#في_روضة_الحديث_وشرحه
عن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) أنه لمّا أظفره الله بأصحاب الجمل وقد قال له بعض أصحابه: ﴿وددت أن أخي فلاناً كان شاهدنا ليرى ما نصرك الله به على أعدائك
فقال له: (عليه السلام): أهَوَى أخيك معنا؟
فقال: نعم
قال فقد شهدنا ولقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوام في أصلاب الرجال وأرحام النساء، سيرعف بهم الزمان ويقوى بهم الإيمان﴾
الشرح:
تظافرت الروايات الإسلامية التي صرّحت بأنّ من أحبّ عمل قوم حشر فيه معهم والراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم
وبعبارة أخرى فان الإمام (عليه السلام) أشار في هذه الخطبة إلى أنّه قد شهده في عسكره وشركه في نصره كافة الأفراد الذين يقيمون اليوم في كافة أصقاع العالم والذين لم يشهدوا - لأسباب - ميادين القتال إلا أنّهم وبسبب تعاطفهم العقائدي وكذلك الأفراد الذين ما زالوا نطف في أصلاب الرجال...
قوله (عليه السلام) سيرعف بهم الزمان فهي إشارة إلى أنّ الدم وان جرى مستتراً في عروق الإنسان إلا أنّه يظهر في أية لحظة وينتشر بكل سهولة، فهؤلاء مستترون في باطن هذا العالم إلا أنّهم سيظهرون تدريجياً طبق التصنيف الزماني الإلهي...
يبدو أنّ مراد الإمام (عليه السلام) بهذا الحضور هو شركتهم في الثواب والحسنات...
ورد في زيارة الأربعين لجابر بن عبد الله الأنصاري أنّه انكب على قبر الحسين عليه السلام وجعل يزوره بهذه العبارت: «أشهد أنّك أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف نهيت عن المنكر وجاهدت في الله حق جهاده حتى أتاك اليقين، والذي بعث محمداً بالحق لقد شاركناكم فيما دختلم فيه»
فلما سمعه صاحبه عطية تعجب من قوله قائلاً: كيف ذاك ولم نهبط وادياً وقد قاتل القوم دون الحسين (عليه السلام) فطاحت رؤوسهم وترملت نسائهم ويتمت أولادهم
فقال جابر: سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من أحبّ قوماً حشر معهم ومن أحبً عمل قوم أشرك في عملهم، أمّا والذي بعث محمداً (صلى الله عليه وآله) بالنبوة لنيتنا نية الحسين (عليه السلام) وأصحابه» [١]
يقول السيد عباس الموسوي:
وردت الأحاديث الكثيرة في أن من أحب قوماً حشر معهم ومن رضي بفعل قوم كان شريكاً لهم ويحاسب كحسابهم وهذا الأمر من مقتضيات الإيمان ولوازمه فمن أحب الرذيلة وانتشارها كان كمن يتعاطاها ومن رضي بقتل مؤمن كان شريك القاتل في عمله وهكذا
1 - عن علي قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (مَن شهد أمراً فكرهه كان كمَن غاب عنه، ومَن غاب عن أمر فرضيه كان كمَن شهده)
2 - وعن عبد السلام بن صالح الهروي قال : قلت لأبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام): يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائها فقال (عليه السلام): هو كذلك
فقلت: قول الله عز وجل: {وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى} ما معناه
قال: صدق الله في جميع أقواله، ولكن ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) يرضون بفعال آبائهم ويفتخرون بها ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه، ولو أن رجلاً قُتل بالمشرق - فرضي بقتله رجل بالمغرب لكان الراضي عند الله عز وجل شريك القاتل، وإنما يقتلهم القائم (عليه السلام) إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم [٢]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[١] نفحات الولاية ج1 ص325
[٢] شرح نهج البلاغة ج1 ص144
https://t.me/hikma313
عن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) أنه لمّا أظفره الله بأصحاب الجمل وقد قال له بعض أصحابه: ﴿وددت أن أخي فلاناً كان شاهدنا ليرى ما نصرك الله به على أعدائك
فقال له: (عليه السلام): أهَوَى أخيك معنا؟
فقال: نعم
قال فقد شهدنا ولقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوام في أصلاب الرجال وأرحام النساء، سيرعف بهم الزمان ويقوى بهم الإيمان﴾
الشرح:
تظافرت الروايات الإسلامية التي صرّحت بأنّ من أحبّ عمل قوم حشر فيه معهم والراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم
وبعبارة أخرى فان الإمام (عليه السلام) أشار في هذه الخطبة إلى أنّه قد شهده في عسكره وشركه في نصره كافة الأفراد الذين يقيمون اليوم في كافة أصقاع العالم والذين لم يشهدوا - لأسباب - ميادين القتال إلا أنّهم وبسبب تعاطفهم العقائدي وكذلك الأفراد الذين ما زالوا نطف في أصلاب الرجال...
قوله (عليه السلام) سيرعف بهم الزمان فهي إشارة إلى أنّ الدم وان جرى مستتراً في عروق الإنسان إلا أنّه يظهر في أية لحظة وينتشر بكل سهولة، فهؤلاء مستترون في باطن هذا العالم إلا أنّهم سيظهرون تدريجياً طبق التصنيف الزماني الإلهي...
يبدو أنّ مراد الإمام (عليه السلام) بهذا الحضور هو شركتهم في الثواب والحسنات...
ورد في زيارة الأربعين لجابر بن عبد الله الأنصاري أنّه انكب على قبر الحسين عليه السلام وجعل يزوره بهذه العبارت: «أشهد أنّك أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف نهيت عن المنكر وجاهدت في الله حق جهاده حتى أتاك اليقين، والذي بعث محمداً بالحق لقد شاركناكم فيما دختلم فيه»
فلما سمعه صاحبه عطية تعجب من قوله قائلاً: كيف ذاك ولم نهبط وادياً وقد قاتل القوم دون الحسين (عليه السلام) فطاحت رؤوسهم وترملت نسائهم ويتمت أولادهم
فقال جابر: سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من أحبّ قوماً حشر معهم ومن أحبً عمل قوم أشرك في عملهم، أمّا والذي بعث محمداً (صلى الله عليه وآله) بالنبوة لنيتنا نية الحسين (عليه السلام) وأصحابه» [١]
يقول السيد عباس الموسوي:
وردت الأحاديث الكثيرة في أن من أحب قوماً حشر معهم ومن رضي بفعل قوم كان شريكاً لهم ويحاسب كحسابهم وهذا الأمر من مقتضيات الإيمان ولوازمه فمن أحب الرذيلة وانتشارها كان كمن يتعاطاها ومن رضي بقتل مؤمن كان شريك القاتل في عمله وهكذا
1 - عن علي قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (مَن شهد أمراً فكرهه كان كمَن غاب عنه، ومَن غاب عن أمر فرضيه كان كمَن شهده)
2 - وعن عبد السلام بن صالح الهروي قال : قلت لأبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام): يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائها فقال (عليه السلام): هو كذلك
فقلت: قول الله عز وجل: {وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى} ما معناه
قال: صدق الله في جميع أقواله، ولكن ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) يرضون بفعال آبائهم ويفتخرون بها ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه، ولو أن رجلاً قُتل بالمشرق - فرضي بقتله رجل بالمغرب لكان الراضي عند الله عز وجل شريك القاتل، وإنما يقتلهم القائم (عليه السلام) إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم [٢]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[١] نفحات الولاية ج1 ص325
[٢] شرح نهج البلاغة ج1 ص144
https://t.me/hikma313