هتاكل للآخر، هتتقل، الدم هينزل لمعدتك يعالج البلاوي الي نزلت، هتحس إنّك عايز تنام، لو مانمتش هتفضل باصص للسقف أو للموبايل والريلز وماتعملش حاجة تاني، كمان كام دقيقة والعشاء هيأذّن عليك في الحالة دي، هيبقى أعظم جهاد إنك تقوم تصلّيها، فضلا عن إنك تقوم للتراويح، التراويح هتضيع عليك في المسجد، وغالبًا هتكسّل تصلّيها في البيت، احتمال كبير تفضل في أوضتك مع النت، والاستجابة لشهوة النفس بتطلب مزيد شهوة، والقلب يجفّ ويقسو أكثر، والرُوح تُظلم أكثر لأنها لم ترتوِ بعد، فغالبًا نفسك مش هتشجّعك ساعتها على أي طاعة، بل هتطلب منك شهوة من لون مختلف، مسلسل؟ رُبما، إباحيات؟ جايز، رغي وغيبة ونميمة للصبح؟ احتمال، لكن هتقولك امسك المصحف مثلا اقرأ آيتين؟ لا أظن! ليلك هيضيع ع الفاضي إن لم يضع في ذنوب، وبعدين الشيطان يستلمك وإنت في حالة الضعف والغرق دي وتدخل في مرحلة تأنيب الضمير وجلد الذات من تضييع تلك اليالي مباركة، وبعد ما يضلّمها في وشّك يدخل في الخطوة الي بعدها: ماهي خربانة خربانة، ماتيجي نكمّل؟ ممكن تكمّل كده للفجر، هتتسحر وقبل الفجر بشويه هتلاقيك ابتديت تتاوب وعايز تنام، وده وقت مناسب جدًا جدًا لتضييع الفجر، هتنام للآخر بردو (مش هتحرم نفسك من أي حاجة تطلبها)، وتصحى على بعد الضهر أو العصر (لو مفيش شغل يُجبرك تصحى بدري)، احتمال كبير تكسّل تصلّي، شويه واحتمال تبدأ تجوع تاني وتعطش وتبص في الساعة وتشغل نفسك بالسوشال ميديا شويتين، لحد أذان المغرب، هتاكل للآخر، هتتقل..
=
إذا فهمت هذا التسلسل فهمت قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه]، ثم أعطاك الحلّ السحري لتكسر تلك السلسلة من بدايتها: [بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه]، ثم إذا غلبتك نفسك فحدد لك الحد الأقصى الذي لا ينبغي أن تزيد عليه ولا ينبغي أن يكون هدفك: [فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه].
ولفهمتَ وصيّة الإمام البوصيري في بُردته وهو يقول:
فلا ترمْ بالمعاصي كسر شهوتها ... إنَّ الطَّعامَ يُقوِّي شهوةَ النَّهمِ
والنفس كالطفل إن تهمله شب على ... حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
وجاهد النفس والشيطان واعصهما ... وإن هما محضاك النُصح فاتّهم
فاصرف هواها وحاذر أن توليه ... إن الهوى ما تولّى يُصْمِ أو يَصِم
وراعها وهي في الأعمال سائمة ... وإنْ هي استحلت المرعى فلا تسـم
وكم حسَّنت لذّة للمرء قاتلة.. من حيث لم يدر أن السُّم في الدسم!
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع.. فرُبّ مخمصةٍ شر من التخمِ!
=
عارف إنها من أشد شهوات النفس، فحاول معاها أرجوك، قلل الوجبة في طبقك، أو ابعد إنت، اعمل أي حاجة، اتشقلب، افطر على حبة عصير وتمر واهدا شويه بس، وبعدين أجّل الدسم كمان شويتين، هتفطر وإنت فايق وهتحس بنعيم آخر وقلبك منطلق ومرفرف كده ورُوحك خفيفة ونفسك تعمل حاجات كتير، والأهم إنك هتربّي نفسك إنها مش هتاخد كل ما تطلبه، وصدقني ده المفتاح لأنوار ونفحات ورحمات كتير أوي في حياتك، عسى أن يفتح علينا وعليك فتوح العارفين به.
- أحمد عبد المنصف
=
إذا فهمت هذا التسلسل فهمت قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه]، ثم أعطاك الحلّ السحري لتكسر تلك السلسلة من بدايتها: [بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه]، ثم إذا غلبتك نفسك فحدد لك الحد الأقصى الذي لا ينبغي أن تزيد عليه ولا ينبغي أن يكون هدفك: [فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه].
ولفهمتَ وصيّة الإمام البوصيري في بُردته وهو يقول:
فلا ترمْ بالمعاصي كسر شهوتها ... إنَّ الطَّعامَ يُقوِّي شهوةَ النَّهمِ
والنفس كالطفل إن تهمله شب على ... حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
وجاهد النفس والشيطان واعصهما ... وإن هما محضاك النُصح فاتّهم
فاصرف هواها وحاذر أن توليه ... إن الهوى ما تولّى يُصْمِ أو يَصِم
وراعها وهي في الأعمال سائمة ... وإنْ هي استحلت المرعى فلا تسـم
وكم حسَّنت لذّة للمرء قاتلة.. من حيث لم يدر أن السُّم في الدسم!
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع.. فرُبّ مخمصةٍ شر من التخمِ!
=
عارف إنها من أشد شهوات النفس، فحاول معاها أرجوك، قلل الوجبة في طبقك، أو ابعد إنت، اعمل أي حاجة، اتشقلب، افطر على حبة عصير وتمر واهدا شويه بس، وبعدين أجّل الدسم كمان شويتين، هتفطر وإنت فايق وهتحس بنعيم آخر وقلبك منطلق ومرفرف كده ورُوحك خفيفة ونفسك تعمل حاجات كتير، والأهم إنك هتربّي نفسك إنها مش هتاخد كل ما تطلبه، وصدقني ده المفتاح لأنوار ونفحات ورحمات كتير أوي في حياتك، عسى أن يفتح علينا وعليك فتوح العارفين به.
- أحمد عبد المنصف