في ثقافةِ العترة: الشَبَعُ أحدُ أساليبِ إبليس لإطفاء نورِ المعرفةِ مِن القُلوب!
:
إذا رجعنا لأحاديثِ العترةِ نجد فيها تحذيراً واضحاً مِن الشَبَع والامتلاء مِن الطعام..فالشَبَعُ في أحاديثِ العترةِ يُطفىءُ نُورَ المَعرفةِ ويُصِمُّ عن سماعِ الموعظة!
فقد جاء في وصايا العترةِ الطاهرة: أنّ الأكلَ يكونُ مانِعاً مِن التوجُّهِ العِلمي..فإذا أراد شخصٌ وسيلةً تُعِينُهُ في طلبِ العِلم وفَهْمِ العِلْم الّذي يتلقّاه..فعليه أن يُقلِّلَ مِن الطعام..لا أنا أن يُقبِلَ عليه
❂ يقولُ نبيُّنا الأعظم"صلّى اللهُ عليه وآلِهِ":
(إيّاكُم وفُضُول المَطعم -أي الطعام الزائد عن حاجةِ الجسم- فإنّه يَسِمُّ القَلْبَ بالفَضْلة، ويُبْطِئُ بالجوارحِ عن الطاعةِ، ويُصِمُّ الهِمَمَ عن سماعِ الموعظة)
[البحار: ج72]
❂ ويقولُ سيّدُ الأوصياء"صلواتُ اللهِ عليه" :
(إذا أراد اللهُ سُبحانَهُ صلاحَ عبدهِ ألهَمَهُ: قِلّةَ الكلامِ وقِلّةَ الطعامِ وقِلّةَ المنام)
[مستدرك الوسائل: ج3]
ويقولُ أيضاً" صلواتُ اللهِ عليه":
(مَن زاد شَبَعُهُ كظّتُهُ البِطنة-أي أثقلَهُ امتلاءُ بطنِهِ بالطعام- ومَن كظّتهُ البِطنةُ حَجَبتهُ عن الفِطنة)
ويقولُ أيضاً:
(لا تجتمِعُ الفِطنةُ والبِطنة)
[مستدرك الوسائل: ج١٦]
❂ وجاء في وصايا لُقمان لابنه:
(يا بُني، إذا امتلأت المَعِدةُ نامت الفِكْرة، وخرستْ الحِكمةُ وقعدت الأعضاءُ عن العبادة)
[معاني الأخبار]
ويقولُ سيّدُ الأوصياء:
(إذا مُلِئ البطنُ مِن المُباح..عَمِيَ القلبُ عن الصلاح!)
[غرر الحِكم]
لاحظوا أنّه حتّى لو كان الطعامُ مُباحاً وحلالاً..فإنّ الامتلاءَ مِنه يُعمِي عن الصلاح!
فما هو حالُ الّذين يملؤون بُطونَهم مِن الحرامِ إذاً؟!
❂ أيضاً جاء في[جامع الأخبار] هذه الرواية الّتي تُبيّن دورَ إبليس في إثارةِ الشَهَواتِ والرغباتِ لدى الإنسان حتّى يضعُفَ عن العبادة!
(جاء في الرواية: أنّ إبليس ظَهَرَ ليحيى بن زكريا فرأى عليه معاليق مِن كُلِّ شيء -يعني أشياءَ مُعلَّقة- فقال يحيى لإبليس: ما هذه؟ قال إبليس:
هذه الشَهَواتُ الّتي أُصِيبُ بها بني آدم، فقال يحيى: هل لي فيهِنَّ شيءٌ؟
قال له إبليس: ربّما شبِعْتَ فثقّلناك عن الصلاةِ والذِكْر،
قال يحيى: للهِ عليَّ أن لا أملأَ بطني مِن طعامٍ أبداً..فقال إبليس: وللهِ عليَّ أن لا أنصحَ مُسلِماً أبداً)
❂ ويقول سيّدُ الأنبياء"صلّى الله عليه وآلِهِ"
(نُورُ الحِكمةِ الجُوعُ والتباعدُ مِن اللهِ الشَبَع...لا تشبَعوا فيُطفَأُ نورُ المعرفةِ مِن قُلوبِكُم)
[مُستدرك الوسائل: ج3]
مع ملاحظة أنّ هذا العنوان(الحِكمة) في ثقافةِ العترةِ يعني معرفةَ الإمامِ المعصوم، كما ورد عن صادقِ العترةِ في تفسيرِ القُمّي في معنى قولِهِ تعالى: {ولقد آتينا لُقمانَ الحِكمة} قال: (أُوتيَ معرفةَ إمامَ زمانِهِ)
مِن هُنا كانت إحدى ثَمَراتِ استحبابِ صيامِ الشيعةِ في هذه الأشهُر المُعظّمة(رجب وشعبان وشهر رمضان) وكذلك في مُناسباتِ أفراحِ أهلِ البيتِ؛ كأيّامِ مواليدِهم أو عيدِ الغدير مَثَلاً أو في الأزمنةِ المخصوصةِ الأُخرى،
جاء هذا الاستحبابُ للصيامِ كي يستعينَ الشيعةُ بالصيام على تصفيةِ الذِهن ورفعِ مُستوى التركيزِ والفَهم عندهم..ليكونَ الذِهنُ مُهيّأً لتلقّي الحِكمةِ وتحصيلِ معرفةِ أهلِ البيتِ عموماً..ومعرفةِ الإمامِ المعصومِ المخصوصِ بتلك المُناسبةِ المُعظّمةِ على وجهِ الخُصوص
ولِذا..ونحنُ نعيشُ هذه الأيّامَ المخصوصةَ المُعظّمةَ مِن أيّامِ دهرنا (الّتي هي مُقدّمةٌ لشهرِ الصيام) والّتي يُستحَبُّ فيها الصيامُ فيها استحباباً مُؤكّداً تعظيماً لشأنِها..فلنجعل صيامَنا فيها عَوَناً لنا على تلقّي الحِكمةِ والتفقُّهِ في معارفِ أهلِ البيت"صلواتُ اللهِ عليهم" لِتتحقّقَ -على الأقل- هذه الجهةُ مِن جهاتِ الحكمةِ مِن الصومِ في هذه الأزمنةِ المخصوصة
ولنكن على حذرٍ مِن كيدِ إبليس وأساليبِهِ الخفيّةِ والخبيثةِ في دَفْعِ الناسِ إلى الشَبَعِ بعد الصيام..سعياً مِنه في إطفاءِ نُورِ المعرفةِ مِن قُلوبِهم بإضعافِ التركيزِ عندهم والّذي ينشأُ مِن الشَبَع والامتلاء،
فإنّ امتلاءَ المعدةِ بالطعام يُسبّبُ نُوعاً مِن (الغباء) ودرجةً مِن درجاتِ الغباء..فلنكن على حذر!
فإبليس"لعنهُ اللهُ "عندهُ برامج يُنفِّذُها على مُستوى الأُمّة..وبرامجُ أخرى يُنفِّذُها على المُستوى الشخّصي لكُلِّ فرد..مِنها؛ أن يجعلَ تركيزَ الناسِ مُنصبّاً على طعامِ بُطونِهم فقط..ويدفعُهم نحو الشَبَعِ والامتلاء كما بيّنت الروايةُ أعلاه،
فيكون ذلك فخّاً شيطانيّاً لحرمانِهم مِن الغذاءِ الأهمِّ وهو غذاءُ العُقول(وهو المعرفةُ لإمامِهم)
وبغضِّ النظر عن أثرِ الشَبَع في إطفاءِ نورِ المعرفة..فالمسألةُ أخلاقيّةٌ وتربويّةٌ أيضاً،
إذ كيف يطِيبُ لنفسٍ أن تُقبِلَ على الطعامِ حدَّ التُخمة..وهناك الكثيرون في زمانِنا مُشرَّدون بلا مأوى وبلا طعام..فلنتأمّل!
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
:
إذا رجعنا لأحاديثِ العترةِ نجد فيها تحذيراً واضحاً مِن الشَبَع والامتلاء مِن الطعام..فالشَبَعُ في أحاديثِ العترةِ يُطفىءُ نُورَ المَعرفةِ ويُصِمُّ عن سماعِ الموعظة!
فقد جاء في وصايا العترةِ الطاهرة: أنّ الأكلَ يكونُ مانِعاً مِن التوجُّهِ العِلمي..فإذا أراد شخصٌ وسيلةً تُعِينُهُ في طلبِ العِلم وفَهْمِ العِلْم الّذي يتلقّاه..فعليه أن يُقلِّلَ مِن الطعام..لا أنا أن يُقبِلَ عليه
❂ يقولُ نبيُّنا الأعظم"صلّى اللهُ عليه وآلِهِ":
(إيّاكُم وفُضُول المَطعم -أي الطعام الزائد عن حاجةِ الجسم- فإنّه يَسِمُّ القَلْبَ بالفَضْلة، ويُبْطِئُ بالجوارحِ عن الطاعةِ، ويُصِمُّ الهِمَمَ عن سماعِ الموعظة)
[البحار: ج72]
❂ ويقولُ سيّدُ الأوصياء"صلواتُ اللهِ عليه" :
(إذا أراد اللهُ سُبحانَهُ صلاحَ عبدهِ ألهَمَهُ: قِلّةَ الكلامِ وقِلّةَ الطعامِ وقِلّةَ المنام)
[مستدرك الوسائل: ج3]
ويقولُ أيضاً" صلواتُ اللهِ عليه":
(مَن زاد شَبَعُهُ كظّتُهُ البِطنة-أي أثقلَهُ امتلاءُ بطنِهِ بالطعام- ومَن كظّتهُ البِطنةُ حَجَبتهُ عن الفِطنة)
ويقولُ أيضاً:
(لا تجتمِعُ الفِطنةُ والبِطنة)
[مستدرك الوسائل: ج١٦]
❂ وجاء في وصايا لُقمان لابنه:
(يا بُني، إذا امتلأت المَعِدةُ نامت الفِكْرة، وخرستْ الحِكمةُ وقعدت الأعضاءُ عن العبادة)
[معاني الأخبار]
ويقولُ سيّدُ الأوصياء:
(إذا مُلِئ البطنُ مِن المُباح..عَمِيَ القلبُ عن الصلاح!)
[غرر الحِكم]
لاحظوا أنّه حتّى لو كان الطعامُ مُباحاً وحلالاً..فإنّ الامتلاءَ مِنه يُعمِي عن الصلاح!
فما هو حالُ الّذين يملؤون بُطونَهم مِن الحرامِ إذاً؟!
❂ أيضاً جاء في[جامع الأخبار] هذه الرواية الّتي تُبيّن دورَ إبليس في إثارةِ الشَهَواتِ والرغباتِ لدى الإنسان حتّى يضعُفَ عن العبادة!
(جاء في الرواية: أنّ إبليس ظَهَرَ ليحيى بن زكريا فرأى عليه معاليق مِن كُلِّ شيء -يعني أشياءَ مُعلَّقة- فقال يحيى لإبليس: ما هذه؟ قال إبليس:
هذه الشَهَواتُ الّتي أُصِيبُ بها بني آدم، فقال يحيى: هل لي فيهِنَّ شيءٌ؟
قال له إبليس: ربّما شبِعْتَ فثقّلناك عن الصلاةِ والذِكْر،
قال يحيى: للهِ عليَّ أن لا أملأَ بطني مِن طعامٍ أبداً..فقال إبليس: وللهِ عليَّ أن لا أنصحَ مُسلِماً أبداً)
❂ ويقول سيّدُ الأنبياء"صلّى الله عليه وآلِهِ"
(نُورُ الحِكمةِ الجُوعُ والتباعدُ مِن اللهِ الشَبَع...لا تشبَعوا فيُطفَأُ نورُ المعرفةِ مِن قُلوبِكُم)
[مُستدرك الوسائل: ج3]
مع ملاحظة أنّ هذا العنوان(الحِكمة) في ثقافةِ العترةِ يعني معرفةَ الإمامِ المعصوم، كما ورد عن صادقِ العترةِ في تفسيرِ القُمّي في معنى قولِهِ تعالى: {ولقد آتينا لُقمانَ الحِكمة} قال: (أُوتيَ معرفةَ إمامَ زمانِهِ)
مِن هُنا كانت إحدى ثَمَراتِ استحبابِ صيامِ الشيعةِ في هذه الأشهُر المُعظّمة(رجب وشعبان وشهر رمضان) وكذلك في مُناسباتِ أفراحِ أهلِ البيتِ؛ كأيّامِ مواليدِهم أو عيدِ الغدير مَثَلاً أو في الأزمنةِ المخصوصةِ الأُخرى،
جاء هذا الاستحبابُ للصيامِ كي يستعينَ الشيعةُ بالصيام على تصفيةِ الذِهن ورفعِ مُستوى التركيزِ والفَهم عندهم..ليكونَ الذِهنُ مُهيّأً لتلقّي الحِكمةِ وتحصيلِ معرفةِ أهلِ البيتِ عموماً..ومعرفةِ الإمامِ المعصومِ المخصوصِ بتلك المُناسبةِ المُعظّمةِ على وجهِ الخُصوص
ولِذا..ونحنُ نعيشُ هذه الأيّامَ المخصوصةَ المُعظّمةَ مِن أيّامِ دهرنا (الّتي هي مُقدّمةٌ لشهرِ الصيام) والّتي يُستحَبُّ فيها الصيامُ فيها استحباباً مُؤكّداً تعظيماً لشأنِها..فلنجعل صيامَنا فيها عَوَناً لنا على تلقّي الحِكمةِ والتفقُّهِ في معارفِ أهلِ البيت"صلواتُ اللهِ عليهم" لِتتحقّقَ -على الأقل- هذه الجهةُ مِن جهاتِ الحكمةِ مِن الصومِ في هذه الأزمنةِ المخصوصة
ولنكن على حذرٍ مِن كيدِ إبليس وأساليبِهِ الخفيّةِ والخبيثةِ في دَفْعِ الناسِ إلى الشَبَعِ بعد الصيام..سعياً مِنه في إطفاءِ نُورِ المعرفةِ مِن قُلوبِهم بإضعافِ التركيزِ عندهم والّذي ينشأُ مِن الشَبَع والامتلاء،
فإنّ امتلاءَ المعدةِ بالطعام يُسبّبُ نُوعاً مِن (الغباء) ودرجةً مِن درجاتِ الغباء..فلنكن على حذر!
فإبليس"لعنهُ اللهُ "عندهُ برامج يُنفِّذُها على مُستوى الأُمّة..وبرامجُ أخرى يُنفِّذُها على المُستوى الشخّصي لكُلِّ فرد..مِنها؛ أن يجعلَ تركيزَ الناسِ مُنصبّاً على طعامِ بُطونِهم فقط..ويدفعُهم نحو الشَبَعِ والامتلاء كما بيّنت الروايةُ أعلاه،
فيكون ذلك فخّاً شيطانيّاً لحرمانِهم مِن الغذاءِ الأهمِّ وهو غذاءُ العُقول(وهو المعرفةُ لإمامِهم)
وبغضِّ النظر عن أثرِ الشَبَع في إطفاءِ نورِ المعرفة..فالمسألةُ أخلاقيّةٌ وتربويّةٌ أيضاً،
إذ كيف يطِيبُ لنفسٍ أن تُقبِلَ على الطعامِ حدَّ التُخمة..وهناك الكثيرون في زمانِنا مُشرَّدون بلا مأوى وبلا طعام..فلنتأمّل!
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture