مِن صُوَرِ الظُلامةِ الفاطميّةالمُؤلمةِ جدّاً:
تكريمُ عُمر بن الخطّاب لأحدِ عُمّالِهِ الخَوَنةِ وهو "قُنفذ" لأنّه ضرب الزهراء💔
:
❂ يُحدّثنا سُليمُ بن قيس يقول:
(انتهيتُ إلى حلقةٍ في مسجدِ رسولِ اللهِ "صلّى اللهُ عليه وآله" ليس فيها إلّا هاشميٌّ -يعني الجُلوس كلُّهم هاشميّون- غيرُ سلمان وأبي ذر والمِقداد ومحمّد بن أبي بكر وعُمر ابن أبي سَلَمة وقيس بنُ سعد بن عُبادة،
فقال العباس -بن عبدالمطّلب عمُّ النبي- لعليٍّ "صلواتُ اللهِ عليه":
ما ترى عُمر منعَهُ مِن أن يُغرِّمَ قُنفذاً كما أغرم جميعَ عُمّالِهِ؟!
فنظر عليٌّ"صلواتُ اللهِ عليه" إلى مَن حولَهُ، ثمّ أغرورقت عيناهُ بالدموع، ثمّ قال:
شكر له -أي لقنفذ- ضربةً ضربها فاطِمة بالسوط، فماتت "صلواتُ الله عليها"وفي عَضُدِها أثرُهُ كأنّه الدُملج!
ثمّ قال "عليه السلام":
العجَبُ مِمّا أُشربت قلوبُ هذه الأُمّةِ مِن حُبِّ هذا الرجل -يعني عُمر- وصاحبِهِ مِن قبلِهِ والتسليمِ له في كلِّ شيءٍ أحدَثَه!
لَئن كان عُمّالُهُ خَوَنةً وكان هذا المالُ في أيديهم خيانةً..ما حلَّ له تركُهُ -عندهم- وكان له أن يأخذَهُ كلَّهُ فإنّه فيئُ المسلمين،
فما له يأخذُ نِصفَهُ ويترك نِصفَه؟!
ولئن كانوا غيرَ خَوَنةٍ فما حلَّ له أن يأخذَ أموالَهم ولا شيئاً مِنهم قليلاً ولا كثيراً، وإنّما أخذ أنصافَها،
ولو كانت في أيديهم خيانةً ثمّ لم يُقرّوا بها -أي لم يُقرّوا بالخيانة- ولم تقم عليهم البيّنة..ما حلّ له أن يأخذَ مِنهم قليلاً ولا كثيراً،
وأعجبُ مِن ذلك إعادتُهُ إيّاهم -أي عُمّالُهُ الخَوَنة- إلى أعمالِهم!
لئن كانوا خَوَنة ما حلَّ له أن يستعمِلَهم،
ولئن كانوا غير خَوَنةٍ ما حلّت له أموالُهم،
ثمّ أقبل عليٌ على القومِ فقال:
العجَبُ لقومٍ يرونَ سُنّةَ نبيّهم تتبدّلُ وتتغيّرُ شيئاً شيئاً وباباً باباً..ثمّ يرضون ولا يُنكرون، بل يغضبون له -أي يغضبون لِعُمر- ويعتبون على مَن عاب عليه وأنكرَهُ!
ثمّ يجيء قومٌ بعدنا فيتّبعون بدعتَهُ وجَورَهُ وإحداثَهُ -أي ما أحدثهُ مِن أمرٍ في الدين ليس مِن الدين- ويتّخذون إحداثَهُ سُنّةً ودِيناً يتقرّبون بهما إلى الله!)
[سُليم بن قيس]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
✦ قولُ الأمير وهو يتحدّثُ عن ابن الخطّاب: (لئن كان عُمّالُهُ خَوَنة وكان هذا المالُ في أيديهم خيانةً ما حلَّ له تركُهُ وكان له أن يأخذَهُ كلَّهُ)
يعني إذا كان عُمّالُ عمر بن الخطّاب خَوَنة؛ أي أخذوا هذه الأموالَ مِن طريقِ الخيانةِ والسرقة مِن أموالِ الناسِ بقوّةِ السُلطة..فإنّ المالَ الّذي في أيديهم ليس حلالاً لهم كي يبقى تحت أيديهم، وكان عليه أن يأخذَه كاملاً مِنهم لأنّه فيئُ المسلمين،
فلماذا أخذ ابنُ صهاك نِصفَ الأموال وترك نِصفَها لهم إذا كانت هذه الأموال مِن خيانة؟!
• ثمّ يقولُ الأمير:
وإذا كانت هذه الأموالُ هي أموالُهم الشخصيّةُ حلالاً وليست مأخوذةً بالخيانة..فلماذا أغرمهم عمر وأخذ نِصفها بغيرِ حقّ؟!
أليس هذا تواطؤٌ على الفساد؟
فالإشكالُ في كلا الحالتين يُلاحِقُهُ
✦ قولُ الأمير: (وأعجَبُ مِن ذلك إعادتُهُ إيّاهم -أي عُمّالُهُ الخوَنة الفاسدين- إلى أعمالِهم) يعني أبقاهم في نفسِ الأمكنةِ الّتي كانوا فيها!
إذا كانوا خَوَنة لماذا أرجعهم إلى مناصبِهم؟!
وإذا لم يكونوا خوَنة فلماذا أغرمهم نِصفَ أموالِهم؟!
عِلماً أنّ الأميرَ بيّن في نفس الرواية أنّ ابن صهاك أغرم كُلَّ عُمّالِهِ جميعاً وأخذ منهم نِصفَ ما عندهم مِن أموال ما عدا قُنفذ لم يُغرِّمهُ كبقيّةِ العُمّال ولم يأخذ شيئاً أموالِهِ،
والسبب بيّنه سيّدُ الأوصياء حين قال:
(شكر له -أي لقنفذ- ضربةً ضربها فاطمةَ بالسوطِ فماتت وفي عضُدِها أثرُهُ كأنّه الدُملج!)
• قولِهِ: (فماتت وفي عضُدِها أثرُهُ كأنّه الدُملج)أي أنّ هذه الضربةَ بقي أثرُها في الزهراء لفترةٍ طويلة نسبيّاً!
لأنّه بحسبِ الرواياتِ قد تكون الزهراء ارتحلت في الثالث عشر مِن جمادى الأوّل أو الثالث مِن جمادى الثاني،
فأيُّ ضربةٍ هذه الّتي بقيَ أثرُها طولَ هذه المُدّة؟!
• قوله: (العجَبُ لقومٍ يرونَ سُنّةَ نبيّهم تتبدّلُ وتتغيّر شيئاً شيئاً وباباً باباً ثمّ يرضون ولا يُنكرونه) هذا المضمون ينطبِقُ أيضاً على واقعِنا الشيعي،
فهُناك مِن زعماءِ الشيعةِ بسببِ تأثُّرِهِ الشديد بالفِكرِ المُخالف..غيّر وبدّل في دينِ أهلِ البيتِ وأدخل فيه ما ليس منه!
ودونكُم تفاسيرُ القرآن الّتي ألّفها جمعٌ مِن علمائنا وِفقاً لآرائهم..راجعوها وقارنوا بينها وبين ما جاء في أحاديثِ أهلِ البيتِ التفسيريّة..ستجدون التغييرَ والتبديلَ واضحاً في تفسيرِ أهلِ البيتِ!
ورُغم ذلك، تجد أكثرَ الشيعةِ يُقدّسون هؤلاء الزعماء تقديساً أعمى، فيرفضون انتقادَهم وتشخيصَ أخطائهم في دين أهلِ البيت، لأنّهم يتعاملون معهم على أساس أنّهم جهةٌ معصومةٌ لا تُخطىء، وهذا هو الإشراب،
فقد أُشرِبوا حُبَّهم؛ أي أحبّوهم حُبَّاً أعمى بتقديسٍ أعمى!
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
تكريمُ عُمر بن الخطّاب لأحدِ عُمّالِهِ الخَوَنةِ وهو "قُنفذ" لأنّه ضرب الزهراء💔
:
❂ يُحدّثنا سُليمُ بن قيس يقول:
(انتهيتُ إلى حلقةٍ في مسجدِ رسولِ اللهِ "صلّى اللهُ عليه وآله" ليس فيها إلّا هاشميٌّ -يعني الجُلوس كلُّهم هاشميّون- غيرُ سلمان وأبي ذر والمِقداد ومحمّد بن أبي بكر وعُمر ابن أبي سَلَمة وقيس بنُ سعد بن عُبادة،
فقال العباس -بن عبدالمطّلب عمُّ النبي- لعليٍّ "صلواتُ اللهِ عليه":
ما ترى عُمر منعَهُ مِن أن يُغرِّمَ قُنفذاً كما أغرم جميعَ عُمّالِهِ؟!
فنظر عليٌّ"صلواتُ اللهِ عليه" إلى مَن حولَهُ، ثمّ أغرورقت عيناهُ بالدموع، ثمّ قال:
شكر له -أي لقنفذ- ضربةً ضربها فاطِمة بالسوط، فماتت "صلواتُ الله عليها"وفي عَضُدِها أثرُهُ كأنّه الدُملج!
ثمّ قال "عليه السلام":
العجَبُ مِمّا أُشربت قلوبُ هذه الأُمّةِ مِن حُبِّ هذا الرجل -يعني عُمر- وصاحبِهِ مِن قبلِهِ والتسليمِ له في كلِّ شيءٍ أحدَثَه!
لَئن كان عُمّالُهُ خَوَنةً وكان هذا المالُ في أيديهم خيانةً..ما حلَّ له تركُهُ -عندهم- وكان له أن يأخذَهُ كلَّهُ فإنّه فيئُ المسلمين،
فما له يأخذُ نِصفَهُ ويترك نِصفَه؟!
ولئن كانوا غيرَ خَوَنةٍ فما حلَّ له أن يأخذَ أموالَهم ولا شيئاً مِنهم قليلاً ولا كثيراً، وإنّما أخذ أنصافَها،
ولو كانت في أيديهم خيانةً ثمّ لم يُقرّوا بها -أي لم يُقرّوا بالخيانة- ولم تقم عليهم البيّنة..ما حلّ له أن يأخذَ مِنهم قليلاً ولا كثيراً،
وأعجبُ مِن ذلك إعادتُهُ إيّاهم -أي عُمّالُهُ الخَوَنة- إلى أعمالِهم!
لئن كانوا خَوَنة ما حلَّ له أن يستعمِلَهم،
ولئن كانوا غير خَوَنةٍ ما حلّت له أموالُهم،
ثمّ أقبل عليٌ على القومِ فقال:
العجَبُ لقومٍ يرونَ سُنّةَ نبيّهم تتبدّلُ وتتغيّرُ شيئاً شيئاً وباباً باباً..ثمّ يرضون ولا يُنكرون، بل يغضبون له -أي يغضبون لِعُمر- ويعتبون على مَن عاب عليه وأنكرَهُ!
ثمّ يجيء قومٌ بعدنا فيتّبعون بدعتَهُ وجَورَهُ وإحداثَهُ -أي ما أحدثهُ مِن أمرٍ في الدين ليس مِن الدين- ويتّخذون إحداثَهُ سُنّةً ودِيناً يتقرّبون بهما إلى الله!)
[سُليم بن قيس]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
✦ قولُ الأمير وهو يتحدّثُ عن ابن الخطّاب: (لئن كان عُمّالُهُ خَوَنة وكان هذا المالُ في أيديهم خيانةً ما حلَّ له تركُهُ وكان له أن يأخذَهُ كلَّهُ)
يعني إذا كان عُمّالُ عمر بن الخطّاب خَوَنة؛ أي أخذوا هذه الأموالَ مِن طريقِ الخيانةِ والسرقة مِن أموالِ الناسِ بقوّةِ السُلطة..فإنّ المالَ الّذي في أيديهم ليس حلالاً لهم كي يبقى تحت أيديهم، وكان عليه أن يأخذَه كاملاً مِنهم لأنّه فيئُ المسلمين،
فلماذا أخذ ابنُ صهاك نِصفَ الأموال وترك نِصفَها لهم إذا كانت هذه الأموال مِن خيانة؟!
• ثمّ يقولُ الأمير:
وإذا كانت هذه الأموالُ هي أموالُهم الشخصيّةُ حلالاً وليست مأخوذةً بالخيانة..فلماذا أغرمهم عمر وأخذ نِصفها بغيرِ حقّ؟!
أليس هذا تواطؤٌ على الفساد؟
فالإشكالُ في كلا الحالتين يُلاحِقُهُ
✦ قولُ الأمير: (وأعجَبُ مِن ذلك إعادتُهُ إيّاهم -أي عُمّالُهُ الخوَنة الفاسدين- إلى أعمالِهم) يعني أبقاهم في نفسِ الأمكنةِ الّتي كانوا فيها!
إذا كانوا خَوَنة لماذا أرجعهم إلى مناصبِهم؟!
وإذا لم يكونوا خوَنة فلماذا أغرمهم نِصفَ أموالِهم؟!
عِلماً أنّ الأميرَ بيّن في نفس الرواية أنّ ابن صهاك أغرم كُلَّ عُمّالِهِ جميعاً وأخذ منهم نِصفَ ما عندهم مِن أموال ما عدا قُنفذ لم يُغرِّمهُ كبقيّةِ العُمّال ولم يأخذ شيئاً أموالِهِ،
والسبب بيّنه سيّدُ الأوصياء حين قال:
(شكر له -أي لقنفذ- ضربةً ضربها فاطمةَ بالسوطِ فماتت وفي عضُدِها أثرُهُ كأنّه الدُملج!)
• قولِهِ: (فماتت وفي عضُدِها أثرُهُ كأنّه الدُملج)أي أنّ هذه الضربةَ بقي أثرُها في الزهراء لفترةٍ طويلة نسبيّاً!
لأنّه بحسبِ الرواياتِ قد تكون الزهراء ارتحلت في الثالث عشر مِن جمادى الأوّل أو الثالث مِن جمادى الثاني،
فأيُّ ضربةٍ هذه الّتي بقيَ أثرُها طولَ هذه المُدّة؟!
• قوله: (العجَبُ لقومٍ يرونَ سُنّةَ نبيّهم تتبدّلُ وتتغيّر شيئاً شيئاً وباباً باباً ثمّ يرضون ولا يُنكرونه) هذا المضمون ينطبِقُ أيضاً على واقعِنا الشيعي،
فهُناك مِن زعماءِ الشيعةِ بسببِ تأثُّرِهِ الشديد بالفِكرِ المُخالف..غيّر وبدّل في دينِ أهلِ البيتِ وأدخل فيه ما ليس منه!
ودونكُم تفاسيرُ القرآن الّتي ألّفها جمعٌ مِن علمائنا وِفقاً لآرائهم..راجعوها وقارنوا بينها وبين ما جاء في أحاديثِ أهلِ البيتِ التفسيريّة..ستجدون التغييرَ والتبديلَ واضحاً في تفسيرِ أهلِ البيتِ!
ورُغم ذلك، تجد أكثرَ الشيعةِ يُقدّسون هؤلاء الزعماء تقديساً أعمى، فيرفضون انتقادَهم وتشخيصَ أخطائهم في دين أهلِ البيت، لأنّهم يتعاملون معهم على أساس أنّهم جهةٌ معصومةٌ لا تُخطىء، وهذا هو الإشراب،
فقد أُشرِبوا حُبَّهم؛ أي أحبّوهم حُبَّاً أعمى بتقديسٍ أعمى!
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture