#في_روضة_الحديث_وشرحه
#التوحيد
عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الإخلاص له وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة...)
...«أول الدين معرفته» لا شك أنّ الدين هنا يعني مجموعة العقائد والواجبات والوظائف والأخلاق، ومن المعلوم أنّ دعامتها الأساسية هي «معرفة الله»، وعليه فمعرفة الله تمثل الخطوة الأولى على الطريق من جانب والمحور الرئيسي لكافة أصول الدين وفروعه....
ثم قال (عليه السلام): «وكمال معرفته التصديق به» هنالك عدّة تفاسير للفارق بين التصديق والمعرفة بادئ ذي بدء المراد هنا بالمعرفة هي المعرفة الفطرية، والمقصود بالتصديق المعرفة العلمية والاستدلالية
أو أنّ المراد بالمعرفة هنا المعرفة الإجمالية، والمقصود بالتصديق المعرفة التفصيلية
أو أنّ المعرفة تشير إلى العلم بالله، والتصديق يشير إلى الإيمان...
«وكمال التصديق به توحيده»... فالتوحيد التام في أن ينزه الذات الإلهية عن كل شبه ومثيل ونظير...
ثم ينتقل الإمام (عليه السلام) إلى المرحلة الرابعة وهى مرحلة الاخلاص فيقول: «وكمال توحيده الاخلاص له»
والاخلاص من مادة الخلوص بمعنى تصفية الشيء عن الغير، بمعنى التصفية والتنزه وهناك خلاف بين مفسري نهج البلاغة بشأن هذا الاخلاص...
نرى أنّ الاخلاص مفهوم عظيم وسامي...
المفهوم الوحيد الذي يناسبه هو تنزيه الاعتقاد بالله تبارك وتعالى أي تنزيهه في وحدته عن كل شبيه ومثيل، إلى جانب تقديسه عن التركيب من الأجزاء
وقد أشار الإمام (عليه السلام) إلى هذا المعنى في المرحلة الخامسة حين قال «وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه» وبعبارة أخرى فان الحديث في المرحلة السابقة قد تناول الاخلاص على نحو الإجمال، فلما بلغ الاخلاص هنا مرحلة الكمال غاص في التفاصيل، ليتضح من ذلك أنّ الاخلاص في التوحيد يتطلب تنزيهه عن كافة الصفات التي يتصف بها المخلوق...
أردف الإمام (عليه السلام) قائلًا: «لشهادة كل صفة أنّها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنّه غير الصفة»
فكلامه (عليه السلام) دليل واضح وجلي في أنّ الصفات الزائدة على الذات تشهد بلسان حالها أنّها غير الموصوف، وكل موصوف يشهد بأنّه ليس من الصفات
اللهم إلا أن نقول بأنّ صفاته عين ذاته، ونؤمن بأنّ الله ذات جميعها علم وجميعها قدرة وجميعها حياة وأزلية وأبدية، وإن كان إدراك مثل هذا الاعتقاد متعذر علينا نحن المخلوقات الذين أنسنا بصفات المخلوق فقط ونرى أنّ الإنسان شيء وعلمه وقدرته شيئاً مضافاً للذات زائداً عليها، لأننا نلد من أمهاتنا وليس لنا من علم وقدرة ثم نحصل عليها لاحقاً
نفحات الولاية ج1 ص49
https://t.me/hikma313
#التوحيد
عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الإخلاص له وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة...)
...«أول الدين معرفته» لا شك أنّ الدين هنا يعني مجموعة العقائد والواجبات والوظائف والأخلاق، ومن المعلوم أنّ دعامتها الأساسية هي «معرفة الله»، وعليه فمعرفة الله تمثل الخطوة الأولى على الطريق من جانب والمحور الرئيسي لكافة أصول الدين وفروعه....
ثم قال (عليه السلام): «وكمال معرفته التصديق به» هنالك عدّة تفاسير للفارق بين التصديق والمعرفة بادئ ذي بدء المراد هنا بالمعرفة هي المعرفة الفطرية، والمقصود بالتصديق المعرفة العلمية والاستدلالية
أو أنّ المراد بالمعرفة هنا المعرفة الإجمالية، والمقصود بالتصديق المعرفة التفصيلية
أو أنّ المعرفة تشير إلى العلم بالله، والتصديق يشير إلى الإيمان...
«وكمال التصديق به توحيده»... فالتوحيد التام في أن ينزه الذات الإلهية عن كل شبه ومثيل ونظير...
ثم ينتقل الإمام (عليه السلام) إلى المرحلة الرابعة وهى مرحلة الاخلاص فيقول: «وكمال توحيده الاخلاص له»
والاخلاص من مادة الخلوص بمعنى تصفية الشيء عن الغير، بمعنى التصفية والتنزه وهناك خلاف بين مفسري نهج البلاغة بشأن هذا الاخلاص...
نرى أنّ الاخلاص مفهوم عظيم وسامي...
المفهوم الوحيد الذي يناسبه هو تنزيه الاعتقاد بالله تبارك وتعالى أي تنزيهه في وحدته عن كل شبيه ومثيل، إلى جانب تقديسه عن التركيب من الأجزاء
وقد أشار الإمام (عليه السلام) إلى هذا المعنى في المرحلة الخامسة حين قال «وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه» وبعبارة أخرى فان الحديث في المرحلة السابقة قد تناول الاخلاص على نحو الإجمال، فلما بلغ الاخلاص هنا مرحلة الكمال غاص في التفاصيل، ليتضح من ذلك أنّ الاخلاص في التوحيد يتطلب تنزيهه عن كافة الصفات التي يتصف بها المخلوق...
أردف الإمام (عليه السلام) قائلًا: «لشهادة كل صفة أنّها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنّه غير الصفة»
فكلامه (عليه السلام) دليل واضح وجلي في أنّ الصفات الزائدة على الذات تشهد بلسان حالها أنّها غير الموصوف، وكل موصوف يشهد بأنّه ليس من الصفات
اللهم إلا أن نقول بأنّ صفاته عين ذاته، ونؤمن بأنّ الله ذات جميعها علم وجميعها قدرة وجميعها حياة وأزلية وأبدية، وإن كان إدراك مثل هذا الاعتقاد متعذر علينا نحن المخلوقات الذين أنسنا بصفات المخلوق فقط ونرى أنّ الإنسان شيء وعلمه وقدرته شيئاً مضافاً للذات زائداً عليها، لأننا نلد من أمهاتنا وليس لنا من علم وقدرة ثم نحصل عليها لاحقاً
نفحات الولاية ج1 ص49
https://t.me/hikma313