قناة الولاية


Kanal geosi va tili: Eron, Forscha
Toifa: ko‘rsatilmagan


الْقَوْلُ مِنِّي فِي جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ قَوْل آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ✨️
خَادِمٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
@Karballe_313
» لاتغــادرون |✌️

Связанные каналы  |  Похожие каналы

Kanal geosi va tili
Eron, Forscha
Toifa
ko‘rsatilmagan
Statistika
Postlar filtri


شنو رئيكم في المنشورات اكتبوا لنا ارائكم على المعرف @Karballe_313

رئيكم يهمنا ..


بيان معنى النداءِ الذي يُنادى يومَ القيامة (يا معشرَ الخلائق غُضّوا أبصارَكم لِتجوزَ فاطمةُ بنتُ مُحمّد)
:
❂ يقولُ رسول الله وهو يحدّثنا عن عظمة مقام الزهراء صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها في مواقف يوم القيامة، يقول: (ثمَّ يقول جبرئيل: يا فاطمة سَلي حاجتكِ، فتقولين: يا ربّ شيعتي، فيقولُ اللهُ عزّ وجلّ: قد غفرْتُ لهم. فتقولين: يا ربِّ شيعةُ وُلدي، فيقولُ الله: قد غفرتُ لهم. فتقولين: يا ربّ شيعةُ شيعتي، فيقولُ الله: انطلقي فمَن اعتصمَ بكِ فهو مَعكِ في الجنّة، فعند ذلكَ يودُّ الخلائقُ أنّهم كانوا فاطميّين فتسيرين ومعكِ شِيعتكِ وشِيعةُ وُلدك وشيعةُ أمير المؤمنين آمنةً روعاتهم، مستورةً عوراتهم، قد ذهبتْ عنهم الشدائد وسهّلتْ لهم الموارد يخافُ الناس وهم لا يَخافون، ويظمأ الناس وهُم لا يظمأون..) [تفسير فُرات]

✦ الذي سيعتصمُ بفاطمة صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها في يومِ القيامة هُو كُلُّ مَن كان فاطميّاً في الحياةِ الدُنيويّة، يعني كان مِمّن نالَ حَظّاً مِن مَعرفةِ حَقِّ فاطمة صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها، وكان شديدَ الارتباطِ بالزهراء صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها، ومِمّن وَصَلَها ونَصَرَها ووالى أولياءَها وعادى أعداءَها، ووُفِّقَ للبِرِّ بفاطمة ووُلْدها.

❂ أيضاً يقولُ رسول الله: (إنَّ اللهَ تعالى إذا بعثَ الخلائق مِن الأوّلين والآخرين نادى مُنادي ربّنا مِن تحتِ عرْشهِ: يا مَعشرَ الخلائق غُضُّوا أبصارَكم لِتجوزَ فاطمةُ بنتُ مُحمّدٍ سيّدةُ نساءِ العالمين على الصراط فيغضُّ الخلائقُ كلّهم أبصارَهم، فتجوز فاطمةُ على الصراط لا يبقى أحدٌ في القيامةِ إلّا غضَّ بَصَرَهُ عنها، إلّا مُحمَّدٌ وعليٌ والحسنُ والحُسين والطاهرونَ مِن أولادِها فإنّهم مَحارِمُها، فإذا دخلتْ الجنّة بقي مَرْطُها مَمدوداً على الصِراط طَرَفٌ مِنهُ بيدها وهي في الجنّة وطَرَفٌ في عرصاتِ القيامة. فيُنادي مُنادي ربّنا: يا أيُّها المُحبّونَ لِفاطمة تَعلّقوا بأهدابِ مَرْطِ فاطمة فلا يبقى مُحِبٌّ لِفاطمة إلّا تَعلّقَ بهُدبةٍ مِن أهدابِ مَرطها، حتّى يَتعلّقَ بها أكثر مِن ألفِ فئام وألف فئام وألف فئام. قالوا: وكم فئامٌ واحدٌ يا رسول الله؟ قال: ألفُ ألفٍ مِن الناس -يعني مليون-). [تفسير الإمام العسكري]

المُراد مِن المرط: هُو شيءٌ مِن الثيابِ تلبسهُ المرأة لهُ ذيل، هو كالعباءة. وأمّا الأهداب: فهي الخيوطُ التي في أطراف المرط وقطْعاً الحديثُ في الروايةِ عن مَرْطٍ جناني، وليسَ مرطاً دنيويّاً

وهُنا مُلاحظة مُهمّة:
وهي أنّ هذهِ الروايات تتحدّثُ بأسلوبٍ تقريبي وإلّا إنّ الزهراء صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها مقامُها أعلى بكثير مِن هذهِ المعاني، وهذهِ الرواية لها دلالاتٌ عميقةٌ جدّاً، فحينَ تقولُ الرواية: (يا مَعشرَ الخلائق غُضُّوا أبصارَكم لِتجوزَ فاطمةُ بنتُ مُحمّدٍ) فإنّ غَضَّ البصرِ هُنا ليس المُراد مِنهُ غضُّ البصر الحِسّي. قد يكونُ غَضُّ البصرِ الحِسّي مَوجوداً. ولكنَّ المرادَ مِن غضِّ البَصِرِ هُنا: هو إشارةٌ إلى أنّ هذهِ الحقيقة وهي الحقيقةُ الفاطميّة هي حقيقةٌ أسمى مِن أن تدنو مِنها الأبصار تماماً كالمضمون الذي قالَهُ جبرئيلُ لرسولِ اللهِ في المعراج حين وصلَ رسولُ الله إلى سدرةِ المُنتهى، تركَهُ جبرئيل في تلكَ النُقطة، وقالَ له: (تَقدّم يا رسولَ اللهِ، ليس لي أن أجوزَ هذا المكان، ولو دَنوتُ أنْمُلةً لاحترقت).

✦ مع أنَّ جبرئيل ليسَ مِن البشر، جبرئيل مِن الأركان الأربعة، والأركانُ الأربعة ما بينَ الملائكة هُم سادةُ الملائكة فطبيعةُ جبرائيل طَبيعةٌ مَلكوتيّة وليستْ طبيعةً تُرابيّة. وهذا الحديثُ بين رسولِ اللهِ وبينَ جبرئيل كانَ في الملأ الأعلى وليس في العالم الأرضي، ورُغمَ ذلك فإنَّ جبرئيل قال لرسولِ الله: (لو دنوتُ أنملةً لاحترقت) لأنَّ نورانيّةَ رسول الله أسمى بكثيرٍ مِن نورانيّةِ سائرِ الخَلْق بما فيهم الملائكةُ والأنبياء فما بالكَ بسائر الخلق!

✦ وكذلكَ هي مولاتُنا الزهراء صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها فلا يستطيعُ أحدٌ مِن سائرِ الخَلْقِ بما فيهم الملائكةُ والأنبياءُ أن يَحتملَ نُوريّتها التي تتجلّى في عرصاتِ القيامة، ولِذلك يُقالُ للخلائقِ يومَ القيامةِ: (غُضُّوا أبصارَكم لِتجوزَ فاطمةُ بنتُ مُحمّدٍ) لأنّ هذه الأبصارُ لا تستطيعُ أن تدنو مِن فاطمة صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها وأن تَحتملَ نُوريّتها ولو حاولتْ ذلك لاحترقت (لو دنوت أنمُلة لاحترقت)

✦ أيلومنا أحدٌ بعد هذا الكلام حينَ نلهجُ دائماً بذِكْرِ فاطمة؟! وحِين نُزيّنُ مَجالسنا بذكر فاطمة؟! وحين نَرفعُ إسْم فاطمةَ شِعاراً لنا؟! وحينَ نجعلُ حياتَنا في مَدارِ خِدمةِ فاطمة؟! أيلومنا أحدٌ بعد ذلك؟! نحنُ نبحثُ عن نجاتنا في ذلك ونبحثُ عن منافعنا في ذلك. هل يلومُ أحدٌ التاجر حينما يحرصُ على تجارته؟! نحنُ تجارتُنا مع فاطمة رأسُ مَالنا مع فاطمة حَياتُنا مع فاطمة دِينُنا مع فاطمة صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها.

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




الميزانُ لِتشخيص الكُفْر والإيمان.
:
❂ يقولُ إمامُنا باقرُ العلوم صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه: (إنَّ الله عزَّ وجلَّ نَصَبَ عليّاً عَلَماً بينهُ وبينَ خَلْقِهِ، فمَن عَرفَهُ كانَ مُؤمناً، ومَن أنكرهُ كانَ كافراً، ومَن جَهِلَهُ كانَ ضالّاً، ومَن نَصَبَ معهُ شيئاً كانَ مُشركاً، ومَن جاءَ بولايتهِ دخَلَ الجنَّة، ومَن جاءَ بعداوته دخلَ النار) [الكافي الشريف: ج1]

[توضيحات]
فسيّد الأوصياء هو المِيزان للتقييم والتمييز بين الكُفْر والإيمان، وبين الهُدى والضلال، وبين الحقّ والباطل، وبين العلم والجهل، وبين الحكمة والحماقة، هو ميزانُ الحقيقةِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وهذا المعنى مَوجودٌ ومُنتشرٌ في زياراتِ أمير المؤمنين وفي حديثِ العترة الطاهرة، كما نقرأ في أوائلِ زيارة سيّدِ الأوصياء المُطلقة، حين نُخاطِبهُ بهذهِ العبائر: (السلامُ على مِيزان الأعمال ومُغيّر الأحوال)
فهو مِيزانُ الأعمال صلواتُ الله عليه.

• وهو "الحقُّ" في قولِهِ تعالى: {والوزنُ يَومئذٍ الحق} وهذا يتّفق مع قولِ نبيّنا الأعظم حين يقول: (عليٌ مع الحقّ، والحقُّ مع عليّ يدورُ الحقُّ مع عليٍّ حيثما دار)

• وعليٌ هو "الإيمان" كما جاء في كلماتهم الشريفة صلواتُ اللهِ عليهم: (بَرزَ الإيمانُ كلّهُ إلى الشِركِ كلّه)

• وعليٌ هو "القُرآن" كما جاء في كلماتِهِم: (عليٌ مع القرآن والقرآن مع عليّ).

فسيّد الأوصياء هو المِيزان في كُلّ شيء، ولَهُ الولاية المُطلقة فحَتّى لو وَزَنَ مَن وَزَن مِن الخَلْقِ فَكان الوزْنُ سَيّئاً وكانتْ النتيجة سَيّئة فإنّه صلواتُ اللهِ عليه يستطيعُ أن يُقلّبَ حال صاحبِ الوزنِ السيّئ مِن سيّئٍ إلى حسن لأنّ مَردُّ الأمور إليه صلواتُ الله وسلامهُ عليه كما نُخاطبُ أهل البيت صلواتُ الله عليهم في الزيارةِ الجامعةِ الكبيرة: (إيابُ الخلقِ إليكم، وحسابهم عليكم). يعني أنّ أمور جميع الخلائق بأيديهم صلواتُ الله عليهم.

• أمّا كيف يُقلّبُ أميرُ المؤمنينَ الأحوال؟ 
فنجدُ جواباً لهذا السؤال في زيارةِ إمامِ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه حِين نُخاطِبُهُ ونقول: (أشهدُ أنَّ بولايتكَ تُقبَلُ الأعمالُ، وتُزكَّى الأفعالُ، وتُضاعَفُ الحسَناتُ، وتُمْحَى السيّئاتُ) فهذا كلّهُ تَقليبٌ للأحوال فالإمامُ يُغيّرُ الحالَ السيّئ ويَمحوه، ليحِلَّ مَحلّه الحال الحَسَن فهو مُغيّر الأحوال

(السلامُ على مِيزان الأعمال ومُغيّر الأحوال)

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




مِن الفتن الشديدة في عصر الظهور:
:
❂ سُئل إمامُنا الرضا صلواتُ الله عليه: (ما علامةُ القائم منكم إذا خرج؟ قال: علامتُهُ أن يكونَ شيخَ السِنِّ شابَّ المنظر، حتّى أنّ الناظرَ إليه لَيحسبُهُ ابن أربعينَ سنة أو دُونها وإنّ مِن علاماتهِ أن لا يهرم بمُرور الأيّام والّليالي حتّى يأتيه أجله) [كمال الدين]

[توضيحات]
✦قوله: (أن يكون شيخ السِنّ) أي أنّ عُمرَهُ طويل، باعتبار أنّ غيبةَ الإمام طويلة بحيث إذا أردنا أن نحسبَ عُمرهُ مِن يوم الولادة ليومِ الظهور سيكون عُمرهُ طويلاً، ورُغم ذلك فإنّ الذين سينظُرون إلى الإمام عند خروجه يُقدِّرون عُمره ما بين الثلاثين إلى الأربعين بالنتيجة: هذا التحديد المذكور للعمر هو تحديد تقريبي لما يرونهُ مِن شبابٍ وفُتوّةٍ في مَنظر إمامِنا

✦وقوله: (مِن علامتهِ أن لا يهرم) أي لا تظهر عليه علائمُ الشيخوخة حتّى بعد ظُهوره بمُرور الأيّام والّليالي إلى أن يأتي أجله

❂ ويقول أيضاً إمامُنا الرضا: (إنّ القائمَ هو الذي إذا خرج كان في سِنِّ الشيوخ ومَنظر الشُبّان، قويّاً في بَدَنه، حتّى لو قد مدَّ يدهُ إلى أعظمِ شجرةٍ على وجه الأرض لَقَلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صُخورها) [كمال الدين]

مُلاحظة:
هذا الظهور لإمام زمانِنا وهو شابُّ المنظر سيكونُ فتنةً كُبرى مِن فتن عصر الظهور، فإنّ الكثير مِن الناس سيُنكرون إمامَ زمانِنا عند مجيئِهِ إليهم وهو شابُّ المنظر، ويرتدّون عنه كما يقول إمامُنا الصادق: (لو خرج القائمُ بعد أن أنكرَهُ كثيرٌ مِن الناس يرجعُ إليهم شابّاً، فلا يثبتُ عليه إلّا كُلُّ مُؤمنٍ أخذ اللهُ مِيثاقَهُ في الذرِّ الأوّل) [بحار الأنوار]

❂ ويقولُ سيّدُ الشهداء: (لو قام المهديُّ لأنكرهُ الناس لأنّه يرجعُ إليهم شابّاً مُوفّقاً -أي جميل الجسم، وسيماً وعليماً فهيماً وحكيماً- ومِن أعظم البليّة أن يخرجَ إليهم صاحِبُهم شابّاً وهم يحسبونهُ شيخاً كبيرا) [عقد الدرر]

❂ ويقول أيضاً: (إنّ صالحاً -النبيّ- غاب عن قومهِ زماناً، وكان يومَ غاب عنهم كهلاً مبدح البطن، حسن الجسم، وافر الّلحية، خميصَ البطن، خفيفَ العارضين مُجتمعاً، رِبعة مِن الرجال -أي معتدل الجسم- فلمّا رجع إلى قومهِ لم يعرفوهُ بصورته، فرجع إليهم وهم على ثلاث طبقات: طبقةٌ جاحدة لا ترجعُ أبداً، وأخرى شاكّةٌ فيه، وأخرى على يقين
فبدأ حيث رجع بالطبقة الشاكّة، فقال لهم: أنا صالح فكذّبوهُ وشتموهُ وزجروهُ وقالوا: برِئَ اللهُ مِنك، إنّ صالحاً كان في غيرِ صُورتك فأتى الجُحّاد فلم يسمعوا منه القول ونفروا منه أشدّ النُفور، ثُمّ انطلق إلى الطبقة الثالثة وهم أهلُ اليقين، فقال لهم: أنا صالح، فقالوا: أخبرنا خَبَراً لا نشكُّ فيك معهُ أنّك صالح، فإنا لا نمتري
-لا نشك- أن الله تبارك وتعالى الخالق ينقلُ ويحوّل في أيّ صورةٍ شاء) إلى أن يقول: (فلمّا ظهر صالح اجتمعوا عليه، وإنّما مثلُ القائِم مثل صالح) [كمال الدين]

وجه الشبه بين إمامِنا وبين النبي صالح مِن جهتين:
الجهة (1):

غيبتهُ عن قومهِ وشيعته، ثُمّ خُروجهِ إليهم في صورة تختلف عن الصورة التي كانوا يظنّون أنّه يخرجُ عليها، وهذا ما سيكونُ أيضاً عند خروجِ إمام زماننا
الجهة (2):
حالُ قوم صالح في مُواجهة نبيّهم صالح مِن جاحدين، وشاكّين، وأهل يقين، وهذا سيكونُ بعينهِ في زمن ظُهور إمام زماننا

إنّ المُعترضين على صِغَر سِنّ إمام زماننا حين ظهوره، يُشابهون في اعتراضِهم هذا اليهود، فقد اعترض اليهود على صِغَر سِنّ عيسى كما في سورة مريم: {فأشارت إِليه قالوا كيف نُكلّمُ مَن كان في المهدِ صبيّاً}

ويُشابهون المُعترضين على صِغَر سِنّ أمير المؤمنين حين نَصَبهُ رسول الله إماماً يوم نزلت هذه الآية: {وأنذر عشيرتك الأقربين} وكان ما كان مِن جمع النبي لعشيرتِه وتنصيب أمير المؤمنين إماماً له عليهم فالرواية تقول: (قام القومُ يضحكُ بعضُهم إلى بعض، ويقولون لأبي طالب: قد أمرَكَ أن تسمعَ وتُطيع لهذا الغُلام)

❂ أيضاً يُحدّثنا محمّد بن الحسن بن عمّار يقول: (أنّه دخل الإمام الجواد وهو صغير السِنّ مسجد رسول الله وكان فيه عليُّ بن جعفر -ابن الإمام الصادق- فوثبَ عليُّ بن جعفر بلا حذاء ولا رداء فقبّل يدي الإمام الجواد وعظّمه، فقال له الإمام: يا عم، أجلس رحمك الله فقال: يا سيّدي كيف أجلس وأنت قائم؟! فلمّا رجع عليُّ بن جعفر إلى مجلسهِ جعل أصحابه يُوبّخونه ويقولون: أنت عمّ أبيه، وأنت تفعلُ به هذا الفعل؟! فقال: اسكُتوا، إذا كان اللهُ عزّ وجلّوقبض على لحيته لم يُؤهّل هذه الشيبة وأهّل هذا الفتى ووضعهُ حيث وضعَه، أُنكِرُ فضلَه؟! بل أنا له عبد) [الكافي: ج١]

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




تحذيرُ مِن الوقوعِ في عبادةِ الشيطان!
:
❂ يقولُ إمامُنا الجواد صلواتُ اللهِ عليه: (مَن أصغى إلى ناطقٍ فقد عَبَده، فإن كان الناطقُ عن اللهِ فقد عبَدَ الله، وإن كان الناطقُ ينطِقُ عن لسانِ إبليس فقد عبَدَ إبليس!) [الكافي: ج6]

[توضيحات]
الإمام يُبيّن أنّ هناك منطقان:
• منطقٌ إلهي،
• ومنطقٌ إبليسي،

فالناطقُ لا يخلو؛ إمّا أن يكونَ ناطِقاً عن اللهِ وذلك هو الحقّ، وإمّا أن يكونَ ناطِقاً عن إبليس وذلك هو الباطل، ولا ثالثَ لهما، وأمّا الذي يخلِطُ في كلامِهِ بين الحقِّ والباطل لأجلِ إخفاءِ الباطلِ وتمريرِهِ على الناسِ بخفاء، فذلك إبليسُ الأبالسة!

• قولُهُ: (فإن كان الناطِقُ عن اللهِ فقد عبَدَ الله) لابُدّ أن نعرفَ أنّ الناطقين عن اللهِ هُم أهلُ البيتِ صلواتُ اللهِ عليهم فقط، ونحنُ بين أيدينا أحاديثُهم الشريفة، فهذه الأحاديثُ ناطِقةٌ عن اللهِ تعالى لأنّ كلامَ الأئمةِ الأطهار صلواتُ اللهِ عليهم هو بعينِهِ كلامُ الله فلا يُوجدُ ناطِقٌ عن اللهِ سِواهم صلواتُ اللهِ عليهم كما يُشيرُ لذلك إمامُنا الباقر صلواتُ اللهِ عليه حين يقول: (أما إنّه ليس عند أحدٍ مِن الناسِ حقٌّ ولا صوابٌ إلّا شيءٌ أخذوهُ مِنّا أهلَ البيت، ولا أحدٌ مِن الناسِ يقضي بحقٍّ وعدلٍ وصوابٍ إلّا مِفتاحُ ذلك القضاءِ وبابُهُ وأوّلُهُ وسَبَبُهُ عليُّ بنُ أبي طالب، فإذا اشتبهت عليهم الأمور كان الخطأُ مِن قِبَلِهم إذا أخطأوا والصوابُ مِن قِبَلِ عليِّ بن أبي طالب) [البحار: ج2]

● وكما يقولُ أيضاً صلواتُ اللهِ عليه: (كلُّ ما لَم يخرج مِن هذا البيتِ فهو باطل)

● وكذالك قال إمامُنا الباقر صلواتُ اللهِ عليه لِسلَمةَ بن كُهيل والحكم بن عُيينة: (شرِّقا وغرِّبا، فلا تجدان عِلْماً صحيحاً إلّا شيئاً خرج مِن عندنا أهلَ البيت)

● ونفس هذا المضمون قالهُ إمامُنا الباقر صلواتُ اللهِ عليه أيضاً حين ذكروا عندهُ الحسنَ البصري، حيث قال: (فليذهب الحسنُ يميناً وشمالاً، لا يُوجدُ العِلْمُ إلّا عند أهلِ بيتٍ نزل عليهم جبرئيل)

كلُّ هذه الأحاديثِ وغيرِها تُؤكّدُ أنّ الذين ينطقونَ عن اللهِ هم أهلُ البيتِ صلواتُ اللهِ عليهم فقط، ولا يُوجدُ ناطِقٌ عن اللهِ سِواهم وبالنسبةِ إلينا نحنُ إذا كُنّا صادقين في نقلِ حديثِهم فإنّنا ننقلُ عن الناطقينَ عن الله أمّا الناطقون عن اللهِ بشكلٍ حقيقيٍّ ومُطلق فهُم أهلُ البيتِ صلواتُ اللهِ عليهم فقط

قد يسأل سائل:
لماذا عَدَّ إمامُنا الجواد الإصغاءَ لناطقٍ عبادةً له؟

الجواب: لأنّ الإمامَ لا يتحدّثُ عن مُجرّدِ سُماعٍ عاديٍّ للكلام وإنّما يتحدّثُ عن "إصغاء" وفارقٌ كبيرٌ بين السمعِ والإصغاء

المُراد مِن الإصغاء: أي استماعٌ مع انتباه، يعني هناك نوعٌ مِن الرغبةِ في تلقّي الكلام، لذلك يكونُ الإصغاءُ للمُتحدّثِ مُساوٍ لِعبادتِهِ، فإن كان الناطِقُ هو الإمامُ المعصوم فإنّ المعصومين ناطقون عن الله، فيكونُ الاصغاءُ لحديثِهِم عبادةٌ لله، وإذا كان الناطِقُ ينطِقُ بكلامٍ يُخالفُ منطِقَ الناطقين عن الله أي يُخالفُ أهلَ البيت فهذا الناطقُ ينطِقُ عن لسانِ إبليس وبعبارةٍ أخرى: إبليسُ يُخفي نفسَهُ وراءَ لسانِ هذا الناطق، فالذي يُصغي لهذا الناطقِ عن إبليس فإنّه يعبدُ إبليس وهو لا يشعر!

• والمُراد مِن قولِ الإمام (فقد عَبَده) أي جعل ذلك الناطقَ إماماً له فإذا كان هذا الناطق ينطِقُ عن لسانِ إبليس فإنّ الذي يُصغي إليه قد دان بإمامةِ هذا الناطقِ الإبليسي!

ملاحظة مُهمّة:
إبليس حين يُريدُ إغواءَ المؤمنين لا يأتيهم بصورتِهِ البشعةِ الواضحة للجميع، لأنّهم سيُعرضونَ عنه ولكنّه يأتيهم وهو يرتدي عباءةَ الحقِّ كي يخدعَ الناس! فيُخفي إبليسُ نفسَهُ تحت ألسنةِ الناطقين بالكلامِ الحسن، الذين لهم مقبوليّةٌ ومنزلةٌ عند الناس، ولكلامِهِم تأثيرٌ في نفوسِ الناس، لأنّ إبليس لا يجِدُ مخبأً يصعبُ اكتشافُهُ ويصعبُ معرفةُ وجودِ إبليس فيه أفضلَ مِن هؤلاء الناطقين الذين لهم مقبوليّةٌ وتأثيرٌ ومكانة بين الناس في الوسط الديني، كما يُشيرُ لذلك إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه في هذه الرواية الخطيرة، إذ يقول: (إنّا أهلُ بيتٍ لا يزالُ الشيطانُ يُدخِلُ فينا مَن ليس مِنّا ولا مِن أهلِ ديننا، فإذا رفعَهُ ونظر إليه الناس أمَرَهُ الشيطانُ فيكذب علينا، وكلّما ذهب واحد جاء آخر)!

• قوله: (فإذا رفعَهُ ونظر إليه الناس) أي رفع إبليسُ رجلَ الدينِ هذا وصار مشهوراً والناس مُلتفّةٌ حولهُ (أمَرَهُ الشيطانُ فيكذب علينا)! يعني أنّ ما ينطِقُ به هذا الناطقُ الدينيُّ وما يطرحُهُ مِن فِكرٍ هو بأمرِ الشيطان ويخدمُ مشروعَ الشيطان! الروايةُ خطيرةٌ جدّاً فهي تُبيّن أنّ الشيطانَ يُدخِلُ في وسَطِنا الشيعيّ شخصيّاتٍ ترتدي الّلباس الديني يعني رجال دين ولكن في حقيقتِهم لا علاقةَ لهم بأهلِ البيت!

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




أهلِ البيتِ: هم "كلمة الله" و "كلمات الله"
:
❂ سُئل إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه عن قولِهِ تعالى: {وإذ ابتلى‌ إبراهيمَ ربُّهُ بكلماتٍ فأتمهُنَّ} ما هذه الكلمات؟ قال: هي الكلماتُ التي تلقّاها آدمُ مِن ربّه فتاب اللهُ عليه، وهو أنّه قال: أسألك بحقِّ محمّدٍ وعليٍّ و فاطمةَ والحسنِ والحُسين إلّا تُبتَ عليَّ فتاب اللهُ عليه إنّه هو التوّابُ الرحيم، فقيل له: يابن رسولِ الله، فما يعني عزّ وجلّ بقولِهِ: «فأتمهُنّ»؟ قال: فأتمهُنَّ إلى القائم إثنى عشر إماماً، تسعةٌ من وُلد الحسين) [الخصال]

[توضيحات]
هذا المعنى الذي ذكرهُ إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه تكرّر في أحاديثَ أخرى منها مثلاً هذا المقطع مِن حديثٍ لسيّدِ الأوصياء صلواتُ اللهِ عليه عن مقاماتِ أهلِ البيت، يقول: (نحنُ الأسماءُ المكتوبةُ على العرش والكرسيِّ والجنّةِ والنار، ومنّا تعلّمت الملائكةُ التسبيحَ والتقديسَ والتوحيدَ والتهليلَ والتكبير ونحنُ الكلماتُ التي تلقّاها آدمُ مِن ربّه، فتاب عليه) [مدينة المعاجز]

✦ ويُؤكّد هذا المعنى إمامُنا الهادي صلواتُ اللهِ عليه حين سُئل عن قولهِ تعالى: {ولو أنّ ما في الأرض مِن شجرةٍ أقلام والبحرُ يمدّهُ مِن بعدهِ سبعةُ أبحر ما نفدت كلماتُ الله} فقال: (لو أنّ أشجارَ الدنيا أقلام، والبحر مِداد، يمدّهُ سبعةُ أبحرُ حتّى فُجّرت الأرضُ عُيوناً، فغرِقَ أصحابُ الطوفان، لنفدت قبل أن تنفدَ كلماتُ الله) إلى أن يقول: (ونحنُ الكلماتُ التي لا تُدرَكُ فضائلنا ولا تُستقصى) [الاختصاص]

✦ ونفس المضمون يُؤكّده سيّد الأوصياء صلواتُ اللهِ عليه في خطبةٍ له، جاء فيها: (وأنا الحاشرُ إلى الله، وأنا كلمةُ اللهِ التي يُجمَعُ بها المُفترق ويُفرّق بها المُجتمع) [البحار: ج53]

✦ ويقول في حديثٍ آخر: (إنّ اللهَ تبارك وتعالى أحدٌ واحدٌ تفرّد في وحدانيّتِهِ، ثمّ تكلّم بكلمةٍ فصارت نُوراً، ثُمّ خلق مِن ذلك النُور محمّداً وخلقني وذرّيّتي، ثمّ تكلّم بكلمةٍ فصارت رُوحاً، فأسكنهُ اللهُ في ذلك النور وأسكنه في أبداننا؛ فنحنُ روحُ اللهَ وكلماته) [البحار: ج15]

✦ فأهل البيت صلواتُ اللهِ عليهم هم كلماتُ اللهِ في القرآن، وهم الكلماتُ الأتم الواردة في دعاء السحر في قولِهِ: (الّلهُمّ إنّي أسألك مِن كلماتك بأتمّها)

✦ عِلماً أنّ هذا العنوان (كلمة الله) لم يرد فقط في قُرآنِنا وفي أحاديثِ العترة بل ورد أيضاً في كُتب النصارى في سياقٍ يتحدّثُ عن شخصيّةٍ عظيمةٍ جدّاً هي شخصيّة "المُخلّص" والذي هو في عقيدتِنا إمامُ زمانِنا إذ جاء في كتاب [العهد الجديد] وهو الكتاب الرسمي المُقدّس عند المسيحيّين، جاء في رؤيا يُوحنّا في الإصحاح(19) في الآية111 وما بعدها:
(ورأيتُ السماءَ مفتوحةً وإذا فرسٌ أبيض يُدعى فارسُهُ الأمينَ الصادق وبالعدل يقضي ويُحارب، عيناهُ كلهَبِ النار، وعلى رأسِهِ أكاليلُ كثيرة، له اسمٌ مكتوبٌ ما مِن أحدٍ يعرفهُ إلّا هو، ويلبسُ رداءاً مُخضّباً بالدم واسمهُ "كلمةُ الله" وكانت تتبعُهُ على خيلٍ بيضٍ جيوشُ السماءِ لابسةً كتّاناً ناعماً أبيض خالِصاً، ومِن فمِهِ يخرجُ سيفٌ مُرهفٌ ليضربَ به الأُمم، وإنّه سيرعاها بعصاً مِن حديد)

✦ لاحظوا الأوصاف التي ذُكرت لهذا الفارس الذي يُسمّى "الأمين الصادق" جاء في وصفهِ: (له اسمٌ مكتوبٌ ما مِن أحدٍ يعرفُهُ إلّا هو) ونحنُ عندنا في دعاء المبعث هذا المضمون: (وباسمك الأعظم الأعظم الأعظم الأعزِّ الأجلِّ الأكرم، الذي خلقتَهُ فاستقرَّ في ظِلّك فلا يخرجُ مِنك إلى غيرك) المضمون هو هو، ففي كتاب النصارى وُصِف إسمُ الفارس بأنّه: (اسمٌ مكتوبٌ ما مِن أحدٍ يعرفُهُ إلّا هو) وفي أدعيتنا وُصِف الإسم الأعظم بهذا الوصف: (فلا يخرجُ مِنك إلى غيرك) وإمامُنا الصادق يقول: (نحنُ الإسمُ المخزونُ المكنون)

✦ أيضاً مِن الأوصاف التي ذُكرت لهذا الفارس: (ويلبسُ رداءاً مُخضّباً بالدم واسمُهُ كلمةُ الله) نحنُ في عقيدتنا أنّ الرداءَ المُخضّبَ بالدم هو قميصُ الحسين، وأمّا قول يُوحنّا عن هذا الفارس: (واسمهُ كلمةُ الله) فإمامُ زماننا هو كلمةُ الله، كما مرّ في الأحاديثِ السابقة، وكما نُخاطبهُ في زيارتِهِ: (السلامُ على حُجّةِ المعبود، وكلمةِ المحمود)

✦ أيضاً مِن الأوصاف التي ذُكرت لهذا الفارس المُخلّص: (تتبعُهُ على خيلٍ بيضٍ جُيوشُ السماءِ لابسةً كتّاناً ناعماً أبيضَ خالصاً) ونحنُ في رواياتِنا ورد أنّ الملائكةَ الذين نزلوا في بدر كانوا يلبسون العمائم البيضاء ذات الذؤابتين، يلبسون البياض، وهؤلاء الملائكة هم الذين ينتظرونَ إمامَ زمانِنا عند حرمِ الحسين، وشعارُهم يا لثاراتِ الحسين.

✦ ومِن الأوصاف التي ذُكرت لهذا الفارس: (ومِن فمِهِ يخرجُ سيفٌ مُرهفٌ ليضربَ به الأُمم، وإنّه سيرعاها بعصاً من حديد) أي أنّ هذا الفارس سيرعى الأُممَ بعصىً مِن حديد، هذه العصا التي مِن حديد هي سيفُ أميرِ المؤمنين؛ ذُو الفقار وذاك الفارسُ الذي سيرعى الأُمم بهذا السيف؛ هو قائم آل محمّد.

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




أيُّهما أهمُّ طعامُ الأبدانِ أم طعامُ العقول؟
:
❂ يقول إمامُنا المُجتبى صلواتُ اللهِ عليه: (عجبتُ لمَن يتفكّرُ في مأكولِهِ كيف لا يتفكّرُ في معقولِهِ -أي في طعام عقله- فيُجنِّبُ بطنَهُ ما يُؤذيه، ويُودِعُ صَدْرَهُ ما يُرديه) [البحار: ج١]

[توضيحات]
معنى "يُودِعُ صدرهُ ما يُرديه": أي يُودِعُ صدرَهُ مِن الفِكرِ المُخالفِ لأهلِ البيتِ ما يكونُ سَبَباً لهلاكِهِ! وهذا المضمونُ هو نفسُهُ الذي أشار إليه إمامُنا الباقرُ حين سُئل عن معنى قولِهِ تعالى: {فلينظر الإنسانُ إلى طعامِهِ} إذ يقول: (أي فلينظر الإنسانُ إلى عِلْمهِ عمّن يأخذُهُ) [الاختصاص]

وهو نفسُ المضمون أيضاً الموجودِ في حديثٍ لسيّدِ الأوصياء يقولُ فيه: (مالي أرى الناسَ إذا قُرِّبَ إليهم الطعامُ ليلاً تكلّفوا إنارةَ المصابيحِ ليُبصروا ما يُدخلونَ بُطونَهم، ولا يهتمُّون بغذاءِ النفسِ بأن يُنيروا مصابيحَ ألبابِهِم بالعِلْمِ ليَسْلموا مِن لواحقِ الجهالةِ والذنوبِ في إعتقاداتِهم وأعمالِهم!) [مستدرك سفينة البحار]

هذا المضمونُ الذي تحدّث عنه إمامُنا المُجتبى وسائرُ أئمتِنا الأطهار بخُصوصِ طعامِ العقول يقودُنا للتفكّرِ في هذه السطورِ التي وردت في دعاءِ إمامِنا الجواد لدخولِ شهرِ رمضان، حين يقول: (اللّهُمّ ارزقنا الإفطارَ مِن رزقِك الحلال، الّلهُمّ سهّل لنا فيه ما قسمتَهُ مِن رزقِك، ويسّر ما قدّرتَهُ مِن أمرِك، واجعلَهُ حلالاً طيّباً نقيّاً مِن الآثامِ خالصاً مِن الآصارِ والأجرام، الّلهُمّ لا تُطعِمنا إلاّ طيّباً غير خبيثٍ ولا حرامٍ واجعل رزقَك لنا حلالاً لايشوبُهُ دنسٌ ولا أسقام..)

لاحظوا مقدارَ التركيزِ على الطعامِ النقي الحلالِ في هذا المقطعِ القصيرِ مِن دعاءِ الإمام فإذا كان أهلُ البيتِ يشترطونَ هذا القدرَ مِن الطُهرِ والنقاءِ في "طعامُ البطون" وأن يكونَ مِن مصدرٍ معصوم، كالطعامِ الذي يأتي مِن ثمارِ الأرض أو مِن الأنعامِ المُباحة، فما بالكم بطعامِ العقول! قطعاً سيكونُ التشديدُ على ضرورةِ حِليّةِ طعامِ العقولِ أكبر، لأنّ طعامَ العقولِ إن لم يكن طاهراً حلالاً مِن مصدرٍ معصوم فإنّه سيُهلِكُ صاحبَه قطعاً كما يُقولُ إمامُنا المُجتبى، ولا يُوجد مصدرٌ نقيٌّ طاهرٌ حلالٌ طيّبٌ لطعامِ عُقولِنا سوى ما جاء عن أئمتِنا الأطهار عليهم السلام كما يقولُ إمامُنا الباقرُ صلواتُ اللهِ عليه: (كلُّ ما لم يخرج مِن هذا البيتِ فهو باطل) [البحار: ج2]

ولذا قال إمامُنا الباقرُ لسَلَمةَ بن كُهيل وللحَكَم بن عتُيبة وهما مِن مصاديقِ المُنحرفينَ عن أهلِ البيت قال لهما: (شرِّقا وغرِّبا، فلا تجدانِ عِلْماً صحيحاً إلّا شيئاً خرج مِن عِندنا أهلِ البيت) [الكافي الشريف: ج1]

ونفس هذا المعنى قالهُ أيضاً إمامُنا الباقرُ حينما ذكروا عندهُ الحسَنَ البصري، قال:  (فليذهب الحسنُ -البصريُّ - يميناً وشِمالاً، لا يوجدُ العِلمُ إلاّ عِند أهلِ بيتٍ نزل عليهم جبرئيل) [البحار: ج2]

فأحرَمُ الحرامِ في ثقافةِ أهلِ البيتِ هو العِلْمُ الحرام وهو العِلمُ المأخوذُ مِن كُتُبِ المُخالفين لأهلِ البيت سواء كانت المعلوماتُ قليلةً أو كثيرة، لا فرق لأنّها ستُدمِّرُ عقيدةَ الإنسان والأشدُّ خُطورةً في الطعامِ الحرام: "الطعامُ المغشوش" وهو الطعامُ الذي خُلِطُ فيه الحلالُ الطيّبُ بالطعامِ الخبيثِ الحرام! وحديثُنا هنا عن طعامِ العقول وهذه هي مُشكلتُنا الكبرى في الواقعِ الشيعي!

فما يُطرَحُ في ساحةِ الثقافةِ الشيعيّة إن كان في المكتبةِ الشيعيّة، أو ما يُطرَحُ في أكثرِ الفضائيّاتِ الشيعيّة أو على المنابر هذا الفِكرُ الذي يُطرَحُ فِكرٌ هجينٌ مِسْخ، عبارة عن خليط بين شيءٍ يسيرٍ جدّاً مِن حديثِ أهلِ البيت وبين الكثيرِ والكثيرِ مِن الفِكرِ المخالفِ لأهلِ البيت!
ولكن يُقدَّمُ هذا الخليطُ الهجينُ للناسِ على أنّه فِكرُ أهلِ البيت والحال أنّه فِكرٌ هجينٌ مِسْخ لا علاقةَ له بأهلِ البيت! وتلك هي أُمُّ الفِتنِ وأساسُها، كما يقولُ سيّدُ الأوصياء: (أيُّها الناس، إنّما بِدءُ وقوعِ الفِتنِ أهواءٌ تُتَّبعُ، وأحكامٌ تُبتَدعُ، يُخالَفُ فيها كتابُ الله يتولّى فيها رِجالٌ رِجالاً، فلو أنّ الباطلَ خَلُصَ لم يَخْفَ على ذِي حِجى -أي لم يخفَ على أصحابِ العقول- ولو أنَّ الحقَّ خَلُصَ لم يكُن إختلاف، ولكن يُؤخذُ مِن هذا ضِغْثٌ ومِن هذا ضِغثٌ -أي يؤخذُ جزءٌ مِن الحقِّ وجزءٌ من الباطل- فيُمزجانِ فيجيِئانِ معاً! فهنالك استحوذ الشيطانُ على أوليائِهِ، ونجا الذين سبقت لهم مِن اللهِ الحسنى) [الكافي: ج1]

فطعامُ العقولِ المغشوشِ أخطرُ بكثيرٍ وكثيرٍ جدّاً مِن طعامِ البطونِ المغشوش لأنّ فيه هلاكُ الإنسان فلنتأمّل!

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




الرَّخَاءُ وَالِانْتِعاش بَعْدَ الظُّهُورِ الْمَقْدِس
:
❂ يقولُ إمامُنا الباقر عليه السلام: (كأنّي بدينكُم هذا لا يزال مُتخضخِضاً -أي مُتحرّكاً مُرتجفاً- يفحصُ بدمِه، ثمّ لا يردّهُ عليكم إلّا رجلٌ مِنّا أهلَ البيت -وهو إمامُ زمانِنا- فيُعطيكم في السنةِ عطاءينِ ويرزقُكم في الشهرِ رِزقين، وتُؤتونَ الحكمةِ في زمانِه، حتّى أنّ المرأةَ لتقضي في بيتِها بكتابِ اللهِ تعالى وسنّةِ رسولِ الله) [الغيبة للنعماني]

[توضيحات]
الإمام هنا يُشبّهُ دِينَ أهلِ البيتِ برجلٍ جُرِحَ جراحةً عميقة، وصار ينزفُ كثيراً، وهو يفحص، أي ينوء برأسِهِ ويُحرّكُ يديهِ ورِجليهِ في هذه البركة الدمويّة! هذا حالُ دينِ أهلِ البيتِ منذُ اليومِ الذي فيه نبت المسمارُ في صدرِ الزهراء! لازال هذا الدينُ يسبحُ في بحرٍ مِن دماءِ صدرِها الشريف ودماءِ مُحسنِها الذي وقع بين البابِ والجدار! ولازال هذا الدينُ يغطُّ في تلك الدماءِ التي سالت في محرابِ مسجدِ الكوفة! ولازال يسبحُ في بحرٍ مِن دماءِ حسينٍ وآلِ حسين! فمُنذ اليومِ الذي سُفكت فيه دماءُ العترةِ وإلى يومنا هذا ودينُ أهلِ البيتِ لايزالُ موليّاً مُبعَداً عن الساحةِ يفحصُ بدمِهِ!

✦ قولِهِ: (ثمّ لا يردّهُ عليكم إلّا رجلٌ مِنّا أهلَ البيت) أي لا يُعيدُ الحياةَ لهذا الدين المذبوح إلّا إمامُ زمانِنا، كما نُخاطبِهُ في دعاءِ الندبة: (أين مُحيي معالم الدينِ وأهلِه) فمَعالمُ الدينِ ميّتة، وأهلُ الدينِ أمواتٌ أيضاً، أمواتٌ بجهلِهم وإن كانت الناسُ تُسمّيهم علماء فالجهلُ موتٌ كما يقولُ سيّدُ الأوصياء: (الجاهلُ ميّتٌ وإن كان حيّاً) يعني وإن كان هذا الشخصُ حيّاً بجسدِهِ يمشي على الأرض بين الناس لكنّه في حقيقتِهِ ميّتٌ بسببِ جهلِهِ بمعرفةِ إمامِ زمانِهِ، ولذا يقولُ إمامُنا الصادق: (مَن بات ليلةً لا يعرفُ فيها إمامَ زمانِهِ مات ميتة جاهليّة)

وهذا الحديثُ أخطرُ مِن الحديثِ النبوي الذي يقول: (مَن مات ولم يعرف إمامَ زمانِهِ مات مِيتةً جاهليّة) لأنّ الإمامَ الصادق يقول: مَن بات ليلةً واحدة وليس مَن مات، يعني حتّى لو كان الشخصُ شِيعيّاً وبات ليلةً واحدةً لم يزدد فيها معرفةً بإمامِ زمانِه، فإنّه يزدادُ جاهليّةً ويموتُ مِيتةً بعد مِيتة وهو لا يشعر! وهذا معنى قولِ إمامِنا الكاظم: (مَن استوى يوماهُ فهو مغبون) أي مَن استوى يوماهُ في حُبِّ أهلِ البيتِ وفي معرفتِهم ولم يزدد معرفةً بهم فهو مغبون، يعني خائب وغيرُ مُوفّق، فما بالُك بمَن يكونُ يومُ أمسِهِ في معرفةِ أهلِ البيتِ أفضلَ مِن يومِه!

فكما أنّ هناك درجاتٌ كثيرة للمعرفة، فهناك تُقابلُها أيضاً درجاتٌ كثيرة للمِيتةِ الجاهليّة، فالموتُ الحقيقيّ هو عدمُ معرفةِ إمامِ زمانِنا، كما يقولُ إمامُنا الباقر في معنى قوله: {أو مَن كان ميتاً فأحييناهُ وجعلنا له نُوراً يمشي به في الناس} قال: (الميّت الذي لا يعرفُ هذا الشأن -أي أمرَ الولاية- وقوله: {فأحييناهُ وجعلنا له نُوراً} قال: جعلنا له إماماً يأتمُّ به، وقوله: {كمَن مَثَلُهُ في الظُلماتِ ليس بخارجٍ منها} قال: الذي لا يعرفُ الإمام) [تفسير البرهان]

فالمِيتةُ الجاهليّة هي مِيتةُ هذا الشخص الذي لا يعرفُ إمامَ زمانِه، وأمّا الحياةُ الحقيقيّة فهي حياةُ القُلوبِ والعقولِ واستنارتُها بنُورِ معرفةِ إِمام زمانِنا والمشكلّة الكبرى هي أنّ الأمّةَ بكاملِها عند ظُهورِ إمامِ زمانِنا تكونُ في جاهليّة، كما يقولُ سيّدُ الأوصياء: (اعلموا عِلماً يقيناً أنّ الذي يستقبلُ قائمَنا مِن أمرِ جاهليّتِكم، وذلك أنّ الأمّةَ كلّها يومئذٍ جاهليّة، إلّا مَن رَحِم الله) وهذا نفس المضمون الوارد في دعاء الندبة: (أين مُحيي معالمِ الدينِ وأهلِه) فمعالمُ الدينِ ميّتة لأنّها هُجِرت، وأهلُ الدينِ أمواتٌ أيضاً بجهلِهم وجهالتِهم

✦ قولِهِ: (فيُعطيكم في السنةِ عطاءينِ ويرزقُكم في الشهرِ رِزقين) في الأزمنةِ القديمة كان الملوكُ في بعض الدول يُعطونَ الناسَ مؤونةً سنويّةً مرّةً في السنة، ويُعطون راتباً شهريّاً مرّةً في الشهر، أمّا إمامُ زمانِنا فإنّه لا يفعلُ هكذا، وإنّما يُعطي راتبينِ كاملينِ في الشهرِ الواحد، ويُعطي في السنةِ عطاءين واسعين،

✦ قولِهِ: (وتُؤتونَ الحكمةَ في زمانِه) إذا كانت رواياتُ العترة تُخبرنا بأنّ أولياءَ الإمامِ الحجّة المخلصين تصلِهم الحكمةُ مِن إمامِ زمانِهم صباحاً ومساء في زمان الغَيبة، فتتفجّرُ ينابيعُ الحكمةِ مِن قلوبِهم على ألسنتِهم، فما بالكم في زمانِ الظهورِ وزمنِ ارتقاءِ العقولِ والمعارف وانتشارِ العلمِ الواسع!

✦ أمّا قوله: (حتّى أنّ المرأةَ لتقضي في بيتِها بكتابِ اللهِ تعالى وسُنّةِ رسولِ الله) أُشيرَ للمرأةِ هنا لأنّ المرأة في زمانِ إمامِنا الباقر ما كانت تُشاركُ في مجالِ العِلمِ بشكلٍ واسع، وإنّما تُشارك بنحوٍ محدود، لذا جاء الإمام بالمرأة مثالاً

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




هَلَكَ المُسْتَعْجِلُونَ، وَنَجَا المُسَلِّمُونَ
:
❂ يُحدّثنا إبراهيم بن هلال، يقول: (قلتُ لأبي الحسن الإمام الكاظم عليه السلام: جُعلتُ فداك، مات أبي على هذا الأمر -أي على التشيّع والولاء لأهل البيت- وقد بلغتُ مِن السنين ما قد ترى -أي كبُرَ سنّي كثيراً- أفأموتُ ولا تُخبرني بشيء؟! فقال الإمام: يا أبا إسحاق أنت تعجل. فقلتُ: إي واللهِ أعجل، ومالي لا أعجل وقد كَبُرَ سِنّي وبلغتُ أنا مِن السِنِّ ما قد ترى! فقال الإمام: أما واللهِ يا أبا إسحاق ما يكونُ ذلك حتّى تُميّزوا وتُمحَّصُوا، وحتّى لا يبقى منكم إلّا الأقل، ثمّ صعّر كفّه -إشارة لقلّة الناجين-) [غيبة النعماني]

[توضيحات]
✦ قول السائل: (أفأموتُ ولا تخبرني بشيء؟!) يعني ألا تُخبرني عن وقتِ رجوعِ الأمرِ إلى أهلِ البيت؟! باعتبار أنّ الشيعةَ كانوا يعيشونَ حالةً مِن الضيقِ والضنك، فمُراد السائل أن يفتحَ له الإمام شيئاً مِن الأملِ ويُخبِرُهُ عن الوقتِ الذي يعودُ فيه الأمرُ لأهلِ البيتِ عليهم السلام

أمّا قول الإمام: (أنت تعجل) فالاستعجالُ على نحوين:
١- مرّةً الإنسان يدعو بتعجيلِ الفرج، أو يتشوّقُ إلى إمامِ زمانهِ، أو يستغيثُ بإمام زمانهِ، ولكن مِن دون الاقتراحِ على الله وعلى الإمام المعصوم، بمعنى: مِن دون أن يُثيرَ الاعتراضَ والتساؤلاتِ فيقول: لماذا لا يظهرُ الإمامُ لحدِّ الآن وهذا هو الوقتُ المناسبُ لظهوره؟ فهذا النوع مِن التفكير ومِن التساؤلات هو استعجال، وهو ردٌّ على الحكمةِ المعصوميّة فالإمامُ عالمٌ بالوقتِ الذي يظهرُ فيه، فحِكمةُ المعصوم هي التي تُحدّدُ هذا المعنى وتُحدّدُ ميعادَ الفرجِ المُناسب، وليس حكمتُنا وليس فهمُنا وليست مداركُنا نحنُ هي التي تُحدّدُ الوقتَ المناسب لظهورِ الإمام

فحين يرى البعض في نفسهِ هذا المعنى أنّ الإمامَ الحُجّةَ قد تأخّرَ في ظُهورِهِ وأنّ هذا هو الوقتُ المُناسبُ لظهورِهِ فيتساءل ويقول: لماذا لا يظهر الآن؟! سواء يقولُ ذلك بلسانِهِ أو يُضمِرُ ذلك في نفسِهِ على نحو الاعتراضِ أو الاقتراح على إمامِهِ فهذا ردٌّ على الإمام، وهو نوع مِن الاستعجال! والاستعجالُ مذمومٌ في حديثِ العِترة، كما ورد في رواياتِهم الشريفة: وهَلَك المُستعجلون

٢- أمّا إذا كان الإنسانُ يتشوّقُ إلى إمامِ زمانِهِ يعني شوقاً يقول: متى يظهرُ إمامُ زمانِنا؟! ويدعو بتعجيلِ الفرج وكان قادراً على التمهيدِ لإمامِ زمانِهِ سواء التمهيد في نفسِه؛ بأن يُصحِّح عيوبَهُ ويسعى في تحصيلِ معرفةِ إمامِهِ، أو التمهيدِ في الناس بأن يُعرِّفَ الناسَ إمامَ زمانِهم بعد تحصيلِهِ لمعرفةِ إمامِهِ فهُنا يجبُ عليه أن يُمهِّدَ لإمامِ زمانِهِ، فهذا السعيُ الحثيثُ والعملُ الجادُّ في ساحةِ التمهيد لا يدخلُ في دائرةِ الاستعجالِ المذموم بل هو مِن مصاديقِ وصورِ الانتظار لإمامِ زمانِنا الذي هو أفضلُ العبادة بعد المعرفة كما يقولُ إمامُنا الكاظم، فهو سعيٌ عمليٌّ لتعجيلِ الفرج وليس الاستعجال

الاستعجالُ المذمومُ هو أن يكونَ الإنسانُ مُقترِحاً على الله وعلى الإمام المعصوم، فيُحدّدَ الوقتَ المناسبَ لظهورِ الإمام، فهذا استعجالٌ، وهو مذمومٌ في كلماتِ أهلِ البيت كما نقرأ في دعاء زمن الغَيبة: (وأنت العالمُ غيرُ المُعلَّم بالوقتِ الذي فيه صلاحُ أمر وليّك في الإذن له بإظهار أمره وكشف ستره فصبّرني على ذلك حتّى لا أُحبَّ تعجيل ما أخّرتَ ولا تأخير ما عجّلتَ ولا كشف ما سترتَ ولا البحث عمّا كتمتَ، ولا أُنازعك في تدبيرك ولا أقول: لِمَ وكيف وما بالُ وليّ الأمر لا يظهر وقد امتلأت الأرضُ مِن الجور؟! وأُفوّض أُموري كلّها إليك)

فإمامُنا الكاظم فهِمَ مِن كلامِ هذا السائل أنّه يستعجلُ أمرَ فرجِ الإمام الحجّة، ولذا قال للإمام: (وقد بلغتُ مِن السنين ما قد ترى، أفأموتُ ولا تُخبرني بشيء؟) فقال له الإمام: أنت تعجل

✦ قول الإمام: (أما والله يا أبا إسحاق ما يكونُ ذلك حتّى تُميَّزوا وتُمحَّصوا) هذا التعبير (أما والله) مع القَسَم يُرادُ مِنه تنبيهُ المُستمع للكلام الذي سيأتي لأنّه كلامٌ مهم جدّاً

• وقوله: (حتّى تُميّزوا وتُمحّصوا وحتّى لا يبقى منكم إلّا الأقل) هذه إشارة إلى شِدّة التمحيص وشدّة التمييز والغربلة وشدّةِ الابتلاءات والاختبارات الدقيقة والفتن التي تمرُّ بالشيعةِ في زمان الغَيبة!

وعليه يجب على الإنسان أن يتّهِم نفسَه في كلّ حال، لأنّ الإنسان وفقاً لهذه الروايات هو دائماً في حالِ تمييزٍ وحالِ تمحيص، وحينئذٍ يجبُ عليه أن يرى نفسه؛ هل نجا في هذا التمييز أم سقط فيه؟ هل كان في صفِّ الذين آمنوا بآياتِ اللهِ يعني آمن بأهلِ البيتِ وكان في صفِّ مَن تمسّك بحبلِهم وثبت على ولايتِهم وأمرِهم وأطاعهم؟ أم كان في صفِّ الذين خسروا فشكّوا في أهلِ البيتِ وانحرفوا عن منهجهم القويم؟

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




أَعْظَمُ الطَّهُورُ هُوَ وِلَايَةُ أَهْلِ الْبَيْتِ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ
:
❂ يقول إمامُنا الحسن العسكري وهو يُحدّثُنا عن جدّهِ سيّد الأنبياء، يقول: (قال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله: مِفتاحُ الصلاةِ الطَهور، وتحريمُها التكبير، وتحليلها التسليم، ولا يقبلُ اللهُ صلاةً بغيرِ طَهور، ولا صَدَقةً مِن غلول -الغلول: الخيانة أو السرقة- وإنّ أعظمَ طَهورِ الصلاة التي لا تُقبلُ الصلاةُ إلّا بهِ ولا شيئاً مِن الطاعات مع فقدِه: مُوالاةُ محمّدٍ صلّى‌ الله‌ُ عليه‌ وآله وأنّه سيّدُ المُرسلين، ومُوالاةُ عليٍّ وأنّهُ سيّد الوصيّين، وموالاةُ أوليائهما ومعاداةُ أعدائهما) [تفسير الإمام العسكري]

[توضيحات]
✦ قوله: (مِفتاحُ الصلاة الطَهور، وتحريمُها التكبير، وتحليلها التسليم) المُراد مِن تحريمها: يعني موضعَ تقديسها وموضعَ إبتدائها وموضعَ إحترامِها يكونُ مِن التكبير، أي مِن تكبيرة الإحرام، وأمّا المُراد مِن تحليلها التسليم أي أنّ حُدودَ قُدسيّتِها الواجبة تنتهي بنهاية التسليم

هناك طَهوران في هذه الصلاة:
الطهورُ الأوّل: الطَهور الأصغر وهو "الوضوء" الذي لهُ شرائط فنحنُ بحاجةٍ إلى الطَهور الأصغر وهو الوضوء لأجل أن نشرعَ بأفعال الصلاة، لأنّنا مِن دُون هذا الوضوء لا نستطيعُ أن نشرعَ بأفعالِ الصلاة ستكونُ الأفعالُ ناقصةً مِن دُون طَهور وهذا هو الجانبُ الجَسَدي المادّي مِن الصلاة والجَسَد مِن دُون رُوح ميّت يتحوّلُ إلى جُثّةٍ هامدة وإلى جيفةٍ نتنة!

فحتّى هذا الوضوء المحسوس بالماء لا يصحُّ مِن العبد إلّا بعد أن يمتلئَ قلبُهُ بولاية عليٍّ أمّا الذي يتوضّأ وقلبُهُ خالٍ مِن ولايةِ عليٍّ فإنّ وُضوءَهُ باطل فلا معنى للوضوء الأصغر أيضاً إلّا بولاية عليٍّ ولهذا يقول إمامُنا الصادق: (سواءٌ لِمَن خالفَ هذا الأمر صلّى أو زنى) يعني أنّ مَن خالفَ عليّاً وآلَ عليٍّ فالأمرُ سيّان عند اللهِ صلّى هذا الشخصُ أم زنا، لا يُوجد فارقٌ بين صلاتهِ و زناه!

وفي رواية أُخرى يقولُ صادق العترة: (لا يُبالي الناصبُ صلّى أم زنى، وهذه الآيةُ نزلت فيهم: {عامِلَةٌ ناصِبةٌ تصلى ناراً حامية}) فحين تقول الرواية: (وإنّ أعظمَ طَهُور الصلاة) فهي تُشير إلى أنّ الطهارة على مَراتب الطهارةُ الحسيّةُ الماديّة على مَراتب، والطهارةُ المعنويةُ على مَراتب أيضاً فهناك طهورٌ عظيم وهناك أعظم والطَهور الحسِّي يكونُ شرطاً في أداءِ الصلاة أي شرطاً في سلامةِ في جَسَد الصلاة وأفعالها من ركوعٍ وسجود

أمّا المعنى الحقيقي للصلاة فيحتاجُ إلى "الطَهور الأعظم" الّذي يتحدّثُ عنه رسولُ الله هنا فيقول: (وإنّ أعظمَ طَهُور الصلاة الّتي لا تُقبَلُ الصلاةُ إلّا بهِ ولا شيءٌ مِن الطاعاتِ مع فَقدِه: مُوالاةُ محمّدٍ وأنّهُ سيّدُ المُرسلين ومُوالاةُ عليٍّ وأنّه سيّدُ الوصيّين ومُوالاةُ أوليائهما ومُعاداةُ أعدائهما) هذا هو أعظمُ طَهورُ الصلاة، أيُّها الباحثون عن الطهارةِ والتطهُّر

الطَهورُ الأعظم هو ولايةُ محمّدٍ وآلِ محمّد صلواتُ اللهِ عليهم أمّا هذا الوضوء والتيمم والغُسل فهذا طَهورٌ أصغر، وعلينا أن نتذكّرَ هذه الحقيقة إذا ما وقفنا لوضوء الصلاة فنحنُ حين نقول في مُستحبّاتِ الوضوء: (الحمدُ للهِ الذي أنزلَ مِن السماءِ ماءاً طَهوراً) الماءُ الطَهورُ الحقيقي الذي أُنزِل مِن السماء هو الحقيقة المُحمّديّة وبعبارةٍ أدق: الماءُ الحقيقي والطَهور الحقيقي هو إمامُ زمانِنا كما يقولُ إمامُنا الباقر حين سُئِل عن قوله تعالى: {قُل أرأيتُم إنْ أصبحَ ماؤُكم غَوراً فمن يأتيكم بماءٍ مَعين} قال: (نَزَلت في الإمامِ القائم، ثُمّ ثقال: {إنْ أصبحَ ماؤُكم غَوراً} أي إنْ أصبحَ إمامُكم غائباً عنكم لا تدرون أين هو، فمن يأتيكم بإمامٍ ظاهرٍ يأتيكم بأخبارِ السماواتِ والأرض، وحلالِ الله وحرامه؟! ثُمّ قال: واللهِ ما جاء تأويلُ هذه الآية ولابُدّ أن يجيء تأويلُها) [كمال الدين]

سيّدي يا بقيّة الله:
نشهدُ أنّك الطَهورُ الأعظم، أنت طَهورُ صلاتِنا وطَهورُ صيامنا، كما نُخاطبُك في زيارتِك الشريفة: (أشهدُ أنّ بولايتكَ تُقبَلُ الأعمال وتُزكّى الأفعال وتُضاعَفُ الحَسَنات، وتُمحى السيّئات، فمَن جاء بِولايتِكَ واعترفَ بإمامتِكَ قُبِلَتْ أعمالُهُ وصُدِّقتْ أقوالُهُ وتضاعفتْ حَسَناتُهُ ومُحيَتْ سيّئاته، ومَن عَدَلَ عن ولايتِكَ وجَهِلَ معرفتكَ واستبدلَ بك غيركَ كبّهُ اللهُ على منخرهِ في النار، ولم يقبل اللهُ له عَمَلاً ولم يُقِم له يوم القيامةِ وزناً)

وولايةُ إمامِ زمانِنا هي ولايةُ محمّدٍ وعليٍّ وآلهما الأطهار والتي مظهرُها الفعلي بمُوالاة أوليائهم ومُعاداة أعدائهم ومَظهرُها القولي هو الصدعُ بالشهادة الثالثة المقدّسة بعد الشهادة الثانية المُشرّفة هذا هو الطهور الحقيقي فطهارةُ الدين، وطهارةُ القلب وطهارةُ العقل إنّما تتحقّقُ بعليٍّ وآل عليّ صلواتُ الله عليهم

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




أَسَاسُ التَّطَهُّر وَالتَّطْهِير هُوَ وِلَايَةُ عَلِيِّ.
:
❂ يقولُ إمامُنا الصدق صلواتُ الله عليه: (لو أنّ عدوَّ عليٍّ جاء إلى الفُرات، وهو يزخُّ زخيخا، قد أشرفَ ماؤُهُ على جنبتَيهِ، فتناولَ منهُ شربةً وقال: بسم الله، فإذا شربها قال: الحمد لله، ما كان ذلك إلّا مِيتةً أو دَماً مَسْفُوحاً أو لحْمَ خنزير)! [بحار الأنوار: ج27]

[توضيحات]
✦ الإمام اختار (الفُرات) في حَديثهِ لِما في نهر الفرات مِن خُصوصيّةٍ في ثقافة أهل البيت مِن جهةِ طهارتِهِ، ومِن جهةِ بركتِهِ، ومِن جهةِ فَضْلِ الغُسل فيه، وفَضْلِ الشُربِ مِنه، وفَضْلِ مائهِ، وفَضْل التطهُّر فيه، والروايات كثيرةٌ في فضل ماء الفرات

✦ معنى (يزخُّ زخيخا) أي يتدافعُ ويجري جرياناً سريعاً بحيث تكادُ أمواجهُ أن تخرجَ عن جانبيه فهو ماءٌ كثيرٌ جاري، ويُفترض بالماءِ الكثير الجاري أن يُطهّر كلَّ شيءٍ يُلامِسهُ ولكنّهُ هُنا في هذا المشهد الذي وَصَفهُ الإمام لا يُطهّر أعداء عليّ صلواتُ الله عليه، بل يَزيدهم نجاسةً ورِجساً إلى رِجْسهم ونجاستهم!

✦ قوله (فتناول بكفّهِ وقال: بسم الله، فلمّا فرغ قال: الحمد لله،) يعني أنّ هذا المُخالف لِعليّ وآلِ عليٍّ حتّى لو جاءَ بالطُقوس والمُستحبّات (مِن التسميّة، والتحميد) وهذهِ إشارة إلى أنّ هذا الشخص يدّعي أنّه على الإسلام، لقولهِ بسم الله قبل الشُرب وإتيانهِ بالتحميد بعد الشرب ولكن رُغم ذلك الإمام يقول: (ما كان ذلكَ -أي الماء الذي لامسهُ بيدهِ لِيشرب- إلّا دَماً مسفوحاً أو لحمَ خنزير) وهذا ليسَ تعبيراً مجازياً هذا الماء فِعلاً يكون دَماً مسفوحاً؛ لأنّ حقائق الأعمال مَوجودة في هذهِ الحياة.

فلو أنّ هذا المُعاند لعليٍّ صلواتُ الله عليه تطهّر بهذا الماء وتوضّأ ما كان ذلك الماء طهوراً لهُ، بل كان تَنجُّساً وزيادةً لهُ في النجاسة لأنَّ الذي يُعرِض عن عليٍّ صلواتُ الله عليه فإنّه يذهب إلى جهة أعداء علي صلواتُ الله عليه إلى {المِيتة والدَمَ ولَحمَ الخِنزيرِ وما أُهلَّ به لِغير الله} الاتّجاه يكون بهذهِ الجهة، لأنّ هذهِ العناوين في ثقافة الكتاب والعترة هي عناوين أعداءِ عليٍّ وآل عليّ صحيح أنّ الوجه الأوّل والأُفُق الظاهر للآية هو الحديث عن مُحرّمات معروفة ومذكورة في كُتُبنا الفِقهية والشرعيّة لكنّ آيات القُرآن آفاقُها عديدة

في أفقِ الحقيقة هذهِ العناوين هي عناوينُ أعداءُ عليٍّ وآل علي، كما وردَ في كلماتهم الشريفة صلواتُ الله عليهم إذ يقول إمامُنا الصادق صلواتُ الله عليه: (ونحنُ الآيات ونحن البيّنات، وعدوُّنا في كتابِ الله عزّ وجلّ: الفحشاء، والمُنكر، والبغي، والخَمْر، والمَيسر، والأنصاب والأزلام، والأصنام، والأوثان، والجبت والطاغوت، والمِيتة والدم ولحم الخنزير..) فهذه العناوين (المِيتةُ والدم ولحم الخنزير) هي عناوينٌ لِعداء عليّ وآل عليّ والرواية هُنا تُريد أن تُؤكّد هذا القانون: أنّ أساسَ كُلِّ شيءٍ وأساسَ التطهُّرِ والتطهير هُو: ولايةُ عليّ.

فالماءُ الكثيرُ الجاري المُعتصم لا يملكُ قُدرةً ذاتيّةً على التطهيرِ مِن تلقاءِ نفسهِ، وإنّما يَستمدُّ قُدرتَهُ على التطهيرِ مِن (ولايةِ عليٍّ) التي تُمثّلُ الطهورَ الأعظم كما يُشيرُ إلى ذلك رسول الله صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم حين يقول: (وإنّ أعظمَ طَهور الصلاةِ التي لا تُقبَلُ الصلاةُ إلّا بهِ، ولا شيئاً مِن الطاعاتِ مع فقدهِ: مُوالاة محمّدٍ صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله وأنّهُ سيّدُ المرسلين، وموالاةُ عليٍّ وأنّهُ سيّدُ الوصيّين، وموالاةُ أوليائهما، ومعاداة أعدائهما..) [تفسير الإمام العسكري]

مِن دُون الولاء لعليٍّ وآلِ عليٍّ فإنّ هذا الماءَ النظيفَ الكثيرَ الجاري ليس فقط لا يُطهّر، بل إنَّه يتحوّلُ إلى نجاساتٍ تُنجّسنا أكثر فأكثر! لأنّ نجاسةَ العداوة لعليٍّ صلواتُ الله عليه ونجاسةَ البُغض لِعليٍّ صلواتُ الله عليه تسري إلى المـاء فتُحِيلُهُ إلى مِيتةٍ ودمٍ مسفوحٍ ولحمَ خنزير يعني نجاسات فوق نجاسات!

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya

20 ta oxirgi post ko‘rsatilgan.