الحُبُّ لفظٌ وَهميٌّ موضوعٌ على أضدادٍ مختلفة: على بُركانٍ ورَوضَة، وعلى سماءٍ وأرضٍد، وعلى بُكاءٍ وضَحِك، وعلى همومٍ كثيرةٍ كُلُّها هموم، وعلى أفراحٍ قليلةٍ ليستْ كُلُّها أفراحًا؛ وهو خِداعٌ من النفسِ يضعُ كُلَّ ذكائهِ في المحبوب، ويجعلُ كُلَّ بَلاهتِه في المُحِب، فلا يكونُ المحبوبِ عند مُحِبِّه إلا شخصًا خياليًّا ذا صفةٍ واحدةٍ هي الكمالُ المُطلَق، فكأنَّه فوق البشريَّةِ في وجودٍ تامِّ الجمالِ ولا عَيبَ فيه، والناسُ من بعدِه موجودون في العيوبِ والمحاسِن.
وذلك وَهمٌ لا تقومُ عليه الحياةُ ولا تَصلُحُ به، فإنما تقومُ الحياةُ على الروحِ العمليَّةِ التي تضعُ في كُلِّ شيءٍ معناهُ الصحيحَ الثابت؛ فالحُبُّ على هذا شيءٌ غيرُ الزواج، وبينهما مِثلُ ما بين الاضطرابِ والنظام؛ ويجبُ أن يُفهَمَ هذا الحُبُّ على النحوِ الذي يَجعلُه حُبًّا لا غير؛ فقد يكونُ أقوى حُبٍّ بين اثنينِ إذا تحابَّا هو أسخفَ زواجٍ بينهما إذا تزوَّجا.
[المشكلة (٤) || وحي القلم]
وذلك وَهمٌ لا تقومُ عليه الحياةُ ولا تَصلُحُ به، فإنما تقومُ الحياةُ على الروحِ العمليَّةِ التي تضعُ في كُلِّ شيءٍ معناهُ الصحيحَ الثابت؛ فالحُبُّ على هذا شيءٌ غيرُ الزواج، وبينهما مِثلُ ما بين الاضطرابِ والنظام؛ ويجبُ أن يُفهَمَ هذا الحُبُّ على النحوِ الذي يَجعلُه حُبًّا لا غير؛ فقد يكونُ أقوى حُبٍّ بين اثنينِ إذا تحابَّا هو أسخفَ زواجٍ بينهما إذا تزوَّجا.
[المشكلة (٤) || وحي القلم]