وقفة عند سببِ تسميةِ شعبان بهذا الإسم في ثقافةِ العترة..مع بيان الخُصوصيّة المهدويّة لهذا الشهرِ المُعظّم:
❂ يقولُ سيّدُ الأوصياء في حديثٍ له عن فضلِ شعبان المُعظّم:
(سمّاه ربُّنا شعبان، لتشعُّبِ الخيراتِ فيه..)[تفسير الإمام العسكري]
〰〰〰〰〰〰
ومضة تفكُّر💭شعبان شهرُ تشعُّبِ الخيرات.. وأعظمُ خيراتِ اللهِ على الخلق؛ محمّدٌ وآلُ محمّدٍ"صلواتُ اللهِ عليهم"
فشعبان إنّما سُمّيَ بشعبان لأنّ اللهَ تعالى أغدق فيه خيرَ خِيَرتِهِ المُعظّمة؛
فأقرّهُ بوالدِ العترة (الحُسين صلواتُ اللهِ عليه) الّذي مِنه شعَّ نورُ الإمامة،
ووصلَهُ بقمرِ الهاشميّين،
ثمّ شقَّ فيضَهُ بزينِ العابدين وسيّدِ الساجدين،
فلمّا تكوَّر بمجموعِ نُورِهِ فتق مِنه "وجهَ جمالِهِ وجلالِهِ" المخصوصِ لآخرِ الزمان..فسمّاهُ "محمّداً" بإسمِ محمّدٍ الفاتحِ الخاتم،
وكنّاه بالمهديّ لتحقُّقِ هدايةِ الخلقِ على يديه
مِن هنا كانت لشعبان خُصوصيّةٌ مهدويّةٌ بين سائرِ الشهور،
وهذه الخُصوصيّة نستطيعُ أن نتلمّسها في جانبين:
• أوّلاً: في مراسمِ هذا الشهرِ وفي أدعيتِهِ وزياراتِهِ،
• وثانياً: يُمكن تلمُّسُ هذه الخُصوصيّةَ مِن خلال الإشارةِ لمجموعةٍ مِن الأحداثِ والوقائع الّتي ترتبطُ بشُؤونِ إمامِ زمانِنا والّتي وقعت في هذا الشهر المُعظّم،
فإنّ المُتأمّلَ في هذه الأحداث يجد أنّ اجتماعَها في هذا الشهر لم يأتِ جُزافاً مِن دون حِكمةٍ ومِن دون تنسيقٍ واتّساقٍ فيما يجري على صفحةِ الوجود
✸ مِن هذه الأحداثِ الّتي وقعت في شعبان:ولادةُ شموس كربلاء الطالعة؛
(سيّدُ الشُهداء، وزينُ العباد، وقمرُ الهاشميّين، وولادةِ عليّ الأكبر، والقاسم شهيدِ الطفوف، وما تعارف عليه الشيعة أيضاً مِن إقامةِ يومٍ لمولاتِنا رقيّة بنت الحسين في هذا الشهرِ أيضاً)
ولربّما هناك الكثير مِن التفاصيل الّتي نجهلُها!
هذه الحِزمةُ النُوريّةُ مِن الجوّ الحُسيني الّتي وُلدت في شعبان إذا تأمّلناها نجد أنّها تُمثّلُ المجموعةَ الّتي تحملُ عبَقَ المُعسكرِ الحُسيني
فكُلُّ هذه الأسماء المُرتبطةِ بعاشوراء وُلدت بهذا الشهرِ المهدوي!
✸ وهناك مجموعةٌ مِن الأحداث ترتبطُ بشُؤون الغَيبةِ وقعت أيضاً في شعبان:
• ففي الثامِن مِن شعبان كانت بدايةُ الغَيبة الصغرى،
فإمامُنا العسكري استُشهِد في الثامن مِن ربيع الأوّل، وفي التاسع مِن ربيع بدأت -بشكلٍ رسميٍّ- إمامةُ إمامِ زمانِنا،
ولكن مُنذُ ذلك اليوم إلى الثامن مِن شعبان مِن نفس السنة(سنة 260 هـ) لم تكن قد بدأت الغَيبة الصُغرى بعُنوانِها الرسمي،
وإنّما بدأت بنحوٍ رسميٍّ وتمّ تعيينُ السُفراء بشكلٍ قطعيٍّ واضح في الثامن مِن شعبان
• أمّا الغَيبةُ الكبرى؛ فقد بدأت في النصف مِن شعبان سنة329هـ
فهل هذه الأحداث وقعت جُزافاً؟!
أن تكون الغَيبةُ الصغرى والكبرى كلاهما في شهر شعبان!
• وفي العاشر مِن شعبان أيضاً وصل آخِرُ توقيعٍ مِن إمامِ زمانِنا للسفيرِ الرابع والّذي خُتمت به الغَيبةُ الصُغرى، والّذي جاء فيه:
(يا عليَّ بن محمّدٍ السمري أعظم اللهُ أجرَ إخوانِك فيك، فإنّك ميّتٌ ما بينك وبين ستّةِ أيّام..فاجمع أمرك ولا تُوصِ إلى أحدٍ يقومُ مقامك بعد وفاتِك، فقد وقعت الغَيبةُ التامّة، فلا ظُهورَ إلّا بعد إذن اللهِ عزّ وجلّ؛ وذلك بعد طُولِ الأمَدِ وقسوةِ القلوبِ وامتلاءِ الأرض جورا،
وسيأتي شيعتي مَن يدّعي المُشاهدة، ألا فمَن ادّعى المُشاهدةَ قبل خُروجِ السُفيانيِّ والصيحةِ فهو كاذبٌ مُفترٍ..)كان هذا آخرُ توقيعٍ جاء في اليوم العاشر مِن شعبان سنة(329هـ) والإمام أخبر فيه السفير الرابع بأنّ بينه وبين الموت ستّةَ أيّام،
فتوفّي السفيرُ الرابع في النصفِ مِن شعبان، وبدأت الغَيبةُ الكبرى حينئذٍ كما أخبر إمامُنا
مع ملاحظة أنّ الإمام وصفها بالغَيبة التامّة وليس الكُبرى،
فهذا المُصطلح(الغَيبة الكبرى) لم يرد في الروايات، وإنّما تعارفَ عليه الشيعةُ فيما بينهم
• وفي شعبان أيضاً تُوفّي السفيرُ الثالث لإمامِ زمانِنا وهو الحسينُ ابن روح في الثامِن عشر مِن شعبان
• وفي آخرِ يومٍ مِن شعبان وأوّلِ يومٍ مِن شهر رمضان تُوفّي السفيرُ الأوّلُ عثمان ابن سعيد العَمري
وهناك الكثير مِن الأحداثِ الّتي وقعت في شعبان حتّى عِبر تأريخ عصر الغَيبة الكبرى، وإذا أردنا الدخولَ في تفاصيلِها سنجد أنّها ترتبطُ أيضاً بإمامِ زمانِنا!
لذا كانت لهذا الشهر خصوصيّةٌ مهدويّة استثنائيّة،
فإنّ ولادةَ هذه الحزمةِ النُوريّة مِن الجوّ الحسيني في هذا الشهر فيها إشارةٌ للارتباطِ الوثيق بين المشروع العاشورائي والمشروع المهدوي،
وكذلك بقيّةُ الأحداث الّتي وقعت في شعبان ولها ارتباط بشؤون الغَيبة،
كلُّ هذه الأحداث تكشفُ عن خُصوصيّةٍ مهدويّةٍ لشهر شعبان،
مِن هنا قال عنه رسولُ الله:
"شعبان شهري"فشعبان هو شهرُ محمّدٍ الأوّل وهو شهرُ محمّدٍ الآخر
فـ(أوّلُهم محمّد، أوسطُهم محمّد، آخِرُهم محمّد، كُلُّهم محمّد)
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔
t.me/zahraa_culture