في ثقافةِ العِترة: لماذا كان للإفطارِ على الماءِ خُصوصيّةٌ وأثرٌ معنويٌّ في تطهيرِ القلبِ مِن الذُنوب؟
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادقُ"عليه السلام":
(الإفطارُ على الماءِ يغسِلُ الذنوبَ مِن القلب)
وفي روايةٍ أُخرى وصف الإمامُ الإفطارَ على الماءِ بأنّهُ: (يغسِلُ الذنوبَ غسلاً)
[الكافي: ج4]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
لاحظوا أنّ شُربَ الماءِ عمليّةٌ حِسيّةٌ فيزيائيّةٌ مُرتبطةٌ بالبدن..ولكن الإمامَ هنا يتحدّثُ عن أثرٍ معنويٍّ في القلبِ يتركُهُ الإفطارُ على الماء،
فيقول: أنّه يغسِلُ ذُنوبَ القلب!
وإمامُنا الباقر يُؤكّدُ هذا المعنى فيقول: (افطِروا على الماء فإنّ الماءَ طَهور)
فما هو السِرُّ الّذي في الماء والّذي جعل له هذا الأثرَ المعنويَّ الدينيَّ المُرتبط بتطهير القلبِ مِن الذنوب؟
الجواب:
لأنّ الماءَ في ثقافةِ العترةِ رمزٌ ومظهرٌ مِن مظاهرِ الإمامِ المعصوم، وعنوانٌ لولايةِ أهلِ البيت،
فالكونُ مبنيٌّ على تعدُّدِ المظاهرِ والتجلّيات،
المُراد مِن التجلّيات: أي ظُهورُ الحقيقةِ الواحدةِ في أكثرِ مِن صُورة، بحيث تظهرُ في كُلِّ عالمٍ بالشكلِ الّذي يناسِبُ ذلك العالم
فالماءُ في القرآن رمزٌ للإمامِ المعصوم كما يقولُ إمامُنا الكاظِم في معنى قولِهِ تعالى: {قُل أرأيتُم إن أصبحَ ماؤكم غَوراً فمن يأتيكُم بماءٍ مَعين} قال:
(إذا فقدتم إمامَكُم فلم تَروهُ فماذا تصنعون!)
[كمال الدين]
وكما يقولُ إمامُنا الصادق حين سُئل عن تأويل قولِهِ تعالى: {ويُنزّلُ عليكم مِن السماءِ ماءً لِيُطهّركُم به ويُذهِبَ عنكُم رجزَ ولِيربطَ على قُلوبِكم ويُثبّتَ به الأقدام} قال:
(السماءُ في الباطن؛ رسولُ الله، والماء: عليٌّ، جعَلهُ اللهُ مِن رسولِ الله، فذلك قولُهُ: {ماءً لِيطهّرَكُم به} فذلك عليٌّ يُطهِّرُ اللهُ به قلبَ مَن والاه،
وأمّا قولُهُ: {ويُذهِبَ عنكم رجزَ الشيطان} مَن والى عليّاً يذهِبُ الرجزَ عنه ويُقوّي قلبَهُ، {ولِيربطَ على قُلوبِكُم ويثبّتَ به الأقدام} فإنّه يعني عليّاً،
مَن والى عليّاً يربِطُ اللهُ على قلبِهِ بعليٍّ فيثبُتَ على ولايتِهِ)
[تفسير العيّاشي]
• لاحظوا قولَ صادقِ العِترة: (فذلك عليٌّ يُطهِّرُ اللهُ به قلبَ مَن والاه)
إنّه يتحدّثُ عن تطهيرٍ للقلبِ بولايةِ عليٍّ،
وفي حديثِهِ عن الإفطارِ على الماء أيضاً يتحدّثُ عن تطهير القلب فيقول أنّ الماء: (يغسلُ الذنوبَ مِن القُلوب)
المعنى واحد كما ترون.. لماذا؟
لأنّ الماءَ رمزٌ وعنوانٌ للإمامِ المعصوم ولولايةِ الإمامِ المعصوم،
وِلِذا كانت للماء خُصوصيّةٌ في عالمِ السوائل، فهو إمامُ الأشربةِ كما يقولُ سيّدُ الأوصياء: (الماءُ سيّدُ الشرابِ في الدُنيا والآخرة)
وكما يقولُ رسولُ الله: (سيّدُ شرابِ الجنّةِ الماء)
[الكافي: ج6]
وإنّما صارت له هذه الخُصوصيّةُ بين السوائل لأنّه السائلُ الوحيد الّذي يُطهِّرُ نفسَهُ ويُطهِّرُ غيرَه،
أمّا بقيّةُ السوائلِ فإنّها لا تستطيعُ أن تُطهِّرَ نفسَها، وإنّما تحتاجُ للماء ليُطهِّرَها
فحين يقولُ القرآن: {وأنزلنا مِن السماءِ ماءً طَهورا}
معنى الماء الطَهور: أي الطاهِرُ في نفسِهِ والمُطهِّرُ لِغَيرِه،
ومِن هنا كان الماءُ رمزاً ومَظهراً للإمامِ المعصوم..لأنّ الإمامَ المعصوم له هذه الأوصافُ أيضاً؛ فالإمامُ ذاتٌ طاهِرةٌ مُطهَّرةٌ في نفسِها وتُطهِّرُ مَن يتّصِلُ بها، كما نقرأُ في زيارةِ سيّدِ الشهداء:
(أشهدُ أنّك طُهْرٌ طاهرٌ مُطهَّر مِن طُهْرٍ طاهرٍ مُطهّر طَهُرتَ وطَهُرتْ بكَ البلادُ وطَهرتْ أرضٌ أنت بها وطَهُر حرمك)
وهذا المعنى للطهارةِ في زيارةِ الحسين هونفسُهُ الّذي جاء في زيارةِ الصدّيقةِ الكُبرى حيث نقرأُ فيها:
(وزعمنا أنا لكِ أولياءُ ومُصدّقونَ وصابرون لكلِّ ما أتى به أبوكِ"صلّى اللهُ عليه وآله" وأتّى به وصيّه، فإنّا نسألكِ إنْ كُنّا صدّقناكِ إلّا ألحقتِنا بتصديقِنا لهُما لنبشّرَ أنفُسَنا بأنّا قد طَهُرنا بولايتِكِ)
فكما أنّ الإمامَ المعصوم هو سيّدُ الخلائقِ في الدنيا والآخرة..فكذلك مَظهرُهُ الرمزيُّ في عالمِ الأشربةِ هو سيّدُ الشرابِ في الدنيا والآخرة
وكما أنّ الإمامَ المعصوم ذاتٌ طاهرةٌ في نفسِها ومُطهِّرةٌ لكُلِّ مَن يتّصِلُ بها..فكذلك مَظهرُ الإمامِ الرمزيُّ في عالمِ السوائل(وهو الماء) طاهرٌ في نفسِهِ ومُطهِّر لِغيره
ومِن هنا نفهم لماذا كان أعدى أعداءِ الزهراء (ابنُ صهاك) لم يتطهَّر بالماءِ يوماً في حياتِهِ،
فالرواياتُ تقول أنّه كان يمسحُ يديهِ بعد الأكلِ بنعالِهِ ويقول: (إنّ مناديلَ آلِ عُمر نِعالُهم!)
والرواياتُ تقولُ أيضاً أنّ أحبَّ شرابٍ إليه هو أنجسُ الأشربةِ وهو النبيذ،
ولا عجَبَ في ذلك..فهو كومةٌ مِن الرجسِ والنجاسةِ والقذارة..ولذا ينجذِبُ إلى النجاساتِ والقذارات،
فشبيهُ الشيءِ مُنجذبٌ إليه
✦ أيضاً مِن خصائصِ الماء في ثقافةِ العترة: أنّ طعمَهُ طَعمُ الحياة كما يقولُ صادق العترة
تتمة الموضوع في #الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/1EBzH8SJ2D/
#الثقافة_الزهرائية
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادقُ"عليه السلام":
(الإفطارُ على الماءِ يغسِلُ الذنوبَ مِن القلب)
وفي روايةٍ أُخرى وصف الإمامُ الإفطارَ على الماءِ بأنّهُ: (يغسِلُ الذنوبَ غسلاً)
[الكافي: ج4]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
لاحظوا أنّ شُربَ الماءِ عمليّةٌ حِسيّةٌ فيزيائيّةٌ مُرتبطةٌ بالبدن..ولكن الإمامَ هنا يتحدّثُ عن أثرٍ معنويٍّ في القلبِ يتركُهُ الإفطارُ على الماء،
فيقول: أنّه يغسِلُ ذُنوبَ القلب!
وإمامُنا الباقر يُؤكّدُ هذا المعنى فيقول: (افطِروا على الماء فإنّ الماءَ طَهور)
فما هو السِرُّ الّذي في الماء والّذي جعل له هذا الأثرَ المعنويَّ الدينيَّ المُرتبط بتطهير القلبِ مِن الذنوب؟
الجواب:
لأنّ الماءَ في ثقافةِ العترةِ رمزٌ ومظهرٌ مِن مظاهرِ الإمامِ المعصوم، وعنوانٌ لولايةِ أهلِ البيت،
فالكونُ مبنيٌّ على تعدُّدِ المظاهرِ والتجلّيات،
المُراد مِن التجلّيات: أي ظُهورُ الحقيقةِ الواحدةِ في أكثرِ مِن صُورة، بحيث تظهرُ في كُلِّ عالمٍ بالشكلِ الّذي يناسِبُ ذلك العالم
فالماءُ في القرآن رمزٌ للإمامِ المعصوم كما يقولُ إمامُنا الكاظِم في معنى قولِهِ تعالى: {قُل أرأيتُم إن أصبحَ ماؤكم غَوراً فمن يأتيكُم بماءٍ مَعين} قال:
(إذا فقدتم إمامَكُم فلم تَروهُ فماذا تصنعون!)
[كمال الدين]
وكما يقولُ إمامُنا الصادق حين سُئل عن تأويل قولِهِ تعالى: {ويُنزّلُ عليكم مِن السماءِ ماءً لِيُطهّركُم به ويُذهِبَ عنكُم رجزَ ولِيربطَ على قُلوبِكم ويُثبّتَ به الأقدام} قال:
(السماءُ في الباطن؛ رسولُ الله، والماء: عليٌّ، جعَلهُ اللهُ مِن رسولِ الله، فذلك قولُهُ: {ماءً لِيطهّرَكُم به} فذلك عليٌّ يُطهِّرُ اللهُ به قلبَ مَن والاه،
وأمّا قولُهُ: {ويُذهِبَ عنكم رجزَ الشيطان} مَن والى عليّاً يذهِبُ الرجزَ عنه ويُقوّي قلبَهُ، {ولِيربطَ على قُلوبِكُم ويثبّتَ به الأقدام} فإنّه يعني عليّاً،
مَن والى عليّاً يربِطُ اللهُ على قلبِهِ بعليٍّ فيثبُتَ على ولايتِهِ)
[تفسير العيّاشي]
• لاحظوا قولَ صادقِ العِترة: (فذلك عليٌّ يُطهِّرُ اللهُ به قلبَ مَن والاه)
إنّه يتحدّثُ عن تطهيرٍ للقلبِ بولايةِ عليٍّ،
وفي حديثِهِ عن الإفطارِ على الماء أيضاً يتحدّثُ عن تطهير القلب فيقول أنّ الماء: (يغسلُ الذنوبَ مِن القُلوب)
المعنى واحد كما ترون.. لماذا؟
لأنّ الماءَ رمزٌ وعنوانٌ للإمامِ المعصوم ولولايةِ الإمامِ المعصوم،
وِلِذا كانت للماء خُصوصيّةٌ في عالمِ السوائل، فهو إمامُ الأشربةِ كما يقولُ سيّدُ الأوصياء: (الماءُ سيّدُ الشرابِ في الدُنيا والآخرة)
وكما يقولُ رسولُ الله: (سيّدُ شرابِ الجنّةِ الماء)
[الكافي: ج6]
وإنّما صارت له هذه الخُصوصيّةُ بين السوائل لأنّه السائلُ الوحيد الّذي يُطهِّرُ نفسَهُ ويُطهِّرُ غيرَه،
أمّا بقيّةُ السوائلِ فإنّها لا تستطيعُ أن تُطهِّرَ نفسَها، وإنّما تحتاجُ للماء ليُطهِّرَها
فحين يقولُ القرآن: {وأنزلنا مِن السماءِ ماءً طَهورا}
معنى الماء الطَهور: أي الطاهِرُ في نفسِهِ والمُطهِّرُ لِغَيرِه،
ومِن هنا كان الماءُ رمزاً ومَظهراً للإمامِ المعصوم..لأنّ الإمامَ المعصوم له هذه الأوصافُ أيضاً؛ فالإمامُ ذاتٌ طاهِرةٌ مُطهَّرةٌ في نفسِها وتُطهِّرُ مَن يتّصِلُ بها، كما نقرأُ في زيارةِ سيّدِ الشهداء:
(أشهدُ أنّك طُهْرٌ طاهرٌ مُطهَّر مِن طُهْرٍ طاهرٍ مُطهّر طَهُرتَ وطَهُرتْ بكَ البلادُ وطَهرتْ أرضٌ أنت بها وطَهُر حرمك)
وهذا المعنى للطهارةِ في زيارةِ الحسين هونفسُهُ الّذي جاء في زيارةِ الصدّيقةِ الكُبرى حيث نقرأُ فيها:
(وزعمنا أنا لكِ أولياءُ ومُصدّقونَ وصابرون لكلِّ ما أتى به أبوكِ"صلّى اللهُ عليه وآله" وأتّى به وصيّه، فإنّا نسألكِ إنْ كُنّا صدّقناكِ إلّا ألحقتِنا بتصديقِنا لهُما لنبشّرَ أنفُسَنا بأنّا قد طَهُرنا بولايتِكِ)
فكما أنّ الإمامَ المعصوم هو سيّدُ الخلائقِ في الدنيا والآخرة..فكذلك مَظهرُهُ الرمزيُّ في عالمِ الأشربةِ هو سيّدُ الشرابِ في الدنيا والآخرة
وكما أنّ الإمامَ المعصوم ذاتٌ طاهرةٌ في نفسِها ومُطهِّرةٌ لكُلِّ مَن يتّصِلُ بها..فكذلك مَظهرُ الإمامِ الرمزيُّ في عالمِ السوائل(وهو الماء) طاهرٌ في نفسِهِ ومُطهِّر لِغيره
ومِن هنا نفهم لماذا كان أعدى أعداءِ الزهراء (ابنُ صهاك) لم يتطهَّر بالماءِ يوماً في حياتِهِ،
فالرواياتُ تقول أنّه كان يمسحُ يديهِ بعد الأكلِ بنعالِهِ ويقول: (إنّ مناديلَ آلِ عُمر نِعالُهم!)
والرواياتُ تقولُ أيضاً أنّ أحبَّ شرابٍ إليه هو أنجسُ الأشربةِ وهو النبيذ،
ولا عجَبَ في ذلك..فهو كومةٌ مِن الرجسِ والنجاسةِ والقذارة..ولذا ينجذِبُ إلى النجاساتِ والقذارات،
فشبيهُ الشيءِ مُنجذبٌ إليه
✦ أيضاً مِن خصائصِ الماء في ثقافةِ العترة: أنّ طعمَهُ طَعمُ الحياة كما يقولُ صادق العترة
تتمة الموضوع في #الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/1EBzH8SJ2D/
#الثقافة_الزهرائية