هل يُردُّ هذا الخاطب؟
.
من جملة تحف وروائع كتاب "الذَّخيرة في محاسن أهل الجزيرة"، لابن بسّام الشنترينيّ، قصيدة رقيقة، فيها العاشق الولهان، العفيف، والرجل المُتفاخر، موجّهاً كلامه لأمّ حبيبته، وهي قصيدة المستظهر بالله الناصريّ، الذي خاطبَ مُشنَف، زوج سليمان بن الحكم، أيّام خطبة ابنتها، ويبدو أنّها عارضتْ، وكان يحبّ ابنتها منذ طفولتهما، فقال:
وجالبةٍ عذراً، لتصرفَ رغبتي
وتأبى المعالي أن تجيزَ لها عُذرا
يكلّفها الأهلونَ ردّي جهالةً
وهل حَسَنٌ بالشمسِ أن تمنعَ البدرا؟
وماذا على أمّ الحبيبة إذ رأتْ
جلالةَ قدري أن أكونَ لها صِهرا؟
جعلتُ لها شرطاً عليَّ تعبّدي
وسُقت إليها في الهوى مهجتي مهْرا
تعلّقتُها من "عبد شمسٍ" غريرةً
مُحدَّرةً من صِيْد آبائها غُرّا
حمامةُ عشّ العَبْشميين رفرفتْ
فطِرتُ إليها من سراتهمُ صقرا
لقد طالَ صومُ الحبّ عنكِ فما الذي
يضرّكِ منه أن تكوني له فِطرا؟
وإنّي لأستشفي بمَرّي بداركُم
هدوءاً، وأستسقي لساكنِها القطْرا
وألصقُ أحشائي ببردِ تُرابِها
لأطفئَ من نار الأسى بكمُ جمرا
فإن تصرفيني يا ابنة العمّ تصرفي
- وعيشِكِ – كُفأً مدَّ رغبتَهُ سِترا
وإنّي لأرجو أن أطوّقَ مفْخري
بملْكي لها، وهي التي عظُمتْ فخرا
وإنّي لَطعّانٌ إذا الخيلُ أقبلتْ
جرائرُها حتى تري جونَها شقرا
وإنّي لأولى الناس من قومِها بها
وأنبهُهم ذكراً وأرفعُهم قدْرا
وعنديَ ما يُصبي الحليمةَ ثيّباً
وينسي الفتاةَ الخودَ عُذرتها البكْرا
جمالٌ وآدابٌ وخُلقٌ موطَّأٌ
ولفظٌ إذا ما شئتِ أسمعكِ السِّحرا
.
من جملة تحف وروائع كتاب "الذَّخيرة في محاسن أهل الجزيرة"، لابن بسّام الشنترينيّ، قصيدة رقيقة، فيها العاشق الولهان، العفيف، والرجل المُتفاخر، موجّهاً كلامه لأمّ حبيبته، وهي قصيدة المستظهر بالله الناصريّ، الذي خاطبَ مُشنَف، زوج سليمان بن الحكم، أيّام خطبة ابنتها، ويبدو أنّها عارضتْ، وكان يحبّ ابنتها منذ طفولتهما، فقال:
وجالبةٍ عذراً، لتصرفَ رغبتي
وتأبى المعالي أن تجيزَ لها عُذرا
يكلّفها الأهلونَ ردّي جهالةً
وهل حَسَنٌ بالشمسِ أن تمنعَ البدرا؟
وماذا على أمّ الحبيبة إذ رأتْ
جلالةَ قدري أن أكونَ لها صِهرا؟
جعلتُ لها شرطاً عليَّ تعبّدي
وسُقت إليها في الهوى مهجتي مهْرا
تعلّقتُها من "عبد شمسٍ" غريرةً
مُحدَّرةً من صِيْد آبائها غُرّا
حمامةُ عشّ العَبْشميين رفرفتْ
فطِرتُ إليها من سراتهمُ صقرا
لقد طالَ صومُ الحبّ عنكِ فما الذي
يضرّكِ منه أن تكوني له فِطرا؟
وإنّي لأستشفي بمَرّي بداركُم
هدوءاً، وأستسقي لساكنِها القطْرا
وألصقُ أحشائي ببردِ تُرابِها
لأطفئَ من نار الأسى بكمُ جمرا
فإن تصرفيني يا ابنة العمّ تصرفي
- وعيشِكِ – كُفأً مدَّ رغبتَهُ سِترا
وإنّي لأرجو أن أطوّقَ مفْخري
بملْكي لها، وهي التي عظُمتْ فخرا
وإنّي لَطعّانٌ إذا الخيلُ أقبلتْ
جرائرُها حتى تري جونَها شقرا
وإنّي لأولى الناس من قومِها بها
وأنبهُهم ذكراً وأرفعُهم قدْرا
وعنديَ ما يُصبي الحليمةَ ثيّباً
وينسي الفتاةَ الخودَ عُذرتها البكْرا
جمالٌ وآدابٌ وخُلقٌ موطَّأٌ
ولفظٌ إذا ما شئتِ أسمعكِ السِّحرا