هل يحق لنا منع كتب الحنفية لهذا الغلو في التكفير؟
بدا لي أن أُبرز هذا الجمع بعد تبرير طالبان وجماعة من مناصيرها منع «كتاب التوحيد» للشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- بأن فيه غلواً في التكفير، لينطبق عليهم المثل: لا ترمي الناس بحجارة وبيتك من زجاج.
وليسوا فقط مقصودين بهذا الرد، بل كذلك من يروجون للتمذهب المتأخر بأنه المنقذ من الغلو في التكفير، ولا زلت أتعجب من أطروحتهم مع معرفتي بما في كتب متأخري المذهبية من غلو في التكفير، ترفضه السلفية المعاصرة التي يهاجمونها.
وأيضاً أهدف للرد على (الإلزاماتية) الذين أشغلوا زمانهم في الذب عن الأشاعرة وجمع زلل علماء أهل السنة، حتى قاسوا ابن خزيمة (أحد كبار أئمة المثبتين) على الأشاعرة المعطلين، فأحسب أنهم لن يرضوا بهذه التكفيرات التي ستشمل معظم الأمة، وكيف يُروَّج لها على أنها مذهب معتبر، ثم أهلها لا يكتفون بذلك حتى يرموا غيرهم بالغلو في التكفير!
١- جاء في «مجمع الأنهر» من كتب الحنفية المعتمدة: "ويكفُر بقوله قصعة ثريد خير من العلم وبقوله الجهل خير من العلم وبقوله الجاهل خير من العالم وبقوله زاهد جاهل خير من عالم فاسق".
تأمَّل التكفير بعبارة (زاهد جاهل خير من عالم فاسق) يمكن تخطئة العبارة، أما التكفير بها فهذا عجيب!
٢- جاء في «البحر الرائق»: "ويكفر بقوله الإيمان يزيد وينقص وبقوله لا أدري الكافر في الجنة أو في النار".
القول بزيادة الإيمان ونقصانه هو قول عامة أئمة أهل السنة والجماعة، وما خالف إلا المرجئة، ومنهم عامة الحنفية، وكلمة (لا أدري الكافر في الجنة أو في النار) فمع بطلانها يقول بها كثيرون في زماننا، بحجة أن الكافر قد تكون الدعوة وصلته مشوهة أو يكون أسلم في آخر حياته، إلى غيرها من الحجج الواهية، والعجيب أن أصحاب هذه العبارات هم من أشد الناس حماساً لهذا المذهب، ويوصون الناس به بحجة التمذهب بمذهب أهل البلد، فهذا الكلام متقدمي الحنفية منه براء، ولكن المذهب الذي يُفتى به في البلدان هو مذهب المتأخرين الذين ألَّفوا هذه الكتب.
٣- جاء في «البحر الرائق» وهو يعدد المكفرات: "وبقوله النصرانية خير من اليهودية لأنه أثبت الخيرية لما هو قبيح شرعا وعقلا وبقوله للمجوسي يا أستاذ تبجيلا".
التكفير بالقول بأن النصرانية خير من اليهودية عجيب غاية، ثم التكفير بتوقير المجوسي!
٤- وجاء في «مجمع الأنهر»: "ولو تصدَّق على فقير شيئا من المال الحرام يرجو الثواب يكفُر ولو علم الفقير بذلك فدعا له وأمَّن المعطي كفَرَا".
التصدُّق بالحرام كفر عندهم! وأظن مثله قول كثير من الناس في الحرام (الحمد لله) و(وفقني الله) كما نرى من كثير من أهل الفسق الذين عملهم فسقي.
٥- وجاء في «مجمع الأنهر» وهو يعدد المكفرات: "ارتكب معصيةً صغيرةً فقال له قائل تُب فقال ماذا صنعت حتى أتوب يكفُر".
هذا غير ما نشرته آنفاً من تكفير جماعة منهم لمن يقول: (أنا مؤمن إن شاء الله) وهو مذهب أهل السنة والأشاعرة.
ومنهم من كفَّر من يقول: "رأيت الله في المنام"، كما في «البحر الرائق» [5/130] ط. دار الكتاب الإسلامي.
وتعجَّب ابن القيم منهم إذ يكفرون من يصلي بغير طهارة (ولو فعل ذلك حياءً على غير جهة الاستهزاء) وهم لا يكفرون تارك الصلاة!
هذا غير تكفيرهم لمن يقول مسيجد ومصيحف وفُقَيه (بالتصغير)، وغاية ما رُوي عن السلف في ذلك الكراهة.
وفي «الفتاوى العالمكيرية» [2/259] لمحمد أورنك: "وكذا إذا قال الله في السماوات أراد به المكان يكفر، وإن أراد به الحكاية عما جاء في الأخبار لا يكفر، وإن لم يكن له نية كفر عند أكثر العلماء. وكذا لو قال: الله ينظر إلينا من السماء أو من العرش أو يبصرنا من هذين الموضعين إلا أن يقول بالعربية يطلع فإنه لا يكون كفراً".
هنا كفَّر الأمة كلها ما ترك أحداً إلا شرذمة من أصحابه الجهمية.
بدا لي أن أُبرز هذا الجمع بعد تبرير طالبان وجماعة من مناصيرها منع «كتاب التوحيد» للشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- بأن فيه غلواً في التكفير، لينطبق عليهم المثل: لا ترمي الناس بحجارة وبيتك من زجاج.
وليسوا فقط مقصودين بهذا الرد، بل كذلك من يروجون للتمذهب المتأخر بأنه المنقذ من الغلو في التكفير، ولا زلت أتعجب من أطروحتهم مع معرفتي بما في كتب متأخري المذهبية من غلو في التكفير، ترفضه السلفية المعاصرة التي يهاجمونها.
وأيضاً أهدف للرد على (الإلزاماتية) الذين أشغلوا زمانهم في الذب عن الأشاعرة وجمع زلل علماء أهل السنة، حتى قاسوا ابن خزيمة (أحد كبار أئمة المثبتين) على الأشاعرة المعطلين، فأحسب أنهم لن يرضوا بهذه التكفيرات التي ستشمل معظم الأمة، وكيف يُروَّج لها على أنها مذهب معتبر، ثم أهلها لا يكتفون بذلك حتى يرموا غيرهم بالغلو في التكفير!
١- جاء في «مجمع الأنهر» من كتب الحنفية المعتمدة: "ويكفُر بقوله قصعة ثريد خير من العلم وبقوله الجهل خير من العلم وبقوله الجاهل خير من العالم وبقوله زاهد جاهل خير من عالم فاسق".
تأمَّل التكفير بعبارة (زاهد جاهل خير من عالم فاسق) يمكن تخطئة العبارة، أما التكفير بها فهذا عجيب!
٢- جاء في «البحر الرائق»: "ويكفر بقوله الإيمان يزيد وينقص وبقوله لا أدري الكافر في الجنة أو في النار".
القول بزيادة الإيمان ونقصانه هو قول عامة أئمة أهل السنة والجماعة، وما خالف إلا المرجئة، ومنهم عامة الحنفية، وكلمة (لا أدري الكافر في الجنة أو في النار) فمع بطلانها يقول بها كثيرون في زماننا، بحجة أن الكافر قد تكون الدعوة وصلته مشوهة أو يكون أسلم في آخر حياته، إلى غيرها من الحجج الواهية، والعجيب أن أصحاب هذه العبارات هم من أشد الناس حماساً لهذا المذهب، ويوصون الناس به بحجة التمذهب بمذهب أهل البلد، فهذا الكلام متقدمي الحنفية منه براء، ولكن المذهب الذي يُفتى به في البلدان هو مذهب المتأخرين الذين ألَّفوا هذه الكتب.
٣- جاء في «البحر الرائق» وهو يعدد المكفرات: "وبقوله النصرانية خير من اليهودية لأنه أثبت الخيرية لما هو قبيح شرعا وعقلا وبقوله للمجوسي يا أستاذ تبجيلا".
التكفير بالقول بأن النصرانية خير من اليهودية عجيب غاية، ثم التكفير بتوقير المجوسي!
٤- وجاء في «مجمع الأنهر»: "ولو تصدَّق على فقير شيئا من المال الحرام يرجو الثواب يكفُر ولو علم الفقير بذلك فدعا له وأمَّن المعطي كفَرَا".
التصدُّق بالحرام كفر عندهم! وأظن مثله قول كثير من الناس في الحرام (الحمد لله) و(وفقني الله) كما نرى من كثير من أهل الفسق الذين عملهم فسقي.
٥- وجاء في «مجمع الأنهر» وهو يعدد المكفرات: "ارتكب معصيةً صغيرةً فقال له قائل تُب فقال ماذا صنعت حتى أتوب يكفُر".
هذا غير ما نشرته آنفاً من تكفير جماعة منهم لمن يقول: (أنا مؤمن إن شاء الله) وهو مذهب أهل السنة والأشاعرة.
ومنهم من كفَّر من يقول: "رأيت الله في المنام"، كما في «البحر الرائق» [5/130] ط. دار الكتاب الإسلامي.
وتعجَّب ابن القيم منهم إذ يكفرون من يصلي بغير طهارة (ولو فعل ذلك حياءً على غير جهة الاستهزاء) وهم لا يكفرون تارك الصلاة!
هذا غير تكفيرهم لمن يقول مسيجد ومصيحف وفُقَيه (بالتصغير)، وغاية ما رُوي عن السلف في ذلك الكراهة.
وفي «الفتاوى العالمكيرية» [2/259] لمحمد أورنك: "وكذا إذا قال الله في السماوات أراد به المكان يكفر، وإن أراد به الحكاية عما جاء في الأخبار لا يكفر، وإن لم يكن له نية كفر عند أكثر العلماء. وكذا لو قال: الله ينظر إلينا من السماء أو من العرش أو يبصرنا من هذين الموضعين إلا أن يقول بالعربية يطلع فإنه لا يكون كفراً".
هنا كفَّر الأمة كلها ما ترك أحداً إلا شرذمة من أصحابه الجهمية.