ماذا يقول إنجيلُ النصارى عن إمامِ زمانِنا وعن علائمِ ظُهورِهِ؟
:
لنتأمّل سويّاً ماذا يُوصي السيّدُ المسيح أصحابَهُ بحسبِ روايةِ(لوقا) في الإصحاح(12) مِن كتابِ العهدِ الجديد وهو يحدّثُهم عن إمامِ زمانِنا؟
يقول:
(لِتكُن أوساطُكُم مشدودةً -أي تحزّموا بالأحزمة، كناية عن التهيّؤ والاستعداد- ولتكُن سُرجُكُم مُوقدَة -أي لا تناموا-
وكونوا مِثلَ رجالٍ ينتظرون رُجوعَ سيّدِهم مِن العُرس..حتّى إِذا جاء وقرع البابَ يفتحون له مِن وقتِهِم،
طُوبى لأولئك الخدمِ الّذين إِذا جاء سيّدُهم وجَدَهم ساهرين
الحقَّ أقولُ لكم: إنّه يشُدُّ وسَطَهُ ويُجلِسُهم للطعامِ ويدورُ عليهم يخدِمُهم،
وإذا جاء في الهزيعِ الثاني أو الثالث -أي آخر الّليل- ووجدهم على هذه الحال فطوبى لهم،
وأنتم تعلمون أنّه لو عرف ربُّ البيتِ في أيّةِ ساعةٍ يأتي السارقُ لم يدَعْ بيتَه يُنقَب.
فكونوا أنتم أيضاً مُستعدّين، ففي الساعةِ الّتي لا تتوقّعونها يأتي ابن الإنسان!)
〰〰〰〰〰️〰️
[توضيحات]
✦ قوله: (وكونوا مِثلَ رجالٍ ينتظرون رجوعَ سيّدِهم مِن العُرس)
هذا مثلٌ قديم يُضرب، باعتبار أنّ العريسَ في الأعرافِ القديمةِ حين يتركُ أصحابَهُ ويدخلُ لغرفةِ عروسِهِ ليقضِيَ وَطَره ويرجعَ بسرعة..فإنّ أصحابَهُ ينتظرونه بعد دخولِهِ
الحديثُ كلُّهُ يدورُ حول التهيّؤ لظهورِ القائم،
لاحظوا قول المسيح: (ففي الساعةِ الّتي لا تتوقّعونها يأتي ابنُ الإنسان)
إنّها تحملُ نفس مضمون قولِ إمامِ زمانِنا: (إنّما أمرَنا بغتةٌ فُجاءة!)
❂ أيضاً في إنجيل لوقا في(الإصحاح21) يقولُ المسيح:
(وستظهرُ علاماتٌ في الشمسِ والقمرِ والنجومِ وينالُ الأُممَ كربٌ في الأرضِ وقلَقٌ مِن عجيجِ البحرِ وجيَشانِهِ،
وتزهقُ نفوسُ الناسِ مِن الخوفِ ومِن توقُّعِ ما ينزِلُ بالعالم! لأنّ أجرامَ السماءِ تتزعزع!
وحينئذٍ يرى الناسُ ابنَ الإِنسان آتياً في الغمام في تمامِ العِزّةِ والجلال.
وإِذا أخذت تحدثُ هذه الأمورُ فانتصبوا قائمين وارفعوا رُؤوسَكُم لأنّ افتداءَكم يقترب.
وضرب لهم مثلاً، قال:
انظُروا إِلى التينةِ وسائرِ الأشجار..فما إِن تُخرِجُ براعمَها حتّى تعرفوا بأنفُسِكم مِن نَظَرِكم إِليها أنّ الصيفَ قريب.
وكذلك أنتم، الحقَّ أقولُ لكم: لن يزولَ هذا الجيلُ حتّى يحدثَ كلُّ شيء،
السماءُ والأرضُ تزولان وكلامي لن يزول.
فاحذروا أن يُثقِلَ قُلوبَكُم السُكْرُ والقُصوفُ وهمومُ الحياةِ الدنيا -أي احذروا أن تسكرَ العقول وتنشغلَ بأشياءَ أخرى- فيُباغتَكُم ذلك اليومُ كأنّه الفخّ! لأنّه يُطبِقُ على جميعِ مَن يسكنون وجه الأرضِ كلّها)
المسيح هنا يُشير إلى الآياتِ الكونيّةِ الّتي تقعُ وتكونُ علامةً لقربِ الظُهور،
مِنها علائمُ تحدثُ في أجرامِ السماء، ومنها علائمُ تقعُ في الأرض؛ كهيجان البحارِ وغيرِها
✦ قولِهِ: (وإذا أخذت تحدثُ هذه الأمور فانتصبوا قائمين)
هذه العبارةُ تحملُ نفس المضمون الّذي ذكَرهُ أهلُ البيتِ بأنّه حين يُذكَرُ القائم بإسمِهِ يُستحبُّ أن يقومَ الشيعةُ على أقدامِهم،
إذ يقولُ إمامُنا الصادق حين سُئل: لأي أمرٍ يُستحبُّ القيامُ عند ذكرِ اسمِ القائم؟
فقال:
(لأنّ له غيبةً طولانيّة، ومِن شدّةِ الرأفةِ إلى أحبّتِهِ ينظرُ إلى كُلّ مَن يذكرُهُ بهذا الّلقب المُشعِر بدولتِهِ والحسرةِ بغُربتِهِ، ومِن تعظيمِهِ أن يقومَ العبدُ الخاضعُ لصاحبهِ عند نظرِ المولى الجليل إليه بعينهِ الشريفة، فليقم وليطلب مِن اللهِ جلّ ذِكرُهُ تعجيلَ فرجِهِ)
[إلزام الناصب]
✦ قوله: (احذروا أن يُثقِلَ قُلوبَكم السُكْرُ فيُباغتَكم ذلك اليومُ كأنّه الفخّ)
هذه العبارة تُثير تساؤلاً: لماذا يُباغتُنا الإمامُ كالفخ؟
الجواب:
لأنّ الّذي لا يتهيّأ لإمامِ زمانِهِ لن يُوفَّق لنُصرتِه! ولذا سيكونُ حالُهُ عند ظهورِ الإمامِ وكأنّما وقع في الفخ!
وأحاديثُ العترةِ تقول بأنّ الناسَ إذا ظهر إمامُ زمانِنا سينقسمونَ لثلاثةِ أقسام:
✧ قسمٌ ينصرونه، وهم الّذين نصروهُ في عصرِ الغَيبة،
ولذا نحنُ نقرأ في أدعيةِ عصرِ الغَيبة: (واجعلني مِن أنصارِهِ وأعوانِهِ على نأيهِ وغيبتِهِ)
فالّذين ينصرون الإمامَ في غيبتِهِ سينصرونه في ظُهورِه
✧ وهناك مجموعة تُعادي الإمام، لأنّ مشروع (الدجّال) يبدأ يشتغلُ في كُلّ اتّجاهاتِهِ!
(السفياني مِن جهة، والدجّال اليهوي مِن جهة أخرى، والبتريّة وهم نواصب الشيعة وغيرهم)
✧ وهناك جموعٌ كثيرة وهي أغلبُ الناس تبقى (نُظّارة) يعني فقط ينظرون ويراقبون الأحداثَ ولا يُوفّقون لنُصرةِ إمامِهم!
وهذا خذلانٌ في واقعِهِ،
لأنّه لابدّ أن تتميّزَ الناس..فلا يُمكن أن يتساوى ذلك الّذي بذل جُهداً صادقاً في نُصرةِ إمامِهِ في زمنِ الغَيبةِ مع الّذي خذل الإمامَ في زمن الغَيبة
هؤلاء(النُظّارة) قد لايكونون مِن أعداءِ الإمامِ ولكنّهم لن يُوفّقوا أن يكونوا مِن أنصارِه؛
لأنّ موقفَ الإنسان في زمنِ الغَيبة هو الّذي يُحدّدُ موقِفَهُ في زمن الظُهور!
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
:
لنتأمّل سويّاً ماذا يُوصي السيّدُ المسيح أصحابَهُ بحسبِ روايةِ(لوقا) في الإصحاح(12) مِن كتابِ العهدِ الجديد وهو يحدّثُهم عن إمامِ زمانِنا؟
يقول:
(لِتكُن أوساطُكُم مشدودةً -أي تحزّموا بالأحزمة، كناية عن التهيّؤ والاستعداد- ولتكُن سُرجُكُم مُوقدَة -أي لا تناموا-
وكونوا مِثلَ رجالٍ ينتظرون رُجوعَ سيّدِهم مِن العُرس..حتّى إِذا جاء وقرع البابَ يفتحون له مِن وقتِهِم،
طُوبى لأولئك الخدمِ الّذين إِذا جاء سيّدُهم وجَدَهم ساهرين
الحقَّ أقولُ لكم: إنّه يشُدُّ وسَطَهُ ويُجلِسُهم للطعامِ ويدورُ عليهم يخدِمُهم،
وإذا جاء في الهزيعِ الثاني أو الثالث -أي آخر الّليل- ووجدهم على هذه الحال فطوبى لهم،
وأنتم تعلمون أنّه لو عرف ربُّ البيتِ في أيّةِ ساعةٍ يأتي السارقُ لم يدَعْ بيتَه يُنقَب.
فكونوا أنتم أيضاً مُستعدّين، ففي الساعةِ الّتي لا تتوقّعونها يأتي ابن الإنسان!)
〰〰〰〰〰️〰️
[توضيحات]
✦ قوله: (وكونوا مِثلَ رجالٍ ينتظرون رجوعَ سيّدِهم مِن العُرس)
هذا مثلٌ قديم يُضرب، باعتبار أنّ العريسَ في الأعرافِ القديمةِ حين يتركُ أصحابَهُ ويدخلُ لغرفةِ عروسِهِ ليقضِيَ وَطَره ويرجعَ بسرعة..فإنّ أصحابَهُ ينتظرونه بعد دخولِهِ
الحديثُ كلُّهُ يدورُ حول التهيّؤ لظهورِ القائم،
لاحظوا قول المسيح: (ففي الساعةِ الّتي لا تتوقّعونها يأتي ابنُ الإنسان)
إنّها تحملُ نفس مضمون قولِ إمامِ زمانِنا: (إنّما أمرَنا بغتةٌ فُجاءة!)
❂ أيضاً في إنجيل لوقا في(الإصحاح21) يقولُ المسيح:
(وستظهرُ علاماتٌ في الشمسِ والقمرِ والنجومِ وينالُ الأُممَ كربٌ في الأرضِ وقلَقٌ مِن عجيجِ البحرِ وجيَشانِهِ،
وتزهقُ نفوسُ الناسِ مِن الخوفِ ومِن توقُّعِ ما ينزِلُ بالعالم! لأنّ أجرامَ السماءِ تتزعزع!
وحينئذٍ يرى الناسُ ابنَ الإِنسان آتياً في الغمام في تمامِ العِزّةِ والجلال.
وإِذا أخذت تحدثُ هذه الأمورُ فانتصبوا قائمين وارفعوا رُؤوسَكُم لأنّ افتداءَكم يقترب.
وضرب لهم مثلاً، قال:
انظُروا إِلى التينةِ وسائرِ الأشجار..فما إِن تُخرِجُ براعمَها حتّى تعرفوا بأنفُسِكم مِن نَظَرِكم إِليها أنّ الصيفَ قريب.
وكذلك أنتم، الحقَّ أقولُ لكم: لن يزولَ هذا الجيلُ حتّى يحدثَ كلُّ شيء،
السماءُ والأرضُ تزولان وكلامي لن يزول.
فاحذروا أن يُثقِلَ قُلوبَكُم السُكْرُ والقُصوفُ وهمومُ الحياةِ الدنيا -أي احذروا أن تسكرَ العقول وتنشغلَ بأشياءَ أخرى- فيُباغتَكُم ذلك اليومُ كأنّه الفخّ! لأنّه يُطبِقُ على جميعِ مَن يسكنون وجه الأرضِ كلّها)
المسيح هنا يُشير إلى الآياتِ الكونيّةِ الّتي تقعُ وتكونُ علامةً لقربِ الظُهور،
مِنها علائمُ تحدثُ في أجرامِ السماء، ومنها علائمُ تقعُ في الأرض؛ كهيجان البحارِ وغيرِها
✦ قولِهِ: (وإذا أخذت تحدثُ هذه الأمور فانتصبوا قائمين)
هذه العبارةُ تحملُ نفس المضمون الّذي ذكَرهُ أهلُ البيتِ بأنّه حين يُذكَرُ القائم بإسمِهِ يُستحبُّ أن يقومَ الشيعةُ على أقدامِهم،
إذ يقولُ إمامُنا الصادق حين سُئل: لأي أمرٍ يُستحبُّ القيامُ عند ذكرِ اسمِ القائم؟
فقال:
(لأنّ له غيبةً طولانيّة، ومِن شدّةِ الرأفةِ إلى أحبّتِهِ ينظرُ إلى كُلّ مَن يذكرُهُ بهذا الّلقب المُشعِر بدولتِهِ والحسرةِ بغُربتِهِ، ومِن تعظيمِهِ أن يقومَ العبدُ الخاضعُ لصاحبهِ عند نظرِ المولى الجليل إليه بعينهِ الشريفة، فليقم وليطلب مِن اللهِ جلّ ذِكرُهُ تعجيلَ فرجِهِ)
[إلزام الناصب]
✦ قوله: (احذروا أن يُثقِلَ قُلوبَكم السُكْرُ فيُباغتَكم ذلك اليومُ كأنّه الفخّ)
هذه العبارة تُثير تساؤلاً: لماذا يُباغتُنا الإمامُ كالفخ؟
الجواب:
لأنّ الّذي لا يتهيّأ لإمامِ زمانِهِ لن يُوفَّق لنُصرتِه! ولذا سيكونُ حالُهُ عند ظهورِ الإمامِ وكأنّما وقع في الفخ!
وأحاديثُ العترةِ تقول بأنّ الناسَ إذا ظهر إمامُ زمانِنا سينقسمونَ لثلاثةِ أقسام:
✧ قسمٌ ينصرونه، وهم الّذين نصروهُ في عصرِ الغَيبة،
ولذا نحنُ نقرأ في أدعيةِ عصرِ الغَيبة: (واجعلني مِن أنصارِهِ وأعوانِهِ على نأيهِ وغيبتِهِ)
فالّذين ينصرون الإمامَ في غيبتِهِ سينصرونه في ظُهورِه
✧ وهناك مجموعة تُعادي الإمام، لأنّ مشروع (الدجّال) يبدأ يشتغلُ في كُلّ اتّجاهاتِهِ!
(السفياني مِن جهة، والدجّال اليهوي مِن جهة أخرى، والبتريّة وهم نواصب الشيعة وغيرهم)
✧ وهناك جموعٌ كثيرة وهي أغلبُ الناس تبقى (نُظّارة) يعني فقط ينظرون ويراقبون الأحداثَ ولا يُوفّقون لنُصرةِ إمامِهم!
وهذا خذلانٌ في واقعِهِ،
لأنّه لابدّ أن تتميّزَ الناس..فلا يُمكن أن يتساوى ذلك الّذي بذل جُهداً صادقاً في نُصرةِ إمامِهِ في زمنِ الغَيبةِ مع الّذي خذل الإمامَ في زمن الغَيبة
هؤلاء(النُظّارة) قد لايكونون مِن أعداءِ الإمامِ ولكنّهم لن يُوفّقوا أن يكونوا مِن أنصارِه؛
لأنّ موقفَ الإنسان في زمنِ الغَيبة هو الّذي يُحدّدُ موقِفَهُ في زمن الظُهور!
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture