⛔️
العفو العام، تسامح مع المجرم، أم ضرورة لبناء الدولة ⁉️
📌 أصدرت #إدارة_العمليات_العسكرية عفوا عاما أثار صدمة بين كافة الأطراف، خاصة عند المظلومين المنتصرين من أبناء #الثورة_السورية، لذلك وددت التنويه لنقاط مهمة أرجو أن تسهم في توضيح قرار #القيادة_العامة للإدارة:
1⃣ هذا الفتح العظيم محض فضل من الله، وأقل ما نشكر الله به اتباع هدي نبيه صلى الله عليه وسلم يوم فتح #مكة حيث عفا صلى الله عليه وسلم عفوا عاما بعد قدرة، ونصر، يضمن تحييد كتلة بشرية كبيرة عن دوافع وبواعث الاستعصاء ضد السلطة الجديدة في لحظة حساسة، هي لحظة التحرير، حيث المكسب الاستراتيجي تعزيز السيطرة للقيادة الجديدة، بأقل خسائر ممكنة لها.
2⃣ تهتم القيادة العامة لإدارة العمليات بتحقيق التفوق الأخلاقي، والحضاري الذي ميّز #الثورة_السورية عن النظام البائد منذ البداية، وفي إصدار قرار العفو بعد التحرير والتمكن رسالة طمئنة سياسية داخلية، وخارجية مهمة جدا في هذا الوقت لتقليل العداوات، والخصومات ما أمكن، لأن فلول النظام تملك بشكل أو آخر بقايا تواصلات خارجية ممكن أن يؤدي تفعيلها لضغط معرقل في وقت حساس.
3⃣ مؤيدو النظام البائد حتى اليوم تحت صدمة الهزيمة المرة بعد بيعهم من بشار أسد، وتسليمهم للمصير المجهول بعد الحرق والإفناء لبقائه على الكرسي، وهم كتلة بشرية كبيرة، لذلك غالبا سيترك العفو أثرا نفسيا جيدا لدى قسم واسع منهم، وسيجعل الكثيرين يتقبلون إيجابيا النظام السياسي الجديد، وعسى أن يكون ذلك مفتاحا للتوبة والصلاح، فهدايتهم أحب إلينا من الثأر منهم.
4⃣ سوريا بلد مدمر ومنهوب على مدار ستة عقود، وتحتاج حقا لاستراحة التقاط أنفاس، وفي كل دقيقة بعد التحرير تتكشف حجم الكوارث، وانتهاج الثأر، والانتقام، سيعصف بالركام المتبقي، وسيضيع علينا فرصا مواتية لإعادة الإعمار والنهوض.
5⃣ نهج الثأر والانتقام يخدم جدا أفاعي الثورات المضادة، حيث يسهل تعبئة الحاقدين لحرب جديدة ضد النظام السياسي الجديد، والأولى اليوم تحييد ما أمكن من خصوم.
6⃣ حالة الثأر باب شر إن فُتِح لا ضابط له، ولا ناظم، وتحركه العواطف الهائجة، والمزايدات، ولاشك أنه سينقلب لحرب أهلية بين المنتصرين من أبناء الثورة.
7⃣ من الأهداف الاستراتيجية لمعركة #ردع_العدوان إعادة السوريين اللاجئين لبلدهم، وأفضل ما يصنع ذلك طي صفحة الماضي، وتكريس السلم الأهلي.
8⃣ هناك كثير من المحسوبين على النظام البائد لديهم خبرات فنية، وتأهيل إداري، يلزم جدا اليوم لإعادة دوران عجلة مؤسسات الدولة السورية التي بات أبناء الثورة هم أهلها، وحالة العفو تشجعهم على الالتحاق السريع بأعمالهم، وبالتالي تخفيف أعباء المرحلة الانتقالية على السوريين.
9⃣ أثبتت التجارب البشرية أن قرار العفو العام من المنتصر يعزز نهوض الدولة من جديد، بينما ثقافة الثأر، والانتقام تجعل المجتمع يدور في حلقات دم واقتتال مغلقة، مثال ذلك مقارنة بين وضع #العراق بعد أن سن الطائفيون الذين حكموه عبر الدبابة الأمريكية قانون ما يسمى #اجتثاث_البعث وبين #طالبان يوم منّ الله عليها بفتح #أفغانستان.
✅ أخيرا:
من حكمة الله أن جعل العدل المطلق في الآخرة، حيث لا تُظلَم نفس حبة خردل من خير، أو شر، وجعل الدنيا دار ابتلاء لا يمكن تحقيق العدل المطلق فيها مهما حرص الإنسان، لكن يسدد ويقارب، ويوازن بين ترتيب أولويات ومصالح، وبين مفسدة ومفسدة أكبر، وخير وخير أكثر، وإن حالة العفو العام عن الحق العام لا تعني بالضرورة إسقاط الحق الشخصي، لذلك أدعو كل من يملك مظلمة موثقة بشهادات وأدلة ضد مجرم من مجرمي النظام البائد أن يقدمها لمحاكم #سوريا الحرة دولة العدل والكرامة والقانون، خاصة بوجود لفيف واسع من الشخصيات، والمنظمات الحقوقية المهتمة بمحاسبة مجرمي نظام أسد البائد...🖋
نور الدين البابا