يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَی الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣)
إشارات:
- التاء في "تقوی" مقلوب من الواو، فيکون أصلها "وقی" وهو: حفظ الشيء مما يؤذيه ويضره، وصار التقوی في تعارف الشرع حفظ النفس عما يؤثم، وذلك بترك المحظور، ويتمّ ذلك بترك بعض المباحات. المعاصي في معظمها مصدرها الغضب والشهوة، والصوم يطفئ حدّة هاتين الغريزتين وجموحهما، وبالتالي، يقلّل من الفساد في جهة ليزيد التقوی في الجهة الأخری. [ مفردات الراغب، مادة "وقی".]١ [ الکافي، ج ٢، ص ١٨.]٢
- يعتقد أغلب المفسّرين والباحثين في العلوم القرآنية أنّ الآيات التي تبدأ بنداء «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» نزلت في المدينة، أي أنّها جزء من الآيات المدنيّة. نزل حکم الصوم کما هو الحال مع أحکام الجهاد والزکاة، في السنة الثانية للهجرة.
آثار الصوم وبرکاته
- تذکر الآية الکريمة في کلمة موجزة أنّ أهمّ أثر للصوم هو تقوی الله وخشيته في السرّ والعلن. فالصوم هو العبادة الوحيدة المستترة، فأداء الإنسان للصلاة والحجّ والجهاد والزکاة والخمس ظاهر للعيان وأمام أعين الناس، فيما يبقی الصوم عملاً کامناً في إرادة الإنسان يعمل علی تقويتها وتعزيزها. فمن يربّي نفسه علی الکفّ عن تناول الطعام والشراب وممارسة الغريزة الجنسية مع زوجته طيلة شهر واحد، بإمکانه کذلک أن يکفّ نفسه عن أعراض الناس وأموالهم. وفائدة أخری للصوم وهي أنّه يعمل علی ترسيخ العاطفة في روح الإنسان، فمن يذق طعم الجوع شهراً کاملاً، يتعرّف علی آلام الجائعين ويعيش عذاباتهم.
روي عن الرسول الأعظم صلّی الله عليه وآله وسلّم قوله: "الصوم نصف الصبر". [ تفسير المنار.]٣
والصوم المتعارف لدی عامّة الناس هو الامتناع عن الأکل والشرب وممارسة الغريزة الجنسية، غير أنّ في الصوم آثاراً وبرکات أخری غير الکفّ عن المفطرات ينبغي للصائم مراعاتها هي، اجتناب المعاصي، خاصّة الخواص فهدفهم من الصوم، علاوة علی الکفّ عن المفطرات واجتناب المعاصي، تفريغ القلب من کلّ شيء سوی الله تعالی. الصوم يحلّق بالإنسان إلی مرتبة الملائکة، هذه المخلوقات البعيدة عن الطعام والشراب والشهوات. [ تفسير روح البيان.]٤ [ صاحب الجواهر، نقلاً عن آية الله جوادي آملي.]٥
ورد عن النبيّ الکريم صلّی الله عليه وآله وسلّم قوله: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له". [ تفسير المراغي.]٦
کما ورد في حديث قدسي شريف: "الصوملي وأَنَا أَجزي به". [ نفس المصدر.]٧
إنّ أهميّة الصوم من السموّ والمکانة الرفيعة بحيث إنّ ثمّة روايات ذکرت لبعض العبادات ثواباً کثواب الصوم. لقد عرفت الأمم السالفة فريضة الصوم، إلّا أنّ الله تعالی کان قد خصّ الأنبياء وحدهم بصوم شهر رمضان، حتی جاءت أمّة الإسلام ففرض عليها صوم هذا الشهر الفضيل ليصبح واجباً عينيّاً. [ الکافي، ج ٢، ص ١٠٠.]٨ [ تفسير نور الثقلين.]٩
يقول الرسول المصطفی صلّی الله عليه وآله وسلّم: "لکلّ شيءٍ زکاة، وزکاة البدن الصّيام". [ بحار الأنوار، ج ٦٩، ص ٣٨٠.]١٠
📚تفسيرالنور
https://t.me/lbikHussein
إشارات:
- التاء في "تقوی" مقلوب من الواو، فيکون أصلها "وقی" وهو: حفظ الشيء مما يؤذيه ويضره، وصار التقوی في تعارف الشرع حفظ النفس عما يؤثم، وذلك بترك المحظور، ويتمّ ذلك بترك بعض المباحات. المعاصي في معظمها مصدرها الغضب والشهوة، والصوم يطفئ حدّة هاتين الغريزتين وجموحهما، وبالتالي، يقلّل من الفساد في جهة ليزيد التقوی في الجهة الأخری. [ مفردات الراغب، مادة "وقی".]١ [ الکافي، ج ٢، ص ١٨.]٢
- يعتقد أغلب المفسّرين والباحثين في العلوم القرآنية أنّ الآيات التي تبدأ بنداء «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» نزلت في المدينة، أي أنّها جزء من الآيات المدنيّة. نزل حکم الصوم کما هو الحال مع أحکام الجهاد والزکاة، في السنة الثانية للهجرة.
آثار الصوم وبرکاته
- تذکر الآية الکريمة في کلمة موجزة أنّ أهمّ أثر للصوم هو تقوی الله وخشيته في السرّ والعلن. فالصوم هو العبادة الوحيدة المستترة، فأداء الإنسان للصلاة والحجّ والجهاد والزکاة والخمس ظاهر للعيان وأمام أعين الناس، فيما يبقی الصوم عملاً کامناً في إرادة الإنسان يعمل علی تقويتها وتعزيزها. فمن يربّي نفسه علی الکفّ عن تناول الطعام والشراب وممارسة الغريزة الجنسية مع زوجته طيلة شهر واحد، بإمکانه کذلک أن يکفّ نفسه عن أعراض الناس وأموالهم. وفائدة أخری للصوم وهي أنّه يعمل علی ترسيخ العاطفة في روح الإنسان، فمن يذق طعم الجوع شهراً کاملاً، يتعرّف علی آلام الجائعين ويعيش عذاباتهم.
روي عن الرسول الأعظم صلّی الله عليه وآله وسلّم قوله: "الصوم نصف الصبر". [ تفسير المنار.]٣
والصوم المتعارف لدی عامّة الناس هو الامتناع عن الأکل والشرب وممارسة الغريزة الجنسية، غير أنّ في الصوم آثاراً وبرکات أخری غير الکفّ عن المفطرات ينبغي للصائم مراعاتها هي، اجتناب المعاصي، خاصّة الخواص فهدفهم من الصوم، علاوة علی الکفّ عن المفطرات واجتناب المعاصي، تفريغ القلب من کلّ شيء سوی الله تعالی. الصوم يحلّق بالإنسان إلی مرتبة الملائکة، هذه المخلوقات البعيدة عن الطعام والشراب والشهوات. [ تفسير روح البيان.]٤ [ صاحب الجواهر، نقلاً عن آية الله جوادي آملي.]٥
ورد عن النبيّ الکريم صلّی الله عليه وآله وسلّم قوله: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له". [ تفسير المراغي.]٦
کما ورد في حديث قدسي شريف: "الصوملي وأَنَا أَجزي به". [ نفس المصدر.]٧
إنّ أهميّة الصوم من السموّ والمکانة الرفيعة بحيث إنّ ثمّة روايات ذکرت لبعض العبادات ثواباً کثواب الصوم. لقد عرفت الأمم السالفة فريضة الصوم، إلّا أنّ الله تعالی کان قد خصّ الأنبياء وحدهم بصوم شهر رمضان، حتی جاءت أمّة الإسلام ففرض عليها صوم هذا الشهر الفضيل ليصبح واجباً عينيّاً. [ الکافي، ج ٢، ص ١٠٠.]٨ [ تفسير نور الثقلين.]٩
يقول الرسول المصطفی صلّی الله عليه وآله وسلّم: "لکلّ شيءٍ زکاة، وزکاة البدن الصّيام". [ بحار الأنوار، ج ٦٩، ص ٣٨٠.]١٠
📚تفسيرالنور
https://t.me/lbikHussein