بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية نهديكم هذه القصيدة
أَشَاقَكَ البرقُ أم لاحَتْ لكَ الذِّكَرُ؟
أمْ هاجَ وَجْدَكَ نَفْحٌ لِلصَّبَا عَطِرُ؟
فبِتَّ مُستَشْرِفًا نَحو الحِمَى لَهَفًا
وماءُ عينيكَ مثلُ القَطرِ يَنْهَمِرُ
لا يَسْتَقِرُّ بجنبٍ مِنكَ مُضطَجَعٌ
كأنّما فُرِشَتْ من تحتِكَ الإِبَرُ
تهفو إلى سَالِفِ العَهْدِ الذي غَبَرَتْ
به الليــــالي وما أمْسَى له أثَرُ
فَدَع تَذَكُّرَكَ الماضِي وَسِر قُدُمًا..
ما في التَّذكُّرِ إلا البُؤْسُ والضَّجرُ
مَوجُ الحَيَاةِ عَصِيبٌ لا يُكابِدُهُ
إلا ابنُ عَزمٍ بِثَوبِ الجِدِّ مُؤْتَزِرُ
وكيفَ يَبلُغُ شَأوَ المَجدِ ذُو أمَلٍ
وَعَزمُهُ رَهنُ يأسٍ بالوَنَى عَفِرُ؟
فاقرَعْ رِتَاجَ المَعَالِي دُونَمَا وَجَلٍ
ولا يُرَوِّعْكَ إِخْفاقٌ ولا ضَرَرُ
لا غَروَ إن عُدتَ صِفْرًا دون مأرُبَةٍ
ما كُلُّ غازٍ يُوَافِي وَهْوَ مُنتَصِرُ
لا يُدرِكُ المَرءُ ما يرجَوهُ مِن أَرَبٍ
حتى يُدَارَ عليهِ دُونَهُ الصَّبِرُ
إني امرُؤٌ صَرفُ هذا الدَّهرِ نَجَّذَنِي
وَعَـلَّ قلبِيَ منهُ الصَّفْوُ والكَدَرُ
وزادَنِي حِنكةً فيهِ تَصُرُّفُهُ
والدهرُ في كُلِّ حالٍ دَأبُهُ الغِيَرُ
عَاقَرتُ كُلَّ أُجَاجٍ في العُلا طَمَعًا
وفي سَبِيل المُنَى يُسْتَعذَبُ السَّفَرُ
لم تُثْنِنِي عن طِلاب المَجدِ مترَبَةٌ
يومًا ولم يُلْهِنِـي دَلٌّ ولا حَوَرُ
عَقَدتُ ثِني عِنَانِي بالمَليكِ فما
أضْحَى يُزاوِلُنِي يأسٌ ولا خَوَرُ
فَلَيسَ يُطمِعُني في غَايةٍ رَجَبٌ
ولا يُقَنِّطُنِي من حَاجةٍ صَفَرُ
ما دامَ قلبي بِحَبلِ الله مُعتَصِمًا
فلا أُبَالي بِما يَجرِي بِهِ القَدَرُ
عَلَيَّ زَجْرُ رِكَابِ الجِدِّ إن وَنِيَتْ
وما عَليَّ جُناحٌ إن نَأَى الظَّفَرُ
لا عَيبَ فِيَّ سِوى أني امرؤٌ كَلِفٌ
بِغَادَةٍ من سَنَاهَا يَخْجَلُ القَمَرُ
أَظَلُّ أَهْذِي بها طُولَ الأَوَانِ هَوَىً
وفي الجَوانِحِ من وَجْدٍ بها شَرَرُ
ولا أذُوقُ الكَرَى مُذْ قد كَلِفتُ بها
إلا غِرارًا كأنِّي خائفٌ حَذِرُ
لها طَلَاوَةُ دُرٍّ وائْتَلاقُ مَهَا
وَرَونَقٌ فاتِنٌ تَلْهُو بِهِ الفِكَرُ
ومَنطِقٌ لَبِقٌ تَسْبِي العُقَولَ بِهِ
ما التِّبْرُ ما الُّلؤلؤُ المنثورُ ما الدُّرَرُ؟
لا حُسنَ يَعدِلُ حُسْنًا زَانَهَا أبَدًا
ولا يُوَافِي بِهِ بَدْوٌ ولا حَضَرُ
يا مَن يُعَنِّفُنِي فِي حُبِّها سَفَهًا
وليسَ يَعلمُ ما يأتي وما يَذَرُ
لو كُنتَ تَعرِفُ عنها بَعضَ معرفَتِي
بها لَمَا عن هَواها كِدْتَ تَصطَبِرُ
ولو بَدَا لكَ بعضٌ من مَحَاسِنِها
إذًا لأمْسَيتَ عَمّا جِئْتَ تَعتَذِرُ
فاعزِفْ عن اللومِ إني قد قَنِعتُ بِها
ولستُ بالعَذلِ فيها قطُّ أنزَجِرُ
لم أَقْلِهَا وَفُؤادِي غَيرُ ذِي عَلَقٍ
بِها ولَمْ يَعْرُنِي في حبِّها ضَرَرُ
فكيفَ أرغَبُ عنها بعدَمَا شَحَبَتْ
مَلامِحِي وَضَوانِي الهمُّ والسَّهَرُ؟
بَذَلتُ كلَّ نفيسٍ في مَودَّتِها
حُبًّا وحَسْبُكَ مِنْ ذا: النَّومُ والعُمُرُ
فلا يَسَلْنِي جَهُولٌ من تَكُونُ وَمَا
أُصُوْلُها؟ ، فأنا أُنبيهِ ما الخَبَرُ
هَيَ ابْنَةُ الضَّادِ من أَعنِي ومن سَلَبَتْ
لُبِّي وَأُوْلِعَ فيها السَّمعُ والبَصَرُ
وكيفَ لا تَسْتَبِي قلبِي وقد نَزَلَتْ
بها على (أَحْمَدَ) الآياتُ والسُّوَرُ؟
يا حبَّذا مُسْعِدٌ فيها يُنَادِمُنِي
فليسَ يَعذُبُ لي إلا بِهَا السَّمَرُ
فقد مُنِيتُ بِقَومٍ كالبَهَائِمِ لا
تَعنِي حَيَاتَهُمُ الأقلامُ والزُّبُرُ
مُثَقَّفُونَ دُهَاةٌ في القَبِيحِ وفي
فعلِ الجَمِيل إذا ما رُزْتَهُمْ بَقَرُ
لا يُحسِنُونَ سِوى غَمْطِ الأنامِ بما
لم يَبلُغُوا شَأوَهَ يَومًا ولا قَدَرُوا
والنَّقْصُ يَدعُو إلى نَهْـجِ الغُرُورِ كما
يَدعُو إلى لِبْسَةِ (النَّظَّارَةِ) العَوَرُ
ليسَ التَّرَفّعُ بُرهانًا عَلَى شَرَفٍ
فَرُبَّ إِعرَاضَةٍ مِن خَلْفِها صَعَرُ
لا خَيرَ فيهم سِوى أنَّ الصَّدُوقَ بِهِم
إذا بَلَوتَ إخَاهُ كاذبٌ أَشِرُ
فإن بُلِيتَ بِطَبعٍ مِثْلِ طَبْعِهِمُ
فكُن صَرُوفًا وإلا طَالكَ الخَطَرُ
لا تُغْضِ طَرفَكَ عن عَوْرَاءَ مِن أَحَدٍ
فالصَّمتُ ما لمْ يَكُن عن جَاهِلٍ حَصَرُ
والمَوتُ أهونُ مِنْ حَمْلِ الهَوانِ فَعِشْ
حُرًّا، فكلٌّ له فيما جَرى قَـــدَرُ
عزت المخلافي
أَشَاقَكَ البرقُ أم لاحَتْ لكَ الذِّكَرُ؟
أمْ هاجَ وَجْدَكَ نَفْحٌ لِلصَّبَا عَطِرُ؟
فبِتَّ مُستَشْرِفًا نَحو الحِمَى لَهَفًا
وماءُ عينيكَ مثلُ القَطرِ يَنْهَمِرُ
لا يَسْتَقِرُّ بجنبٍ مِنكَ مُضطَجَعٌ
كأنّما فُرِشَتْ من تحتِكَ الإِبَرُ
تهفو إلى سَالِفِ العَهْدِ الذي غَبَرَتْ
به الليــــالي وما أمْسَى له أثَرُ
فَدَع تَذَكُّرَكَ الماضِي وَسِر قُدُمًا..
ما في التَّذكُّرِ إلا البُؤْسُ والضَّجرُ
مَوجُ الحَيَاةِ عَصِيبٌ لا يُكابِدُهُ
إلا ابنُ عَزمٍ بِثَوبِ الجِدِّ مُؤْتَزِرُ
وكيفَ يَبلُغُ شَأوَ المَجدِ ذُو أمَلٍ
وَعَزمُهُ رَهنُ يأسٍ بالوَنَى عَفِرُ؟
فاقرَعْ رِتَاجَ المَعَالِي دُونَمَا وَجَلٍ
ولا يُرَوِّعْكَ إِخْفاقٌ ولا ضَرَرُ
لا غَروَ إن عُدتَ صِفْرًا دون مأرُبَةٍ
ما كُلُّ غازٍ يُوَافِي وَهْوَ مُنتَصِرُ
لا يُدرِكُ المَرءُ ما يرجَوهُ مِن أَرَبٍ
حتى يُدَارَ عليهِ دُونَهُ الصَّبِرُ
إني امرُؤٌ صَرفُ هذا الدَّهرِ نَجَّذَنِي
وَعَـلَّ قلبِيَ منهُ الصَّفْوُ والكَدَرُ
وزادَنِي حِنكةً فيهِ تَصُرُّفُهُ
والدهرُ في كُلِّ حالٍ دَأبُهُ الغِيَرُ
عَاقَرتُ كُلَّ أُجَاجٍ في العُلا طَمَعًا
وفي سَبِيل المُنَى يُسْتَعذَبُ السَّفَرُ
لم تُثْنِنِي عن طِلاب المَجدِ مترَبَةٌ
يومًا ولم يُلْهِنِـي دَلٌّ ولا حَوَرُ
عَقَدتُ ثِني عِنَانِي بالمَليكِ فما
أضْحَى يُزاوِلُنِي يأسٌ ولا خَوَرُ
فَلَيسَ يُطمِعُني في غَايةٍ رَجَبٌ
ولا يُقَنِّطُنِي من حَاجةٍ صَفَرُ
ما دامَ قلبي بِحَبلِ الله مُعتَصِمًا
فلا أُبَالي بِما يَجرِي بِهِ القَدَرُ
عَلَيَّ زَجْرُ رِكَابِ الجِدِّ إن وَنِيَتْ
وما عَليَّ جُناحٌ إن نَأَى الظَّفَرُ
لا عَيبَ فِيَّ سِوى أني امرؤٌ كَلِفٌ
بِغَادَةٍ من سَنَاهَا يَخْجَلُ القَمَرُ
أَظَلُّ أَهْذِي بها طُولَ الأَوَانِ هَوَىً
وفي الجَوانِحِ من وَجْدٍ بها شَرَرُ
ولا أذُوقُ الكَرَى مُذْ قد كَلِفتُ بها
إلا غِرارًا كأنِّي خائفٌ حَذِرُ
لها طَلَاوَةُ دُرٍّ وائْتَلاقُ مَهَا
وَرَونَقٌ فاتِنٌ تَلْهُو بِهِ الفِكَرُ
ومَنطِقٌ لَبِقٌ تَسْبِي العُقَولَ بِهِ
ما التِّبْرُ ما الُّلؤلؤُ المنثورُ ما الدُّرَرُ؟
لا حُسنَ يَعدِلُ حُسْنًا زَانَهَا أبَدًا
ولا يُوَافِي بِهِ بَدْوٌ ولا حَضَرُ
يا مَن يُعَنِّفُنِي فِي حُبِّها سَفَهًا
وليسَ يَعلمُ ما يأتي وما يَذَرُ
لو كُنتَ تَعرِفُ عنها بَعضَ معرفَتِي
بها لَمَا عن هَواها كِدْتَ تَصطَبِرُ
ولو بَدَا لكَ بعضٌ من مَحَاسِنِها
إذًا لأمْسَيتَ عَمّا جِئْتَ تَعتَذِرُ
فاعزِفْ عن اللومِ إني قد قَنِعتُ بِها
ولستُ بالعَذلِ فيها قطُّ أنزَجِرُ
لم أَقْلِهَا وَفُؤادِي غَيرُ ذِي عَلَقٍ
بِها ولَمْ يَعْرُنِي في حبِّها ضَرَرُ
فكيفَ أرغَبُ عنها بعدَمَا شَحَبَتْ
مَلامِحِي وَضَوانِي الهمُّ والسَّهَرُ؟
بَذَلتُ كلَّ نفيسٍ في مَودَّتِها
حُبًّا وحَسْبُكَ مِنْ ذا: النَّومُ والعُمُرُ
فلا يَسَلْنِي جَهُولٌ من تَكُونُ وَمَا
أُصُوْلُها؟ ، فأنا أُنبيهِ ما الخَبَرُ
هَيَ ابْنَةُ الضَّادِ من أَعنِي ومن سَلَبَتْ
لُبِّي وَأُوْلِعَ فيها السَّمعُ والبَصَرُ
وكيفَ لا تَسْتَبِي قلبِي وقد نَزَلَتْ
بها على (أَحْمَدَ) الآياتُ والسُّوَرُ؟
يا حبَّذا مُسْعِدٌ فيها يُنَادِمُنِي
فليسَ يَعذُبُ لي إلا بِهَا السَّمَرُ
فقد مُنِيتُ بِقَومٍ كالبَهَائِمِ لا
تَعنِي حَيَاتَهُمُ الأقلامُ والزُّبُرُ
مُثَقَّفُونَ دُهَاةٌ في القَبِيحِ وفي
فعلِ الجَمِيل إذا ما رُزْتَهُمْ بَقَرُ
لا يُحسِنُونَ سِوى غَمْطِ الأنامِ بما
لم يَبلُغُوا شَأوَهَ يَومًا ولا قَدَرُوا
والنَّقْصُ يَدعُو إلى نَهْـجِ الغُرُورِ كما
يَدعُو إلى لِبْسَةِ (النَّظَّارَةِ) العَوَرُ
ليسَ التَّرَفّعُ بُرهانًا عَلَى شَرَفٍ
فَرُبَّ إِعرَاضَةٍ مِن خَلْفِها صَعَرُ
لا خَيرَ فيهم سِوى أنَّ الصَّدُوقَ بِهِم
إذا بَلَوتَ إخَاهُ كاذبٌ أَشِرُ
فإن بُلِيتَ بِطَبعٍ مِثْلِ طَبْعِهِمُ
فكُن صَرُوفًا وإلا طَالكَ الخَطَرُ
لا تُغْضِ طَرفَكَ عن عَوْرَاءَ مِن أَحَدٍ
فالصَّمتُ ما لمْ يَكُن عن جَاهِلٍ حَصَرُ
والمَوتُ أهونُ مِنْ حَمْلِ الهَوانِ فَعِشْ
حُرًّا، فكلٌّ له فيما جَرى قَـــدَرُ
عزت المخلافي