أبرزُ صِفةٍ في الشيعةِ المُنتظرين لإمامِ زمانِهم في حديثِ إمامِنا الباقر:
يقبضون على دِينِهم كالقابضِ على الجَمْر!
:
❂ يقولُ إمامُنا الباقر "عليه السلام":
(قال رسولُ اللهِ ذاتَ يومٍ وعندهُ جماعةٌ مِن أصحابه: «الّلهُمّ لقّني إخواني» مرّتين،
فقال مَن حولَهُ مِن أصحابه:
أما نحنُ إخوانُك يا رسولَ الله؟ فقال: لا، إنّكم أصحابي،
وإخواني قومٌ مِن آخرِ الزمان آمنوا بي ولم يروني..لقد عرّفنيهُم اللهُ بأسمائهم وأسماءِ آبائهم مِن قبل أن يُخرِجَهم مِن أصلابِ آبائهم وأرحامِ أُمّهاتِهم،
لَأحَدُهم أشدُّ بُقيةً على دينهِ مِن خَرْط القتادِ في الّليلةِ الظلماء، أو كالقابضِ على جمرِ الغَضا!
أُولئك مصابيجُ الدُجى، يُنجّيهم اللهُ مِن كلّ فتنةٍ غبراء مُظلمة)
[البحار: ج52]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
✦ قولُهُ: (لَأحدُهُم أشدُّ بُقيةً على دينِهِ) أيّ لَأحدُهم أشدُّ تمسُكّاً بدينِهِ مِن خَرْطِ القتاد في الّليلةِ الظلماء،
والقتاد: هو نباتٌ كثيرُ الشوكِ وشديدُ الشوك (أي أنّ أشواكَهُ كالإبر)
والمُراد مِن "خَرْط القتاد": إمّا إزالةُ هذه الأشواكِ الشديدةِ بكفِّ اليد،
أو إزالةُ جلدِ هذه النباتاتِ الشوكيّة (أي رفعُ الّلحاءِ المُحيط بها)
فحين يُحاولُ شخصٌ أن يرفعَ بيدِهِ جلدَ نباتِ القتاد المليئ بالأشواك في ليلةٍ مُظلمةٍ فإنّ يدَهُ ستتمزّقُ بسببِ الأشواكِ الشديدة،
(وهذا مثَلٌ يضربُهُ العرب يُشيرون فيه إلى الأُمورِ الشديدةِ الصعبة جدّاً والشديدةِ العُسر)
فهذه العبارة هي إشارةٌ لشدّةِ ما يلقاهُ المؤمنون مِن مُحبيِّ أهلِ البيتِ في عصرِ الغَيبةِ مِن فتنٍ وابتلاءات
وفيها إشارةٌ أيضاً إلى أنّ أبرزَ صِفةٍ في أولياءِ أهلِ البيتِ الحقيقيّين الصادقين المُخلصين هي قوّةُ العقيدةِ والثباتُ عليها،
فهم يتمسّكون شديدَ التمسُّكِ بدينِهم كما يقولُ إمامُنا الباقر،
وبعبارةٍ أدق؛ يتمسكّون شديدَ التمسُّكِ بإمامِ زمانِهم،
فعنوان (الدين) في ثقافةِ العترة يعني الإمام المعصوم كما نُخاطِب سيّدَ الأوصياء في زيارتِهِ: (السلام عليك يا دين اللهِ القويم)
وكما نُخاطِبُ إمامَ زمانِنا في زيارتِهِ:
(السلامُ على الدين المأثور والكتابِ المسطور)
ولذا أعطاهم رسولُ اللهِ منزلةً أعلى مِن منزلةِ أصحابِهِ، فعدّهم إخوانَهُ حين قال مرّتين: «الّلهُمّ لقّني إخواني»
ووصفَهم أنّهم"مصابيحُ الدجى" وهذا التعبير يُذكّرنا بالأوصافِ الّتي ذكرها أهلُ البيتِ لخواصّ أصحابِ إمامِ زمانِنا،
إذ يقولُ إمامُنا الصادق في وصفِ النُخبةِ مِن أصحابِ القائم، يقول:
(هم أطوعُ له من الأمةِ لسيّدِها، كالمصابيح؛ كأنّ قلوبَهم القناديل)
ونبيُّنا يقولُ في حديثِهِ عن إخوانِهِ في آخرِ الزمان: (أُولئك مصابيحُ الدُجى)
نفس المضمون،
وإنّما وُصِفوا بهذا الوصفِ لأنّهم على عقيدةٍ سليمةٍ وارتباطٍ متينٍ بإمامِ زمانِهم، كما يقولُ إمامُنا الباقر:
(لَنُورُ الإمام في قلوبِ المُؤمنين أنورُ مِن الشمسِ المُضيئةِ بالنهار، وهم واللهِ يُنوّرون قلوبَ المُؤمنين ويحجِبُ اللهُ نُورَهم عمّن يشاء فتُظلِمُ قُلوبُهم)
✦ أمّا قولُ الإمام وهو يصِفُ المُتمسِّكَ بدينِهِ في زمن الغَيبة بأنّه: (كالقابضِ على جَمْر الغضا)
الغضا: صِنفٌ مِن أصناف (شجر الإثل) كانت العرب تستعمِلُهُ في أن توقدَ عليه، لأنّ خشبَ هذا الشجر له ميزتان:
•الأولى: أنّ جمْرَهُ شديدُ التوهُّج
•والثانية: أنّ خشَبَهُ يبقى مُتوهجاً لمدّةٍ طويلةٍ فلا تخمَدُ نارُهُ،
ولذا يُضرَبُ المثَلُ بجمرِ الغضا..أي بهذا الجمرِ الّذي أصلُهُ مِن نبات الغضا ويُوقَدُ بالنارِ فيتجمَّرُ ويكونُ شديدَ التوهّج وشديدَ الحرارة، ويبقى مُتوهّجاً لزمان طويل،
وهذه العبارةُ أيضاً فيها إشارةٌ إلى شدّةِ ما يلقاهُ المؤمنون مِن مُحبّي أهلِ البيتِ في زمنِ الغَيبةِ مِن البلاء الشديد والأذى والفِتن والتمحيص،
ولكنّ الصادقون المُخلصون مِنهم ينالون التوفيقَ في اجتيازِ امتحانِ الغربلةِ هذا بنجاح..فلا تضرُّهم البلايا والفِتن
✦ قولُهُ: (يُنجّيهُم اللهُ مِن كُلِّ فِتنةٍ غبراء)
المراد يُنجّيهم مِن كُلِّ فتنةٍ في"الدين" وليس مِن فِتن في الدنيا،
ففِتنُ الدنيا تنصَبُّ عليهم صبّاً كما ورد في الروايات أنّ اللهَ تعالى إذا أحبَّ عبداً صَبَّ عليه البلاءَ صبّاً أو غثّهُ بالبلاءِ غثّاً..وكما يقول سيّدُ الأوصياء:
(إنّ البلاءَ أسرعُ إلى شِيعتِنا مِن السيلِ إلى قرارِ الوادي)
فقولِهِ: (يُنجّيهم اللهُ مِن كُلِّ فتنةٍ غبراء مُظلمة)
يُشير إلى شدّةِ ما يلقاه الناسُ مِن فِتن الدنيا والّتي قد تقودُهم إلى الإنحرافِ والضلال عن دينِهم!
سيّدي يا بقيّةَ الله:
مَن لنا غيركُ كهفاً وملاذاً نعتصمُ به ونلوذُ ونستجيرُ به ونَفِرُّ إليه مِن هذه الفِتن الصمّاءِ العمياءِ المُظلمةِ المُنكسفة!
أنت المنجى، وأنت الملجأ، وأنت الملاذ
وأنت الأمان يا صاحبَ الزمان،
نسألُك أمانَ الدين والدنيا والآخرة بحقِّ أمِّك الصدّيقةِ الطاهرة
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
يقبضون على دِينِهم كالقابضِ على الجَمْر!
:
❂ يقولُ إمامُنا الباقر "عليه السلام":
(قال رسولُ اللهِ ذاتَ يومٍ وعندهُ جماعةٌ مِن أصحابه: «الّلهُمّ لقّني إخواني» مرّتين،
فقال مَن حولَهُ مِن أصحابه:
أما نحنُ إخوانُك يا رسولَ الله؟ فقال: لا، إنّكم أصحابي،
وإخواني قومٌ مِن آخرِ الزمان آمنوا بي ولم يروني..لقد عرّفنيهُم اللهُ بأسمائهم وأسماءِ آبائهم مِن قبل أن يُخرِجَهم مِن أصلابِ آبائهم وأرحامِ أُمّهاتِهم،
لَأحَدُهم أشدُّ بُقيةً على دينهِ مِن خَرْط القتادِ في الّليلةِ الظلماء، أو كالقابضِ على جمرِ الغَضا!
أُولئك مصابيجُ الدُجى، يُنجّيهم اللهُ مِن كلّ فتنةٍ غبراء مُظلمة)
[البحار: ج52]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
✦ قولُهُ: (لَأحدُهُم أشدُّ بُقيةً على دينِهِ) أيّ لَأحدُهم أشدُّ تمسُكّاً بدينِهِ مِن خَرْطِ القتاد في الّليلةِ الظلماء،
والقتاد: هو نباتٌ كثيرُ الشوكِ وشديدُ الشوك (أي أنّ أشواكَهُ كالإبر)
والمُراد مِن "خَرْط القتاد": إمّا إزالةُ هذه الأشواكِ الشديدةِ بكفِّ اليد،
أو إزالةُ جلدِ هذه النباتاتِ الشوكيّة (أي رفعُ الّلحاءِ المُحيط بها)
فحين يُحاولُ شخصٌ أن يرفعَ بيدِهِ جلدَ نباتِ القتاد المليئ بالأشواك في ليلةٍ مُظلمةٍ فإنّ يدَهُ ستتمزّقُ بسببِ الأشواكِ الشديدة،
(وهذا مثَلٌ يضربُهُ العرب يُشيرون فيه إلى الأُمورِ الشديدةِ الصعبة جدّاً والشديدةِ العُسر)
فهذه العبارة هي إشارةٌ لشدّةِ ما يلقاهُ المؤمنون مِن مُحبيِّ أهلِ البيتِ في عصرِ الغَيبةِ مِن فتنٍ وابتلاءات
وفيها إشارةٌ أيضاً إلى أنّ أبرزَ صِفةٍ في أولياءِ أهلِ البيتِ الحقيقيّين الصادقين المُخلصين هي قوّةُ العقيدةِ والثباتُ عليها،
فهم يتمسّكون شديدَ التمسُّكِ بدينِهم كما يقولُ إمامُنا الباقر،
وبعبارةٍ أدق؛ يتمسكّون شديدَ التمسُّكِ بإمامِ زمانِهم،
فعنوان (الدين) في ثقافةِ العترة يعني الإمام المعصوم كما نُخاطِب سيّدَ الأوصياء في زيارتِهِ: (السلام عليك يا دين اللهِ القويم)
وكما نُخاطِبُ إمامَ زمانِنا في زيارتِهِ:
(السلامُ على الدين المأثور والكتابِ المسطور)
ولذا أعطاهم رسولُ اللهِ منزلةً أعلى مِن منزلةِ أصحابِهِ، فعدّهم إخوانَهُ حين قال مرّتين: «الّلهُمّ لقّني إخواني»
ووصفَهم أنّهم"مصابيحُ الدجى" وهذا التعبير يُذكّرنا بالأوصافِ الّتي ذكرها أهلُ البيتِ لخواصّ أصحابِ إمامِ زمانِنا،
إذ يقولُ إمامُنا الصادق في وصفِ النُخبةِ مِن أصحابِ القائم، يقول:
(هم أطوعُ له من الأمةِ لسيّدِها، كالمصابيح؛ كأنّ قلوبَهم القناديل)
ونبيُّنا يقولُ في حديثِهِ عن إخوانِهِ في آخرِ الزمان: (أُولئك مصابيحُ الدُجى)
نفس المضمون،
وإنّما وُصِفوا بهذا الوصفِ لأنّهم على عقيدةٍ سليمةٍ وارتباطٍ متينٍ بإمامِ زمانِهم، كما يقولُ إمامُنا الباقر:
(لَنُورُ الإمام في قلوبِ المُؤمنين أنورُ مِن الشمسِ المُضيئةِ بالنهار، وهم واللهِ يُنوّرون قلوبَ المُؤمنين ويحجِبُ اللهُ نُورَهم عمّن يشاء فتُظلِمُ قُلوبُهم)
✦ أمّا قولُ الإمام وهو يصِفُ المُتمسِّكَ بدينِهِ في زمن الغَيبة بأنّه: (كالقابضِ على جَمْر الغضا)
الغضا: صِنفٌ مِن أصناف (شجر الإثل) كانت العرب تستعمِلُهُ في أن توقدَ عليه، لأنّ خشبَ هذا الشجر له ميزتان:
•الأولى: أنّ جمْرَهُ شديدُ التوهُّج
•والثانية: أنّ خشَبَهُ يبقى مُتوهجاً لمدّةٍ طويلةٍ فلا تخمَدُ نارُهُ،
ولذا يُضرَبُ المثَلُ بجمرِ الغضا..أي بهذا الجمرِ الّذي أصلُهُ مِن نبات الغضا ويُوقَدُ بالنارِ فيتجمَّرُ ويكونُ شديدَ التوهّج وشديدَ الحرارة، ويبقى مُتوهّجاً لزمان طويل،
وهذه العبارةُ أيضاً فيها إشارةٌ إلى شدّةِ ما يلقاهُ المؤمنون مِن مُحبّي أهلِ البيتِ في زمنِ الغَيبةِ مِن البلاء الشديد والأذى والفِتن والتمحيص،
ولكنّ الصادقون المُخلصون مِنهم ينالون التوفيقَ في اجتيازِ امتحانِ الغربلةِ هذا بنجاح..فلا تضرُّهم البلايا والفِتن
✦ قولُهُ: (يُنجّيهُم اللهُ مِن كُلِّ فِتنةٍ غبراء)
المراد يُنجّيهم مِن كُلِّ فتنةٍ في"الدين" وليس مِن فِتن في الدنيا،
ففِتنُ الدنيا تنصَبُّ عليهم صبّاً كما ورد في الروايات أنّ اللهَ تعالى إذا أحبَّ عبداً صَبَّ عليه البلاءَ صبّاً أو غثّهُ بالبلاءِ غثّاً..وكما يقول سيّدُ الأوصياء:
(إنّ البلاءَ أسرعُ إلى شِيعتِنا مِن السيلِ إلى قرارِ الوادي)
فقولِهِ: (يُنجّيهم اللهُ مِن كُلِّ فتنةٍ غبراء مُظلمة)
يُشير إلى شدّةِ ما يلقاه الناسُ مِن فِتن الدنيا والّتي قد تقودُهم إلى الإنحرافِ والضلال عن دينِهم!
سيّدي يا بقيّةَ الله:
مَن لنا غيركُ كهفاً وملاذاً نعتصمُ به ونلوذُ ونستجيرُ به ونَفِرُّ إليه مِن هذه الفِتن الصمّاءِ العمياءِ المُظلمةِ المُنكسفة!
أنت المنجى، وأنت الملجأ، وأنت الملاذ
وأنت الأمان يا صاحبَ الزمان،
نسألُك أمانَ الدين والدنيا والآخرة بحقِّ أمِّك الصدّيقةِ الطاهرة
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture