الأنبياء هم شيعةٌ لأهل البيت في المراتب العالية
:
❂ سُئل إمامُنا الصادق عن معنى قوله تعالى: {وإِنّ مِن شِيعتِهِ لإبراهيم} فقال: (إنّ اللّٰه لمّا خلقَ إبراهيم كشف لهُ عن بصرهِ فنظر إلى جانبِ العرش فرأى نُوراً، فقال: إلهي وسيّدي ما هذا النور؟ قال: يا إبراهيم هذا نُور مُحمّدٍ صفوتي مِن خلقي، ورأى نُوراً إلى جنبهِ فقال: إلهي وما هذا النُور؟ فقِيل لهُ: هذا نُور عليّ بن أبي طالب ناصر ديني، ورأى إلى جنبهم ثلاثة أنوار، فقال: إلهي وما هذهِ الأنوار؟ فقيل له: هذا نُور فاطمة فَطَمت مُحبّيها مِن النار، ونُور ولديها الحسن، والحسين، فقال إبراهيم: إلهي، وأرى أنواراً تسعة قد حفُّوا بهم؟ قيل له: يا إبراهيم هؤلاء الأئمةُ مِن وُلد عليّ، وفاطمة، فقال: إلهي أرى أنواراً قد أحدقوا بهم لا يُحصي عددهم إلّا أنت؟ قيل له: يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم، شيعةُ عليّ. فقال إبراهيم: وبمَ تُعرَفُ شِيعتهُ؟ قال: بصلاةِ الإحدى والخمسين، والجهر ببسم اللّٰه الرحمن الرحيم، والقُنوت قبل الرُكوع، والتختّم باليمين، فعند ذلك قال إبراهيم: الّلهُمّ اجعلني مِن شيعة أمير المؤمنين، فأخبرَ اللّٰهُ في كتابهِ فقال: {وإنّ مِن شيعتهِ لإبراهيم}) [تأويل الآيات]
[توضيحات]
✦ قوله: {وإنّ مِن شِيعتهِ لإبراهيم} هذه الآية بحَسَب السِياق الّلفظي المُراد منها: وإنّ مِن شِيعةِ نُوحٍ لإبراهيم؛ لأنّ الآيات السابقة لهذه الآية كانت تتحدّث عن نوح، إذ تقول الآيات: {ولقد نادانا نوحٌ فلَنِعمَ المُجيبون* ونجّيناهُ وأهلَهُ مِن الكرب العظيم} إلى أن تقول: {إنّهُ مِن عبادنا المُؤمنين* ثُمّ أغرقنا الآخرين* وإنّ مِن شيعتهِ لإبراهيم} فبحَسَب هذا السِياق الّلفظي فإنّ المُراد مِن قوله: {وإنّ مِن شِيعتِهِ لإبراهيم} أي: وإنّ مِن شيعةِ نُوحٍ لإبراهيم أمّا بحسب المعنى الحقيقي فالمُراد منها: وإنّ مِن شيعةِ عليٍّ لإبراهيم، كما بيّن إمامُنا الصادق
وليس إبراهيم وحدهُ مِن شيعة عليّ، وإنّما كُلّ الأنبياءُ طُرّاً مِن آدم إلى آخر نبيٍّ ووصيٍ قبل نبيّنا الأعظم كُلّهم جُزءٌ مِن أمّة نبيّنا وهم مِن شيعة عليٍّ كما يقول إمامُنا الصادق في قوله تعالى: {وإنّ مِن شِيعتهِ لإبراهيم} قال: (أي إنّ إبراهيم مِن شيعةِ النبي، فهو مِن شيعةِ عليّ، وكُلُّ مَن كان مِن شِيعةِ عليٍّ فهُو مِن شيعةِ النبيّ) [تفسير البرهان ج4]
وكما قال إمامُنا السجّاد حين قال له رجل: يا بن رسول الله، أنا مِن شيعتكم الخُلّص، فقال لهُ الإمام: (يا عبد الله، فإذن أنت كإبراهيم الخليل الذي قال اللهُ فيه: {وإنّ مِن شيعتهِ لإبراهيم إذ جاء ربّهُ بقلبٍ سليم} فإن كان قلبُكَ كقلبهِ فأنت مِن شيعتنا، وإن لم يكن قلبُك كقلبه وهو طاهرٌ مِن الغِشِّ والغِلِّ فأنت مِن مُحبّينا وإلّا فإنّك إن عرفتَ أنّك بقولك كاذبٌ فيه إنّك لمُبتلى بفالجٍ لا يُفارقك إلى الموت، أو جُذامٍ ليكونَ كفّارةً لكذبك هذا) [بحار الأنوار ج65]
:
✦ وقول الآية: {وإِنّ مِن شِيعتِهِ لإِبراهيم* إِذ جاء ربّهُ بِقلبٍ سليم} هذا القلبُ السليم الذي كان عند إبراهيم إنّما كان قلباً سليماً لأنّهُ شعّ بنورُ أهل البيت ومِن معاني الشيعةِ في حديث العِترة أنّه قِيل لهم شيعة لأنّهم مِن شُعاعِ أنوارِ أهل البيت، كما يقول إمامنا الباقر في حديثٍ له: (ثمّ خُلِقَ شِيعتُنا، وإنّما سُمُّوا شيعة لأنّهم خُلقوا مِن شُعاع نورنا) ونُورُ أهل البيت إنّما يشعُّ في قلب الإنسان كما يقول إمامنا الباقر: (لَنُور الإمام في قُلوب المُؤمنين أنورُ مِن الشمس المُضيئة بالنهار)
فالقلبُ السليم الذي جاء بهِ إبراهيم هو ذلك القلبُ الذي كان عامراً مَعموراً بنُور أهل البيت فكُلّ الأنبياء هم شيعةٌ لأهل البيت وبعبارة أخرى: كُلُّ الأنبياء هم شِيعةٌ لإمام زماننا ولهذا فإنّ النبيّ عيسى حين ينزلُ في آخر الزمان فإنّهُ يُصلّي خلف إمام زماننا ويكونُ جُنديّاً يُقاتِلُ تحت لواء إمام زماننا، كما يقول إمامنا الباقر: (سيأتي على الناس زمانٌ لا يعرفون ما هو التوحيد، حتّى يكون خُروجُ الدجّال، وحتّى ينزل عيسى بن مريم مِن السماء ويقتلَ اللهُ الدجّال على يديه ويُصلّي بهم رجلٌ مِنّا أهل البيت، ألا ترى أنّ عِيسى يُصلّي خَلْفنا وهو نبيّ؟ ألا ونحنُ أفضلُ منه) [بحار الأنوار ج14]
فلا وجه للمُقايسَة بين أهل البيت وبين الأنبياء فإنّ الأنبياء حتّى في خِلقتِهِم إنّما خُلِقُوا مِن فاضل طِينة أهل البيت فقول أهل البيت: (شيعتُنا خُلقوا مِن فاضل طينتنا وعُجِنوا بماء ولايتنا) هذه العبارة يدخل فيها الأنبياء، لأنّ الأنبياء هم الشيعة في المراتب العالية هم أرقى مظاهر التابعين لأهل البيت بالقياس إلى سائر الناس وما تكاملت النبوّة لنبيّ مِن الأنبياء حتّى أقرَّ بولاية أهل البيت وفضلهم كما يقول نبيّنا الأعظم: (ما تكاملتْ النبوّة لنبيٍّ في الأظلّة حتّى عُرضت عليه ولايتي وولايةُ أهْل بيتي ومثلوا له -أي مَثَل أهل البيت لهؤلاء الأنبياء- فأقرّوا بطاعتهم وولايتهم) [بحار الأنوار ج26]
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
:
❂ سُئل إمامُنا الصادق عن معنى قوله تعالى: {وإِنّ مِن شِيعتِهِ لإبراهيم} فقال: (إنّ اللّٰه لمّا خلقَ إبراهيم كشف لهُ عن بصرهِ فنظر إلى جانبِ العرش فرأى نُوراً، فقال: إلهي وسيّدي ما هذا النور؟ قال: يا إبراهيم هذا نُور مُحمّدٍ صفوتي مِن خلقي، ورأى نُوراً إلى جنبهِ فقال: إلهي وما هذا النُور؟ فقِيل لهُ: هذا نُور عليّ بن أبي طالب ناصر ديني، ورأى إلى جنبهم ثلاثة أنوار، فقال: إلهي وما هذهِ الأنوار؟ فقيل له: هذا نُور فاطمة فَطَمت مُحبّيها مِن النار، ونُور ولديها الحسن، والحسين، فقال إبراهيم: إلهي، وأرى أنواراً تسعة قد حفُّوا بهم؟ قيل له: يا إبراهيم هؤلاء الأئمةُ مِن وُلد عليّ، وفاطمة، فقال: إلهي أرى أنواراً قد أحدقوا بهم لا يُحصي عددهم إلّا أنت؟ قيل له: يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم، شيعةُ عليّ. فقال إبراهيم: وبمَ تُعرَفُ شِيعتهُ؟ قال: بصلاةِ الإحدى والخمسين، والجهر ببسم اللّٰه الرحمن الرحيم، والقُنوت قبل الرُكوع، والتختّم باليمين، فعند ذلك قال إبراهيم: الّلهُمّ اجعلني مِن شيعة أمير المؤمنين، فأخبرَ اللّٰهُ في كتابهِ فقال: {وإنّ مِن شيعتهِ لإبراهيم}) [تأويل الآيات]
[توضيحات]
✦ قوله: {وإنّ مِن شِيعتهِ لإبراهيم} هذه الآية بحَسَب السِياق الّلفظي المُراد منها: وإنّ مِن شِيعةِ نُوحٍ لإبراهيم؛ لأنّ الآيات السابقة لهذه الآية كانت تتحدّث عن نوح، إذ تقول الآيات: {ولقد نادانا نوحٌ فلَنِعمَ المُجيبون* ونجّيناهُ وأهلَهُ مِن الكرب العظيم} إلى أن تقول: {إنّهُ مِن عبادنا المُؤمنين* ثُمّ أغرقنا الآخرين* وإنّ مِن شيعتهِ لإبراهيم} فبحَسَب هذا السِياق الّلفظي فإنّ المُراد مِن قوله: {وإنّ مِن شِيعتِهِ لإبراهيم} أي: وإنّ مِن شيعةِ نُوحٍ لإبراهيم أمّا بحسب المعنى الحقيقي فالمُراد منها: وإنّ مِن شيعةِ عليٍّ لإبراهيم، كما بيّن إمامُنا الصادق
وليس إبراهيم وحدهُ مِن شيعة عليّ، وإنّما كُلّ الأنبياءُ طُرّاً مِن آدم إلى آخر نبيٍّ ووصيٍ قبل نبيّنا الأعظم كُلّهم جُزءٌ مِن أمّة نبيّنا وهم مِن شيعة عليٍّ كما يقول إمامُنا الصادق في قوله تعالى: {وإنّ مِن شِيعتهِ لإبراهيم} قال: (أي إنّ إبراهيم مِن شيعةِ النبي، فهو مِن شيعةِ عليّ، وكُلُّ مَن كان مِن شِيعةِ عليٍّ فهُو مِن شيعةِ النبيّ) [تفسير البرهان ج4]
وكما قال إمامُنا السجّاد حين قال له رجل: يا بن رسول الله، أنا مِن شيعتكم الخُلّص، فقال لهُ الإمام: (يا عبد الله، فإذن أنت كإبراهيم الخليل الذي قال اللهُ فيه: {وإنّ مِن شيعتهِ لإبراهيم إذ جاء ربّهُ بقلبٍ سليم} فإن كان قلبُكَ كقلبهِ فأنت مِن شيعتنا، وإن لم يكن قلبُك كقلبه وهو طاهرٌ مِن الغِشِّ والغِلِّ فأنت مِن مُحبّينا وإلّا فإنّك إن عرفتَ أنّك بقولك كاذبٌ فيه إنّك لمُبتلى بفالجٍ لا يُفارقك إلى الموت، أو جُذامٍ ليكونَ كفّارةً لكذبك هذا) [بحار الأنوار ج65]
:
✦ وقول الآية: {وإِنّ مِن شِيعتِهِ لإِبراهيم* إِذ جاء ربّهُ بِقلبٍ سليم} هذا القلبُ السليم الذي كان عند إبراهيم إنّما كان قلباً سليماً لأنّهُ شعّ بنورُ أهل البيت ومِن معاني الشيعةِ في حديث العِترة أنّه قِيل لهم شيعة لأنّهم مِن شُعاعِ أنوارِ أهل البيت، كما يقول إمامنا الباقر في حديثٍ له: (ثمّ خُلِقَ شِيعتُنا، وإنّما سُمُّوا شيعة لأنّهم خُلقوا مِن شُعاع نورنا) ونُورُ أهل البيت إنّما يشعُّ في قلب الإنسان كما يقول إمامنا الباقر: (لَنُور الإمام في قُلوب المُؤمنين أنورُ مِن الشمس المُضيئة بالنهار)
فالقلبُ السليم الذي جاء بهِ إبراهيم هو ذلك القلبُ الذي كان عامراً مَعموراً بنُور أهل البيت فكُلّ الأنبياء هم شيعةٌ لأهل البيت وبعبارة أخرى: كُلُّ الأنبياء هم شِيعةٌ لإمام زماننا ولهذا فإنّ النبيّ عيسى حين ينزلُ في آخر الزمان فإنّهُ يُصلّي خلف إمام زماننا ويكونُ جُنديّاً يُقاتِلُ تحت لواء إمام زماننا، كما يقول إمامنا الباقر: (سيأتي على الناس زمانٌ لا يعرفون ما هو التوحيد، حتّى يكون خُروجُ الدجّال، وحتّى ينزل عيسى بن مريم مِن السماء ويقتلَ اللهُ الدجّال على يديه ويُصلّي بهم رجلٌ مِنّا أهل البيت، ألا ترى أنّ عِيسى يُصلّي خَلْفنا وهو نبيّ؟ ألا ونحنُ أفضلُ منه) [بحار الأنوار ج14]
فلا وجه للمُقايسَة بين أهل البيت وبين الأنبياء فإنّ الأنبياء حتّى في خِلقتِهِم إنّما خُلِقُوا مِن فاضل طِينة أهل البيت فقول أهل البيت: (شيعتُنا خُلقوا مِن فاضل طينتنا وعُجِنوا بماء ولايتنا) هذه العبارة يدخل فيها الأنبياء، لأنّ الأنبياء هم الشيعة في المراتب العالية هم أرقى مظاهر التابعين لأهل البيت بالقياس إلى سائر الناس وما تكاملت النبوّة لنبيّ مِن الأنبياء حتّى أقرَّ بولاية أهل البيت وفضلهم كما يقول نبيّنا الأعظم: (ما تكاملتْ النبوّة لنبيٍّ في الأظلّة حتّى عُرضت عليه ولايتي وولايةُ أهْل بيتي ومثلوا له -أي مَثَل أهل البيت لهؤلاء الأنبياء- فأقرّوا بطاعتهم وولايتهم) [بحار الأنوار ج26]
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya