#في_روضة_السيدة_نرجس
💠 المهمة السرية 💠
▪يقول بشر بن سليمان ـ وهو من أحفاد أبي أيوب الأنصاري، صحابي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأحد جنود وأنصار الإمام الهادي والإمام العسكري (عليهما السلام) ـ:
كان مولانا أبو الحسن الهادي (عليه السلام) فقّهني علم الرقيق (أي المسائل الشرعية التي تتعلق ببيع وشراء العبيد والإماء) فكنت لا أبتاع (أي لا اشتري) ولا أبيع إلا بإذنه، فاجتنبت بذلك موارد الشبهات، حتى كملت معرفتي فيه، فأحسنت الفرق بين الحلال والحرام, فبينما أنا ذات ليلة في منزلي بسرّمن رأى (سامراء)، وقد مضى هوي من الليل (أي مقدار) إذ قرع الباب قارع، فإذا أنا بكافور الخادم، رسول مولانا أبي الحسن علي بن محمد (عليه السلام) يدعوني إليه، فلبست ثيابي ودخلت عليه، فرأيته يحدث ابنه أبا محمد (عليه السلام) وأخته حكيمة (عليها السلام) من وراء الستر، فلما جلست قال (عليه السلام):
🔹 يا بشر إنك من ولد الأنصار، وهذه الموالاة ـ أي المحبة وإلاتباع لآل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ لم تزل فيكم، يرثها خلف عن سلف، وأنتم ثقاتنا أهل البيت (عليهم السلام) وإني مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها سائر الشيعة في الموالاة بها: بسرٍ أطلعك عليه وأنفذك في ابتياع أمة
فكتب كتاباً ملصقاً (أو لطيفاً، كما في كتاب الغيبة) بخط رومي ولغة رومية وطبع عليه بخاتمه، وأخرج شنتقة (شنطةً، أي حافظة نقود) صفراء، فيها مائتان وعشرون ديناراً، فقال: خذها وتوجه بها إلى بغداد، واحضر معبر الصراة (أي جسر الصراة) ضحوة يوم كذا (أي وقت الضحى من يوم حدده له الإمام (عليه السلام)، فإذا وصلت إلى جانبك زوارق السبايا، وبرزن الجواري منها، فستحدق بهن طوائف المبتاعين من وكلاء قوّاد بني العباس وشراذم من فتيان العراق، فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمى عمر بن يزيد النخاس (النخاس هو بياع المماليك) عامة نهارك إلى أن تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا، لابسة حريرتين صفيقتين (الثوب الصفيق: هو ذو النسج الكثيف) تتمنع من السفور … وترفض بشدة أن يشتريها أحد
فيقول النخاس: فما الحيلة ولا بد من بيعك؟
فتقول الجارية: وما العجلة؟
ولا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه وإلى وفائه وأمانته ..
فعند ذلك قم إلى عمر بن يزيد النخاس وقل له: إن معي كتاباً ملصقاً لبعض الأشراف كتبه بلغة رومية وخط رومي ووصف فيه كرمه ووفاءه ونبله وسخاءه، فناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه، فإن مالت إليه ورضيت فأنا وكيله في ابتياعها منك
وأضاف بشر قائلاً: فامتثلتُ جميع ما حدّه لي مولاي أبو الحسن (عليه السلام) في أمر الجارية
فلما نظَرَت في الكتاب بكت بكاءً شديداً… فما زلت أشاحه (أي أساومه بقوة) في ثمنها حتى استقر الأمر فيه على مقدار ما كان أصحبنيه مولاي (عليه السلام) من الدنانير في الشنتقة الصفراء، فاستوفاه مني، وتسلمت منه الجارية ضاحكة مستبشرة، وانصرفت بها إلى حجرتي التي كنت آوي بها ببغداد، فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولاها (عليه السلام) من جيبها وهي تلثمه (أي تقبله) وتضعه على خدها وتطبقه على جفنها وتمسحه على بدنها
فقلت ـ تعجباً منها - : أتلثمين كتاباً لا تعرفين صاحبه؟
▫فقالت: أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الأنبياء أعرني سمعك وفرّغ لي قلبك: أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وأمي من ولد الحواريين، تنسب إلى وصي المسيح
السيدة نرجس مدرسة الأجيال ص60
السيد مرتضى الشيرازي
https://t.me/hikma313
💠 المهمة السرية 💠
▪يقول بشر بن سليمان ـ وهو من أحفاد أبي أيوب الأنصاري، صحابي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأحد جنود وأنصار الإمام الهادي والإمام العسكري (عليهما السلام) ـ:
كان مولانا أبو الحسن الهادي (عليه السلام) فقّهني علم الرقيق (أي المسائل الشرعية التي تتعلق ببيع وشراء العبيد والإماء) فكنت لا أبتاع (أي لا اشتري) ولا أبيع إلا بإذنه، فاجتنبت بذلك موارد الشبهات، حتى كملت معرفتي فيه، فأحسنت الفرق بين الحلال والحرام, فبينما أنا ذات ليلة في منزلي بسرّمن رأى (سامراء)، وقد مضى هوي من الليل (أي مقدار) إذ قرع الباب قارع، فإذا أنا بكافور الخادم، رسول مولانا أبي الحسن علي بن محمد (عليه السلام) يدعوني إليه، فلبست ثيابي ودخلت عليه، فرأيته يحدث ابنه أبا محمد (عليه السلام) وأخته حكيمة (عليها السلام) من وراء الستر، فلما جلست قال (عليه السلام):
🔹 يا بشر إنك من ولد الأنصار، وهذه الموالاة ـ أي المحبة وإلاتباع لآل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ لم تزل فيكم، يرثها خلف عن سلف، وأنتم ثقاتنا أهل البيت (عليهم السلام) وإني مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها سائر الشيعة في الموالاة بها: بسرٍ أطلعك عليه وأنفذك في ابتياع أمة
فكتب كتاباً ملصقاً (أو لطيفاً، كما في كتاب الغيبة) بخط رومي ولغة رومية وطبع عليه بخاتمه، وأخرج شنتقة (شنطةً، أي حافظة نقود) صفراء، فيها مائتان وعشرون ديناراً، فقال: خذها وتوجه بها إلى بغداد، واحضر معبر الصراة (أي جسر الصراة) ضحوة يوم كذا (أي وقت الضحى من يوم حدده له الإمام (عليه السلام)، فإذا وصلت إلى جانبك زوارق السبايا، وبرزن الجواري منها، فستحدق بهن طوائف المبتاعين من وكلاء قوّاد بني العباس وشراذم من فتيان العراق، فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمى عمر بن يزيد النخاس (النخاس هو بياع المماليك) عامة نهارك إلى أن تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا، لابسة حريرتين صفيقتين (الثوب الصفيق: هو ذو النسج الكثيف) تتمنع من السفور … وترفض بشدة أن يشتريها أحد
فيقول النخاس: فما الحيلة ولا بد من بيعك؟
فتقول الجارية: وما العجلة؟
ولا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه وإلى وفائه وأمانته ..
فعند ذلك قم إلى عمر بن يزيد النخاس وقل له: إن معي كتاباً ملصقاً لبعض الأشراف كتبه بلغة رومية وخط رومي ووصف فيه كرمه ووفاءه ونبله وسخاءه، فناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه، فإن مالت إليه ورضيت فأنا وكيله في ابتياعها منك
وأضاف بشر قائلاً: فامتثلتُ جميع ما حدّه لي مولاي أبو الحسن (عليه السلام) في أمر الجارية
فلما نظَرَت في الكتاب بكت بكاءً شديداً… فما زلت أشاحه (أي أساومه بقوة) في ثمنها حتى استقر الأمر فيه على مقدار ما كان أصحبنيه مولاي (عليه السلام) من الدنانير في الشنتقة الصفراء، فاستوفاه مني، وتسلمت منه الجارية ضاحكة مستبشرة، وانصرفت بها إلى حجرتي التي كنت آوي بها ببغداد، فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولاها (عليه السلام) من جيبها وهي تلثمه (أي تقبله) وتضعه على خدها وتطبقه على جفنها وتمسحه على بدنها
فقلت ـ تعجباً منها - : أتلثمين كتاباً لا تعرفين صاحبه؟
▫فقالت: أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الأنبياء أعرني سمعك وفرّغ لي قلبك: أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وأمي من ولد الحواريين، تنسب إلى وصي المسيح
السيدة نرجس مدرسة الأجيال ص60
السيد مرتضى الشيرازي
https://t.me/hikma313