الإمام الرضا عليه السلام يضعُ لنا قانوناً نعرفُ مِن خلالهِ كم لنا مِن المنزلة عند إمام زماننا:
❂ يُحدّثنا الحسنُ بن الجَهم، يقول: قلتُ لأبي الحسن الرضا عليه السلام:
(لا تنسني مِن الدعاء قال الإمام: أو تعلم أنّي أنساك؟ فتفكّرتُ في نفسي وقُلت: هو يدعو لشيعتِهِ وأنا مِن شيعته، فقلتُ: لا، لا تنساني، قال الإمام: وكيف علمتَ ذلك؟ فقُلتُ له: إنّي مِن شيعتك، وإنّك لتدعو لهم. فقال الإمام: هل علمتَ بشيءٍ غير هذا؟ قلتُ: لا، قال الإمام: إذا أردتَ أن تعلم ما لكَ عندي، فانظر إلى ما لي عندك) [الكافي الشريف]
[توضيحات]الإمام هنا يُرشدنا إلى قانون واضح يعرفُ المُؤمن مِن خلالهِ كم له مِن المنزلة عند إمام زمانه، فيقول: إذا أردتَ أن تعلمَ ما لك عندي مِن المنزلة، فانظر إلى ما لي عندك يعني انظر إلى قلبك، وكاشف نفسك وصارحها مُصارحةً صادقة: كم لإمامك مِن المنزلةِ عِندك؟ فإنّ لك في قلب إمامك مِن المنزلةِ بقَدر ما للإمام مِن المنزلةِ في قلبك، خُصوصاً عند
(المعصيّة)لأنّ الإنسان قد يُعوّل على بعض حالاتِ الإقبال والتوجُّه التي يعيشُها مع إمامهِ في ساعاتٍ مُعيّنة، كساعاتِ المُناجات وليالي وأيّام الجُمعات مثلاً فيتوهّم أنّ علاقتَهُ متينةٌ وقويّةٌ بإمام زمانه، وهذا غير صحيح فليس المُعوّلُ على الحالة العاطفيّة فقط، وإنّما المطلوبُ مِن العَبد أن ينظرَ إلى قلبهِ وإلى نفسهِ في جميع الحالات والظُروف ويرى كم لإمام زمانهِ مِن المنزلة عنده خُصوصاً إذا همَّ بالمعصيّة، كما يُشير إلى هذا المعنى سيّدُ الأوصياء حين يقول:
(مَن أراد مِنكم أن يعلمَ كيف منزلتُهُ عند الله فلينظرْ كيف منزلةُ اللهِ منه عند الذنوب، كذلك منزلتهُ عند الله تبارك وتعالى) [الخصال]
لاحظوا المضمونُ هو نفسهُ في حديث الإمام الرضا، لأنّ الله تعالى إنّما يُراقبُ العِباد بعينهِ الناظرة، وعينُ الله الناظرة هي الإمام المعصوم، كما نُخاطبُ أمير المؤمنين في زيارته:
(السلامُ عليك يا عين الله الناظرة) وكما نُخاطبُ إمامَ زماننا في زيارته:
(السلامُ عليك يا عين الله في خَلقِه) فالإمامُ المعصوم هو عينُ الله الناظرة التي يرعى بها العباد ويكونُ رقيباً عليهم بها في كُلِّ أحوالِهم، وهو وجهُ الله المُتقلِّب في الأرض بين أظهُرنا
فهل يستشعرُ العبد ويستحضرُ رقابةَ عين اللهِ الناظرة التي هي رقابةُ إمامِ زمانِهِ هل يستشعرُ هذه الرقابة حينما يهمُّ بمعصية، فيتركُ تلك المعصيّة خَجَلاً مِن إمامهِ وإكراماً للإمام؟! أمّ أنّه يأتي بالمعصية بلا مُبالاة ويجعلُ إمامَ زمانهِ أهون الناظرين إليه وأخفَّ المُطّلعين عليه؟! خُصوصاً تلك المعاصي التي تُؤدّي إلى العبث في الدين فإنّ مِن أوضح الأعمال التي تُفكِّكُ بين الشيعي وبين إمامِهِ: الذنوب والمعاصي التي تؤدِّي إلى العَبَث بالدين كأن يُحرِّم الإمامُ أمراً وينهى عنه، فيأتي الشيعةُ فيُحلّلونَ ما حرّم الإمام ويرتكبون ما نهى عنه دُون استحضارٍ لرقابةِ إمامِ زمانِهم فيجعلون الإمامَ أهون الناظرين وأخفّ المُطّلعين هُنا يظهر كم للعبد مِن المنزلة عند إمام زمانِهِ، كما يقول إمامُنا الرضا:
(مَن لَزِمَنا لزمناه، ومَن فارقنا فارقناه) والقانونُ الإلهي واضح:
(فاذكروني أذكركم)
•
على سبيلِ المِثال:يقولُ إمامُ زماننا:
(طَلَبُ المعارف مِن غير طريقنا أهل البيت مُساوقٌ لإنكارنا) حينما يسمعُ الشيعيُّ هذا التحذير مِن إمامِهِ ولا يعتني به، فلا يهتمّ بطَلَب معارفِ دِينهِ مِن الطريق الصحيح وهو طريق أهل البيت، ولا يتفحّص هل مَعارفُ دينهِ التي تعلّمها مأخوذةٌ فِعلاً مِن أهل البيت أم مِن غيرهم وحينما يتركُ هذا الشيعي أحاديث العترة ويُعرِضُ عنها ويُشكّك فيها، ويُقبِل على كُتبِ المُخالفين يغترف ويأخذُ منها فقد جعل إمامَ زمانِهِ أهون الناظرينَ إليهِ وأخفَّ المُطّلعينَ عليه عند هذه المعصيّة التي هي أعظمُ المعاصي وأشدُّها بمَوازين أهل البيت فمنزلةُ هذا الشخص أيّاً كان حتّى لو كان مِن كبار رجال الدين منزلةُ هذا الشخص عند إمامِ زمانهِ في أسوأ المنازل، لأنّهُ جعل إمامَ زمانِهِ في أهونِ المنازل ولم يَعتنِ بوصايا إمامِهِ ووصايا العترة الطاهرة فإذا أردنا أن نعرفَ كم لنا مِن المنزلةِ عند إمامِ زماننا، فلنُكاشف أنفُسنا في لحظةِ تفكّرٍ وصِدق مع النفس، ونسأل أنفُسنا:
• كم لإمامِ زماننا مِن المنزلةِ عندنا وفي نُفوسنا؟!
•وكم تَشغَلُ خِدمتُهُ المُقدّسة مِن مساحةٍ في حياتنا؟!
• هل جعلنا إمامَ زماننا الأولويّة الأولى والهمَّ الأوّل؟!
• هل جعلنا إمام زماننا أصلاً في قائمةِ الأولويات؟!
• هل نستحضرُ إمامَ زماننا حين تهمُّ النفس بالمَعصية
بِمِقدار ما نجعل لإمام زماننا مِن المَنزلةِ في قُلوبنا وعُقولنا وفي حياتنا، تكون مَنزلتُنا عند إمامِ زماننا فالقانون القُرآني واضح
(فاذكروني أذكركم)●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘
@alwilaya