقليدية وحدها، كحالة حزب الله، لا تكفي لمواجهة هذه الحرب العسكرية والاقتصادية. فبينما تتآكل قدرات الدول والمجتمعات تحت وطأة العقوبات والضغوط وشاهدناها قبل الحرب الإسرائيلية على حزب الله وكيف سخرت الولايات المتحدة كل أجنداتها من الخليج إلى آخر نقطة تخضع للغرب لضرب الاقتصاد اللبناني ، يبقى اليمن حالة فريدة تسجل مقاومة صلبة تتحدى أعتى أدوات الإخضاع.

اليمن، إذن، لا يخوض معركة عسكرية فحسب، بل يواجه نظاماً اقتصادياً عالمياً صُمّم ليحكم الشعوب من خلال اقتصادها، في وقت تعجز فيه المجتمعات عن إدراك تعقيدات هذه الحرب غير التقليدية. فما يفعله اليمن اليوم ليس مجرد مقاومة، بل هو إعادة تعريف لمعنى السيادة في مواجهة نظام عالمي مظلم .


Video oldindan ko‘rish uchun mavjud emas
Telegram'da ko‘rish
حين كان الجولاني يخوض غمار “الجهادية” في العراق، واليوم يخرج بخطاب متخم بشعارات القيم الليبرالية، في محاولة مكشوفة لخداع أصحاب العقول الساذجة ،لقد ذقنا في العراق الويلات من تفاهة وضحالة عقول الوهابية الجهادية وأتباع الفكر المسموم لابن تيمية، أولئك الذين مزقوا بلادنا وعمّقوا جراحها بفسادهم وإجرامهم. من القاعدة التي زرعت الموت، إلى داعش التي سفكت الدماء وأشعلت الخراب، وصولًا إلى بقاياهم العفنة من جبهة النصرة وغيرها من الحثالات التي خرجت من المستنقع السوري. هؤلاء لم يكتفوا بتدمير الأوطان والعبث بحياة الأبرياء، بل عادوا اليوم بوجه جديد، متخفّين برداء الدولة الحديثة، يخدعون السذج بشعارات مزيفة وأقنعة مهترئة، لكن حقيقتهم النتنة لا تخفى على من عاش مرارة جرائمهم.


إنّ الدعوات المتكررة لحل الحشد الشعبي، المؤسسة الرسمية المرتبطة بوزارة الدفاع العراقية ومجلس الوزراء، تكشف عن نوايا خبيثة تستهدف ركائز الأمن والاستقرار على هذه الأرض. هذه المؤسسة التي، رغم ما لها وما عليها كما هو حال جميع المؤسسات الأمنية، تُعدّ اليوم قوة فاعلة في مواجهة التحديات والمؤامرات التي تُحاك ضد هوية هذا المجتمع.

لكن ما يثير السخرية هو أن الهجوم على الحشد لا ينبع من رغبة حقيقية في الإصلاح أو النقد البناء، بل من حقد دفين تُحرّكه أهواء المتأمركين وأتباع الاحتلال، أولئك الذين ارتبطت مصالحهم بأجندات خارجية لا تريد لهذه الأرض سوى الفوضى والضياع. إن وصف الحشد الشعبي بأنه “إيراني” هو خطاب رخيص لا يهدف إلا إلى تشويه سمعة هذه المؤسسة التي قدمت التضحيات الجسام في مواجهة الإرهاب الداعشي الذي عجز المتأمركون عن صده أو حتى مواجهته.

الحشد الشعبي، كيان عقائدي ينبثق من صميم هوية هذا المجتمع، ووجوده ضروري لحماية أمن هذه الأرض واستقرارها. وإذا كانت هناك أخطاء أو إخفاقات في إدارته، فإن التصحيح يجب أن يكون داخليًا وبروح تتسم بالمسؤولية الحقيقية، لا عبر الطعن والتحقير من الخارج بألسنة مأجورة.

إنّ الغالبية ممن يطالبون بحل الحشد هم من أتباع أمريكا، الذين باعوا ضمائرهم ومبادئهم مقابل حفنة من الدولارات، ولم يقدّموا لهذه الأرض سوى الخيانة والتآمر. هؤلاء، الذين ارتعدت فرائصهم حينما تصدى الحشد لجرائم القاعدة وداعش، لم يروا في الحشد سوى عقبة أمام أجنداتهم المشبوهة.

وعلى الرغم من تشابه الحشد الشعبي من الناحية العقائدية مع الحرس الثوري الإيراني، فإنه لم يحظَ حتى الآن بقيادات سياسية مقتدرة تضع مصلحة هذه المؤسسة فوق المصالح الشخصية الضيقة. للأسف، هناك من قياداته من لا يستحق المكانة التي يشغلها، وغايتهم تدمير ما تبقى من هذا الكيان الفاعل من خلال المتاجرة باسمه والسماح للأعداء بالطعن فيه بكل وقاحة.

إنّ الأصوات التي تتعالى ضد الحشد الشعبي اليوم ليست سوى انعكاس لمدى إدراك العدو لطبيعة هذا الكيان العقائدي، الذي يرتكز على إيمان عميق ووازع ديني متين. هذا الوازع يجعل الحشد منيعًا أمام محاولات التضليل الإعلامي التي نجحت في زعزعة الجيوش النظامية بزرع الشك والضعف في نفوسها كما حدث في سوريا وسابقا مع الجيش العراقي في الموصل . لكن الحشد، بتماسكه العقائدي ورابطته الروحية، لا ينكسر أمام هذه الألاعيب الرخيصة، بل يزداد صلابة وثباتًا. والتاريخ القريب شاهدٌ على صمود هذا الكيان أمام الجماعات الهزيلة، وكيف أفشل مخططاتها وأذلّها في ساحات المواجهة.


لو كانت إسرائيل، ولو للحظة واحدة، تشك في أن هؤلاء الذين يتزيّنون بلقب “معارضة” أو “مجاهدين” يشكّلون خطرًا حقيقيًا على مصالحها او على وجودها ، لما سمحت للنظام أن يسقط، ولا أبقتهم على الساحة يومًا واحدًا. إنهم أدوات عابرة في لعبة المصالح، وإسرائيل تُمسك بخيوط اللعبة بإحكام، حيث سقوطهم أو بقاؤهم مرهون بمدى فائدتهم لها.

هذا هو توضيح الواضحات.


يومٌ خالدٌ في تاريخ العراق، يومٌ انتصر فيه أبناؤه المخلصون من الجيش والحشد الشعبي وسائر الشرفاء من المسلمين، على أحطِّ زمرةٍ أفسدت في الأرض وجرَّت المنطقة إلى مهاوٍ خطَّتها طموحاتٌ فكريةٌ منحطَّة، لا أساس لها سوى أحلامٍ مريضةٍ لمعاقي النفوس وسفلة البشر.

يومٌ شهد هزيمةَ ثلةٍ وضيعةٍ تجمَّعت من شتى بقاع الأرض، فأضحت جثثًا هائمةً في تراب العراق الطاهر. هؤلاء الذين جاءوا حاملين أفكارًا خبيثةً مستمدةً من أسفل الخلق وأدنى الطموحات، توقفت أحلامهم هنا، على أعتاب هذا الوطن، حيث لا موطئ لجبانٍ .

اللهم ارحم شهداءنا الأبرار، واغفر لهم، واجعل مثواهم الفردوس الأعلى، أولئك الذين صدقوا عهدهم مع الله فأنجز وعده لهم، وخلّد ذكرهم في صفحات المجد.


لديهم مشكلة مع إيران تتجذر في نظرتهم المستمرة إليها ككيان مجوسي فارسي، متناسين أن التاريخ العربي حافل بحساسيات قومية تفوق الحس الإسلامي. إذا تأملت في تاريخ الأوطان العربية، ستجد أن الهوية القومية هي الصوت الأعلى، بعكس إيران التي جعلت من الإسلام محوراً لسيادتها وهويتها.

خذ العراق مثالاً: كثير من مثقفيه يعيدون انتماءهم إلى الحضارات السومرية، الآشورية، أو البابلية، بينما في مصر، يفاخر المثقفون بتراثهم الفرعوني. حتى في دول المغرب الكبير، حيث تتداخل العربية مع الأمازيغية والصحراوية الحسانية، والغنى الإفريقي، والأندلسي، والعبراني، والمتوسطي، ترى أن صوت القومية أعلى بكثير من صوت الإسلام. أما في سوريا، فالأمر لا يختلف؛ الانتماءات الإثنية والطائفية تعلو، والإسلام يكاد يخفت صوته في مواجهة موجات التغريب والتطبيع مع القيم الغربية.

في هذه البلدان، حتى من يزعمون التمسك بالإسلام تجد لديهم ميولاً علمانية وشذوذاً فكرياً مرتفعاً. في المقابل، إيران، رغم كل ما يُقال عنها، تظل متماسكة في إسلاميتها. المضحك أن من ينتقصون من إيران يصفونها بأنها “مجوسية” وغير مسلمة، في حين أن واقعها الإسلامي وسيادتها الإسلامية أقوى وأوضح من أي بلد عربي في العصر الحالي.

الموجات الغربية التي تستهدف إيران، عبر الثورات الملونة والتغريب، تضربها لأنها تمثل شرعية إسلامية حقيقية تهدد المشاريع الثقافية الغربية، وليس لسبب آخر. انظروا إلى تركيا، التي يغرقها الانحطاط حتى النخاع، ومع ذلك تُسمى إسلامية!

الانتقاص من إسلام إيران لا يرتبط بشيء سوى طائفيتها الشيعية؛ فحجة “الفارسية والمجوسية” واهية لا يقولها إلا جاهل عديم الفهم. الغريب أن هذه الكلمة “مجوس” انتشرت وابتلعها عوام السنة بجهل محض، دون أي إدراك لواقع الأمور.


Video oldindan ko‘rish uchun mavjud emas
Telegram'da ko‘rish
في تصريح يكشف عن سطحية عقلية لا تخلو من الطرافة، أطل الجولاني، ذلك الصعلوك الذي يُنسب إليه هذا الاسم، ليعلن في إحدى المرات، حين كان ينتمي إلى تنظيم القاعدة، أن أمريكا، العدو الذي طالما اشتهر التنظيم بعدائه، أصبحت الآن الداعم الأول لجماعته في مواجهة إيران. أراد الجولاني أن يضفي على خطابه غلافًا من “التبرير الاستراتيجي”، إلا أنه انزلق في كشف حقيقة ثقيلة الوطأة: أمريكا كانت تدفع بتنظيم القاعدة لمواجهة التمدد الإيراني.

وفي هذا السياق، تظهر إسرائيل لتكمل ما كانت أمريكا تستخدمه، متقمصة دور “المعارضة السورية”، تلك الأداة التي لطالما استُخدمت لتوجيه ضربات لا تصب إلا في مصلحة واحدة: قطع شرايين الإمداد الإيرانية التي تدعم حماس وحزب الله.

وهكذا، إذا كان الجولاني قد أفصح عن حقيقة “زلّت” من لسانه، فإن إسرائيل تجسدها بوضوح اليوم، لتشكل المشهد الأخير: “عدو عدوي… ليس إلا خادمي المؤقت”، هذا إن صحت عداوة هؤلاء لإسرائيل. عموماً، من يشاهد هذا اللقاء سيعيش هستيريا من الضحك على عقلية هذا الرجل!


Video oldindan ko‘rish uchun mavjud emas
Telegram'da ko‘rish
كيف يُزرع العدم في أرواح البشر، كما أشار نيتشه، حين تُعرض المبادئ للتصويت الشعبي، فتُختزل قيمتها في ميزان الربح والخسارة؟ بهذا النهج، تقوم الديمقراطيات تدرّج القيم وفق أهواء العامة: هذا مربح، ذاك مكلف، والآخر لا جدوى منه. أي انحطاط هذا الذي يجعل من أسمى المبادئ سلعاً تُساوم عليها الحشود؟

أما إدراج قوانين العفو مع تعديل قانون الأحوال الشخصية، فهو حيلة مكشوفة حتى أمام العقول البسيطة. لا يمكن لعاقل أن يتصور أن الفساد في العراق بلغ هذا الحد من الوقاحة، حيث تُباع الضمائر جهاراً نهاراً بلا وازع أو خجل. ما الذي تبقى من الأخلاق حين يصبح الحق والعدل رهينة للمساومات والمكاسب؟

20 ta oxirgi post ko‘rsatilgan.