تتبدّى خطورة هذه المنظمات في وضوح تمويلها وتبعيتها، التي باتت مكشوفة عبر كل الوسائل والممارسات، حتى غدت أهدافها ودوافعها لا تخفى على أحد. فما إن تُصدر الدولة قرارًا أو قانونًا لا ينسجم مع أهوائها، حتى تنهال سيول من الانتقادات والتشكيك. وبهذا الأسلوب الماكر، نجحت الولايات المتحدة وقوى أخرى في التسلل إلى سيادة الدول والتأثير على قراراتها، عبر هؤلاء الأدوات المأجورة والبيادق المضلَّلة. فأي غافلٍ يرضى بأن تُملي عليه مثل هذه المنظمات، بعقائدها الضبابية وأجنداتها الغامضة، طريقه وتوجهاته؟ أو أن يُطلق لها العنان لتعبث كما تشاء دون قيد أو ضابط؟ إنها بلا شك أداة خفية، لكنها بالغة التأثير، في تحقيق التدخل الناعم بالشؤون السياسية.