#في_روضة_التفسير
قال الله تبارك وتعالى {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} [الإسراء ٢٦]
...ينبغي للمؤمن الإهتمام بقرابته... فإنه من مظاهر الرحمة والشفقة التي يتصف بها المؤمن
قال سبحانه: (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) وهذا من شعب صلة الأرحام
وقد بلغ الاهتمام بصلة الأرحام إلى حد أن الإنسان يسأل عنه يوم القيامة، قال تعالى: (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
روى الكليني بسنده عن إسحاق بن عمار قال: بلغني عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أن رجلاً أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله، أهل بيتي أبوا إلا توثباً علي وقطيعة لي وشتيمة، فأرفضهم؟
قال: إذاً يرفضكم الله جميعاً
قال: كيف أصنع ؟
قال: «تصل من قطعك، وتُعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، فإنّك إذا فعلت ذلك كان لك من الله عليهم ظهير
ومن هنا يعلم أن المراد من إعطاء الحق للقربي لا ينحصر بالمال، بل له معنى واسع يعادل صلة الأرحام
نعم الخطاب في الآية للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن المقصود عامة المسلمين، وحكم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحكمهم في مطلق الأحكام على حد سواء، روى الصدوق في ذكر مجلس الرضا ( عليه السلام) مع المأمون قال (عليه السلام): «والآية الخامسة قول الله تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) فالآية خصوصية خصهم العزيز الجبار بها واصطفاهم على الأمة، فلما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ادعو لي فاطمة فدُعيت له، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) يا فاطمة
قالت: لبيك يا رسول الله
فقال: هذه فدك هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب وهي لي خاصة دون المسلمين، وقد جعلتها لكِ لما أمرني الله تعالى به، فخذيها لكِ ولولدك»
وليس الشيعة هم الوحيدين في نقل نزول الآية في حق السيدة الزهراء (عليها السلام)، فقد أخرج ابن جرير الطبري عن علي بن الحسين (رضي الله عنه) أنه قال لرجل من أهل الشام أقرأت القرآن ؟
قال: نعم
قال: أفما قرأت في بني إسرائيل (وَآتِ ذَا الْقُرْبِي حَقَّهُ)
قال: وإنكم للقرابة التي أمر الله أن يؤتى حقه؟
قال: نعم
جامع البيان (تفسير الطبري): ٩٢/٩، برقم ٢٢٢٤٥؛ تفسير الدر المنثور ٢٧١/٥)
وروى الطبرسي بسند متصل عن أبي سعيد الخدري، قال: لما نزل قوله : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ أعطى رسول الله فاطمة فدكاً، قال عبد الرحمن بن صالح كتب المأمون إلى عبد الله بن موسى يسأله عن قصة فدك، فكتب إليه عبد الله، بهذا الحديث، رواه الفضيل بن مرزوق عن عطية، فرد المأمون فدكاً إلى ولد فاطمة (عليها السلام) (مجمع البيان ٢٧٩/٦)
نعم نزول الآية في شأن فاطمة لا يعنى اختصاص الحكم بها مثل بقية أسباب النزول، حيث إن نزول آية في مورد لا يعني اختصاصها به)
تفسير منية الطالبين ج16 ص163
الشيخ جعفر السبحاني
https://t.me/hikma313
قال الله تبارك وتعالى {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} [الإسراء ٢٦]
...ينبغي للمؤمن الإهتمام بقرابته... فإنه من مظاهر الرحمة والشفقة التي يتصف بها المؤمن
قال سبحانه: (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) وهذا من شعب صلة الأرحام
وقد بلغ الاهتمام بصلة الأرحام إلى حد أن الإنسان يسأل عنه يوم القيامة، قال تعالى: (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
روى الكليني بسنده عن إسحاق بن عمار قال: بلغني عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أن رجلاً أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله، أهل بيتي أبوا إلا توثباً علي وقطيعة لي وشتيمة، فأرفضهم؟
قال: إذاً يرفضكم الله جميعاً
قال: كيف أصنع ؟
قال: «تصل من قطعك، وتُعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، فإنّك إذا فعلت ذلك كان لك من الله عليهم ظهير
ومن هنا يعلم أن المراد من إعطاء الحق للقربي لا ينحصر بالمال، بل له معنى واسع يعادل صلة الأرحام
نعم الخطاب في الآية للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن المقصود عامة المسلمين، وحكم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحكمهم في مطلق الأحكام على حد سواء، روى الصدوق في ذكر مجلس الرضا ( عليه السلام) مع المأمون قال (عليه السلام): «والآية الخامسة قول الله تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) فالآية خصوصية خصهم العزيز الجبار بها واصطفاهم على الأمة، فلما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ادعو لي فاطمة فدُعيت له، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) يا فاطمة
قالت: لبيك يا رسول الله
فقال: هذه فدك هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب وهي لي خاصة دون المسلمين، وقد جعلتها لكِ لما أمرني الله تعالى به، فخذيها لكِ ولولدك»
وليس الشيعة هم الوحيدين في نقل نزول الآية في حق السيدة الزهراء (عليها السلام)، فقد أخرج ابن جرير الطبري عن علي بن الحسين (رضي الله عنه) أنه قال لرجل من أهل الشام أقرأت القرآن ؟
قال: نعم
قال: أفما قرأت في بني إسرائيل (وَآتِ ذَا الْقُرْبِي حَقَّهُ)
قال: وإنكم للقرابة التي أمر الله أن يؤتى حقه؟
قال: نعم
جامع البيان (تفسير الطبري): ٩٢/٩، برقم ٢٢٢٤٥؛ تفسير الدر المنثور ٢٧١/٥)
وروى الطبرسي بسند متصل عن أبي سعيد الخدري، قال: لما نزل قوله : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ أعطى رسول الله فاطمة فدكاً، قال عبد الرحمن بن صالح كتب المأمون إلى عبد الله بن موسى يسأله عن قصة فدك، فكتب إليه عبد الله، بهذا الحديث، رواه الفضيل بن مرزوق عن عطية، فرد المأمون فدكاً إلى ولد فاطمة (عليها السلام) (مجمع البيان ٢٧٩/٦)
نعم نزول الآية في شأن فاطمة لا يعنى اختصاص الحكم بها مثل بقية أسباب النزول، حيث إن نزول آية في مورد لا يعني اختصاصها به)
تفسير منية الطالبين ج16 ص163
الشيخ جعفر السبحاني
https://t.me/hikma313