تقول العرب: «الحديثُ ذو شُجُون»
أي: ذو طُرقٍ، الواحد شجْن، والشّواجن: أودية كثيرة الشّجر، وأصل الكلمة الاتّصال والالتفاف، ومنه الشّجْنة، وهي شجرة ملتفّة الأغصان.
وفي قصّة هذا المثل سنتعرّف إلى أكثر من مثل...
قيل: إنّ أوّل مَن قال هذا المثل ضبّة بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مُضَر، وكان له ابنان يقال لأحدهما سعد وللآخر سعيد، فنقرت إبل لضبّة تحت اللّيل، فوجّه ابنيه في طلبها، فتفرّقا فوجدها سعد فردّها، ومضى سعيد في طلبها فلقيه الحارث بن كعب، وكان على الغلام بردان، فسأله الحارث إيّاهما فأبى عليه؛ فقتله وأخذ برديه...
فكان ضبّة إذا أمسى فرأى تحت اللّيل سواداً قال: أسعدٌ أم سعيد؟
فذهب قوله مثلاً يُضرب في النّجاح والخيبة،
فمكث ضبّة بذلك ما شاء الله أن يمكث، ثمّ إنّه حجّ فوافى عكاظ فلقي بها الحارث بن كعب، ورأى عليه بردي ابنه سعيد، فعرفهما، فقال له:
هل أنت مخبري ما هذان البردان اللّذان عليك؟
قال: بلى، لقيت غلاماً وهما عليه فسألته إيّاهما فأبى عليّ فقتلته وأخذت برديه هذين.
فقال ضبّة: بسيفك هذا؟
قال: نعم.
قال: فأعطنيه أنظر إليه فإنّي أظنّه صارماً.
فأعطاه إيّاه؛ فلمّا أخذه من يده هزّه،
وقال: الحديث ذو شجون!
ثمّ ضربه به فقتله، وصار مثلاً يُضرَب في الحديث يُتذَكَّر به غيره.
فقيل له: يا ضبّة أفي الشّهر الحرام؟
فقال: سبق السّيفُ العذلَ.
فأطلقه مثلاً يُضرب في انقضاء الأمر وعدم جدوى اللّوم أو العتاب.
وهو أوّل مَن سارت عنه هذه الأمثال الثّلاثة.
وقد نُسِب هذا البيت إلى الفرزدق يضمنّه مَثَل ضبّة:
لا تأمننّ الحربَ إنّ استعارها
كضبّة إذ قال: الحديثُ شجونُ
#أمثال_العرب
أي: ذو طُرقٍ، الواحد شجْن، والشّواجن: أودية كثيرة الشّجر، وأصل الكلمة الاتّصال والالتفاف، ومنه الشّجْنة، وهي شجرة ملتفّة الأغصان.
وفي قصّة هذا المثل سنتعرّف إلى أكثر من مثل...
قيل: إنّ أوّل مَن قال هذا المثل ضبّة بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مُضَر، وكان له ابنان يقال لأحدهما سعد وللآخر سعيد، فنقرت إبل لضبّة تحت اللّيل، فوجّه ابنيه في طلبها، فتفرّقا فوجدها سعد فردّها، ومضى سعيد في طلبها فلقيه الحارث بن كعب، وكان على الغلام بردان، فسأله الحارث إيّاهما فأبى عليه؛ فقتله وأخذ برديه...
فكان ضبّة إذا أمسى فرأى تحت اللّيل سواداً قال: أسعدٌ أم سعيد؟
فذهب قوله مثلاً يُضرب في النّجاح والخيبة،
فمكث ضبّة بذلك ما شاء الله أن يمكث، ثمّ إنّه حجّ فوافى عكاظ فلقي بها الحارث بن كعب، ورأى عليه بردي ابنه سعيد، فعرفهما، فقال له:
هل أنت مخبري ما هذان البردان اللّذان عليك؟
قال: بلى، لقيت غلاماً وهما عليه فسألته إيّاهما فأبى عليّ فقتلته وأخذت برديه هذين.
فقال ضبّة: بسيفك هذا؟
قال: نعم.
قال: فأعطنيه أنظر إليه فإنّي أظنّه صارماً.
فأعطاه إيّاه؛ فلمّا أخذه من يده هزّه،
وقال: الحديث ذو شجون!
ثمّ ضربه به فقتله، وصار مثلاً يُضرَب في الحديث يُتذَكَّر به غيره.
فقيل له: يا ضبّة أفي الشّهر الحرام؟
فقال: سبق السّيفُ العذلَ.
فأطلقه مثلاً يُضرب في انقضاء الأمر وعدم جدوى اللّوم أو العتاب.
وهو أوّل مَن سارت عنه هذه الأمثال الثّلاثة.
وقد نُسِب هذا البيت إلى الفرزدق يضمنّه مَثَل ضبّة:
لا تأمننّ الحربَ إنّ استعارها
كضبّة إذ قال: الحديثُ شجونُ
#أمثال_العرب