أما الفتاةُ فكانت في الأكثرِ للزواج، فعادتْ للزواجِ في الأقلِّ وفي الأكثرِ للَّهوِ والغَزَل؛ وكان لها في النفوسِ وقارُ الأُمِّ وحُرمَةُ الزوجة، فاجتَرَأَ عليها الشُّبّانُ اجتراءَهُم على الخليعةِ والساقطة؛ وكانت مقصورةً لا تُنالُ بعَيبٍ ولا يتوجَّهُ عليها ذَمٌّ، فمَشَتْ إلى عيوبِها بقدمَيها، ومَشَتْ إليها العيوبِ بأقدامٍ كثيرة؛ وكانت بجُملتِها امرأةً واحدة، فعادتْ مما ترى وتَعرِفُ وتُكابِدُ كأنَّ جسمَها امرأةٌ، وقلبَها امرأةٌ أُخرى، وأعصابَها امرأةٌ ثالثة.
[الطائشة (١) || وحي القلم]
[الطائشة (١) || وحي القلم]