قناة الولاية


Kanal geosi va tili: Eron, Forscha
Toifa: ko‘rsatilmagan


الْقَوْلُ مِنِّي فِي جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ قَوْل آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ✨️
خَادِمٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
@Karballe_313
» لاتغــادرون |✌️

Связанные каналы  |  Похожие каналы

Kanal geosi va tili
Eron, Forscha
Toifa
ko‘rsatilmagan
Statistika
Postlar filtri


في ثقافةِ العِترة: الدعاءُ بتعجيلِ الفرج وبالانتقامِ للزهراء حقٌّ واجبٌ لأهلِ البيتِ في أعناقِنا بعد كُلِّ فريضة
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه: (إنّ مِن حُقوقِنا على شيعتِنا أن يضعوا بعد كُلِّ فريضةٍ أيديهِم على أذقانِهم -تضرُّعاً- ويقولوا ثلاثَ مرّات: يا ربَّ محمّدٍ عجّل فرجَ آلِ محمّد، يا ربَّ محمّدٍ احفظ غَيبةَ محمّد، يا ربَّ محمّدٍ انتقم لابنةِ محمّد) [مكيال المكارم: ج2]

[توضيحات]
✦ الدعاءُ بتعجيلِ فرجِ إمامِ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه وبالانتقام للصدّيقةِ الكبرى صلواتُ الله عليها مِن قتَلَتِها وظالميها حقٌّ واجبٌ لأهلِ البيتِ صلواتُ اللهِ عليهم في أعناقِنا في دُبرِ كلِّ فريضة، وليس أمراً مُستحب، لأنّ الإمامَ يقول: (إنّ مِن حُقوقِنا على شيعتِنا) وأداءُ حُقوقِ أهلِ البيتِ أمرٌ واجبٌ وليس مُستحَب

✦ أمّا تخصيصُ الإمام للزهراء صلواتُ الله عليها بالذِكرِ لها والدعاء بالانتقام مِن قتَلَتِها مِن بين سائرِ الأئمّة صلواتُ اللهِ عليهم فلأنّ الزهراء صلواتُ الله عليها هي القيّمةُ على دينِنا، وهي القربانُ الأوّلُ مِن قرابين آلِ محمّدٍ لتحقيقِ مشروع اللهِ في الأرض، ومُصيبةُ الزهراء صلواتُ الله عليها هي فاتحةُ الرزايا والمصائبِ الّتي صُبّت على آلِ محمّد، فالذين ظلموا الزهراء صلواتُ اللهِ عليها وقتلوها مِن رموزِ السقيفةِ المشؤومةِ هم الّذين أسّسوا ومهّدوا لِظلمِ آلِ محمّد، وصاروا أساسَ كُلِّ بليّةٍ جرت وتجري على أهلِ البيتِ إلى يومِك هذا ولذا جاء تأكيدُ الأئمّةِ على مسألةِ الدعاء بالانتقامِ للزهراء صلواتُ اللهِ عليها والأخذِ لها بحقّها في مواطن عديدة، مِنها ما جاء في زيارتِها، حيثُ نقرأ فيها: (السلامُ على البتولةِ الطاهرة، والصدّيقةِ المعصومة، والبرّةِ التقية، سليلةِ المصطفى، وحليلةِ المرتضى، وأمُّ الأئمةِ النُجباء، الّلهُمّ إنّها خرجت مِن دُنياها مظلومةً مغشومة، قد مُلِئت داءً وحسرة، وكمَداً وغصّة، تشكو إليك وإلى أبيها ما فُعِل بها، الّلهُمّ انتقم لها وخُذ لها بحقّها..) [البحار-ج100]

❂ أيضاً ورد نفس هذا المضمون في كلماتِ إمامِنا الهادي، إذ يقول: (الّلهُمّ وصلّ على الزهراء البتول، ابنةِ الرسول، أمّ الأئمّةِ الهادين، سيّدةِ نساء العالمين، وارثةِ خيرِ الأنبياء، وقرينةِ خير الأوصياء، القادمةِ عليك مُتألّمةً مِن مُصابِها بأبيها، مُتظلّمةً ممّا حلَّ بِها من غاصبيها، ساخطةً على أمّةٍ لم ترعَ حقّكَ في نُصرَتِها، بدليلِ دفنِها ليلاً في حُفرتِها،
المُغتصَبةِ حقَّها، والمُغصّصةِ برِيقِها، صلاةً لا غايةَ لأمَدِها ولا نهايةَ لمدَدِها ولا انقضاءَ لعددِها، الّلهُمّ فتكفّل لها عن مكارهِ دارِ الفناءِ في دارِ البقاءِ بأنفسِ الأعواض، وأنلْها ممَن عاندها نهايةَ الآمالِ وغايةَ الأغراض، حتّى لا يبقى لها وليٌّ ساخِطٌ لسخَطِها إلّا وهو راضٍ، إنّك أعزُّ مَن أجار المظلومين وأعدلُ قاضٍ. الّلهُمّ ألحِقها في الأكرام ببعلها وأبيها وخُذ لها الحقَّ مِن ظالميها
) [مصباح الزائر]

✦ وهذا الانتقامُ الإلهيُّ للزهراء صلواتُ الله عليها إنّما يتحقّقُ على يدِ إمامِ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه، فإنّ اللهَ ينتقِمُ به لفاطمةَ وآلِها الأطهار مِن أعدائهم، كما يقولُ إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه في معنى قولِهِ تعالى: {إنّهم يكيدونَ كيدا*وأكيدُ كيدا} قال: (كادوا رسولَ اللهِ وكادوا عليّاً وكادوا فاطمة، فقال الله: يا محمّد، إنّهم يكيدون كيداً وأكيدُ كيدا، فمَهِّل الكافرينَ يا محمّدُ أمهِلهُم رُويداً لوقتِ بعثِ القائم، فينتقمُ لي مِن الجبابرةِ والطواغيتِ مِن قريشِ وبني أُميّةَ وسائرِ الناس) [تفسير القمّي]

✦ فإمامُ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه هو المُنتقِم مِن أعداءِ فاطمةَ صلواتُ الله عليها وهو الّذي يُخرِجُ قتَلَتَها أبي بكرٍ وعمر ويُحرِقُهما، كما يقولُ رسولُ اللهِ في حديثٍ مُفصّلٍ له ليلة الإسراء، جاء فيه: فقال اللهُ تعالى لرسولِهِ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم: (وهذا القائمُ الّذي يُحلّل حلالي ويُحرِّمُ حرامي، وبه أنتقِمُ مِن أعدائي، وهو راحةٌ لأوليائي، وهو الّذي يشفي قُلُوبَ شيعتِك مِن الظالمينَ والجاحدين والكافرين، فيُخرجُ الّلاتَ والعُزَى طريّين فيُحرِقُهُما) [كمال الدين]

✦ ويُؤكّد هذا المعنى إمامُنا الباقر صلواتُ اللهِ عليه إذ يقولُ لأحدِ أصحابِهِ: (أما لو قام قائمُنا، لقد رُدّت إليه الحُميراء حتّى يجلِدَها الحد، وحتّى ينتقمَ لابنةِ محمّدٍ فاطمة صلواتُ الله عليها مِنها)

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




سبيلُ الخلاص مِن كُلّ شدّةٍ ومِحنة هو الّلجوء إلى إمام زماننا
:
✸ يقول إمامُنا الثامِن ووليّنا الضامِن الإمام الرضا صلوات الله عليه: (إذا نزلتْ بكم شدّة فاستعينوا بنا على الله، وهُو قول الله عزّ وجلَّ {وللهِ الأسماءُ الحُسنى فادعوه بها} قال أبوعبدالله الصادق عليه السلام نَحنُ واللهِ الأسماء الحسنى التي لا يُقبل مِن أحدٍ إلّا بمَعرفتنا، قال: {فادعوه بها}) [تفسير البرهان: ج2]

الإمام الرضا في الحديثِ أعلاه يُوصي أشياع أهل البيت أن إذا نزلتْ بِكُم نازلة ووقعتم في مِحنةٍ وشدّةٍ فاستعينوا بمُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ لِحلّها وكشف الكرب عنكم ويُؤكّد على هذا الأمر نبيّنا الأعظم في حديثٍ لهُ يقول فيه: (يا عباد الله، إنَّ آدم لمّا رأى النُورَ ساطعاً مِن صُلْبه، إذْ كان تعالى قد نقَلَ أشباحنا مِن ذُروة العَرش إلى ظَهره -أي إلى ظهر آدم- رأى -آدمُ- النورَ ولم يتبيّن الأشباح فقال: يا ربّ، ما هذهِ الأنوار؟ قال الله عزّ وجلّ أنوارُ أشباحٍ نقلتُهم مِن أشرف بقاع عَرشي إلى ظهرك، ولذلكَ أمرتُ الملائكةَ بالسُجود لك، إذْ كُنتَ وعاءً لتلكَ الأشباح فقال آدم: يا رب، لو بيّنتها لي؟ فقال اللهُ عزَّ وجلَّ: انظرْ -يا آدم- إلى ذُروة العَرش، فنظر آدم ووقعَ نُور أشباحنا مِن ظَهْر آدم على ذُروة العَرش، فانطبعَ فيه صُوَرُ أنوار أشباحنا التي في ظَهره كما ينطبعُ وجهُ الإنسانِ في المِرآة الصافية، فرأى أشباحنا فقال آدم: ما هذهِ الأشباح،يا ربّ؟ قال اللهُ تعالى: يا آدم، هذهِ أشباحُ أفضلِ خلائقي وبريّاتي، هذا مُحمّدٌ، وأنا المحمود الحميد في أفعالي، شققتُ لهُ اسْماً مِن اسْمي، وهذا عليّ، وأنا العليُّ العظيم، شققتُ لهُ اسْماً مِن اسِمي، وهذهِ فاطمة وأنا فاطرُ السماواتِ والأرض، فاطمُ أعدائي مِن رحمتي يوم فصْل القضاء، وفاطمُ أوليائي ممّا يعتريهم ويشينهم، فشققتُ لها اسْماً مِن اسمي، وهذانِ الحسنُ والحسين وأنا المُحسن المُجمل، شققتُ اسْمهما مِن اسْمي، هؤلاء خيارُ خليقتي وكرامُ بريتي، بهم آخذُ وبهم أُعطي، وبهم أعاقب وبهم أثيب، فتوسَّل بهم إليَّ - يا آدم - وإذا دهتكَ داهيةٌ فاجْعَلهُم إليَّ شُفعاءك، فإنَّي آليتُ على نفسي قَسَماً حقّاً أن لا أخيّب لهم آملاً، و لا أرُدَّ لهم سائلاً، فلذلكَ حين زلَّتْ منهُ الخطيئة دعا الله عزّ وجلّ بهم، فتاب عليه وغفر له)[تفسير الإمام العسكري]

• لاحظوا هذهِ العبارة من الحديث: (فتوسّل بهم إليّ -يا آدم- وإذا دَهَتْكَ داهيةٌ فاجعَلهُم إليَّ شُفعاءك، فإنّي آليتُ على نفسي قَسَماً حقّاً أن لا أخيّب لهم آملاً، ولا أرُدّ لهم سائلاً) هذا قَسَمٌ مِن الله تعالى بأن لا يردّ أحداً سألهُ ودعاهُ صادقاً مُخلصاً مِن خلال مُحمّدٍ آل مُحمّدٍ صلواتُ الله عليهم فيا أشياع أهل  البيت في شرق الأرض وغربها توجّهوا إلى سبيلِ النجاةِ الوحيد الذي تُخاطبونَهُ في زيارتهِ الشريفة: (السلام عليك يا سفينة النجاة) توجّهوا إلى إمامِ زمانكم ولا تُعلّقوا آمالاً بأنّ الفرج يُمكن أن يأتي مِن بابٍ آخر غير بابِ الحجّة بن الحسن.

لا تُعلّقوا آمالاً حتّى على سعيكم وجُهدكم الشخصي لِرفع المحنةِ عنكم فإنّ سَعي العَبد بِمُفردهِ مِن دُون الّلجوءِ إلى إمام زمانهِ سَيٌ خائب كما يقول نبيّنا الأعظم صلّى الله عليه وآله (أوحى اللهُ إلى بَعْضِ أنبيائهِ في بعْض وحيه إليه، فقال: وعزّتي وجلالي، لأقطعنَّ أملَ كُلِّ مُؤمّلٍ غيري بالإياس، ولأكسونّه ثوبَ المذلّة في الناس، ولأُبعدنه مِن فَرَجي وفَضْلي أيؤمّل عبدي في الشدائد غيري، أو يرجو سوايَ، وأنا الغنيُّ الجواد؟! بيدي مفاتيحُ الأبواب وهي مُغلّقة، وبابي مفتوحٌ لِمَن دعاني ألم يعلم أنّه ما أوهنتهُ نائبةٌ -أي ما أضعفتهُ مُصيبةٌ- لم يملكْ كشفها عنهُ غيري؟ فما لي أراهُ بأملِهِ مُعرضاً عنّي؟!
قد أعطيتهُ بجُودي وكرمي ما لم يسألني، فأعرضَ عنّي ولم يسألني وسألَ في نائبته غيري، وأنا اللهُ أبتدئُ بالعَطيّة قبلَ المسألة، أفأُسَألُ فلا أُجيب؟ كلّا، أو ليسَ الجُود والكرمُ لي؟ أو ليستْ الدُنيا والآخرة بيدي؟ فلو أنَّ أهْل سبع سماواتٍ وأرضين سألوني جميعاً فأعطيتُ كُلّ واحدٍ منهم مَسألته، ما نقَصَ ذلك مِن مُلكي مثلُ جناح بعوضة، وكيف ينقصُ مُلْك أنا قَيّمُهُ؟ فيا بؤساً لِمَن عصاني ولم يُراقبني..)
[عدّة الداعي]

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




وقفة عند أبزرِ صفاتِ المُنتظرينَ حقّاً لإمامِ زمانِنا في حديثِ إمامِنا العسكري
:
❂ يقولُ إمامُنا العسكريُّ وهو يُحدّثُ إمامَ زمانِنا عن أبرزِ أوصافِ المخلصينَ مِن الشيعة، يقول: (واعلم أنّ قلوبَ أهلِ الطاعةِ والإخلاصِ نُزّعٌ إليك مثل الطير إذا أمّتْ أوكارَها) [كمال الدين]

[توضيحات]
عبارةٌ جميلةٌ وبليغة، بل في غايةِ البلاغة، سنقفُ عند بعضِ مُفرداتِها لتوضيح المعنى

• قوله: (أنّ قلوبَ أهلِ الطاعة والإخلاصِ نُزّعٌ إليك) معنى "نُزّعٌ إليك" أي مُتوجّهةٌ بتمامِها إليك، كما يتوجّهُ السهمُ إلى هدفه، فقلوبُ أهلِ الإخلاصِ تشتاقُ إلى الإمامِ شديدَ الشوق، فهي في غايةِ الإسراع، بل في حالةِ فِرارٍ إلى إمامِ زمانِنا ونحنُ مأمورونَ بالفرارِ إلى اللهِ كما يقولُ القرآن: {ففِرُّوا إلى الله إنّي لكم مِنه نذيرٌ مُبين} والفرارُ إلى اللهِ لا يُترجَمُ على أرضِ الواقع إلّا بالفِرارِ إلى أهلِ البيت عليهم السلام لأنّ اللهَ تعالى ليس في جهةٍ مُعيّنةٍ حتّى نَفِرَّ إلى تلك الجهة، إذا أردنا أن نَفِرَّ إلى اللهِ فلابُدّ أن نتوجّهَ إلى وجهِه، ووجهُ الله هم أهلُ البيت عليهم السلام وفي زمانِنا هذا وجهُ هو إمامُ زمانِنا كما نُخاطبهُ في دعاء الندبة: (أين وجهُ اللهِ الذي إليه يتوجّهُ الأولياء) فجهةُ الفرارِ إلى اللهِ هي: وجهُ اللهِ الذي إليه يتوجّه الأولياء جهةُ الفرارِ هي إمامُ زمانِنا كما نقرأ في الزيارة الجامعة الكبيرة: (مَن أراد اللهَ بدأ بكم)

فإمامُنا العسكريُّ عليه السلام يقول أنّ قلوبَ أهلِ الطاعةِ والإخلاص تشتاقُ شديدَ الشوقِ إلى إمامِ زمانِنا كما تشتاقُ الطيورُ إلى أوكارها فتعود لأوكارِها مساءً، وهو تشبيهٌ جميلٌ ولطيفٌ ودقيق

فمعنى أوكار الطيور: هي الأعشاشُ والبيوتُ والأوطانُ التي تأوي إليها الطيور، فالطيورُ تشتاقُ إلى أعشاشِها ولذا تعودُ إليها في وقتٍ دقيقٍ ومُحدّد مساءً إذا حلَّ الظلام، وليس كالإنسانِ الذي لا يلتزمُ بوقتٍ مُعيّن في رجوعهِ إلى بيتهِ الطيورُ تعودُ إلى أعشاشِها في وقتٍ ثابتٍ ومُحدّد حتّى في أيّامِ المطرِ الشديد والأعاصير وكذلك في الأيّامِ الشديدةِ الحرارة، لذا قال الإمام أنّ قلوبَ أهلِ الطاعةِ والإخلاصِ نُزّعٌ إلى إمامِ زمانِهم مثلَ الطيور إذا رجعت لِأوكارِها، لأنّ الإمامَ بالنسبةِ للشيعة المُخلصين هو وطنُهم وهو عُشُّهم ووكرُهم، فهُم لا يجدونَ الاطمئنان ولا يجدون الرحمة والحنان والرأفةَ ولا يجدون الكرامةَ والعِزّة ولا يجدون الحقَّ إلّا في الفناء الأقدسِ لإمامِ زمانِنا، ويُشيرُ إلى هذا المعنى إمامُنا الكاظم عليه السلام وهو يُبيّن معنى قولِهِ: {وأسبغ عليكم نِعَمَهُ ظاهرةً وباطنة} إذ يقول (النعمةُ الظاهرة الإمامُ الظاهر، والباطنة: الإمامُ الغائب، فحين سألوه ويكون في الأئمّةِ مَن يغيب؟ قال: نعم يغيبُ عن أبصارِ الناسِ شخصُه ولا يغيبُ عن قلوبِ المؤمنين ذِكرُه)

لماذا لا يغيبُ ذكرهُ عن قلوبِ المؤمنين؟
الجواب واضح، لأنّ قلوبَ المُؤمنين المخلصين نُزّعٌ إلى الإمامِ مثل الطيرِ إلى أوكارِها فالإمامُ يغيبُ شخصُهُ فقط عن أبصارِ الناس، ولكنّه في حقيقتِهِ ليس غائباً الإمامُ هو الغائبُ الشاهد، هو غائبٌ عن أنظارنا ولكنّه شاهدٌ على أنظارِنا وعلى كلِّ جارحةٍ مِن جوارِحنا، بل على كلِّ نَفَسٍ وكلِّ خَلَجةٍ مِن خَلَجاتِ أنفُسِنا فلا يغيبُ عن قلوبِ المؤمنين المُخلصين ذِكره

وأمّا مَن هم أهلُ الإخلاص وما أوصافُهم؟
فيُجيبُنا إمامُنا السجّاد عليه السلام في هذه الرواية التي يُحدّثُنا فيها عن أوصافِ المُنتظرين حقّاً لإمام زمانِهم، فيقول: (إنّ أهلَ زمانِ غيبتهِ، القائلينَ بإمامتِهِ، المُنتظرينَ لظهوره، أفضلُ أهل كلِّ زمان؛ لأنّ اللهَ تعالى ذِكرهُ أعطاهم مِن العقولِ والأفهامِ والمعرفة ما صارت به الغيبةُ عندهم بمنزلةِ المُشاهدة، وجعلَهم في ذلك الزمانِ بمنزلةِ المجاهدينَ بين يدي رسول الله بالسيف، أولئك المُخلصونَ حقّاً، وشيعتُنا صِدقاً، والدُعاةِ إلى دينِ الله سِرّاً وجهراً) [غيبة النعماني]

هذه الرواية يجب على الشيعي في كلِّ لحظةٍ أن يُدقّقَ النظر فيها، فهي تُحدّثُنا عن زمانِ الغَيبة وتُخبِرُنا بأنّه في زمانِ الغَيبة قد يتمكّنُ الناسُ مِن أن تكون الغَيبةُ عندهم بمنزلةِ المُشاهدة وذلك حينما يملكون عقيدةً سليمةً بإمامِ زمانِهم وهذا أعظمُ توفيقٍ وأعظمُ تسديدٍ ينالُهُ العبدُ مِن الله ومِن إمام زمانه وإنّما يبلغُ العبدُ إلى هذه المرتبة: (أن تكونَ الغَيبةُ عندهُ بمنزلة المُشاهدة) بهذه الأوصاف التي ذكرها إمامُنا السجّاد عليه السلام فأصحابُ هذه الأوصاف هم المُخلصون حقّاً كما يقولُ الإمام: (أولئك المُخلصونَ حقّاً وشيعتُنا صِدقاً) فصِفةُ الإخلاصِ هي التي تكونُ سَبَباً للبلوغ إلى هذه المرتبة، والإخلاصُ إنّما يكونُ في قلبِ الإنسان

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




هكذا يُؤدّب إمامُنا الصادق أشياعَهُ المُخلصين رواية جميلة.. جديرة بالتفكّر
:
❂ أحدُ أصحاب إمامِنا صادق العترة عليه السلام وهو يونس بن يعقوب يقول للإمام عليه السلام: (لَوِلائي لكم وما عرّفني اللهُ مِن حقّكم أحبُّ إليَّ مِن الدُنيا بحذافيرها قال يونس: فتبينتُ الغضبَ فيه، ثمَّ قال عليه السلام يا يُونس قِستنا بغير قياس، ما الدنيا وما فيها؟! هل هي إلّا سَدُّ فورة أو سَتر عَورة؟ وأنت لكَ بمحبتنا الحياة الدائمة) [بحار الأنوار: ج78]

[توضيحات]
معنى حذافيرُ الدُنيا: أي كُلُّ شيءٍ في الدنيا بما فيها ما ينفعُ الإنسان وما يضرُّه فيونس يقول للإمام: أنّ ولايتَكم أهل البيتِ أحبُّ إليَّ مِن الدنيا وما فيها

فماذا كانت ردّةُ فِعل الإمام؟
الرواية تُخبرنا بأنّ الإمام غضِبَ مِن كلام يونس! وقد يتعجّب الكثيرون هُنا ويتساءلون: ماذا قال يونس؟ وأين الخطأ في كلامه حتّى يغضب الإمام؟! لرُبّما الكثير مِن الناس لا يحلمونَ أن يكونَ أهلُ البيت عندهم بهذه المنزلة فهذا المعنى بالنسبةِ لنا معنىً في غاية الكمال: أن تكونَ ولايةُ أهلِ البيت أحبَّ إلينا مِن الدنيا بكُل ما فيها نحنُ نرى هذا الأمرَ عينَ الكمال أمّا الإمام فقد غَضِبَ مِن هذا الكلام، واعتبَرَهُ  إساءةَ أدب! عِلماً أنّنا إذا أردنا أن نقيسَ واقعنا، فحتّى مقامُ إساءةِ الأدب هذا أي حينما يكونُ أهلُ البيتِ أحبَّ إلينا مِن الدنيا وما فيها حتّى هذا المقام نحنُ أساساً ما بلغناهُ في حُبِّ أهل البيت هذه هي الحقيقة

أمّا سبب غضب الإمام وقولهِ ليونس: (ما أنصفتنـا.. قِسْتَنا بِغير قياس) فالإمام يُريد أن يقول: أيُّ قياسٍ هذا أن تُقايس بين ولايتنا وبين الدُنيا؟! ما قيمةُ الدنيا أساساً حتّى تقولَ أنَّ ولايتَنا أحبُّ إليك منها؟! هل للدنيا مِن قيمة؟! وكأنّكَ يا يونس بهذه العبارة تقول: أنّ ولايتي لكم يا آل مُحمّد وما عرّفني اللهُ مِن حقّكم أحبُّ إليّ مِن التوافه! لأنّ الدُنيا في حقيقتُها هي توافه في توافه ولِهذا الإمام اعتبرَ هذا سُوء أدب، وغَضِبَ مِن كلام يُونس وقال لهُ: (يا يُونس قِسْتنا بغيرِ قياس، ما الدنيا وما فيها، هل هِي إلّا سَدُّ فَورة، أو سترُ عورة)

معنى سدُّ فورة: إمّا فورة جُوع، أو فورة عطش، أو فورة سُلطان، أو فورةُ مُلك وهي حُبُّ الإنسان للزعامة والمُلك أو فورة نُعاس تُصيبُ الإنسان فتجعلهُ يريدُ أن ينام ويرتاح، أو فورة غضب هذه هي حقيقةُ الدنيا وهذا وصفُها في كلماتِ صادق العترة: إنّها مُجرّد فورات (سَدُّ فورة، أو سَتْرُ عورة)

والمُراد مِن سَتْر عَورة: يعني أنّ الدنيا ليستْ إلّا هذا الّلباس الذي تلبسهُ والبيت الَّذي تسكنُه وتستُر به عورَتك فما قيمةُ الدُنيا وما فيها في القِياس إلى ولاية أهل البيتِ؟!

ومِن هُنا كان مِن الظُلْم الشديد لأهل البيت أن يَرى الإنسانُ نعمةً في الوجود أعظمُ مِن نعمة ولايتهم صلوات الله عليهم ولايةُ أهل البيت أعظمُ نعمةٍ في الوجود، وهي الغنى الحقيقي بتمام معناه كما يُبيّن ذلكَ إمامنا الكاظم في هذه الرواية التي يقول فيها: (أنَّ رجلاً جاء إلى إمامنا الصادق فشكا إليه الفقر، فقال له الإمام: ليس الأمرُ كما ذكرت وما أعرفكَ فقيراً. فقال الرجل: واللهِ يا سيّدي ما استبيت -أي ليس عندي قوتُ ليلة- وذكَرَ مِن الفَقْر قطعة، والصادق يُكذّبه، إلى أن قال لهُ الإمام: أخبرني لو أُعطيتَ بالبراءةِ منّا مائةَ دينار، كنتَ تأخذ؟ قال الرجل: لا إلى أن ذكرَ له الإمام ألوفَ الدنانير والرجل يَحلف أنّه لا يفعل، فقال الإمام: مَن معهُ سلعة يُعطى بها هذا المال لا يبيعها أهو فقير؟!) [آمال الطوسي]

[لفتــة]
واقعاً إذاً لم ننظُر إلى هذهِ النعمة العُظمى نعمة الولاية لِمحمّدٍ وأهلِ بيتهِ الأطهار التي أنعمَ بها علينا نبيّنا الأعظم إذا لم ننظر إليها بِهذه العظَمة حينئذ لن نتمكّنُ مِن شُكرِها وإذا لم نَتمكّن مِن شُكرِها، فإنّ النعمةَ ستُسلَب مِنّا وإذا لم تُسلب فإنّها لا تزداد! فالنعمةُ بنصِّ القُرآن تَزدادُ مع الشُكْر والإنسانُ إذا لم يعرفْ قَدْرَ النعمةِ فكيف يتمكَّنُ مِن شُكرها وأداء حقّها؟!

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




الإمام الرضا عليه السلام يضعُ لنا قانوناً نعرفُ مِن خلالهِ كم لنا مِن المنزلة عند إمام زماننا
:
❂ يُحدّثنا الحسنُ بن الجَهم، يقول: قلتُ لأبي الحسن الرضا عليه السلام: (لا تنسني مِن الدعاء قال الإمام: أو تعلم أنّي أنساك؟ فتفكّرتُ في نفسي وقُلت: هو يدعو لشيعتِهِ وأنا مِن شيعته، فقلتُ: لا، لا تنساني، قال الإمام: وكيف علمتَ ذلك؟ فقُلتُ له: إنّي مِن شيعتك، وإنّك لتدعو لهم. فقال الإمام: هل علمتَ بشيءٍ غير هذا؟ قلتُ: لا، قال الإمام: إذا أردتَ أن تعلم ما لكَ عندي، فانظر إلى ما لي عندك) [الكافي الشريف]

[توضيحات]
الإمام هنا يُرشدنا إلى قانون واضح يعرفُ المُؤمن مِن خلالهِ كم له مِن المنزلة عند إمام زمانه، فيقول: إذا أردتَ أن تعلمَ ما لك عندي مِن المنزلة، فانظر إلى ما لي عندك يعني انظر إلى قلبك، وكاشف نفسك وصارحها مُصارحةً صادقة: كم لإمامك مِن المنزلةِ عِندك؟ فإنّ لك في قلب إمامك مِن المنزلةِ بقَدر ما للإمام مِن المنزلةِ في قلبك، خُصوصاً عند (المعصيّة)

لأنّ الإنسان قد يُعوّل على بعض حالاتِ الإقبال والتوجُّه التي يعيشُها مع إمامهِ في ساعاتٍ مُعيّنة، كساعاتِ المُناجات وليالي وأيّام الجُمعات مثلاً فيتوهّم أنّ علاقتَهُ متينةٌ وقويّةٌ بإمام زمانه، وهذا غير صحيح فليس المُعوّلُ على الحالة العاطفيّة فقط، وإنّما المطلوبُ مِن العَبد أن ينظرَ إلى قلبهِ وإلى نفسهِ في جميع الحالات والظُروف ويرى كم لإمام زمانهِ مِن المنزلة عنده خُصوصاً إذا همَّ بالمعصيّة، كما يُشير إلى هذا المعنى سيّدُ الأوصياء حين يقول: (مَن أراد مِنكم أن يعلمَ كيف منزلتُهُ عند الله فلينظرْ كيف منزلةُ اللهِ منه عند الذنوب، كذلك منزلتهُ عند الله تبارك وتعالى) [الخصال]

لاحظوا المضمونُ هو نفسهُ في حديث الإمام الرضا، لأنّ الله تعالى إنّما يُراقبُ العِباد بعينهِ الناظرة، وعينُ الله الناظرة هي الإمام المعصوم، كما نُخاطبُ أمير المؤمنين في زيارته: (السلامُ عليك يا عين الله الناظرة) وكما نُخاطبُ إمامَ زماننا في زيارته: (السلامُ عليك يا عين الله في خَلقِه) فالإمامُ المعصوم هو عينُ الله الناظرة التي يرعى بها العباد ويكونُ رقيباً عليهم بها في كُلِّ أحوالِهم، وهو وجهُ الله المُتقلِّب في الأرض بين أظهُرنا

فهل يستشعرُ العبد ويستحضرُ رقابةَ عين اللهِ الناظرة التي هي رقابةُ إمامِ زمانِهِ هل يستشعرُ هذه الرقابة حينما يهمُّ بمعصية، فيتركُ تلك المعصيّة خَجَلاً مِن إمامهِ وإكراماً للإمام؟! أمّ أنّه يأتي بالمعصية بلا مُبالاة ويجعلُ إمامَ زمانهِ أهون الناظرين إليه وأخفَّ المُطّلعين عليه؟! خُصوصاً تلك المعاصي التي تُؤدّي إلى العبث في الدين فإنّ مِن أوضح الأعمال التي تُفكِّكُ بين الشيعي وبين إمامِهِ: الذنوب والمعاصي التي تؤدِّي إلى العَبَث بالدين كأن يُحرِّم الإمامُ أمراً وينهى عنه، فيأتي الشيعةُ فيُحلّلونَ ما حرّم الإمام ويرتكبون ما نهى عنه دُون استحضارٍ لرقابةِ إمامِ زمانِهم فيجعلون الإمامَ أهون الناظرين وأخفّ المُطّلعين هُنا يظهر كم للعبد مِن المنزلة عند إمام زمانِهِ، كما يقول إمامُنا الرضا: (مَن لَزِمَنا لزمناه، ومَن فارقنا فارقناه) والقانونُ الإلهي واضح: (فاذكروني أذكركم)

على سبيلِ المِثال:
يقولُ إمامُ زماننا: (طَلَبُ المعارف مِن غير طريقنا أهل البيت مُساوقٌ لإنكارنا) حينما يسمعُ الشيعيُّ هذا التحذير مِن إمامِهِ ولا يعتني به، فلا يهتمّ بطَلَب معارفِ دِينهِ مِن الطريق الصحيح وهو طريق أهل البيت، ولا يتفحّص هل مَعارفُ دينهِ التي تعلّمها مأخوذةٌ فِعلاً مِن أهل البيت أم مِن غيرهم وحينما يتركُ هذا الشيعي أحاديث العترة ويُعرِضُ عنها ويُشكّك فيها، ويُقبِل على كُتبِ المُخالفين يغترف ويأخذُ منها فقد جعل إمامَ زمانِهِ أهون الناظرينَ إليهِ وأخفَّ المُطّلعينَ عليه عند هذه المعصيّة التي هي أعظمُ المعاصي وأشدُّها بمَوازين أهل البيت فمنزلةُ هذا الشخص أيّاً كان حتّى لو كان مِن كبار رجال الدين منزلةُ هذا الشخص عند إمامِ زمانهِ في أسوأ المنازل، لأنّهُ جعل إمامَ زمانِهِ في أهونِ المنازل ولم يَعتنِ بوصايا إمامِهِ ووصايا العترة الطاهرة فإذا أردنا أن نعرفَ كم لنا مِن المنزلةِ عند إمامِ زماننا، فلنُكاشف أنفُسنا في لحظةِ تفكّرٍ وصِدق مع النفس، ونسأل أنفُسنا:

• كم لإمامِ زماننا مِن المنزلةِ عندنا وفي نُفوسنا؟!
•وكم تَشغَلُ خِدمتُهُ المُقدّسة مِن مساحةٍ في حياتنا؟!
• هل جعلنا إمامَ زماننا الأولويّة الأولى والهمَّ الأوّل؟!
• هل جعلنا إمام زماننا أصلاً في قائمةِ الأولويات؟!
• هل نستحضرُ إمامَ زماننا حين تهمُّ النفس بالمَعصية

بِمِقدار ما نجعل لإمام زماننا مِن المَنزلةِ في قُلوبنا وعُقولنا وفي حياتنا، تكون مَنزلتُنا عند إمامِ زماننا فالقانون القُرآني واضح (فاذكروني أذكركم)

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




مقام الصدّيقة الكُبرى فاطمة الزهراء وآلها الأطهار في كلماتِ نبيّنا الأعظم
:
❂ يقولُ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله في حقّ فاطمة وآل فاطمة الأطهار: (فاطمة مُهجةُ قلبي وابناها ثمرةُ فُؤادي، وبعلُها نُور بصري، والأئمةُ مِن وُلدها أُمناءُ ربّي وحبلٌ ممدودٌ بينهُ وبين خلقه، مَن اعْتصمَ بهم نجا ومَن تخلَّف عنهم فقد هوى) [بحار الأنوار: ج23]

✦ لاحظوا رسول الله في حديثه الشريف فقط يذكرُ مِن أسماء أهل بيتِه (فاطمة) فقط أمّا بقيّة أهلُ بيتهِ حِين يتحدّث عنهم فهو ينسِبهم إلى فاطمة صلواتُ الله عليها وعليهم فيقول: (وابناها ثمرةُ فُؤادي، وبعلُها نُور بصري، والأئمةُ مِن وُلدها أُمناءُ ربّي) الجميع نَسَبهم إلى الزهراء

✦ عليٌّ وفاطمة والحَسَنان كلّهم نُورٌ واحد وحقيقةٌ واحدة، ولكنّ رسول الله خَصَّ الزهراء هنا مِن بينهم بذِكر اسمها الشريف لأنّه يُريد أن يُشير إلى قَيمومة فاطمة على الدين، فهي القَيّمة على الدين صلوات الله عليها كما يُشير إلى ذلك إمامنا الباقر في معنى قوله تعالى في سُورة البيّنة: {وذلك دينُ القيّمة} قال: هي فاطمة صلوات الله عليها) الزهراء هي أمُّ أبيها وأمُّ أبيها يعني أنّها أُمُّ القُرآن، وهي أمُّ الإسلام، وهي أمُّ الإيمان، وهي أمُّ التوحيد، وهي أمُّ الحقيقة،

فاطمة الطاهرةُ المُطهَّرةُ والمُطهِّرَةُ أيضاً فهي التي تُطهِّرنا وتُطهّر عَقيدتنا وتُطهّر دِيننا وعِبادتنا، وتُطهّر عُقُولنا، وتُطهّر مَودَّتنا لِمُحمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم كما نقرأ في زيارتها الشريفة: (فإنّا نسألكِ إنْ كنّا صَدّقناكِ إلّا ألحقتِنا بتصديقنا لهما لنبشّر أنفسنا بأنّا قد طهُرنا بولايتكِ) بل إنَّ ولايةَ الزهراء ليستْ فقط على هذا الدين، وإنّما لها القيمومة ولها الولاية المُطلقة على هذا الوجود

✦ أضف أنّ تخصيصَ رسول اللهِ لِفاطمة بذكر اسْمها الشريف ونِسبةُ أهْل بيتها الأطهار إليها هذا الأمر هو تَخلُّقٌ بأخلاق الله فإنّ الله تعالى قد صنعَ هذا الصنيع قبل نبيّهِ الأعظم في حديثِ الكساء الشريف حين قال للملائكة: (يا ملائكتي ويا سكّان سماواتي، إنّي ما خلقتُ سماء مَبنيّة، ولا أرضاً مَدحيّة ولا قَمَراً مُنيرا، ولا شمْساً مُضيئة، ولا فلكاً يدور، ولا بحْراً يجري، ولا فلكاً يسري، إلّا في محبّة هؤلاء الخمسة الّذين هُم تحت الكساء..) فحين سألهُ جبرئيل: (يا ربّ ومَن تحتَ الكساء)؟ قال اللهُ عزّ وجلّ: (هُم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها) فقد ذكر فاطمة الزهراء أوّلاً ثُمّ نَسبَ جميعَ أهل بيتها الأطهار إليها، مِن أجل بيانِ هذه الخُصوصيّة للزهراء صلوات الله عليها.

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




غُضّوا أبصارَكم لتجوز فاطمةُ بنتُ محمّد
:
❂ يقولُ نبيّنا الأعظم وهو يحدِّثُنا في روايةٍ طويلةٍ عن جانبٍ مِن عظمةِ مقامِ الزهراء في مشاهدِ ومواقفِ يومِ القيامة، يقول: (ثمَّ يقولُ جبرئيل: يا فاطمة سَلي حاجتكِ -أي اطلبي حاجتكِ- فتقولين: يا ربِّ شيعتي، فيقولُ اللهُ عزّ وجلّ: قد غفرْتُ لهم. فتقولين: يا ربِّ شيعةُ وُلدي، فيقولُ الله: قد غفرتُ لهم. فتقولين: يا ربّ شيعةُ شيعتي، فيقولُ اللهُ: انطلقي فمَن اعتصمَ بكِ فهو مَعكِ في الجنّة، فعند ذلك يودُّ الخلائقُ أنّهم كانوا فاطميّين! فتسيرين ومعكِ شِيعتكِ وشِيعةُ وُلدك وشيعةُ أميرِ المؤمنين آمنةً روعاتُهم، مَستورةً عوراتُهم، قد ذهبت عنهم الشدائدُ وسهّلتْ لهم الموارد يخافُ الناس وهُم لا يخافون، ويظمأُ الناس وهُم لا يظمأُون فإذا بلغتِ باب الجنّة تلقّتكِ اثنا عشر ألفَ حوراء لم يتلقّين أحداً قبلكِ ولا يتلقين أحداً بعدكِ..) [تفسير فُرات]

[توضيحات]
• قولِهِ: (انطلقي فمَن اعتصم بكِ فهو معكِ في الجنّة) الذي سيعتصمُ بفاطمة عَلَيْهَا السَّلَامُ في يومِ القيامة هو كُلُّ مَن كان فاطميّاً في الحياةِ الدُنيويّة يعني كان مِمّن نال حظّاً مِن معرفةِ حقِّ فاطمة عَلَيْهَا السَّلَامُ، وكان شديدَ الارتباطِ بالزهراء عَلَيْهَا السَّلَامُ وكان مِمّن وصَلَها ونَصَرَها ونصر وُلْدها الأطهار، ووالى أولياءها وعادى أعداءها، ووُفِّقَ للبِرِّ بفاطمة ووُلدها صلواتُ اللهِ عليهم ولهذا قال رسولُ الله: (فعند ذلكَ يودُّ الخلائقُ أنّهم كانوا فاطميّين)

❂ وفي روايةٍ أُخرى يقولُ نبيُّنا الأعظم: (إنَّ اللهَ تعالى إذا بعَثَ الخلائقَ مِن الأوّلين والآخرين نادى مُنادي ربّنا مِن تحتِ عرشِهِ: يا معشرَ الخلائق غُضُّوا أبصارَكم لتجوزَ فاطمةُ بنتُ محمّدٍ سيّدةُ نساء العالمين على الصراط فيغضُّ الخلائقُ كلّهم أبصارَهم، فتجوزَ فاطمةُ على الصراط، لا يبقى أحدٌ في القيامةِ إلّا غضَّ بَصَرَهُ عنها، إلّا مُحمّدٌ وعليٌ والحسنُ والحسين والطاهرونَ مِن أولادِها فإنّهم محارِمُها، فإذا دخلت الجنّة بقي مَرطُها مَمدوداً على الصِراط طَرَفٌ مِنهُ بيدها وهي في الجنّةِ وطَرَفٌ في عرصاتِ القيامة. فيُنادي مُنادي ربّنا يا أيُّها المُحبّون لِفاطمة تعلّقوا بأهدابِ مَرطِ فاطمة سيّدةِ نساءِ العالمين، فلا يبقى مُحِبٌّ لفاطمة إلّا تعلّقَ بهُدبةٍ مِن أهدابِ مَرطها، حتّى يتعلّقَ بها أكثر مِن ألفِ فئام وألف فئام وألف فئام. قالوا: وكم فئامٌ واحدٌ يا رسول الله؟ قال: ألفُ ألفٍ مِن الناس- يعني مليون -) [تفسير الإمام العسكري]

• قوله: (تعلّقوا بأهداب مَرط فاطمة) المُراد مِن المرط هو شيءٌ مِن الثياب تلبسُهُ المرأة له ذيل، كالعباءة أو ما يُشبهُ العباءة وأمّا الأهداب فهي الخيوطُ التي في أهدابِ المرط وقطعاً الحديثُ هنا في الروايةِ عن مَرطٍ جناني وليسَ مَرطاً مِن سِنخِ ما هو موجودٌ في العالمِ الدنيوي

وهُنا ملاحظة لابُدّ مِن الإشارة إليها، وهي: أنَّ هذهِ الروايات تتحدّثُ بأسلوبٍ تقريبي وإلّا فإنَّ الزهراء عَلَيْهَا السَّلَامُ مقامُها أعلى بكثير مِن هذه المعاني وهذهِ الروايةُ لها دلالاتٌ عميقةٌ جدّاً فحين تقولُ الرواية: (يا معشرَ الخلائقِ غُضّوا أبصارَكم لتجوزَ فاطمةُ بنت مُحمّد) فإنَّ غضَّ البصرِ هُنا ليس المرادُ مِنه غضُّ البصرِ الحِسّي قد يكونُ غضُّ البصرِ الحِسّي موجوداً لكنّ المرادَ مِن غضِّ البصرِ هنا: هو إشارةٌ إلى أنَّ هذهِ الحقيقة وهي الحقيقةُ الفاطميّة هي حقيقةٌ أسمى مِن أن تدنو مِنها الأبصار تماماً كالمضمون الذي قالَهُ جبرئيلُ لرسولِ اللهِ في المعراج حين وصل رسولُ اللهِ إلى سدرةِ المُنتهى تركَهُ جبرئيل في تلك النُقطة، وقال له: (تقدّم يا رسول الله ليس لي أن أجوز هذا المكان، ولو دنوتُ أنمُلةً لاحترقت) مع أنّ جبرئيل ليس مِن البشر جبرئيل مِن الأركان الأربعة، والأركانُ الأربعة ما بين الملائكةِ هُم سادةُ الملائكة فطبيعةُ جبرائيل طبيعةٌ ملكوتيّةٌ وليست طبيعةً تُرابيّة وهذا الحديثُ بين رسولِ اللهِ وبين جبرئيل كان في الملأ الأعلى وليس في العالم الأرضي ورُغمَ ذلك فإنَّ جبرئيل يقولُ لرسولِ الله: (لو دنوتُ أنملةً لاحترقت) لأنّ نورانيّةَ نبيّنا الأعظم أسمى بكثيرٍ وكثيرٍ مِن نورانيّةِ سائرِ الخَلْق بما فيهم الملائكةُ والأنبياء، فما بالك بسائر الخلق!

وكذلك الصدّيقةُ الزهراء عَلَيْهَا السَّلَامُ التي هي بضعةُ المُصطفى ورُوحهُ التي بين جنبيه فلا يستطيعُ أحدٌ مِن سائرِ الخَلْقِ بما فيهم الملائكةُ والأنبياءُ أن يحتملَ نُوريّتها التي تتجلّى في عرصاتِ القيامة ولذلك يُقالُ للخلائقِ يومَ القيامة: (غُضّوا أبصارَكم لتجوزَ فاطمةُ بنت محمّد) لأنَّ هذهِ الأبصارُ لا تستطيعُ أن تدنو مِن فاطمة عَلَيْهَا السَّلَامُ وأن تحتمل نُوريّتها ولو حاولت ذلك لاحترقت (لو دنوت أنمُلة لاحترقت)..!

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




الْأثَارُ وَالْبَرَكَات لِاسْم فَاطِمَةَ عَلَيْهَاالسَّلَامُ

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




درس نَتعلّمُهُ مِن إمامِنا الهادي صلواتُ الله عليه أن نتوّجهَ لإمامِ زمانِنا في كلِّ حالٍ لاسيّمـا في أصعبِ الظُروف فإمامُ الزمان هو كهفُ الأمان ♡
:
❂ يُحدّثُنا كافورُ الخادم يقول (كانَ يونسُ النقاش (أحد أصحاب إمامِنا الهادي) يَغشى سيّدنا الإمام الهادي صلواتُ الله عليه ويخدِمُهُ، فجـاءَ يونس يَوماً يَرعدُ، فقال للإمام: يا سيّدي أُوصيكَ بأهلي خيراً. فقـالَ لهُ الإمـامُ عليهِ السلام وما الخَبَـر؟ قـال يُونس عَزمتُ على الرحيل قـال الإمام وهو يبتسّم ولِمَ يا يُونس؟ قـال يُونس وجّهَ إليَّ ابنُ بُغا (أحد قواد المُتوكّل العبّاسي) بفُصٍّ ليسَ لهُ قيمة (أي أنّهُ فصٌّ ثمين جدّاً لا يتمكّن مِن تَحديد قيمته) فأقبلتُ أنقُشُهُ فكسرْته باثنين! ومَوعده غــد، وهو (موسى بن بُغا) إمَّا ألفُ سَوطٍ أو القتْل..! فقـال الإمامُ عليهِ السلام امْضِ إلى مَنزلكَ إلى غد فما يكونُ إلّا خيرا فلمَّا كانَ مِن الغَـد وافـاه بُكْرة (أي صباحاً) يَرعَد خائفاً فقـال للإمام: قد جاءَ الرسولُ يلتمسُ الفُصَّ فقـال الإمام: امْضِ إليهِ فلنْ ترى إلاَّ خَيرًا قـال يونس: وما أقولُ لهُ يا سيّدي..؟ فتبسَّم الإمام وقـال: امضِ إليهِ واسمعْ ما يُخْبِركَ بهِ، فلا يكونُ إلّا خيراً. فمَضى يونس وعاد، وقـال: قال لي يا سيّدي: الجواري اختصمنَ.. فيُمكنُُكَ أن تَجعلَهُ فُصّين حتّى نُغنيـك؟ فقـالَ الإمامُ عليهِ السلام: الَّلهُمَّ لكَ الحمدُ إذْ جَعَلتنــا ممَّن يحمَدُك حَقَّــاً، فأيُّ شيءٍ قُلْتَ له؟ قــال يونس: قلْتُ لهُ: أمهلني حتَّى أتأمَّل أمْره؟ فقــال عليهِ السلام: أصبتْ) [بحار الأنوار-ج50]

[توضيحات]
موقفٌ عصيب جدّاً مَرَّ بهِ يُونس النقّاش ولكن بِمُجرّد أن تَوجّهَ إلى إمامِ زَمانِهِ وأخبرهُ بالحال انكشفتْ كُربتُهُ وعادَ مَسروراً ثَلِجَ الفؤاد وهذا دَرسٌ لنـا نَحنُ الشيعة أن نَتوجّهَ لإمامِ زمانِنا في كُلّ أحوالنا في كُلِّ صغيرةٍ وكبيرة كما في الزيارةِ الجامعةِ الكبيرة إذْ نقول (ومُقدّمُكم أمامَ طَلِبَتي وحَوائجي وإرادَتي في كلِّ أحوالي وأُموري..)

إمامُ زمانِنا هُو كهفُ الأمان وسفينةُ النجاة كما نُخاطبُهُ صلواتُ الله عليه في زيارتِهِ الشريفة في يوم الجمعة: (السلامُ عليكَ يا سفينة النجاة، السلامُ عليكَ يا عين الحياة) وبإمام زمانِنا وحدهُ دُونَ سِواه تُكْشَفُ هَذهِ الغُمّةَ عن هذهِ الأُمّة، كما نقرأ في دُعاء العهد الشريف (الَّلهُمَّ اكشفْ هذهِ الغُمَّةَ عن هذهِ الأُمةِ بحُضُورهِ..)

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




الإمام الصادق يُخبرنا بأنّ كُلّ ما جرى على العِترة مِن ظُلامات، هو لأجل قتل إمامِ زمانِنا..!
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق صلواتُ الله عليه: مِن حديثٍ طويل يُجري فيه مُقارنة بين ما جرى على بعضٍ مِن الأنبياء وبين ما يجري على إمام زمانِنا، يقول: (..أمّا مولدُ موسى، فإنّ فرعون لمّا وقف على أنّ زوال مُلكهِ على يده -أي على يد موسى- أمر بإحضار الكهنةِ فدلّوهُ على نسبه، وأنّه يكون مِن بني إسرائيل ولم يزل يأمر أصحابَهُ بشقِّ بُطون الحوامل مِن نساء بني إسرائيل حتّى قتل في طَلَبهِ نيّفاً وعشرين ألف مولود، وتعذّرَ عليه الوصولُ إلى قتل موسى بحفظ الله تبارك وتعالى إيّاه وكذلك بنو أُميّة وبنو العبّاس لمّا وقفوا -أي تيقّنوا- على أنّ زوالَ مُلكهم ومُلكِ الأُمراء والجبابرة مِنهم على يدِ القائم منّا.. ناصبونا العداوة، ووضعوا سُيوفهم في قتل آل الرسول وإبادة نسله؛ طَمَعاً منهم في الوصول إلى قتل القائم، ويأبى اللهُ عزّ وجل أن يكشفَ أمرهُ لواحدٍ مِن الظَلَمة إلّا أن يُتمَّ نُورَهُ ولو كرِهَ المُشركون) [كمال الدين]

[توضيحات]
قضيّةٌ مُهمّةٌ جدّاً لابُدّ أن نلتفت إليها وهي: أنّ الهدف الأساسي لإبليس هو عرقلةُ المشروع المهدوي وتأخيرهِ بأيِّ وسيلة لذلك شَحَذَ إبليسُ كُلَّ قُوّتهِ وإمكاناتهِ ومُخطّطاتهِ في مُواجهةِ هذا المشروع، والسبب: لأنّ المشروع المهدوي هو البوّابة لإقامةِ دولةِ أهل البيت ومشروع الخلافةِ الإلهيّة على الأرض والذي يُقيمُ مشروع الخلافة الإلهيّة هم محمّدٌ وآلُ مُحمّد وفاتحةُ إقامةِ هذا المشروع تكون على يدِ إمامِ زمانِنا ولأنّ قتْلَ الشيطان سيتحقّقُ في دولة أهل البيت (في عصرِ القائم وكذلك في عصرِ الرجعةِ العظيمة) لذلك شَحَذَ الشيطانُ كُلّ قُوّتهِ وإمكاناتهِ في تأخيرِ هذا المشروع وعرقلتهِ بأيّ وسيلة فكانت إحدى وسائل الشيطان للقضاء على المشروع المهدوي هي تحريكُ أعوانهِ مِن شياطين الجنِّ والإنس لقتلِ إمام زمانِنا ومِن أعوان إبليس وشياطينهِ الإنسيّين: النواصب (بني أُميّة وبني العبّاس وامتداداتُهم في هذا الزمان مِن أعداء صاحب الأمر) هؤلاء هم أدواتُ إبليس في مُواجهة المشروع المهدوي

ولذلك تجد أنّ بني أُميّة وبني العبّاس وامتداداتُهم في هذا الزمان كُلُّهم يبنون مُخطّطاتِهم وبرامِجَهم على أساسِ حرب الإمام الحجّة، لأنّهم يعتقدون بوجود الإمام فيُريدون القضاء على أُصُولهِ وجُذورهِ مِن أيِّ جهةٍ سيأتي، لأنّهُ هو الذي يُهدّدُ عُروشَهم ولذلك قتلوا الحسين وقتلوا العِترة جميعاً طَمَعاً في قتلِ إمام زمانِنا لأنّهم يعلمون أنّ الإمامَ الحجّة سيأتي ويُولَد مِن هذه السُلالة النُوريّة الطاهرة، وهذا ما بيّنهُ إمامُنا الصادق عليه السلام في حديثِهِ حين قال: (وكذلك بنو أُميّة وبنو العبّاس لمّا وقفوا على أنّ زوالَ مُلكهم ومُلكِ الأُمراء والجبابرة مِنهم على يدِ القائم منّا، ناصبونا العداوة، ووضعوا سُيوفَهم في قتلِ آل الرسول وإبادة نسلهِ؛ طَمَعاً منهم في الوصول إلى قتل القائم)

فبنو أُميّة وبنو العبّاس يعلمون جيّداً بأنّ المشروع الحسيني العملاق مُرتبطٌ بشكلٍ أساسي ومِفصلي بإمام زمانِنا وأنّ الإصلاحَ الذي خرج سيّدُ الشهداء يطلبُهُ إنّما يتحقّقُ في دولة أهل البيت والتي فاتحتُها الدولة المهدويّة لذلك قتلوا الحسين وقتلوا العِترة لأجل أن يقتلوا القائم مِن آل مُحمّد! وهذا هو هدف إبليس وشُغلُهُ الشاغل وقد أشار إلى هذا المضمون أيضاً إمامُنا العسكري في روايةٍ له يقول فيها: (قد وضع بنو أُميّة وبنو العباس سُيوفهم علينا لِعلّتين إحداهما أنّهم كانوا يعلمون أنّه ليس لهم في الخلافة حقٌّ، فيخافونَ مِن ادّعائنا إيّاها وتستقرَّ -الخلافةُ حينئذٍ- في مركزها وثانيهما: أنّهم قد وقفوا مِن الأخبار المُتواترة -أي المُتكرّرة- على أنّ زوال مُلكِ الجبابرةِ والظَلَمةِ على يدِ القائِم مِنّا، وكانوا لا يشكّون أنّهم مِن الجبابرة والظَلَمة، فسعوا في قتلِ أهل بيت رسول الله وإبادةِ نسلهِ طَمَعاً مِنهم في الوصولِ إلى مَنعِ تولُّدِ القائم أو قتلِهِ فأبى اللهُ تعالى أن يكشفَ أمرهُ لواحدٍ مِنهم إلّا أن يُتمّ نُورَهُ ولو كَرِهَ الكافرون)[عوالم العلوم]

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya



20 ta oxirgi post ko‘rsatilgan.