الثقافة الزهرائية


Kanal geosi va tili: Eron, Forscha
Toifa: Din


طلبُ المعارفِ مِن غيرِ طريقِنا أهل البيتِ مُساوقٌ لإنكارِنا

Связанные каналы  |  Похожие каналы

Kanal geosi va tili
Eron, Forscha
Toifa
Din
Statistika
Postlar filtri


وقفة عند المعنى العميق في قولِ العقيلةِ وهي طِفلةٌ:
(ما أُطيقُ أن أقولَ اثنين بلسانٍ أجريتُهُ بالواحد)

:
❂ جاء في كتاب [زينب الكُبرى] للشيخ جعفر النقدي:
أنّ العقيلةَ زينب في طُفولتِها كانت جالسةً في حِجرِ أبيها -المُرتضى- وهو يُلاطِفُها بالكلام، فقال لها:
يا بُنيّة قُولي واحد، فقالت: واحد، فقال لها: قُولي اثنين، فسكتت
فقال لها: تكلّمي يا قُرّةَ عيني، فقالت:
يا أبتاه، ما أُطيقُ أن أقولَ اثنين بلسانٍ أجريتُهُ بالواحد..فضمّها سيّدُ الأوصياءِ إلى صدرِهِ وقبّلها بين عينيها

〰〰〰〰〰
[توضيحات]
حين قالت العقيلةُ:"واحد" لم يكن فِكرُها مُتوجّهٌ للواحدِ العدد، وإنّما توجّهت للواحدِ الحقيقي وهو الإلهُ عزّ وجلّ، كما يُبيّنُ ذلك رسولُ اللهِ حين سألهُ رجلٌ يهوديٌّ عن دِلالةِ عناوين الأعداد قائلاً لرسولِ الله:
(فأخبرني ما الواحد؟ وما الإثنان؟ وما الثلاثة؟.. إلى المئة) الحديث طويل،
فقال له رسولُ الله:
(أمّا الواحد: فهو اللهُ الواحدُ القهّار لا شريك له ولا صاحبةٌ ولا ولدٌ له، يُحيي ويُميت، بيدِهِ الخيرُ وهو على كُلِّ شيءٍ قدير)
فالعقيلةُ حين ذكرت الواحد، لم تتوجّه للواحدِ العدد وإنّما توجّهت للواحدِ الحقيقيِّ الّذي لا أوّلَ لأوّليّتِهِ والّذي لا ثاني له،
وما لا ثاني له فإنّه لا يدخلُ في بابِ الأعداد كما يقولُ سيّدُ الأوصياء

فالعقيلةُ حين سكتت ولم تقل: "إثنان" إنّها تتحدّثُ بمنطِقِ أبيها أميرِ المؤمنين،
فحين سأل أعرابيٌّ أميرَ المؤمنين عن معنى قولِنا أنّ اللهَ واحد..قال له أميرُ المؤمنين:
(يا أعرابي: إنّ القولَ في أنّ اللهَ واحدٌ على أربعةِ أقسام:
فوجهان مِنها لا يجوزان على اللهِ عزّ وجلّ، ووجهان يثبُتان فيه،
فأمّا الّلذان لا يجوزان عليه فقولُ القائل: واحدٌ يقصدُ به بابَ الأعداد
 -يعني أنّ اللهَ هو الواحدُ العدد- فهذا ما لا يجوز، لأنّ ما لا ثانيَ له لا يدخلُ في باب الأعداد،
أما ترى أنّه كفر مَن قال إنّه ثالثُ ثلاثة،
وقولُ القائلِ هو واحدٌ مِن الناسِ يُريدُ به النوعَ مِن الجنس..فهذا ما لا يجوز، لأنّه تشبيهٌ، وجلَّ ربُّنا وتعالى عن ذلك،
وأمّا الوجهان الّلذان يثبُتان فيه فقولُ القائل: هو واحدٌ ليس له في الأشياءِ شَبَه..كذلك ربُّنا،
وقولُ القائل:
عزّ وجلّ أحديُّ المعنى: يعني به أنّه لا ينقسِمُ في وجودٍ ولا عقلٍ ولا وهم..كذلك ربُّنا عزّ وجلّ
 -أي أنّ اللهَ تعالى حقيقةٌ واحدة بسيطة وليست مُركّبةً مِن أجزاء حتّى في عالم الوهم-)
[التوحيد]

فالعقيلةُ قصدت بالواحد: اللهَ سُبحانهُ وتعالى، ولذا لم تقل بعدَهُ إثنين، لأنّ اللهَ تعالى لا يدخلُ في بابِ الأعداد، لماذا؟
لأنّ العدديّةَ تقتضي المُماثلَة، والباري عزّ وجلّ لا مِثلَ له

العدديّةُ حينما نأتي فنعُدُّ الناس، أو نعدُّ الأشياءَ مِن حولنا؛ "واحد، اثنان، ثلاثة.." وهكذا
فحتّى لو كانت هذه الأشياءُ الّتي نعُدُّها أشياءَ مُختلفة (كائنات حيّة وجمادات وغير ذلك..) فحينما نعُدّها، فهذا التِعدادُ لها يكونُ مِن لحاظِ أنّها موجودة.. يعني هناك وجهُ مُماثلةٍ بينها في جهةِ الموجوديّة
(أنّ هذه الشجرة موجودة، هذا البحر موجود،  هذا الكائنُ موجود وهكذا)
أو المُماثلة في جهة (الكُنه، أو الماهويّة) يعني هذا المخلوقُ ماهيّة، وذاك ماهيّةٌ ونحنُ ماهية، وهكذا..

فالأعدادُ وُضعت للأشياءِ المُتماثلة
(وليس المُراد مِن المُتماثلة أي أنّها مِن جنسٍ واحد ونوعٍ واحدٍ كبني الإنسان مثلاً)
وإنّما مُتماثلةٌ بسببِ وجودِ جهةٍ مُشتركةٍ بينها (جهة الموجوديّة أو جهة ماهيّتها)

فحين نقولُ عن الله أنّه الواحدٌ فليس المُراد مِن الواحد بأنّه الواحدُ العددي، لأنّ الواحد العددي يأتي بعدهُ اثنان..وهذا يعني أنّ الاثنين تُناظِرُ الواحدَ الّذي سبَقَها، فعددُ الاثنين سيكونُ عدداً مُتفرِّعاً عن العددِ الأوّل، وهذا ما لا يُمكنُ أن نتحدّثَ به عن الله،
هذا المعنى نتحدّثُ به عن المخلوقين، فالواحدُ العدديُّ يُمكِنُنا أن نصِفَ المخلوقَ به

أمّا المرادُ مِن الواحد حين نصِفُ الله تعالى بالواحد: يعني هو المُتفرِّدُ بكلِّ أوصافهِ الّتي وصف نفسَهُ بها
فلسنا نحنُ الذي نصِفُهُ تعالى، وإنّما نصِفُهُ بما وصفَهُ المعصوم

فالتوحيد في ثقافةِ العترة هو فِكرةٌ عن الله تعالى نأخُذها مِن الإمامِ المعصوم
فالباري تعالى هو الواحدُ الّذي لا ثاني له، وهو الأوّلُ الّذي لا أوّلَ لأوّليّتِهِ والآخرُ الّذي لا آخريّةَ له
وجوابُ العقيلةِ حين قالت: (ما أُطيقُ أن أقولَ اثنين بلسانٍ أجريتُهُ بالواحد) فيه إشارةٌ لقولِ أمير المؤمنين:
(ما رأيتُ شيئاً إلّا ورأيتُ اللهَ قبلَهُ وبعدَهُ ومعه وفيه)

سلامٌ وصلواتٌ تترى على العالمةِ غيرِ المُعَلَّمةِ والفهِمةِ غيرِ المُفَهَّمة،
عقيلةِ العقائل، المُحمّديّةِ الشمائل، العَلَويّةِ المَقاول، الفاطميّةِ المنازل،
صدّيقةِ آلِ عليٍّ وعالمةِ آلِ الحسن والحسين؛
الحوراء «زينب» ورحمةُ اللهِ وبركاته
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture






إلى أشياعِ أهلِ البيتِ المُنتظرين إمامَ زمانِهم

كما ترون.. شاءت الإرادةُ الإلهيّةُ أن لايبزُغَ هلالُ الّليالي الفاطميّة(هلالُ جمادى الأوّل) إلّا "ليلةَ الإثنين"
فيكون أوّلُ أيّامِ هذا الشهرِ القمري الفاطِميّ يومَ الاثنين؛
يعني محطّةٌ مِن محطّاتِ الفيضِ والرحمة الّتي تحملُ معها تباشيرَ الفرَج

فقد ورد عن إمامِنا السجّاد خَتْمٌ مَخصوصٌ لـ(سُورةِ الواقعة) يُؤتى به إذا كانت بدايةُ الشهرِ القمري "يومَ الإثنين"
وها هو شهرُ فاطِمةَ يبدأُ عدّادُ أيّامِهِ وساعاتِهِ القدسيّةِ يومَ الاثنين

هذا الخَتْمُ المخصوص كنزٌ مِن كُنوزِ أهلِ البيتِ في قضاءِ الحوائج الكُبرى،
ولعلَّ فيكم مَن تلمّس هذه الحقيقة؛

الشهرُ القمريُّ الفائت الّذي كانت بدايتُهُ يومَ الإثنين أيضاً هو شهر مُحرّم (شهرُ الحسين)

وأنتم رأيتُم مُنذ أن عقدنا النيّةَ في أيّامِ مُحرّم الفائت على ختم"سورة عليٍّ" بأيّامِ الحسين بنيّةِ تعجيل فرجِ الطالبِ بثأرِ الحسين.. ونحن نرى الأحداثَ الكبرى وعلائمَ الفرج تقعُ تِباعاً ولا تزال في مشهدٍ مُدهش يُحيّرُ الألباب!

فماذا لو قرأنا هذا الخَتْمَ لسُورةِ الأسرار (سورةِ حيدرِ الكرّار) أعني سورةَ الواقعة المُرتبطةِ بأيّامِ الله.. ماذا لو قرأناها في هذا الشهرِ الفاطِمي(جمادى الأوّل) شهرِ القيّمةِ فاطِمة بنيّةِ تعجيل الفرج!

فلنُشارك معاً بإخلاصٍ وتوجُّهٍ ونيّةٍ صادقةٍ لتعجيلِ فرجِ إمامِ زمانِنا

مَن ينوي العملَ بهذا الخَتْم فلينوِ في قلبِهِ مِن هذه الّلحظةِ نيّةَ طلبِ تعجيلِ الفرجِ لإمامِنا ودفعِ البلاءِ والنصرِ على الأعداء وكشفِ هذه الغُمّةِ عن هذه الأُمّةِ بحضورِ بقيّةِ فاطِمة الموعود،
وأن نُوفَّقَ في هذا الزمن العزيز جدّاً وهذه الأيّامِ الفاطميّة المُعظّمة (الّتي فُطِم الخلائقُ عن إداركِ أسرارِها) أن نُوفّقَ فيها لخدمةٍ فاطميّةٍ مهدويّةٍ واعيةٍ زاكيةٍ بالنحو الّذي يُريدُهُ إمامُ زمانِنا

ولنتوسّل إمامَ زمانِنا بحُرمةِ ليالي فاطِمة أن يُخلِّصَنا بجُودِهِ مِن غُمّةِ عصرِ الغَيبةِ الكبرى وفِتَنِها ومِحَنِها وابتلاءاتِها الّتي تشتدُّ يوماً بعد يوم كُلّما اقتربنا مِن يومِ الخلاص(يومِ الظُهور الشريف)!

✸ هُنا طريقةُ الخَتم وكيفيّتُهُ:
في كتاب[التُحفة الرضويّة في مُجرّباتِ الإماميّة] جاء فيه:
قال صاحبُ مُنتخبِ الختوم:
روى المجلسيُّ عن الإمام السجّاد "عليه السلام":
(أنّه إذا كان أوّلُ الشهرِ يومَ الإثنين، فابدأ بقراءةِ سُورةِ الواقعةِ إلى اليوم الرابع عشر..كُلُّ يومٍ على عددِ الأيّام؛
يعني في اليومِ الأوّل مِن الشهرِ تُقرأُ سورةُ الواقعةِ مرّة، وفي اليومِ الثاني تُقرأُ سورةُ الواقعةِ مرّتين، واليوم الثالث ثلاث مرّات..وهكذا..إلى اليوم الرابع عشر "عدد الأئمّة الأربعة عشر")
فتُقرأ في اليوم الرابع عشر أربعَ عشرةَ مرّة،
وفي كُلِّ خميس -خلال هذه الأيّامِ الأربعة عشر- إقرأ هذا الدعاء بعد الفراغ مِن السُوَر مرّةً -واحدة- 
وهذا العملُ لتوسعةِ الرزقِ وتسهيلِ الأُمور المشكلة، وأداءِ الديون، مُجرّبٌ غيرّ مرّة، وليُكتَم مِن الجُهّالِ والسُفهاءِ البتّة)

وهنا نصُّ الدعاءِ الّذي يُقرأ مرّةً واحدةً في كُلِّ خميس مِن هذه الأيّامِ الأربعةَ عشر:

الّلهُمّ صلِّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ وعجِّلٍ فَرَجَهُم وارحمنا بهم في الدُنيا والآخرة والعن أعداءهم أجمعين:
(يا واحدُ يا أحدُ، يا ماجدُ يا جوادُ، يا حليمُ يا حنّانُ يا مَنّانُ يا كريم، أسألُكَ تُحفَةً مِن تُحفاتِكَ تَلُمُّ بِها شَعثي، وتقضي بها دَيني، وتُصلِحُ بها شأنِي برحمتِك يا سيِّدي،
الّلهُمَّ إن كان رِزقِي في السماءِ فأنزِلهُ، وإنْ كان في الأرضِ فأخرِجهُ، وإن كان بعيداً فقَرِّبهُ، وإن كان قرِيباً فيسِّرهُ، وإن كان قليلاً فكثِّرهُ، وإن كان كثيراً فبارِك لي فيه، وأرسِلْهُ على أيدي خيارِ خلْقِك، ولا تُحوجني إلى شِرارِ خلقِك، وإن لم يكُن فكوِّنهُ بكينُونِيّتِك ووحدانِيّتِك، 
الّلهُمَّ انقُلهُ إليَّ حيثُ أكون، ولا تنقُلني إليه حيثُ يكون، إنّك على كُلِّ شيءٍ قدير،
"يا حيُّ يا قيّوم، يا واحِد يا مجيد، يا بَرُّ يا كريم" يارحيمُ يا غنيُّ، صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد، وتمّم علينا نِعمتَك وهنِّئنا كرامتَكَ وألبِسنا عافِيَتَك)
وصلِّ الّلهُمَّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ الأطيبين الأطهرين

تذكّروا..
أنّ لربِّنا في أيّامِ دهرِنا نَفَحات
وأنّنا في أيّامٍ إستثنائيّةٍ فيّاضةٍ بالعطاء،
واستحضروا في أذهانِكُم أنّ سيّدَ الأرزاقِ هو أن نُرزَقَ معرفةَ إمامِ زمانِنا ونُوفَّقَ لِخدمتِهِ "صلواتُ اللهِ عليه"

وتذكّروا أيضاً.. أنّ سُورةَ الواقعة هي سُورةُ أميرِ المؤمنين عليٍّ "صلواتُ اللهِ عليه" خاصّة..كما جاء عن إمامِنا الصادق "صلواتُ اللهِ عليه" في حديثِهِ عن فضلِ سُورةِ الواقعة، يقول:
(وهذه السُورةُ لأميرِ المؤمنين خاصّة، لم يَشْرَكْهُ فيها أحد)
[ثواب الأعمال]

نسألكم الدعاء..
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture






في ثقافةِ العترة: أرقى الطُرُق الّتي نعرِفُ بها إمامَ زمانِنا ونستدِلُّ عليه الطريقُ الوجداني
:
❂ يُحدّثنا جابر الأنصاري، يقول:
(وفد على رسولِ اللهِ أهلُ اليمن، فقال النبيُّ لأصحابِهِ: جاءكم أهلُ اليمن يبسُّون بسيساً -أي يمشون بهدوءٍ ووقار-
فلمّا دخلوا على رسولِ اللهِ قال: قومٌ رقيقةٌ قُلُوبُهم راسخٌ إيمانُهم، مِنهم المنصور يخرجُ في سبعين ألفاً ينصرُ خلَفِي وخلَفَ وصييِّ..حمائلُ سُيُوفِهم المَسْك،
فقالوا: يارسول الله، ومَن وصيّك؟

فقال: هو الّذي أمركم اللهُ بالاعتصام به، فقال عزّ وجلّ: {واعتصموا بحبلِ اللهِ جميعاً ولا تفرّقوا}
فقالوا: يارسولَ الله، بيّن لنا ما هذا الحبل؟
فقال: هو قولُ الله: {إلّا بحبلٍ مِن اللهِ وحبلٍ مِن الناس} فالحبلُ مِن الله؛ كتابُه..والحبلُ مِن الناس؛ وصييِّ
فقالوا: يارسول الله، مَن وصيّك؟
فقال: هو الّذي أنزل اللهُ فيه: {أن تقولَ نفسٌ يا حسرتى على ما فرّطتُ في جنبِ الله}
فقالوا: يارسول الله، وما جنبُ اللهِ هذا؟
فقال: هو الّذي يقولُ اللهُ فيه: {ويومَ يعضُّ الظالمُ على يديه يقولُ يا ليتني اتّخذتُ مع الرسولِ سبيلا} هو وصييِّ والسبيلُ إليَّ مِن بعدي،
فقالوا: يارسولَ الله، بالّذي بعثَك بالحقِّ نبيّاً أرناهُ..فقد اشتقنا إليه،
فقال: هو الّذي جعلهُ اللهُ آيةً للمُؤمنين المُتوسّمين..فإن نظرتُم إليه نظر مَن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد عرفتم أنّه وصييِّ كما عرفتُم أنّي نبيُّكم،
فتخلّلوا الصُفوف وتصفّحوا الوجوه..فمَن أهوت إليه قُلوبُكم فإنّه هو..لأنّ اللهَ عزّ وجلّ يقولُ في كتابِهِ: {فاجعل أفئدةً مِن الناسِ تهوي إليهم} أي: -تميل-إليه وإلى ذُريّتِهِ..
)
ثمّ قام جمعٌ مِن اليمانيّين ذكر نبيّنا أسماءهم،
تقول الرواية:
(تخلّلوا الصُفوفَ وتصفّحوا الوجوهَ وأخذوا بيدِ الأنزع البطين -أي سيّدَ الأوصياء- وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتُنا يا رسولَ الله.
فقال النبيُّ: أنتم نَجَبةُ الله -أي نُجباؤه- حين عرفتم وصيَّ رسولِ اللهِ قبل أن تعرفوه، فبِمَ عرفتم أنّه هو؟
فرفعوا أصواتَهم يبكون ويقولون:
يارسولَ الله، نظرنا إلى القوم فلم تحُنّ لهم قُلُوبنا، ولمّا رأيناهُ رجفت قُلُوبُنا ثمّ اطمأنّت نُفُوسُنا وانجاشت أكبادُنا وهملت أعيُنُنا وانثلجت صُدورُنا حتّى كأنّه لنا أبٌ ونحنُ له بنون،
فقال النبي: {وما يعلمُ تأويلَهُ إلّا اللهُ والراسخون في العِلم} أنتم مِنهم بالمنزلةِ الّتي سبقت لكم بها الحسنى، وأنتم عن النار مبعَدون،
فبقي هؤلاء القوم المُسمَّون حتّى شهِدوا مع أميرِ المؤمنين الجمل وصفين، فقُتِلوا في صِفّين رحمهم الله، وكان النبيُّ بشّرهم بالجنّةِ وأخبرهم أنّهم يُستشهدون مع عليِّ بن أبي طالب
)
[غَيبة النعماني]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
نبيُّنا يتحدّث عن الّذين جاءوه مِن أهلِ اليمن..ولكنّه يضرِبُ بالكلام إلى جهةٍ أبعد، إلى زمن القائم
✦ قولُهُ: (مِنهم المنصور يخرجُ في سبعين ألفاً ينصرُ خلَفِي وخلَفَ وصييّ) نبيُّنا يتحدّثُ هنا عن اليماني، وبيّن أنّ جُذورَ اليماني تعود لهؤلاء اليمانيّين الّذين مدحهم وذكر أوصافَهم، مِثلما أنّ السفياني جذوره تعود لآل أبي سفيان

أمّا اسم (المنصور) فقد يكون اسمَ اليماني أو اسماً ثانياً له، وقد يكون لقباً له..هذه احتمالات..ولكن قطعاً هو وصفٌ له، فهُو منصورٌ بنُصرتِهِ لإمامِ زمانِهِ،
وهذه التسميّةُ فيها إشارةٌ إلى صِفةٍ بارزةٍ في اليمانيّ وهي: انتسابُهُ عقائديّاً لفاطِمة..لماذا؟
لأنّ مِن أسماءِ الزهراء أنّها؛"المنصورة" كما جاء في حديثِ المِعراج، إذ تقول الرواية:
(..وسُمّيت في السماء المنصورة لقولِهِ تعالى: {ويومئذٍ يفرحُ المؤمنون بنصرِ الله}أي بنصرِ فاطمة لمُحبّيها)
[معاني الأخبار]

فالزهراء هي المنصورةُ وهي الناصرة لمُحبّيها في الدنيا والآخرة..وإمامُ زمانِنا اسمُهُ مشتَقٌ مِنها، فهو المنصورُ أيضاً كما نقرأ في دعاء النُدبة: (أين المنصورُ على مَن اعتدى عليه وافترى)
فتسمية(اليماني) بالمنصور جاءت مِن هذه التسميّة الّتي أصلُها فاطميٌّ مهدوي،
فاليمانيُّ زهرائيٌّ مهدويٌّ يدعو إلى صاحبِكم (أي يدعو لصاحب الأمر فقط ولا يدعو إلى نفسِهِ ولا إلى أيّ جهةٍ أخرى) ولِذا كانت رايتُهُ أهدى الرايات كما يقول أهلُ البيت

• وقولُ النبي: (يخرجُ في سبعين ألفاً ينصُرُ خلَفِي وخلَفَ وصييِّ) هذا الكلام يتحدّثُ عن عسكرةٍ، عن سلاح، وعن جموعٍ تنصرُ اليماني، وليس كما يتصوّرُ البعض بأنّ الحركةَ اليمانيّة حركةٌ ثقافيّة فقط،
اليمانيُّ له دورٌ ثقافيٌّ ودورٌ عسكريٌّ أيضاً كما يُستفاد مِن الروايات

✦ قولُ النبيِّ عن جُندِ اليماني: (حمائلُ سُيُوفِهم المَسْك) المَسْك بفتح الميم وسُكون الفاء؛ هو الجلد،
فالمراد؛ أنّ حمائلَ سيُوفِهم مِن الجِلد، وكان هذا الأمرُ شائعاً في تلك الأزمنة

تتمة الموضوع على الرابط التالي
حيثُ يُحدّثنا عن أرقى الطُرُق لمعرفةِ إمامِ زمانِنا والّذي عرف به اليمانيّون إمامَهم
https://www.facebook.com/share/p/14ijxBjAPM/
#الثقافة_الزهرائية




ماذا يقول إنجيلُ النصارى عن إمامِ زمانِنا وعن علائمِ ظُهورِهِ؟
:
لنتأمّل سويّاً ماذا يُوصي السيّدُ المسيح أصحابَهُ بحسبِ روايةِ(لوقا) في الإصحاح(12) مِن كتابِ العهدِ الجديد وهو يحدّثُهم عن إمامِ زمانِنا؟
يقول:
(لِتكُن أوساطُكُم مشدودةً -أي تحزّموا بالأحزمة، كناية عن التهيّؤ والاستعداد- ولتكُن سُرجُكُم مُوقدَة -أي لا تناموا-
وكونوا مِثلَ رجالٍ ينتظرون رُجوعَ سيّدِهم مِن العُرس..حتّى إِذا جاء وقرع البابَ يفتحون له مِن وقتِهِم،
طُوبى لأولئك الخدمِ الّذين إِذا جاء سيّدُهم وجَدَهم ساهرين


الحقَّ أقولُ لكم: إنّه يشُدُّ وسَطَهُ ويُجلِسُهم للطعامِ ويدورُ عليهم يخدِمُهم،
وإذا جاء في الهزيعِ الثاني أو الثالث
-أي آخر الّليل- ووجدهم على هذه الحال فطوبى لهم،
وأنتم تعلمون أنّه لو عرف ربُّ البيتِ في أيّةِ ساعةٍ يأتي السارقُ لم يدَعْ بيتَه يُنقَب.
فكونوا أنتم أيضاً مُستعدّين، ففي الساعةِ الّتي لا تتوقّعونها يأتي ابن الإنسان!)

〰〰〰〰〰️〰️
[توضيحات]
قوله: (وكونوا مِثلَ رجالٍ ينتظرون رجوعَ سيّدِهم مِن العُرس)
هذ
ا مثلٌ قديم يُضرب، باعتبار أنّ العريسَ في الأعرافِ القديمةِ حين يتركُ أصحابَهُ ويدخلُ لغرفةِ عروسِهِ ليقضِيَ وَطَره ويرجعَ بسرعة..فإنّ أصحابَهُ ينتظرونه بعد دخولِهِ

الحديثُ كلُّهُ يدورُ حول التهيّؤ لظهورِ القائم،
لاحظوا قول المسيح: (ففي الساعةِ الّتي لا تتوقّعونها يأتي ابنُ الإنسان)
إنّها تحملُ نفس مضمون قولِ إمامِ زمانِنا: (إنّما أمرَنا بغتةٌ فُجاءة!)

❂ أيضاً في إنجيل لوقا في(الإصحاح21) يقولُ المسيح:
(وستظهرُ علاماتٌ في الشمسِ والقمرِ والنجومِ وينالُ الأُممَ كربٌ في الأرضِ وقلَقٌ مِن عجيجِ البحرِ وجيَشانِهِ،
وتزهقُ نفوسُ الناسِ مِن الخوفِ ومِن توقُّعِ ما ينزِلُ بالعالم! لأنّ أجرامَ السماءِ تتزعزع!

وحينئذٍ يرى الناسُ ابنَ الإِنسان آتياً في الغمام في تمامِ العِزّةِ والجلال.
وإِذا أخذت تحدثُ هذه الأمورُ فانتصبوا قائمين وارفعوا رُؤوسَكُم لأنّ افتداءَكم يقترب.
وضرب لهم مثلاً، قال:
انظُروا إِلى التينةِ وسائرِ الأشجار..فما إِن تُخرِجُ براعمَها حتّى تعرفوا بأنفُسِكم مِن نَظَرِكم إِليها أنّ الصيفَ قريب.
وكذلك أنتم، الحقَّ أقولُ لكم: لن يزولَ هذا الجيلُ حتّى يحدثَ كلُّ شيء،
السماءُ والأرضُ تزولان وكلامي لن يزول.
فاحذروا أن يُثقِلَ قُلوبَكُم السُكْرُ والقُصوفُ وهمومُ الحياةِ الدنيا
-أي احذروا أن تسكرَ العقول وتنشغلَ بأشياءَ أخرى- فيُباغتَكُم ذلك اليومُ كأنّه الفخّ! لأنّه يُطبِقُ على جميعِ مَن يسكنون وجه الأرضِ كلّها)

المسيح هنا يُشير إلى الآياتِ الكونيّةِ الّتي تقعُ وتكونُ علامةً لقربِ الظُهور،
مِنها علائمُ تحدثُ في أجرامِ السماء، ومنها علائمُ تقعُ في الأرض؛ كهيجان البحارِ وغيرِها

✦ قولِهِ: (وإذا أخذت تحدثُ هذه الأمور فانتصبوا قائمين)
هذه العبارةُ تحملُ نفس المضمون الّذي ذكَرهُ أهلُ البيتِ بأنّه حين يُذكَرُ القائم بإسمِهِ يُستحبُّ أن يقومَ الشيعةُ على أقدامِهم،
إذ يقولُ إمامُنا الصادق حين سُئل: لأي أمرٍ يُستحبُّ القيامُ عند ذكرِ اسمِ القائم؟
فقال:
(لأنّ له غيبةً طولانيّة، ومِن شدّةِ الرأفةِ إلى أحبّتِهِ ينظرُ إلى كُلّ مَن يذكرُهُ بهذا الّلقب المُشعِر بدولتِهِ والحسرةِ بغُربتِهِ، ومِن تعظيمِهِ أن يقومَ العبدُ الخاضعُ لصاحبهِ عند نظرِ المولى الجليل إليه بعينهِ الشريفة، فليقم وليطلب مِن اللهِ جلّ ذِكرُهُ تعجيلَ فرجِهِ)
[إلزام الناصب]

✦ قوله: (احذروا أن يُثقِلَ قُلوبَكم السُكْرُ فيُباغتَكم ذلك اليومُ كأنّه الفخّ)
هذه العبارة تُثير تساؤلاً: لماذا يُباغتُنا الإمامُ كالفخ؟
الجواب:
لأنّ الّذي لا يتهيّأ لإمامِ زمانِهِ لن يُوفَّق لنُصرتِه! ولذا سيكونُ حالُهُ عند ظهورِ الإمامِ وكأنّما وقع في الفخ!
وأحاديثُ العترةِ تقول بأنّ الناسَ إذا ظهر إمامُ زمانِنا سينقسمونَ لثلاثةِ أقسام:
قسمٌ ينصرونه، وهم الّذين نصروهُ في عصرِ الغَيبة،
ولذا نحنُ نقرأ في أدعيةِ عصرِ الغَيبة: (واجعلني مِن أنصارِهِ وأعوانِهِ على نأيهِ وغيبتِهِ)
فالّذين ينصرون الإمامَ في غيبتِهِ سينصرونه في ظُهورِه

وهناك مجموعة تُعادي الإمام، لأنّ مشروع (الدجّال) يبدأ يشتغلُ في كُلّ اتّجاهاتِهِ!
(السفياني مِن جهة، والدجّال اليهوي مِن جهة أخرى، والبتريّة وهم نواصب الشيعة وغيرهم)

وهناك جموعٌ كثيرة وهي أغلبُ الناس تبقى (نُظّارة) يعني فقط ينظرون ويراقبون الأحداثَ ولا يُوفّقون لنُصرةِ إمامِهم!
وهذا خذلانٌ في واقعِهِ،
لأنّه لابدّ أن تتميّزَ الناس..فلا يُمكن أن يتساوى ذلك الّذي بذل جُهداً صادقاً في نُصرةِ إمامِهِ في زمنِ الغَيبةِ مع الّذي خذل الإمامَ في زمن الغَيبة

هؤلاء(النُظّارة) قد لايكونون مِن أعداءِ الإمامِ ولكنّهم لن يُوفّقوا أن يكونوا مِن أنصارِه؛
لأنّ موقفَ الإنسان في زمنِ الغَيبة هو الّذي يُحدّدُ موقِفَهُ في زمن الظُهور!
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture






أبرزُ صِفةٍ في الشيعةِ المُنتظرين لإمامِ زمانِهم في حديثِ إمامِنا الباقر:
يقبضون على دِينِهم كالقابضِ على الجَمْر!

:
❂ يقولُ إمامُنا الباقر "عليه السلام":
(قال رسولُ اللهِ ذاتَ يومٍ وعندهُ جماعةٌ مِن أصحابه: «الّلهُمّ لقّني إخواني» مرّتين،
فقال مَن حولَهُ مِن أصحابه:
أما نحنُ إخوانُك يا رسولَ الله؟ فقال: لا، إنّكم أصحابي،
وإخواني قومٌ مِن آخرِ الزمان آمنوا بي ولم يروني..لقد عرّفنيهُم اللهُ بأسمائهم وأسماءِ آبائهم مِن قبل أن يُخرِجَهم مِن أصلابِ آبائهم وأرحامِ أُمّهاتِهم،
لَأحَدُهم أشدُّ بُقيةً على دينهِ مِن خَرْط القتادِ في الّليلةِ الظلماء، أو كالقابضِ على جمرِ الغَضا!
أُولئك مصابيجُ الدُجى، يُنجّيهم اللهُ مِن كلّ فتنةٍ غبراء مُظلمة)

[البحار: ج52]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
✦ قولُهُ: (لَأحدُهُم أشدُّ بُقيةً على دينِهِ) أيّ لَأحدُهم أشدُّ تمسُكّاً بدينِهِ مِن خَرْطِ القتاد في الّليلةِ الظلماء،
والقتاد: هو نباتٌ كثيرُ الشوكِ وشديدُ الشوك (أي أنّ أشواكَهُ كالإبر)

والمُراد مِن "خَرْط القتاد": إمّا إزالةُ هذه الأشواكِ الشديدةِ بكفِّ اليد،
أو إزالةُ جلدِ هذه النباتاتِ الشوكيّة (أي رفعُ الّلحاءِ المُحيط بها)
فحين يُحاولُ شخصٌ أن يرفعَ بيدِهِ جلدَ نباتِ القتاد المليئ بالأشواك في ليلةٍ مُظلمةٍ فإنّ يدَهُ ستتمزّقُ بسببِ الأشواكِ الشديدة،
(وهذا مثَلٌ يضربُهُ العرب يُشيرون فيه إلى الأُمورِ الشديدةِ الصعبة جدّاً والشديدةِ العُسر)
فهذه العبارة هي إشارةٌ لشدّةِ ما يلقاهُ المؤمنون مِن مُحبيِّ أهلِ البيتِ في عصرِ الغَيبةِ مِن فتنٍ وابتلاءات

وفيها إشارةٌ أيضاً إلى أنّ أبرزَ صِفةٍ في أولياءِ أهلِ البيتِ الحقيقيّين الصادقين المُخلصين هي قوّةُ العقيدةِ والثباتُ عليها،
فهم يتمسّكون شديدَ التمسُّكِ بدينِهم كما يقولُ إمامُنا الباقر،
وبعبارةٍ أدق؛ يتمسكّون شديدَ التمسُّكِ بإمامِ زمانِهم،
فعنوان (الدين) في ثقافةِ العترة يعني الإمام المعصوم كما نُخاطِب سيّدَ الأوصياء في زيارتِهِ: (السلام عليك يا دين اللهِ القويم)
وكما نُخاطِبُ إمامَ زمانِنا في زيارتِهِ:
(السلامُ على الدين المأثور والكتابِ المسطور)

ولذا أعطاهم رسولُ اللهِ منزلةً أعلى مِن منزلةِ أصحابِهِ، فعدّهم إخوانَهُ حين قال مرّتين: «الّلهُمّ لقّني إخواني»
ووصفَهم أنّهم"مصابيحُ الدجى" وهذا التعبير يُذكّرنا بالأوصافِ الّتي ذكرها أهلُ البيتِ لخواصّ أصحابِ إمامِ زمانِنا،
إذ يقولُ إمامُنا الصادق في وصفِ النُخبةِ مِن أصحابِ القائم، يقول:
(هم أطوعُ له من الأمةِ لسيّدِها، كالمصابيح؛ كأنّ قلوبَهم القناديل)

ونبيُّنا يقولُ في حديثِهِ عن إخوانِهِ في آخرِ الزمان: (أُولئك مصابيحُ الدُجى)
نفس المضمون،
وإنّما وُصِفوا بهذا الوصفِ لأنّهم على عقيدةٍ سليمةٍ وارتباطٍ متينٍ بإمامِ زمانِهم، كما يقولُ إمامُنا الباقر:
(لَنُورُ الإمام في قلوبِ المُؤمنين أنورُ مِن الشمسِ المُضيئةِ بالنهار، وهم واللهِ يُنوّرون قلوبَ المُؤمنين ويحجِبُ اللهُ نُورَهم عمّن يشاء فتُظلِمُ قُلوبُهم)

✦ أمّا قولُ الإمام وهو يصِفُ المُتمسِّكَ بدينِهِ في زمن الغَيبة بأنّه: (كالقابضِ على جَمْر الغضا)
الغضا: صِنفٌ مِن أصناف (شجر الإثل) كانت العرب تستعمِلُهُ في أن توقدَ عليه، لأنّ خشبَ هذا الشجر له ميزتان:
الأولى: أنّ جمْرَهُ شديدُ التوهُّج
والثانية: أنّ خشَبَهُ يبقى مُتوهجاً لمدّةٍ طويلةٍ فلا تخمَدُ نارُهُ،
ولذا يُضرَبُ المثَلُ بجمرِ الغضا..أي بهذا الجمرِ الّذي أصلُهُ مِن نبات الغضا ويُوقَدُ بالنارِ فيتجمَّرُ ويكونُ شديدَ التوهّج وشديدَ الحرارة، ويبقى مُتوهّجاً لزمان طويل،
وهذه العبارةُ أيضاً فيها إشارةٌ إلى شدّةِ ما يلقاهُ المؤمنون مِن مُحبّي أهلِ البيتِ في زمنِ الغَيبةِ مِن البلاء الشديد والأذى والفِتن والتمحيص،
ولكنّ الصادقون المُخلصون مِنهم ينالون التوفيقَ في اجتيازِ امتحانِ الغربلةِ هذا بنجاح..فلا تضرُّهم البلايا والفِتن

✦ قولُهُ: (يُنجّيهُم اللهُ مِن كُلِّ  فِتنةٍ غبراء)
المراد يُنجّيهم مِن كُلِّ فتنةٍ في"الدين" وليس مِن فِتن في الدنيا،
ففِتنُ الدنيا تنصَبُّ عليهم صبّاً كما ورد في الروايات أنّ اللهَ تعالى إذا أحبَّ عبداً صَبَّ عليه البلاءَ صبّاً أو غثّهُ بالبلاءِ غثّاً..وكما يقول سيّدُ الأوصياء:
(إنّ البلاءَ أسرعُ إلى شِيعتِنا مِن السيلِ إلى قرارِ الوادي)

فقولِهِ: (يُنجّيهم اللهُ مِن كُلِّ فتنةٍ غبراء مُظلمة)
يُشير إلى شدّةِ ما يلقاه الناسُ مِن فِتن الدنيا والّتي قد تقودُهم إلى الإنحرافِ والضلال عن دينِهم!

سيّدي يا بقيّةَ الله:
مَن لنا غيركُ كهفاً وملاذاً نعتصمُ به ونلوذُ ونستجيرُ به ونَفِرُّ إليه مِن هذه الفِتن الصمّاءِ العمياءِ المُظلمةِ المُنكسفة!
أنت المنجى، وأنت الملجأ، وأنت الملاذ
وأنت الأمان يا صاحبَ الزمان،
نسألُك أمانَ الدين والدنيا والآخرة بحقِّ أمِّك الصدّيقةِ الطاهرة
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture






وقفة عند التكليفِ الإلهي لبني إسرائيل بالسجود والتعظيمِ لِمثال يرمزُ لِمحمّدٍ وعلي
:
❂ يقولُ إمامُنا العسكريُّ في معنى قولِهِ تعالى:
﴿وإذ قُلنا ادخلوا هذه القريةَ فكلوا مِنها حيثُ شِئتم رَغَداً وادخلوا البابَ سُجّداً وقولوا حِطّةٌ نغفرُ لكم خطاياكم وسنزيدُ المُحسنين﴾ قال:
(قال اللهُ تعالى: واذكروا يا بني إسرائيل‏ إذ قُلنا لأسلافِكم {ادخلوا هذه القرية} وهي أريحا مِن بلادِ الشام، وذلك حين خرجوا مِن التيه،
{فكُلوا منها} مِن القريةِ {حيثُ شِئتُم رَغَداً}واسعاً بلا تعبٍ ولا نصب‏ {وادخُلوا البابَ‏} بابَ القريةِ سُجّداً،
مثّلَ اللهُ عزّ وجلّ على البابِ مِثالَ محّمدٍ وعليٍّ وأمرَهم أن يسجدوا تعظيماً لذلك المِثال، ويُجدّدوا على أنفُسِهم بيعتَهُما وذِكْرَ موالاتِهما، وليذكروا العهدَ والمِيثاقَ المأخوذَينِ عليهم لهما،
{وقولوا حِطّة} أي قولوا: إنّ سجودَنا للهِ تعالى تعظيماً لمثالِ محمّدٍ وعليٍّ واعتقادَنا لولايتِهما حِطّةٌ لذنوبِنا ومحوٌ لسيئاتِنا،
قال اللهُ تعالى {نغفِرُ لكم}‏ بهذا الفعل‏ِ خطاياكُم‏ السالفةَ ونُزيلُ عنكُم آثامَكُم الماضية،
{وسنزِيدُ المحسنين}‏ مَن كان مِنكم لم يُقارف‏ الذنوبَ الّتي قارفها مَن خالف الولايةَ وثبَتَ على ما أعطى اللهَ مِن نفسِهِ مِن عهدِ الولاية، فإنّا نزيدُهم بهذا الفعلِ زيادةً درجاتٍ ومثوبات، وذلك قولُهُ: {وسنزيدُ المُحسنين})‏
[تفسير الإمام العسكري]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
أحاديثُ العترةِ تُخبرنا أنّ هذه الحادثة(وهي دخولِ بني إسرائيل إلى قرية أريحا) حدثت بعد عقوبةِ التيه الّتي جرت عليهم حين تاهوا في الصحراء أربعين سنة،
فبعد أن انتهى التيهُ وصلوا إلى القرية،
فقال الله تعالى لهم: كُلوا مِن هذه القريةِ واشربوا وتنعّموا فيها رغداً باعتبار أنّهم لقوا ما لقوا مِن العناءِ في فترةِ التيه،
فكأنّ وصولَهم لهذه القريةِ كان فترةَ استراحةٍ لهم،
ولكن اللهَ اشترط عليهم أن يدخلوا مِن بابِ القريةِ سُجّداً لأنّه مَثّل على بابِ القريةِ مِثالاً، أي مظهراً لمحمّدٍ وعليّ

فأمر بني إسرائيل أن يدخلوا القريةَ سُجّداً تعظيماً مِنهم وتذلُّلاً لمحمّدٍ وعليٍّ وأن يقولوا: "حِطةّ"
أي أن يطلبوا مِن اللهِ بحقِّ محمّدٍ وعليٍّ أن يحطَّ عنهم ذنوبَهم الّتي ارتكبوها قبل التيهِ وبعده،
وأن يدخلوا البابَ سُجّداً وهم يعتقدون بولايةِ محمّدٍ وعليٍّ وآلِهما

فكيف تعامل اليهود مع هذا التكليفِ الإلهي؟
إمامُنا العسكريُّ يُجيبُنا في تفسيرهِ فيقول في معنى قولِهِ: {فبدّل الذين ظلموا قولاً غيرَ الذي قِيل لهم}قال:
(إنّهم لم يسجدوا كما أُمِروا ولا قالوا ما أُمِروا، ولكن دخلوها -أي القرية- مُستقبليها بأستاهِهم -أي بأدبارِهم استهزاءً وسُخرية- وقالوا: (هطا سمقانا) أي حنطةٌ حمراء نتقوّتُها أحبُّ إلينا مِن هذا الفعل وهذا القول،
{فأنزلنا على الّذين ظلموا} غيّروا وبدّلوا ما قِيل لهم ولم ينقادوا لولايةِ محمّدٍ وعليٍّ وآلِهما الطيّبين الطاهرين {رِجزاً مِن السماءِ بما كانوا يفسقون})


فالإمام يقول أنّ بني إسرائيل لم يمتثلوا أمرَ اللهِ بأن يدخلوا القريةَ سُجّداً تعظيماً لمحمّدٍ وعليٍّ..وإنّما استهزؤوا بمثالِ محمّدٍ وعليٍّ فدخلوا القريةِ مُستدبرين بقصدِ الإستخفافِ والسُخريةِ وإساءةِ الأدبِ مع محمّدٍ وآلِ محمّد

ودُخولهم بهذه الطريقةِ الساخرة (إلى بابٍ عليه رموزٌ مُقدّسة والّذي أُمروا أن يُؤدّوا عندَه طُقوساً عقائديّةً معيّنة) يكشِفُ عن أنّ الموازينَ العقائديّةَ عندهم مقلوبة؛
فهم أُمِروا أن يدخلوا البابَ مُستقبلين ومُعظّمين لمثالِ محمّدٍ وعليٍّ..وهم دخلوا مُستدبرين مُستهزئين!
وأُمروا بأن يسجدوا تعظيماً لمِثالِ محمّدٍ وعليٍّ فلم يفعلوا،
وأُمِروا أن يقولوا قولاً يُقِرّون فيه بالعهدِ الّذي أُخِذ عليهم بالإقرارِ بولايةِ محمّدٍ وعليٍّ وذِكرِ موالاتِهما وتجديدِ البيعةِ لهما..فبدّلوه بشكلٍ استهزائيٍّ ساخرٍ لأبعدِ الحدود!
وما في الجَنانِ يظهرُ على فلَتاتِ الّلسان، وما في المضمون تفضحُهُ العيون

هذه التصرّفاتُ تكشِف لنا أنّ منظومةَ القِيَمِ والموازين العقائديّةِ مع أهلِ البيتِ كانت مقلوبةً عند بني إسرائيل،
ولذا نزل بهم الغضَبُ الإلهي،
وهنا الموعظةُ الهامّةُ إلينا:
بأنّ مَن يترك محمّداً وعليّاً وآلَهُما الأطهار، وينحرف عنهم..فإنّه يكونُ دائماً في متاهةٍ (يخرجُ مِن تَيهٍ إلى تَيه) سواء كان مِن اليهود، مِن النصارى، مِن الشيعة، مِن أيّ مجموعة!

فمثلاً نحنُ الشيعةُ حينما نُعطي ظُهورَنا لمنهجِ أهلِ البيتِ في فَهمِ القرآنِ فإنّنا بذلك نكونُ قد استدبرنا طريقَهُم وجعلنا عُقولَنا مُدبرةً عنهم،
فتكونُ ثقافتُنا حينئذٍ ثقافةً مُستدبرة!
لأنّ أهلِ البيتِ هم بابُ حطّتِنا، كما جاء في كلماتِهم الشريفة،
فحينما نُعرضُ عنهم وعن منهجِهم في تفسيرِ القرآن وفي فهمِنا للدين.. فإنّنا نكونُ قد صنعنا ما صنعَهُ بنو إسرائيل عند بابِ حطّة، فلنتأمّل!
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture






حديثٌ يحفظُهُ الجميع، وهو قولُ نبيِّنا الأعظم في حقِّ الصدّيقةِ الكبرى:
(يا فاطمة، إنّ اللهَ تبارك وتعالى لَيغضَبُ لغضَبكِ ويرضى لرضاكِ)
:
لطالما قرأنا هذا الحديث وردّدناهُ على الألسنة..لكن ثمّةَ أسئلةٌ تطرحُ نفسها هنا، وهي:
• ما هو الميزانُ في رِضا الصدّيقةِ الكبرى وما هو الميزانُ في سخَطِها؟
أليست الزهراءُ هي ميزانُ غضبِ اللهِ تعالى ورضاه؟
إذاً فالزهراءُ ميزانٌ لتقييمِنا،
ولذا لابُدّ أن نعرِفَ أين يكونُ رِضا الزهراء وأين يكونُ سخَطُها حتّى نُقيِّم أنفُسَنا ونعرفَ أين نضعُ أقدامَنا لنكونَ في الموضعِ الصحيح..فنبتعدَ عن دائرةِ سخَطِ الزهراء ونسعى للاقترابِ مِن دائرةِ رضاها

• فهل الميزانُ في رضا الزهراء هو الصلاةُ والصيام؟ أم هو الحجُّ والزيارة؟
• هل الميزانُ في رضا الزهراء هو الصدقةُ وإعانةُ المُحتاج؟
• هل رضا الزهراء في صِلةِ الرحِم وحُسنِ الخُلق؟
هل رِضا الزهراء هو في هذه الأُمور مِن العباداتِ وأفعالِ الخير؟

قطعاً كلُّ هذه الأُمور تُحبُّها الزهراء وتُريدها وهي أمورٌ مُهمّةٌ ومطلوبةٌ في دينِنا،
ولكن..هل هذه الأمور هي الّتي تُشكّل ميزانَ رِضا فاطِمة وميزانَ سخَطها؟!
وهل كُلُّ مَن تلبَّس بهذه الصفات هو في الاتّجاهِ القريبِ مِن رضا فاطِمة؟

كلُّ هذه الموازين الّتي ذُكِرت -برغم أهميّتها- لا تُمثّلُ ميزاناً لرضا الصدّيقةِ الكبرى،
هذه الموازينُ الّتي تُقيِّمُ الشخصَ على أساسِ أدائهِ للصلاةِ والصيامِ وسائرِ العباداتِ هي الموازينُ الموجودةُ عند المخالفين،
فمُخالفو أهلِ البيت يزِنونَ الناسَ بهذه الموازين،
بينما في ثقافةِ أهلِ البيتِ الأمرُ يختلف،
كما تُبيّن الرواية التالية-على سبيل المثال- والّتي ينقلُها أحدُ أصحابِ إمامِنا الصادق، فيقول:
(قُلت له-أي الإمام الصادق- جُعلتُ فداك، إنّ لي جاراً لستُ أنتبهُ إلّا بصوتهِ إمّا تالياً كتابَهُ يكرّرهُ ويبكي ويتضرّعُ وإمّا داعياً،
فسألتُ عنه في السرِّ والعلانية فقيل لي: إنّه مُجتنبٌ لجميع المحارم،
فقال الإمام: يا مَيسر يعرفُ شيئاً مِمّا أنت عليه
-أي مِن أمر الولاية-؟
قلتُ: اللهُ أعلم،
فحجَجتُ مِن قابل، فسألتُ عن الرجل فوجدتُهُ لا يعرفُ شيئاً مِن هذا الأمر
(أي أمر الولاية ومعرفةِ إمامِ زمانه)
فدخلتُ على أبي عبدالله فأخبرتُهُ بخبر الرجل، فقال لي: مثل ما قال في العام الماضي: يعرِفُ شيئاً مِمّا أنت عليه؟قلتُ: لا،
قال: يا مَيسر أيُّ البقاع أعظمُ حُرمة؟
قلتُ: اللهُ ورسولهُ وابنُ رسولهِ أعلم.
قال: يا ميسر، ما بين الرُكنِ والمقام روضةٌ مِن رياضِ الجنّة وما بين القبرِ والمِنبرِ روضةٌ مِن رياضِ الجنّة، ولو أنّ عبداً عَمّرهُ اللهُ فيما بين الرُكنِ والمقام وفيما بين القبرِ والمِنبرِ يعبدُهُ ألفَ عام، ثمّ ذُبِح على فراشِهِ مظلوماً كما يُذبَح الكبشُ الأملحُ ثمّ لقِي اللهَ عزّ وجلّ بغيرِ ولايتِنا لكان حقيقاً على اللهِ عزّ وجلّ أن يُكِبّهُ على منخريهِ في نار جهنّم)

[ثواب الأعمال]

الروايةُ واضحة في أنّ مِيزانَ تقييمِ الناس عند أهلِ البيتِ ليس بمقدارِ ما يأتونَ به مِن أعمالٍ صالحةٍ وصلاةٍ وصيامٍ وتلاوةِ قرآن،
فهذه موازينُ المُخالفين

أمّا في ثقافةِ أهلِ البيتِ فالميزانُ الحقيقيُّ لتقييمِ الناسِ هو مِقدارُ الولاءِ والمعرفةِ لأهلِ البيت،
وبعبارةٍ أدق:
ميزانُ الرضا والسَخَطِ الفاطميِّ هو مِقدارِ علاقةِ الشيعيِّ بإمامِ زمانه.
فالذي يبحثُ عن رِضا الزهراء عليه أن يبحثَ عن الميزانِ الّذي وضعَتْهُ الزهراء وآلُها الأطهار للاقترابِ مِن دائرةِ رضاها، وهو: مِقدارُ علاقتِنا وارتباطِنا بإمامِ زماننا؛
أين نحنُ مِن إمامِ زماننا؟
وما مِقدارُ معرِفتِنا بإمامِ زمانِنا؟
وما مقدارُ علاقتِنا بإمامِ زمانِنا؟

هذا قانونٌ زهرائيٌّ مُهمٌّ جدّاً..ضَعْه في ذهنِك أيُّها الشيعي دائماً:
وهو أنّه كلّما كُنتَ قريباً مِن إمامِ زمانِك فأنت قريبٌ مِن دائرةِ الرضا الفاطمي،
وكلّما كُنت بعيداً عن إمامك وعن معرفةِ إمامِ زمانِك فأنت أقربُ ما تكونُ إلى دائرةِ السَخَط الفاطمي،
فكن على حذر!
لأنّ أهمّ قضّيةٍ تحدّثت عنها كلماتُ العترةِ هي السعيُ لمعرفةِ إمامِ زمانِنا

✦ قد يسأل سائل:
ماذا أصنع، وكيف أسعى لمعرفة إمام زماني؟
الجواب بشكلٍ مُوجز:
هناك مجموعةٌ مِن الزيارات والأدعية في مفاتيح الجنان مضامينُها تدورُ في فلَكِ إمامِ زمانِنا (كدعاء الندبة مثلاً وزياراتُ الإمام الحُجّة)
وكذلك الزيارةُ الجامعةُ الكبيرة التي تُمثّل القولَ البليغَ الكامل في معرفةِ أهلِ البيت،
فكلُّ الأوصاف الّتي ذُكرت في الزيارة الجامعة الكبيرة هي أوصافٌ للأئمّة جميعاً، وإمامُ زماننا واحدٌ مِنهم،
لذا على الشيعي أن يقرأ هذه الأدعية والزيارات بتدبّرٍ وتفكّرٍ لأجلِ تحصيل المعرفة، ولا يكتفي بالقراءةِ الطقوسيّةِ فقط مِن دون تفكّر،
فهذه الأدعيةُ والزيارات مليئةٌ بالمضامين الّتي تنوّرُ قلوبَنا وعقولَنا بمعرفةِ إمام زمانِنا
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture





20 ta oxirgi post ko‘rsatilgan.