قال أبو الحارث: "سألت أبا عبد الله (يعني أحمد ابن حنبل) عن الرجل يتخذ الشعر يُطوِّله؟
فقال لي: الفرق سُنَّة.
قلت: يا أبا عبد الله يُشهِر نفسه؟
قال: النبي ﷺ قد فرق شعره، وأمر بالفرق".
«الوقوف والترجل» للخلال.
فلم يعتبر الإمام أحمد أمرَ السُّنة شهرةً، وأنكر على من زعم ذلك.
قال أبو الفضل صالح بن الإمام أحمد: "جاء رجل من جيراننا قد خضب فدخل عليه (يعني على أبيه) فقال أبي: إني لأرى الرجل يُحيي شيئا من السُّنة فأفرح. فدخل فجعل يدعو له فجعل يقول له ولجميع المسلمين" «سيرة الإمام أحمد بن حنبل - لابنه صالح» [ص١٢٦].
قال الإمام أحمد: "رأيت الناس في مسجد الجامع -وذكر قلة الخضاب يعني بين الناس- قال عبد الله ابنه: فخضب" «العلل» برواية عبد الله [١٢١٧].
يريد أنه خضب إحياءً للسنة والله أعلم.
فانظر ثناء الإمام أحمد على من أحيا سنة -وهذا معناه أنها صارت مستغربةً في الناس- ولم يعده شهرة.
وهيئة الإنسان الملتزم في زماننا مميَّزة لغلبة الإسبال وحلق اللحى في الناس، وهي مشروعة بلا نزاع ولا يعدُّها أحد شهرة، فكيف إذا زدنا سنة في الأمر صار شهرة!
ومن عجيب ما خبرت من أحوال الناس: أن كثيراً من طلاب العلم لا ينصح المسبل بقوله: (ارفع إزارك)، مع ثبوت ذلك عن النبي ﷺ وعمر وغيرهما، لا يفعل ذلك بحجة الخلاف.
بينما تراه ينكر على من يرفع إزاره إلى نصف الساق، بحجة أنها شهرة.
فلا هو طبق السنة عند الإنكار ولا سكت على السنة!
والمشايخ أمثال ابن عثيمين براء من هذه الثنائية، ولكنني أنبِّه عليها، وهناك عادة في كثير من أهل الالتزام، وهي ضعفهم مع منكرات العامة وشدتهم على طلاب العلم.
واليوم انتكست عادات الناس، فصار لباس الرجال أستر من لباس النساء، فترى الرجل لا يُظهِر إلا رأسه أو وجهه، بينما المرأة في بعض المجتمعات تكشف قدمها، وفي أخرى تكشف ساقها ونحرها والمتعين ستره شرعاً وفطرة.
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "مررت على رسول الله ﷺ وفي إزاري استرخاء، فقال: «يا عبد الله، ارفع إزارك» فرفعته ثم قال: «زد»، فزدت، فما زلت أتحراها بعد، فقال بعض القوم: إلى أين؟ فقال: أنصاف الساقين" [رواه مسلم].
وقال أحمد في مسنده: "٥٨٩١- حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن مبارك، عن أبي الصباح الأيلي قال: سمعت يزيد بن أبي سمية يقول: سمعت ابن عمر يقول: «ما قال رسول الله ﷺ في الإزار فهو في القميص»".
وهذا ثابت عن ابن عمر، والقميص هو ما نسميه اليوم الثوب أو الدشداشة.
وقد نبه بعض طلاب العلم أن الشيخ ابن عثيمين له كلام آخر يخالف هذا .
فقال لي: الفرق سُنَّة.
قلت: يا أبا عبد الله يُشهِر نفسه؟
قال: النبي ﷺ قد فرق شعره، وأمر بالفرق".
«الوقوف والترجل» للخلال.
فلم يعتبر الإمام أحمد أمرَ السُّنة شهرةً، وأنكر على من زعم ذلك.
قال أبو الفضل صالح بن الإمام أحمد: "جاء رجل من جيراننا قد خضب فدخل عليه (يعني على أبيه) فقال أبي: إني لأرى الرجل يُحيي شيئا من السُّنة فأفرح. فدخل فجعل يدعو له فجعل يقول له ولجميع المسلمين" «سيرة الإمام أحمد بن حنبل - لابنه صالح» [ص١٢٦].
قال الإمام أحمد: "رأيت الناس في مسجد الجامع -وذكر قلة الخضاب يعني بين الناس- قال عبد الله ابنه: فخضب" «العلل» برواية عبد الله [١٢١٧].
يريد أنه خضب إحياءً للسنة والله أعلم.
فانظر ثناء الإمام أحمد على من أحيا سنة -وهذا معناه أنها صارت مستغربةً في الناس- ولم يعده شهرة.
وهيئة الإنسان الملتزم في زماننا مميَّزة لغلبة الإسبال وحلق اللحى في الناس، وهي مشروعة بلا نزاع ولا يعدُّها أحد شهرة، فكيف إذا زدنا سنة في الأمر صار شهرة!
ومن عجيب ما خبرت من أحوال الناس: أن كثيراً من طلاب العلم لا ينصح المسبل بقوله: (ارفع إزارك)، مع ثبوت ذلك عن النبي ﷺ وعمر وغيرهما، لا يفعل ذلك بحجة الخلاف.
بينما تراه ينكر على من يرفع إزاره إلى نصف الساق، بحجة أنها شهرة.
فلا هو طبق السنة عند الإنكار ولا سكت على السنة!
والمشايخ أمثال ابن عثيمين براء من هذه الثنائية، ولكنني أنبِّه عليها، وهناك عادة في كثير من أهل الالتزام، وهي ضعفهم مع منكرات العامة وشدتهم على طلاب العلم.
واليوم انتكست عادات الناس، فصار لباس الرجال أستر من لباس النساء، فترى الرجل لا يُظهِر إلا رأسه أو وجهه، بينما المرأة في بعض المجتمعات تكشف قدمها، وفي أخرى تكشف ساقها ونحرها والمتعين ستره شرعاً وفطرة.
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "مررت على رسول الله ﷺ وفي إزاري استرخاء، فقال: «يا عبد الله، ارفع إزارك» فرفعته ثم قال: «زد»، فزدت، فما زلت أتحراها بعد، فقال بعض القوم: إلى أين؟ فقال: أنصاف الساقين" [رواه مسلم].
وقال أحمد في مسنده: "٥٨٩١- حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن مبارك، عن أبي الصباح الأيلي قال: سمعت يزيد بن أبي سمية يقول: سمعت ابن عمر يقول: «ما قال رسول الله ﷺ في الإزار فهو في القميص»".
وهذا ثابت عن ابن عمر، والقميص هو ما نسميه اليوم الثوب أو الدشداشة.
وقد نبه بعض طلاب العلم أن الشيخ ابن عثيمين له كلام آخر يخالف هذا .