الثقافة الزهرائية


Гео и язык канала: Иран, Фарси
Категория: Религия


طلبُ المعارفِ مِن غيرِ طريقِنا أهل البيتِ مُساوقٌ لإنكارِنا

Связанные каналы  |  Похожие каналы

Гео и язык канала
Иран, Фарси
Категория
Религия
Статистика
Фильтр публикаций


في ثقافةِ العِترة: لماذا كان للإفطارِ على الماءِ خُصوصيّةٌ وأثرٌ معنويٌّ في تطهيرِ القلبِ مِن الذُنوب؟
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادقُ"عليه السلام":
(الإفطارُ على الماءِ يغسِلُ الذنوبَ مِن القلب)
وفي روايةٍ أُخرى وصف الإمامُ الإفطارَ على الماءِ بأنّهُ: (يغسِلُ الذنوبَ غسلاً)
[الكافي: ج4]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
لاحظوا أنّ شُربَ الماءِ عمليّةٌ حِسيّةٌ فيزيائيّةٌ مُرتبطةٌ بالبدن..ولكن الإمامَ هنا يتحدّثُ عن أثرٍ معنويٍّ في القلبِ يتركُهُ الإفطارُ على الماء،
فيقول: أنّه يغسِلُ ذُنوبَ القلب!
وإمامُنا الباقر يُؤكّدُ هذا المعنى فيقول: (افطِروا على الماء فإنّ الماءَ طَهور)

فما هو السِرُّ الّذي في الماء والّذي جعل له هذا الأثرَ المعنويَّ الدينيَّ المُرتبط بتطهير القلبِ مِن الذنوب؟

الجواب:
لأنّ الماءَ في ثقافةِ العترةِ رمزٌ ومظهرٌ مِن مظاهرِ الإمامِ المعصوم، وعنوانٌ لولايةِ أهلِ البيت،
فالكونُ مبنيٌّ على تعدُّدِ المظاهرِ والتجلّيات،
المُراد مِن التجلّيات: أي ظُهورُ الحقيقةِ الواحدةِ في أكثرِ مِن صُورة، بحيث تظهرُ في كُلِّ عالمٍ بالشكلِ الّذي يناسِبُ ذلك العالم

فالماءُ في القرآن رمزٌ للإمامِ المعصوم كما يقولُ إمامُنا الكاظِم في معنى قولِهِ تعالى: {قُل أرأيتُم إن أصبحَ ماؤكم غَوراً فمن يأتيكُم بماءٍ مَعين} قال:
(إذا فقدتم إمامَكُم فلم تَروهُ فماذا تصنعون!)
[كمال الدين]

وكما يقولُ إمامُنا الصادق حين سُئل عن تأويل قولِهِ تعالى: {ويُنزّلُ عليكم مِن السماءِ ماءً لِيُطهّركُم به ويُذهِبَ عنكُم رجزَ ولِيربطَ على قُلوبِكم ويُثبّتَ به الأقدام} قال:
(السماءُ في الباطن؛ رسولُ الله، والماء: عليٌّ، جعَلهُ اللهُ مِن رسولِ الله، فذلك قولُهُ: {ماءً لِيطهّرَكُم به} فذلك عليٌّ يُطهِّرُ اللهُ به قلبَ مَن والاه،
وأمّا قولُهُ: {ويُذهِبَ عنكم رجزَ الشيطان} مَن والى عليّاً يذهِبُ الرجزَ عنه ويُقوّي قلبَهُ، {ولِيربطَ على قُلوبِكُم ويثبّتَ به الأقدام} فإنّه يعني عليّاً،
مَن والى عليّاً يربِطُ اللهُ على قلبِهِ بعليٍّ فيثبُتَ على ولايتِهِ)

[تفسير العيّاشي]

• لاحظوا قولَ صادقِ العِترة: (فذلك عليٌّ يُطهِّرُ اللهُ به قلبَ مَن والاه)
إنّه يتحدّثُ عن تطهيرٍ للقلبِ بولايةِ عليٍّ،
وفي حديثِهِ عن الإفطارِ على الماء أيضاً يتحدّثُ عن تطهير القلب فيقول أنّ الماء: (يغسلُ الذنوبَ مِن القُلوب)
المعنى واحد كما ترون.. لماذا؟
لأنّ الماءَ رمزٌ وعنوانٌ للإمامِ المعصوم ولولايةِ الإمامِ المعصوم،
وِلِذا كانت للماء خُصوصيّةٌ في عالمِ السوائل، فهو إمامُ الأشربةِ كما يقولُ سيّدُ الأوصياء: (الماءُ سيّدُ الشرابِ في الدُنيا والآخرة)
وكما يقولُ رسولُ الله: (سيّدُ شرابِ الجنّةِ الماء)
[الكافي: ج6]

وإنّما صارت له هذه الخُصوصيّةُ بين السوائل لأنّه السائلُ الوحيد الّذي يُطهِّرُ نفسَهُ ويُطهِّرُ غيرَه،
أمّا بقيّةُ السوائلِ فإنّها لا تستطيعُ أن تُطهِّرَ نفسَها، وإنّما تحتاجُ للماء ليُطهِّرَها

فحين يقولُ القرآن: {وأنزلنا مِن السماءِ ماءً طَهورا}
معنى الماء الطَهور: أي الطاهِرُ في نفسِهِ والمُطهِّرُ لِغَيرِه،
ومِن هنا كان الماءُ رمزاً ومَظهراً للإمامِ المعصوم..لأنّ الإمامَ المعصوم له هذه الأوصافُ أيضاً؛ فالإمامُ ذاتٌ طاهِرةٌ مُطهَّرةٌ في نفسِها وتُطهِّرُ مَن يتّصِلُ بها، كما نقرأُ في زيارةِ سيّدِ الشهداء:
(أشهدُ أنّك طُهْرٌ طاهرٌ مُطهَّر مِن طُهْرٍ طاهرٍ مُطهّر طَهُرتَ وطَهُرتْ بكَ البلادُ وطَهرتْ أرضٌ أنت بها وطَهُر حرمك)

وهذا المعنى للطهارةِ في زيارةِ الحسين هونفسُهُ الّذي جاء في زيارةِ الصدّيقةِ الكُبرى حيث نقرأُ فيها:
(وزعمنا أنا لكِ أولياءُ ومُصدّقونَ وصابرون لكلِّ ما أتى به أبوكِ"صلّى اللهُ عليه وآله" وأتّى به وصيّه، فإنّا نسألكِ إنْ كُنّا صدّقناكِ إلّا ألحقتِنا بتصديقِنا لهُما لنبشّرَ أنفُسَنا بأنّا قد طَهُرنا بولايتِكِ)

فكما أنّ الإمامَ المعصوم هو سيّدُ الخلائقِ في الدنيا والآخرة..فكذلك مَظهرُهُ الرمزيُّ في عالمِ الأشربةِ هو سيّدُ الشرابِ في الدنيا والآخرة

وكما أنّ الإمامَ المعصوم ذاتٌ طاهرةٌ في نفسِها ومُطهِّرةٌ لكُلِّ مَن يتّصِلُ بها..فكذلك مَظهرُ الإمامِ الرمزيُّ في عالمِ السوائل(وهو الماء) طاهرٌ في نفسِهِ ومُطهِّر لِغيره

ومِن هنا نفهم لماذا كان أعدى أعداءِ الزهراء (ابنُ صهاك) لم يتطهَّر بالماءِ يوماً في حياتِهِ،
فالرواياتُ تقول أنّه كان يمسحُ يديهِ بعد الأكلِ بنعالِهِ ويقول: (إنّ مناديلَ آلِ عُمر نِعالُهم!)
والرواياتُ تقولُ أيضاً أنّ أحبَّ شرابٍ إليه هو أنجسُ الأشربةِ وهو النبيذ،
ولا عجَبَ في ذلك..فهو كومةٌ مِن الرجسِ والنجاسةِ والقذارة..ولذا ينجذِبُ إلى النجاساتِ والقذارات،
فشبيهُ الشيءِ مُنجذبٌ إليه

✦ أيضاً مِن خصائصِ الماء في ثقافةِ العترة: أنّ طعمَهُ طَعمُ الحياة كما يقولُ صادق العترة

تتمة الموضوع في #الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/1EBzH8SJ2D/
#الثقافة_الزهرائية




لِمَن يُريدُ النجاةَ مِن فِتنةِ هذه السنةِ وضلالاتِها وآفاتِها!
:
اليوم دخلنا سنةً جديدة بحسبِ تقويم أهلِ البيت،
فبدايةُ السنةِ عند أهلِ البيت؛ شهر رمضان كما يُبيّن الموضوع #التالي
https://t.me/zahraa_culture/3561

تذكّروا أنّ كُلَّ سنةٍ جديدة تحملُ معها مقاديرَ خيرٍ وتوفيق
وتحملُ أيضاً مقاديرَ بلاءٍ وفتنةٍ وخذلان!

فمَن أراد أن يُصانَ في هذه السنةِ مِن الفتن والضلالةِ وآفاتِ الدين وآفاتِ الأبدان..فليدعُ بدعاءِ إمامِنا الكاظم الوارد في مفاتيح الجنان في أعمالِ أوّل يومٍ مِن شهر رمضان

يقولُ إمامُنا الكاظم"عليه السلام":
(مَن دعا اللهَ تعالى بهذا الدعاء خِلواً مِن شوائبِ الأغراضِ الفاسدةِ والرياء، لم تُصبهُ في ذلك العام فتنةٌ ولا ضلالةٌ ولا آفةٌ تضُرُّ دِينهُ أو بدنَهُ..وصانهُ اللهُ تعالى مِن شرِّ ما يحدثُ في ذلك العام مِن البلايا)

هذا هو الدعاء:
(الّلهُمّ إنّي أسألك بإسمك الّذي دان له كلُّ شيء، وبرحمتِك الّتي وسعت كلَّ شيء، وبعزّتك الّتي قهرتَ بها كُلَّ شيء،
وبعظمتِك الّتي تواضع لها كلُّ شيء، وبقوتِك الّتي خضع لها كلُّ شيء، وبجبروتِك الّتي غلبتْ كلَّ شيء، وبعلمك الّذي أحاط بكلِّ شيء،
يا نور يا قدّوس. يا أوّلُ قبل كلِّ شيء، ويا باقي بعد كلِّ شيء، يا اللهُ يا رحمنُ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد واغفر لي الذنوبَ الّتي تُغيّرُ النِعَم، واغفر لي الذنوبَ الّتي تُنزِلُ النِقَم، واغفر لي الذنوبَ الّتي تقطعُ الرجاء، واغفر لي الذنوبَ الّتي تُديلُ  الأعداء، واغفر لي الذنوبَ الّتي تردُّ الدعاء، واغفر لي الذنوبَ التي تُنزِلُ البلاء،
واغفر لي الذنوبَ التي تحبسُ غيثَ السماء، واغفر لي الذنوبَ التي تكشِفُ الغِطاء، واغفر لي الذنوبَ الّتي تُعجّلُ الفناء، واغفر لي الذنوبَ الّتي تُورِثُ الندم، واغفر لي الذنوبَ الّتي تهتِكُ العِصَم، وألبسني دِرعَك الحصينةَ الّتي لا تُرام، وعافني مِن شرِّ ما أُحاذرُ بالّليلِ والنهار في مستقبلِ سنتي هذه

الّلهُمّ ربَّ السمواتِ السبع، وربَّ الأرضين السبع وما فِيهنَّ وما بينهُنَّ وربَّ العرشِ العظيم، وربَّ السبعِ المثاني والقُرآنِ العظيم، وربَّ إسرافيلَ وميكائيلَ وجبرئيلَ وربَّ محمّدٍ خاتمِ النبيّينَ وسيّدِ المرسلين
أسألك بكَ وبما تسمّيتَ به يا عظيم، أنت الّذي تمنُّ بالعظيمِ وتدفعُ كُلَّ محذور، وتُعطي كلَّ جزيل، وتُضاعِفُ الحسناتِ بالقليلِ وبالكثير، وتفعلُ ما تشاء،
يا قديرُ يا اللهُ يا رحمنُ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ وألبسني في مُستقبلِ سَنَتي هذه سِترَك، ونضِّرْ وجهي بنُورِكَ وأحبَّني بمَحبّتِكَ وبلِّغني رضوانَك وشريفَ كرامتِكَ وجسيمَ عطيّتِك، وأعطني مِن خيرِ ما عندكَ ومِن خيرِ ما أنت مُعطيهِ أحداً مِن خلقك، وألبسني مع ذلك عافيتَك،
يا موضعَ كُلِّ شكوى ويا شاهدَ كُلِّ نجوى ويا عالمَ كُلِّ خفيّة، ويا دافعَ وما تشاءُ مِن بليّة، يا كريمَ العفوِ يا حسنَ التجاوز، توفّني على مِلَةِ إبراهيم وفطرتِهِ وعلى دِينِ محمّد وسُنّتِهِ، وعلى خيرِ الوفاةِ فتوفّني؛ مُوالياً لأوليائكَ ومُعادياً لأعدائك،
الّلهُمّ وامنعني في هذه السنةِ مِن كُلِّ عملٍ أو فِعلٍ أو قولٍ يُباعدني مِنك، واجلبني إلى كلِّ عملٍ أو فِعلٍ أو قولٍ يُقرّبني مِنك في هذه السنةِ يا أرحمَ الراحمين،
وامنعني مِن كُلِّ عملٍ أو فِعلٍ أو قولٍ يكونُ مِنّي أخافُ سوءَ عاقبتَهُ وأخافُ مقتكَ إيّاي عليه حذارَ أن تصرفَ وجهَك الكريمِ عنّي فاستوجبَ به نقصاً مِن حظٍّ لي عندكَ يا رؤوفُ يا رحيم
الّلهُمّ اجعلني في مستقبلِ هذه السنةِ في حفظِكَ وجوارِكَ وكنفكَ وجلّلني عافيتَكَ وهب لي كرامتَك،
عزَّ جارُكَ وجلَّ ثناؤك ولا إلهَ غيرك

الّلهُمّ اجعلني تابعاً لصالحي مِن مضى مِن أوليائك وألحقني بهم واجلعني مُسلِّما لمَن قال بالصدقِ عليك منهم، وأعوذُ بك يا إلهي أن تُحيطَ بي خطيئتي وظُلمي وإسرافي على نفسي واتّباعي لهوايَ واشتغالي بشهواتي، فيحولُ ذلك بيني وبين رحمتِكَ ورضوانِكَ فأكونَ منسيّاً عندك مُتعرّضاً لسخطِكَ ونقمتِك،
الّلهُمّ وفّقني لكُلِّ عملٍ صالحٍ ترضى به عنّي وقرّبني إليك زلفى،
الّلهُمّ كما كفيتَ نبيّك محمّداً صلواتُك عليه وآله هولَ عدوّهِ وفرّجتَ همّه وكشفتَ كُربه، وصدّقته وعدك، وانجزتَ له عهدك..الّلهُمّ فبذلك فاكفني هولَ هذه السنةِ وآفاتِها وأسقامِها وفِتَنِها وشُرورِها وأحزانِها وضيقِ المعاشِ فيها، وبلّغني برحمتِك كمال العافيةِ بتمامِ دوامِ النِعمة عندي إلى مُنتهى أجلي

أسألك سؤال مَن أساء وظلم واستكان واعترف؛ أن تغفر لي ما مضى مِن الذنوب الّتي حصرَتْها حفَظَتُكَ وأحصاها كرامُ ملائكتكَ عليَّ، وأن تعصمني الّلهُمّ مِن الذنوبِ فيما بقي من عُمري إلى منتهى أجلي،
يا اللهُ يا رحمنُ صلِّ على محمّدٍ وأهلِ بيتِ محمّدٍ وآتني كلّ ما سألتك ورغبتُ فيه إليك، فإنّك أمرتني بالدعاءِ وتكفّلت بالاجابةِ يا أرحمَ الراحمين)

نسألكُم الدعاء 🌙
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture






Видео недоступно для предпросмотра
Смотреть в Telegram
لأنّه شهرُ الفتحِ والنصرِ كما نقرأ في دعاء رُؤيةِ هلالِهِ الوضّاء:
(الّلهُمّ إنّي أسألك خيرَ هذا الشهرِ وفتحَهُ ونُورَهُ ونصرَهُ وبركتَهُ وطَهُورَهُ ورِزقَه)
كانت أفضلُ الأعمال في فاتحتِهِ: زيارةُ الحسين

فهذان العنوانان: "الفتحُ والنصر" لا يتحقّقان بالمعنى الحقيقيِّ إلّا في فناءِ الحسين، كما نقرأُ في زيارتِهِ الشريفة:
(أشهدُ أنّ لك مِن اللهِ ما وعدك مِن النصرِ والفتح، وأنّ لك مِن اللهِ الوعدَ الصادقَ في هلاكِ أعدائك وتمامَ موعِدِ اللهِ إِيّاك..)

فالفتحُ والنصرُ الّذي نسألهُ عند رؤيةِ هلال الصوم هو الفتحُ والنصرُ الحسينيُّ والّذي يتحقّقُ على يدِ صاحبِ الضيافةِ في هذا الشهر؛ إمامِ زمانِنا "صلواتُ اللهِ عليه" كما نُخاطِبُه في دعاء النُدبة: (أين صاحبُ يومِ الفتح وناشرُ رايةِ الهدى...أين المنصورُ على من اعتدى عليه وافترى)

فطلائعُ هذا الفتحِ والنصرِ الحُسينيِّ تتشكّلُ في هذا الشهر بإشرافٍ مِن القيّمةِ والقائم،
حين تُمضى صحائفُ هذا الوعدِ الإلهيِّ بنصرِ الحسين في ليلةِ القدر!

الّلهُمّ يا ربَّ الحسين، بحقِّ الحسين، اشفِ صدرَ الحسين..بظُهورِ الحُجّة
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture






شهرُ رمضان وليلةُ القدرِ صُورةٌ لِعليٍّ وآلِ عليٍّ "صَلَواتُ اللهِ عليهم"
:
يقولُ سيّدُ الأوصياءِ "صَلَواتُ اللهِ عليه" في خُطبتِهِ الإفتخاريّة:
(أنا شهرُ رمضان، أنا ليلةُ القدرِ، أنا أمُّ الكتابِ، أنا فصْلُ الخِطابِ، أنا سورةُ الحمدِ، أنا صاحبُ الصلاةُ في الحَضَرِ والسَفَر.. بل نحنُ الصلاةُ والصِيامُ والّليالي والأيّامُ والشُهورُ والأعوام،
أنا صاحِبُ الحَشْرِ والنشْرِ، أنا الواضِعُ عن أُمَّةِ مُحمّدٍ الوِزْر..
أنا البيتُ المَعمور، أنا السقفُ المَرفوع، أنا البحْرُ المَسجورُ، أنا باطِنُ الحَرَم، أنا عِمادُ الأُمَمِ، أنا صاحِبُ الأمرِ الأعظم، هل مِن ناطِقٍ يُناطِقُني؟...)

ويقولُ أيضاً:
(أنا صلاةُ المُؤمِنينَ وصِيامُهم، أنا مَولاهم وإِمَامُهم)

السلامُ عليكَ يا شهْرَ اللهِ الأكبرِ ويا عِيدَ أوليائهِ..
السلامُ عليكَ يا شهْرَ اللهِ الذي اختصَّهُ مِن سائِرِ الشُهُورِ، وَتَخَيَّرهُ مِن جَمِيعِ الأزمِنةِ وَالدُهُورِ، وآثَرَهُ على كُلِّ أَوقاتِ السنةِ بما أنزلَ فيهِ مِن القُرآنِ والنُورِ..
السلامُ عليكَ يا أكرمَ مَصحُوبٍ مِن الأوقاتِ، ويا خَيرَ شهرٍ في الأيّامِ والساعاتِ..
السلامُ عليكَ مِن شهْرٍ تَقرُبُ فيهِ الآمالُ، وتُنشَرُ فيهِ الأعمال..
السلامُ عليكَ مِن ناصرٍ مُعينٍ على الشيطانِ، وصاحبٍ يُسهِّلُ سُبُلَ الإحسان..
السلامُ عليـكَ وعلى ليلةِ القدرِ التي هي خيرٌ مِن ألفِ شهر..
السلامُ عليكَ مِن شهرٍ لا تُنافسُهُ الأيّام.. السلامُ عليكَ مِن شهرٍ هو مِن كُلِّ أمرٍ سلام..

الَّلهُمَّ إنّا نسألكَ بحقِّ هذا الشَهْرِ، وبحَقِّ مَن تَعبََّد لكَ فيه، مِن ابتدائهِ إلى وقتِ فنائهِ، مِن مَلَكٍ قَرَّبتَهُ، أو نبيٍّ أرسُلتَهُ، أو عبدٍ صالحٍ اختصصْتَهُ، أن تُصلّيَ على مُحمَّدٍ وآلهِ، وأهِّلْنـا فيه لِمَا وعدتَ أولياءَك مِن كرامتِكَ، وأوجبْ لنـا فيه ما أوجبتَ لأهلِ المُبالغةِ في طاعتِكَ، واجعلنـا في نَظْمِ مَن استحَقَّ الرفيعَ الأعلى برحمتِكَ.
الّلهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وجَنِّبنـا الإلحادَ في توحيدِكَ، والتقصيرَ في تمجيدِكَ، والشكَّ في دِينِكَ، والعمى عن سبيلِكَ، والإغفالَ لِحُرمتِكَ، والكَسَلَ عن خِدمتِكَ، والتوانيَ في العَمَلِ لمَحبَّتِكَ، والمُسارعةَ إلى سَخَطِكَ، والانخداعَ لعدوِّكَ الشيطانِ الرجيم،
الّلهُمَّ صَلِّ على مُحمَّدٍ وآلِهِ.. وإذا كان لك في كُلِّ ليلةٍ مِن ليالي شَهْرِنا هذا رِقابٌ يَعتِقُها عفوكَ أو يَهَبُها صَفْحُكَ فاجعلْ رِقابَنا مِن تلكَ الرقابِ وإجعلنا لِشهرِنا مِن خَيرِ أهْلٍ وأصحاب برحمةٍ مِنكَ يا أرحمَ الراحمين..
-------------------------
نُبارِكُ لأشياعِ الحُجّةِ بن الحَسَن حُلُولَ شهرِ الضيافةِ المهدويّة؛ ربيعِ القُرآنِ وشهرِ الصِيامِ والقيامِ، وربيعِ المعرفةِ والاقترابِ مِن الحُجّةِ بن الحَسَنِ "صَلَواتُ اللهِ وسلامُهُ عليه وعلى آلِهِ الأطهار"
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture






وقفة تأمُّل عند سببِ نهي الأئمّةِ عن ذِكر كلمةِ(رمضان) لوحدها دون كلمةِ(شهر)
:
لعلَّ أكثرَكم قرأ أحاديثَ العترةِ الّتي تنهى عن ذِكرِ كلمةِ(رمضان) لوحدها مِن دون كلمةِ شهر،
ولكن..هل تفكّر أحدُكم في سببِ هذا النهي الشديدِ مِن الأئمّةِ إلى الحدِّ الّذي يأمرُ الأئمّةُ أتباعَهم بالتوبةِ ودفعِ الصدقةِ وأن يصوموا كفّارةً لسُوءِ الأدبِ هذا، كما يقولُ أميرُ المُؤمنين:
(لا تقولوا رمضان، فإنّكُم لا تدرون ما رمضان؟ فمَن قاله فليتصدّق وليصمْ كفّارةً لقولِه..ولكن قُولوا: كما قال اللهُ عزَّ وجلَّ: شهرُ رمضان)
[البحار: ج93]

السبب؛ هو أنّ كلمة(رمضان) هي اسمٌ مِن أسماءِ اللهِ تعالى كما يقولُ إمامُنا الباقر:
(لا تقولوا هذا رمضان، ولا ذهب رمضان، ولا جاء رمضان، فإنّ رمضان اسمٌ مِن أسماءِ اللهِ عزَّ وجلَّ لا يجيئُ ولا يذهب، وإنّما يجيئُ ويذهبُ الزائل،
ولكن قُولوا: شهرَ رمضان، فإنّ الشهرَ مُضافٌ إلى الإسم، والإسمُ اسمُ اللهِ عزَّ ذِكرُهُ وهو الشهرُ الّذي أُنزل فيه القُرآن، جعلَهُ مَثَلاً وعِيدا
)
[الكافي: ج4]

لابُدّ أن نلتفتَ لقولِ الإمام: (فإنّ رمضان اسمٌ مِن أسماءِ الله)
لأنّ أسماءَ اللهِ في ثقافةِ العترةِ حقائق وليست ألفاظ كأسمائنا،
أسماءُ اللهُ الحُسنى حقائق..إنّها حقائقُ محمّدٍ وآلِ محمّدٍ النُوريّة كما يقولُ إمامُنا الصادق: (نحنُ الأسماءُ الحُسنى)

ولذا وصف إمامُنا الباقر (رمضان) أنّه لا يجيئُ ولا يذهب لأنّه اسمُ الله..واسمُ اللهِ تعالى حقيقةٌ بسيطةٌ مُستقرّةٌ باقيةٌ لا تفنى ولا تزول، كما نقرأ في دعاء ليلةِ المبعثِ في وصفِ اسمِ اللهِ تعالى:
(وبإسمِكَ الأعظمِ الأعظمِ الأعظم الأعزِّ الأجلِّ الأكرم، الّذي خلقتَهُ فاستقرَّ في ظِلّك فلا يخرجُ مِنك إلى غيرك)

فإسمُ اللهِ تعالى حقيقةٌ مُستقرّةٌ ملأت أركانَ كُلِّ شيء،
فلا تُوصفُ هذه الحقيقةُ بالمَجيئ والذهاب، فإنّ الّذي يجيئُ ويذهب هو الزائل،
وهذه الحقيقةُ المُستقرّة -الّتي هي اسمُ اللهِ ووجهُهُ- باقيةٌ لا تفنى ولا تزول كما نقرأ في دعاء كميل:
(وبوجهك الباقي بعد فناءِ كلِّ شيء)

الّذي يأتي ويذهب هو الميعادُ الزمانيُّ الّذي أُمِرنا أن نصومَ فيه..ولذا أُمرنا أن نُسمّيه(شهر رمضان) وليس(رمضان) إشارةً للميعادِ الزماني الّذي يأتي ويذهب

أمّا اسم"رمضان" فحقيقتُهُ تُشير إلى الإمامِ المعصوم، لأنّ الإمامَ هو اسمُ الله-كما مر-
و(رمضان) هو اسمُ اللهِ كما يقولُ إمامُنا الباقر في الحديث أعلاه.. فهما حقيقةٌ واحدة

وفي زمانِنا هذا..اسمُ اللهِ تعالى ووجهُهُ المُتقلِّبُ بين أظهُرِنا هو إمامُ زمانِنا،
فكلمة(رمضان) تُشير لإمامِ زمانِنا..لماذا؟
لأنّ شهرَ رمضان إنّما سُمّي بهذا الإسم(رمضان) لأنّه يرمضُ الذنوب، أي يُحرِقُها، كما يقولُ رسولُ الله:
(أتدرون لِمَ سُمّيَ شعبانُ شعبان؟ لأنّه يتشعّبُ مِنه خيرٌ كثيرٌ لرمضان..وإنّما سُمّيَ رمضانُ رمضان؛ لأنّه تُرمَضُ فيه الذنوب؛ أي تُحرَق)
[مستدرك الوسائل]

وإمامُ زمانِنا أيضاً يرمضُ الذنوب..فولايتُهُ تمحقُ الذنوبَ وتمحوها، كما نخاطِبُهُ في زيارتِهِ:
(أشهدُ أنّ بولايتِك تُقبَلُ الأعمالُ وتُزكّى الأفعالُ وتُضاعَفُ الحسناتُ وتُمحى السيّئات)
لاحظوا تعبيرَ الزيارة:
الزيارةُ تقول أنّ بولايةِ إمامِ زمانِنا "تُمحى السيّئات"
وشهرُ رمضان(الميعادُ الزماني) سُمّي بهذا الإسم لأنّه يُحرِقُ ذنوبَنا ويمحوها
فالمعنى واحد ويُشيرُ لحقيقةٍ واحدة وهي أنّ كلمة(رمضان) تُشير إلى الإمامِ المعصوم الّذي هو اسمُ الله،
وإمامُ زمانِنا هو اسمُ اللهِ تعالى ووجهُ اللهِ الّذي إليه يتوجّهُ الأولياء

مِن هنا جاء النهيُ الإلهيُّ: لا تقولوا (رمضان) هكذا بمفردها..لأنّ الجملةَ يكونُ معناها خاطىء، لأنّ اسم اللهِ لا يُوصَف بالمَجيء والذهاب-كما مر-
أضف أنّ ذِكرَ كلمةِ رمضان بمُفردِها فيه إساءةُ أدبٍ مع إمامِ زمانِنا..ولذا علينا أن نتصدّقَ ونُخرِجَ كفّارةً إذا قُلناها بمفردَها تكفيراً عن سوء الأدبِ هذا بين يدي إمامِنا

ولذا يُفترضُ بالشيعيِّ الصادق فعلاً في تشيُّعِهِ والمُتأدّبِ فعلاً بآدابِ أئمّتِهِ الأطهار والمُقتفي لآثارِهم يُفترَضُ به أن يتنفّرَ حين يسمعُ شخصاً يقولُ كلمةَ(رمضان) لوحدِها هكذا بلا مُبالاة، أو يكتبُها لوحدِها مِن دون كلمةِ شهر،
لأنّ مِثل هذا الشخص يُسيءُ الأدبَ مع اللهِ تعالى ومع إمامِ زمانِهِ مِن حيث يشعر أو لا يشعر،
ويزدادُ سوءُ الأدبِ هذا قُبحاً حين يصدرُ مِنّا ونحنُ في شهرِ ضيافةِ اللهِ وعلى مائدةِ وليّه الأعظم،
فنُسيئُ الأدبَ معه ونحنُ على مائدةِ ضيافتِهِ العامرة!
ثُمّ نأتي ليلةَ القدر بكلِّ سذاجةٍ ولا مُبالاةٍ بعد سلسلةٍ مِن الإساءاتِ وسوءِ الأدبِ بين يدي المُضيف..نأتي ونطلبُ نظرةً خاصّة في "ليلةِ القدر"!

فلنتأدّب بأحسنِ الأدبِ مع إمامِ زمانِنا ووليِّ نعمتِنا..لعلَّ شُعاعاً من نُورِ ألطافِهِ الخاصّةِ يغمرُنا ليلةَ القدرِ فنسعَد
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture






ما سِرُّ النهي عن الإشارةِ للهلالِ بالأصابع عند رُؤيتِهِ في ثقافةِ أهلِ البيت؟
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق "صلواتُ اللهِ عليه":
(إذا رأيتَ هلالَ شهرِ رمضان فلا تُشِر إليه بالأصابع..ولكن استقبل القِبلةَ وارفع يديك إلى السماءِ وخاطِب الهلال، وتقول:
ربّي وربُّك اللهُ ربُّ العالمين، الّلهُمّ أهِلَّهُ علينا بالأمنِ والإيمانِ والسلامةِ والإسلامِ والمُسارعةِ إلى ما تُحِبُّ وترضى، الّلهُمّ بارك لنا في شهرِنا هذا وارزقنا عونَهُ وخَيرَهُ واصرف عنّا ضُرَّهُ وشَرَّهُ وبلاءَهُ وفِتنتَهُ)

[الفقيه]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
✦ قولُهُ: (إذا رأيتَ هلالَ شهرِ رمضان فلا تُشِر إليه بالأصابع)
القضيّةُ هنا في النهي عن الإشارةِ للهلالِ ليست في نفس الإشارةِ ولا في الأصابع،
الكلامُ هُنا جاء بأُسلوبِ الكِنايةِ البلاغيّة.. والكِنايةُ كما يقولون تعني أنّك تذكُرُ لازِماً وتُريدُ مَلزوماً،
أو أنّك تذكرُ مَلزوماً وتُريدُ لازماً،
والإشارةُ بالأصابعِ تُلازِمُ الحديثَ والكلامَ مع أحد،
فحينما يلوحُ الهلالُ ويظهرُ ونفترضُ أنّ هناك مَن يُشيرُ إليه عند ظُهورِهِ..فلابُدّ أن يكونَ هذا الشخصُ المُشيرُ للهلال مشغولٌ في حديثٍ مع جهةٍ أخرى، أو مشغولٍ بأيٍّ شيءٍ غيرِ الدعاء،
ووقتُ رُؤيةِ الهلالِ وقتٌ مُقدّسٌ في ثقافةِ العترة..إنّه مِن الأوقاتِ الّتي يُستحَبُّ فيها الدعاء، كما هو الحالُ مع وقتِ نزولِ المطر،
فجاء النهيُ عن الإشارةِ للهلال بالأصابع لبيانِ هذه القضيّة، وهي أن لا ينشغلَ الناسُ عند رُؤيةِ الهلالِ بغَيرِ الدعاء

ولأنّ الهلالَ رمزٌ يُشيرُ إلى بدايةِ مقطعٍ زمانيٍّ جديد..فهو مفتاحٌ لشهرٍ جديدٍ كما يقولُ إمامُنا السجّادُ وهو يُخاطِبُ الهلالَ في دُعائه عند رُؤيةِ الهلال، يقول:
(ما أعجبَ ما دبّرَ في أمرِك، وألطفَ ما صنع في شأنِك! جعَلَك مفتاحَ شهرٍ حادثٍ لأمرٍ حادث)
فالهلالُ مِفتاحٌ وبوّابةٌ لشهرٍ جديد..والأشهرُ الزمانيّةٌ هي رموزٌ لمحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ "صلواتُ اللهِ عليه" كما يقولُ سيّدُ الأوصياء:
(بل نحنُ الصلاةُ والصيامُ والّليالي والأيّامُ والشهورُ والأعوام)

وكما نقرأُ في زيارةِ إمامِنا الرضا المعروفةِ بالزيارةِ الجواديّة ونحنُ نخاطِبُ أهلَ البيتِ: (السلامُ على شُهورِ الحَولِ وعددِ الساعاتِ وحُروفِ لا إلهَ إلّا اللهُ في الرقومِ المُسطّرات)
فالأيّامُ والشهورُ والأعوامُ والساعاتُ هي رُموزٌ لهم"صلواتُ اللهِ عليهم"

مِن هُنا صار وقتُ بُزوغِ الهلالِ له خُصوصيّةٌ وقُدسيّةٌ لأنّه مِفتاحٌ وبابٌ لدخولِ الشُهورِ الّتي هي رُموزٌ لمحمّدٍ وآلِ محمّد

والقرآنُ يأمرُنا بأن نأتي البيوتَ مِن أبوابِها..إذ يقول: {وأتوا البيوتَ مِن أبوابِها}
مِن هنا جاء استحبابُ الدعاءِ عند رُؤيةِ الهلالِ لأنّ الهلالَ بابٌ للولوجِ إلى شهرٍ جديد..فلابُدّ أن نُحسِنَ دُخولَنا مِن هذا الباب

ولأنّ الهلالَ مِفتاحٌ أيضاً لأمرٍ حادث..فهو ميقاتٌ للفرائضِ كما يقولُ إمامُنا الصادقُ حين سُئل عن قولِهِ تعالى: {ويسألونك عن الأهلّةِ قُل هي مَواقيتُ للناسِ والحجِّ} قال: لِصومِهم وفِطرِهِم وحَجِّهِم)
[التهذيب]

والفرائضُ أيضاً رُموزٌ ترتبطُ بمحمّدٍ وآلِ محمّدٍ "صلواتُ اللهِ عليهم" كما يقولُ إمامُنا الصادق:
(نحنُ الصلاةُ في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ونحنُ الزكاةُ ونحنُ الصيامُ ونحنُ الحجُّ ونحنُ الشهرُ الحرامُ ونحنُ البلَدُ الحرامُ ونحنُ كعبةُ اللهِ ونحنُ قِبلةُ اللهِ ونحنُ وجهُ الله، قال اللهُ تعالى: {فأينما تُولّوا فثَمَّ وجهُ الله}..)
[البحار: ج24]

فقطعاً حين يكونُ الشهرُ الّذي نتهيّأُ للولوجِ فيه هو أفضلُ الشهور..ويكونُ هذا الشهرُ مِيقاتاً لأداءِ فريضةٍ مِن الفرائض..فإنّ استحبابَ الدعاءِ عند رُؤيةِ هلالِهِ تتأكّدُ أكثر،
ولذا ورد عن أهلِ البيتِ أدعيةٌ كثيرةٌ مخصوصةٌ يُدعى بها عند رؤيةِ هلالِ شهرِ رمضان على وجهِ الخُصوص، مِنها:

✦ قولُ أميرِ المُؤمنين"صلواتُ اللهِ عليه" عند رؤيةِ هلالِ شهر رمضان:
(إذا رأيتَ الهلالَ فلا تبرح، وقُل: الّلهُمّ إنّي أسألك خيرَ هذا الشهرِ وفتحَهُ ونُورَهُ ونَصرَهُ وبركتَهُ وطَهُورَهُ ورِزقَهُ،
أسألك خيرَ ما فيه وخيرَ ما بعدَه، وأعوذُ بكَ مِن شرِّ ما فيه وشرِّ ما بعدَه،
الّلهُمّ أدخلهُ علينا بالأمنِ والإيمانِ والسلامةِ والإسلامِ والبركةِ والتوفيقِ لما تُحبُّ وترضى)

[الفقيه]

✦ وكذلك قولُ إمامِنا الباقر"صلواتُ اللهِ عليه":
(كان رسولُ اللهِ"صلّى اللهُ عليه وآله" إذا أهلَّ هلالُ شهرِ رمضان استقبل القِبلةَ ورفع يديهِ فقال:
الّلهُمّ أهلّهُ علينا بالأمنِ والإيمانِ والسلامةِ والإسلامِ والعافيةِ المُجلّلةِ والرزقِ الواسعِ ودفعِ الاسقام،
الّلهُمّ ارزُقنا صيامَهُ وقيامَهُ وتلاوةَ القُرآن فيه،
الّلهُمّ سلِّمُهُ لنا وتسلَّمُهُ مِنّا وسلِّمِنا فيه)


ختاماً.. لا تنسوا الدُعاءَ لفرجِ إمامِ زمانِنا كُلّما نظرتُم لهلالِ شهرِ رمضان إذا هلَّ علينا🌙
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture






شهرُ رمضان دعوةُ ضِيافةٍ مِن إمامِ زمانِنا لإحياءِ القلوبِ والعقول
فكيف تتحقّقُ الاستجابةُ لهذه الدعوة؟

:
❂ يقول نبيُّنا الأعظم في خُطبتِهِ في استقبال شهرِ رمضان:
(أيُّها الناس: إنّه قد أقبل إليكم شهرُ اللهِ بالبركةِ والرحمةِ والمغفرة، شهرٌ هو عند اللهِ أفضلُ الشُهور، وأيّامُهُ أفضلُ الأيّام، ولياليهِ أفضلُ الّليالي، وساعاتُهُ أفضلُ الساعات،
هو شهرٌ دُعيتُم فيه إلى ضِيافةِ اللهِ وجُعِلتُم فيه مِن أهلِ كرامةِ الله..)

〰️〰️〰️〰️〰️〰️
[توضيحات]
✦ قولِهِ: (شهرٌ دُعيتُم فيه إلى ضِيافةِ الله) هذا تعريفٌ لشهرِ رمضان،
فشهرُ رمضان هو شهرُ ضِيافةٍ ودعوةٍ إلى مأدبةٍ كبيرةٍ مُنقطعةِ النظير

والمُراد مِن الضِيافة في المعنى الشائع:
هي الأدبُ الّذي يتعاملُ به صاحبُ الضيافةِ إذا قصدَهُ الضيف،
والّذي يُراجعُ أحاديثَ العترةِ في أدبِ الضيافةِ سيجد جُملة مِن الآدابِ العاليةِ الّتي يُستحَبُّ للشخصِ الّذي يستضيفُ الناس أن يأتيَ بها لإكرامِ ضُيوفِهِ،
وخلاصةُ هذه المُستحبّات: أنّ صاحبَ الضيافةِ لابدّ أن يُقدِّمَ لضيفِهِ أحسنَ ما يتمكّن أن يُقدِّمَهُ له

فإذا كانت ضيافةُ العبدِ للعبدِ هي بهذه العظَمةِ بحيث أنّ صاحبَ الضيافةِ يُقدِّمُ لضيفِهِ أحسنَ ما يملِكُهُ..فكيف تكونُ إذاً ضيافةُ اللهِ تعالى إلينا وهو أجودُ الأجودين وأكرمُ الأكرمين؟!

كيف لنا أن نتصوّرَ سِعةَ هذه الضيافةِ الّتي ذكرها نبيُّنا في خطبتِهِ..وكيف لنا أن نتصوّرَ العطاءاتِ الّتي تُقدَّمُ فيها؟!

عِلماً أنّ الضيافةَ على نحوين:
➊ تارةً تكون بأنّ شخصاً يحِلُّ عليك ضيفاً،
فأنت تستقبِلُهُ وتُضيّفه
➋ وتارةً تكونُ الضيافةُ بشكلِ دعوة،
يعني أنت تُقدِّمُ دعوةً لشخصٍ مِن تلقاءِ نفسِك وتدعوه لضيافتِك،
وهذه الضيافةُ أرفعُ شأناً لأنّها جاءت مِن صاحبِ الدارِ ابتداءً،
ونبيّنا في خُطبتِهِ يُشير إلى أنّ الضيافةَ في شهرِ رمضان هي مِن نوع الدعوة وليست مِن النوع الأوّل،
وهذا يُشير لعظمةِ هذه الضيافةِ وخُصوصيّتِها

وإذا أردنا أن نعرفَ شيئاً عن سِعة هذه الضيافةِ الّتي دُعينا إليها في شهرِ رمضان..فلابُدّ أن نعرفَ أوّلاً الداعي الّذي دعانا إليها

فنحنُ في حياتِنا العُرفيّةِ حين نُدعى لمأدبةٍ؛ فأوّلُ شيءٍ لابُدّ أن نعرفَه؛ الداعي لهذه الضيافة؟
وكذلك أن نعرف عنوانَ الدعوة(لأيّ شيء أُقيمت وما هدفُها)؟

وحتّى نعرفَ الإجابةَ عن هذه التساؤلات، فلنتأمّل في هذه الآية:
{يا أيُّها الّذين آمنوا استجيبوا للهِ وللرسولِ إذا دعاكم لِما يُحييكم}
لاحظوا تعبير: (إذا دعاكُم لِمَا يُحييكُم)
إذن عنوانُ الدعوةِ الّتي ذُكِرت في الآيةِ وهدَفُها هو إحياءُ القُلوبِ والعُقُول،
فالآيةُ تتحدّث عن (حياةِ القُلوب) بقرينةِ ما جاء في تتمّةِ الآيةِ حيثُ تقول: {واعلموا أنّ اللهَ يحولُ بين المَرءِ وقلبِهِ} فالآيةُ ذكرت القلبَ هنا،
فالحديثُ هنا عن حياةِ القُلوب،
فهذه الدعوةُ الإلهيّةُ هي دعوةُ الحياة؛ يعني الدعوةَ الّتي تبعثُ فينا الحياة،
وخطبةُ نبيّنا استعملت نفس تعبيرِ الآيةِ فقالت: (هو شهرٌ دُعيتُم فيه)
إذاً عنوانُ الدعوةِ لهذه الضيافةِ الإلهيّةِ هو: "الدعوةُ للحياة"
إنّها حياةُ القُلوبِ وحياةُ العُقولِ بولايةِ عليٍّ وآلِ عليٍّ،
فولايةُ أهلِ البيتِ هي الحياةُ الحقيقيّةُ لقُلوبِنا وعُقولِنا كما يقولُ إمامُنا الباقر في قولِهِ تعالى: {أو مَن كان مَيتاً فأحييناهُ وجعلْنا له نُوراً يمشي به في الناس} قال:
(الميّتُ الّذي لا يعرفُ هذا الشأن -أي لا يعرفُ أمرَ الولاية- وقولُهُ:{فأحييناهُ وجعَلْنا له نُوراً} يعني جعلنا له إماماً يأتمُّ به)
[تفسير العيّاشي]

فولايةُ أهلِ البيتِ هي الّتي تبعثُ الحياةَ في القُلوب،
فنحنُ أمواتٌ بالفِعل..وهذه الدعوةُ في شهرِ الصيام هي لإحيائنا وبعثِنا مِن جديد

✦ أمّا إذا أردنا أن نعرِفَ الداعي لهذه الضيافة؟
فلنتأمّل قولَهُ تعالى: {استجيبوا للهِ وللرسول إذا دعاكُم}
فالداعي: اللهُ تعالى ورسولُهُ،
وهذه الدعوةُ مُستمرّةٌ إلى يومِنا هذا في أنوارِ آلِ محمّد،
فأهلُ البيتِ هم أصحابُ هذه الدعوةِ الإلهيّة،
وهذا المعنى واضحٌ في الزيارةِ الجامعة الكبيرة حين تقول:
(ومصابيحَ الدُجى وأعلام التُقى..والمثَلُ الأعلى والدعوة الحسنى)
فأهلُ البيتِ هم الدعوةُ الحسنى لله تعالى

• وفي مقطعٍ آخر: (السلامُ على الدُعاةِ إلى اللهِ والأدلّاءِ على مرضاةِ الله)
• وفيها أيضاً:
(وجعلني مِن خيارِ مَواليكم التابعين لِما دعوتم إليه)
فمعنى الدعوة ومعنى الداعي يتردّد في هذه الزيارة

• أيضاً ما جاء في زيارةِ الحسين:
(لبّيك داعي الله..إن كان لم يُجِبك بدني عند استغاثتِكَ ولساني عند استنصارك فقد أجابك قلبي وسمعي وبَصَري)

فهذه الدعوةُ هي دعوةٌ تبعثُ فينا الحياة، والدعاةُ فيها هم أهلُ البيتِ عليهم السلام،
وفي زمانِنا هذا..الداعي لهذه الضيافةِ الكبرى هو إمامُ زمانِنا

تتمة الموضوع على #الرابط التالي:
https://www.facebook.com/share/p/14wZgSJtjH/
#الثقافة_الزهرائية




Видео недоступно для предпросмотра
Смотреть в Telegram
مِن خطبةِ سيّدِ الكائناتِ في آخرِ الجُمُعاتِ مِن شعبان المُعظّم💎

Показано 20 последних публикаций.