Postlar filtri


Video oldindan ko‘rish uchun mavjud emas
Telegram'da ko‘rish
الحبّ ما يُبنى بالبطء.


هل يُردُّ هذا الخاطب؟
.
من جملة تحف وروائع كتاب "الذَّخيرة في محاسن أهل الجزيرة"، لابن بسّام الشنترينيّ، قصيدة رقيقة، فيها العاشق الولهان، العفيف، والرجل المُتفاخر، موجّهاً كلامه لأمّ حبيبته، وهي قصيدة المستظهر بالله الناصريّ، الذي خاطبَ مُشنَف، زوج سليمان بن الحكم، أيّام خطبة ابنتها، ويبدو أنّها عارضتْ، وكان يحبّ ابنتها منذ طفولتهما، فقال:
وجالبةٍ عذراً، لتصرفَ رغبتي
وتأبى المعالي أن تجيزَ لها عُذرا
يكلّفها الأهلونَ ردّي جهالةً
وهل حَسَنٌ بالشمسِ أن تمنعَ البدرا؟
وماذا على أمّ الحبيبة إذ رأتْ
جلالةَ قدري أن أكونَ لها صِهرا؟
جعلتُ لها شرطاً عليَّ تعبّدي
وسُقت إليها في الهوى مهجتي مهْرا
تعلّقتُها من "عبد شمسٍ" غريرةً
مُحدَّرةً من صِيْد آبائها غُرّا
حمامةُ عشّ العَبْشميين رفرفتْ
فطِرتُ إليها من سراتهمُ صقرا
لقد طالَ صومُ الحبّ عنكِ فما الذي
يضرّكِ منه أن تكوني له فِطرا؟
وإنّي لأستشفي بمَرّي بداركُم
هدوءاً، وأستسقي لساكنِها القطْرا
وألصقُ أحشائي ببردِ تُرابِها
لأطفئَ من نار الأسى بكمُ جمرا
فإن تصرفيني يا ابنة العمّ تصرفي
- وعيشِكِ – كُفأً مدَّ رغبتَهُ سِترا
وإنّي لأرجو أن أطوّقَ مفْخري
بملْكي لها، وهي التي عظُمتْ فخرا
وإنّي لَطعّانٌ إذا الخيلُ أقبلتْ
جرائرُها حتى تري جونَها شقرا
وإنّي لأولى الناس من قومِها بها
وأنبهُهم ذكراً وأرفعُهم قدْرا
وعنديَ ما يُصبي الحليمةَ ثيّباً
وينسي الفتاةَ الخودَ عُذرتها البكْرا
جمالٌ وآدابٌ وخُلقٌ موطَّأٌ
ولفظٌ إذا ما شئتِ أسمعكِ السِّحرا


لقد طالَ صومُ الحبّ عنكِ فما الذي
يضرّكِ منهُ أن تكوني لهُ فطرا؟
وإنّي لأستشفي بمرّي بداركُم
هدوءاً، وأستسقي لساكنِها القطْرا
وألصِقُ أحشائي ببردِ تُرابِها
لأطفئَ من نار الأسى بكمُ جمرا

المستظهر الناصريّ


Video oldindan ko‘rish uchun mavjud emas
Telegram'da ko‘rish
يقول محمد وجيه..




كأنّي في لِسانِ الدهْرِ لَفْظٌ
تَضَمّنَ منه أغْراضاً بِعادا
يُكَرّرُني ليَفَهَمَني رِجالٌ
كما كَرّرْتَ مَعْنىً مُسْتَعادا
ولو أنّي حُبِيتُ الخُلْدَ فَرْداً
لمَا أحبَبْتُ بالخُلْدِ انفِرادا
فلا هَطَلَتْ عَلَيّ ولا بأرْضي
سَحائبُ ليسَ تنْتَظِمُ البِلادا
المعرّي


عن ذاكرة السينما لطاهر حبيب..
.
من المفارقات الشديدة في التشكيل العراقيّ أنّ التحديث على سطح العمل الفنّي بدأ بوقت مبكر، قبل اللوحة حتّى، من خلال نماذج مبكرة لصالح الجميعي، صالح القره غولي، حميد العطّار، وصولاً للأجيال التي تلتْهم، بطريقةٍ تتعامل مع الفورم النحتيّ بطريقةٍ لا تشبهُ الإفريز الكلاسيكيّ، وإنما تتداخل به منطقتا النحت والرسم، بنتوءات وتجاويف، بطريقةٍ غير معهودة.
ومع هذا الإرث الكبير، الذي امتدّ حتى لأجيال شابّة لاحقة (سومر الهنداويّ، سعد عبد زيد، عقيل خريف.. مثالاً لا حصراً)، يخرجُ الفنّان التشكيليّ طاهر حبيب، بمعرضٍ مُغاير، صادمٍ، محفّز، معرفيّ، أدائيّ.
في (ذاكرة السينما - غاليري حامد سعيد - البصرة) يكدّس طاهر حبيب شفراتِ تلقّيه، مع أطيافٍ لمعالجات أفلام، وفنّانين، وثيمات، بطريقة الإحالة، مع مغامرة لونيّة فاقعة، وكولاجات من عناصر أغلبها غير فنّي، دخلت مقصدها بطريقةٍ فنّية، عبر هذه النماذج، ترى رموز شابلن، باتمان، سبايدرمان، القردة في إحالاتٍ عديدة، مع اتّساق لثيمة السينما وهي تتجوّل بين الأعمال.
رغم أن المنظومة اللونية، وغالبية المعالجات هي مُرحَّلة من تجربة طاهر نفسه في الرسم، لكن استفزاز السطح بهذه الطريقة، ومشاكسته، مع هذه الثيمة الحرّة، نقلت أداءً مُفرحاً، غير منضبط، لكنه متّسق، وربما يعود ذلك لفِطرية طاهر، الفنان الفطري أداءً، الرؤيوي عملاً واتّساقاً.






قرّة عيني
.
لا أعلمُ اللحظة الأولى التي التقيتُ بكَ أوّل مرة، أيها العجيب، منذ ألواح السومريين الطينيّة، لبرديّات المصريين، إلى مخطوطات النسّاخين في سوق الورّاقين، إلى غوتنبرغ، إلى حيدر آباد وبولاق، إلى دار الساقي والمدى!
عجيبٌ أيها العجيب، عجيبٌ كلّ ما أمرّ به، أيها الكتاب.
اليوم فقط، انتبهتُ، وأنا أقلّب تلك الآلاف من العناوين في ذهني، المُنهَك، المستمتع، بِما "بين الدفّتين"، أيها السلعة العجيبة، الهامسة، المتحدّثة، المعلّمة، التي لا تخون.
تصطف، تقفُ مع أشباهكَ في الأرففِ، ثمّ تكونُ أرففاً ثانويّةً، ثمّ تِلالاً على الأرض، وأكياساً، وكراتين، بوصفكَ الحكاية السرمديّة التي لا تنتهي، أيها العجيب مثل كل الآلهة، ثم أن لي سؤالاً: هل ثمّة آلهة أصلاً، لولاك؟
أيها الكتاب، أيتها الأوراق، بكلّ ألوانها وحجومِها، أكان لكلّ شيء وجود، لولاك؟
أفكّر، بالقارئ العجيب، آشور بانيبال، ذاك الذي يحملُ السيفَ بيمينه، وفي نقش المتحف البريطاني، يضعُ القلمَ والدواة في جيبه الأيسر، هذا القارئ العجيب، الذي يحملُ معه آلاف الألواح في غزواته ليستأنسَ بها، وهو يجول على جماجم القتلى، من ضحاياه الخاسرين، هذا القارئ، هل عرفَ ما معنى أن تحتاجَ كتاباً، يتواجدُ في مكانٍ ثان؟
أينما حللتُ، تفرّخُ مكتبة صغيرة، وتكبر، اضطررتُ لرفع قطعة أثاث في بسماية، لوضع تلّين من كتب، غير المغارة – الأم في السليمانية، غير الغابة الألكترونية، في هذا الكومبيوتر، وفي الآيباد، واليوم: حين حلّاقي أتمّ تبييض وجهي، وإزالة العوالق من الشيب، كنتُ أستأنسُ بميميّة لتميم الفاطمي، في هاتفي.
اللهم لا تمدّ عمري ليومٍ ليس فيه كتاب، هو الحبيبة بلا هرمونات، هو الصديق بلا خيانة، هو الجار بلا إزعاج، هو الآخر دون شر، فالسلام على الكتاب، لوحده، قرّة عيني ما حييت، منذ أول كتاب اقتنيتُهُ، حتى آخر كتاب دخل معي شقّتي قبل ساعة.
السلامُ على ألواح السومريين، السلام على برديّات المصريين، السلام على محاورات الإغريق، السلام على الكتب الأولى، والتواريخ، السلام على المكتبات، على الأرفف المتربة، السلام على الغبار الأسود في أطراف الأصابع، السلام على باعة الكتب المستعملة السُّمر الذين تطبخهم الشمس، السلام على الكتاب الذي تقرأه الحبيبة، والسلام على الكتاب الذي نؤلفه.
السلام عليكَ يا قرّة عيني، من دُنياي هذه، يا أنسي وخلواي وخلوتي، يا أجمل صناعة بشريّة، تلك التي حتى شرّها خير، السلام عليكَ من حجمِ طبعة الجيب إلى الوزيري إلى طبعاتكَ الخاصّة، السلام على الكتب الشعبيّة والمرقّمة بنسخٍ محدودة، السلام على الإنسان الذي ما عرفناه لولاكَ، أيها العجيب، عجيب العجائب.
السلام عليكَ وأنت تؤذي الرقبة، وأنتَ تخسفُ الصدر، وأنتَ ألكترونيّ، وأنتَ مسموع، السلام عليكَ وأنتَ مؤلَّفٌ ومؤلِّفٌ، فما تمّ بشرٌ ليس في ذهنه أنتَ، وأخوتك، الممتدّون على الأرفف.
السلام على جداول الخطأ والصواب، السلام على النسخ النادرة والمشاعة، السلام على كلّ شيءٍ اسمه كتاب، السلام على كلّ كتاب، السلام على كلّ ما تمّ احتواؤه بين دفّتين.
والله، في أشدّ لحظات لذّتي باللذائذ البشريّة، ما كان شيءٌ يسبقُكَ في ذهني، لا امرأة، لا مالٌ، ولا جاه، ولا أيّ شيء، ودوماً كنتَ المفضّل على كلّ شيء، وستبقى.
الحمدُ الله الذي دلّني عليكَ، أيها الذي لا يتكرر إلاّ به، فالسلامُ عليكَ أيها الكتاب، السلام عليكَ يا قرّة عيني من هذا الوجود.




Video oldindan ko‘rish uchun mavjud emas
Telegram'da ko‘rish
عبر منصة #خطوة، وعبر بودكاست #أبهر، مع الحبيب سجاد صباح، تحدثنا لأكثر من ساعتين عن: الحب عند العراقيين..
من أنكيدو إلى علي مهدي، قصائد وأغاني وحكايات، اليوم، التاسعة مساءً..


إن كانَ غرَّكَ منّي
صبري عليكَ وذُلّي
فوالذي أنا منهُ
حقّاً بأعلى المحلِّ
لأزجرنَّ فؤادي
عنكم ببعضي وكُلّي
وأتركنَّكَ فرداً
تبكي على فقْدِ خلِّ

تميم الفاطمي


هل كان ذلك عام ٢٠٠٦؟ حين التقيتُ باسمكَ أول مرة؟ عن البذلة المعلّقة ذات الجيب المثقوب التي لم يتسلمها القتيل؟ ربّما كان في ذلك العام أستاذ فرج، منذ ذلك الحين وأن تلتمعُ مثل جوهرة في السرد المتجوّل بذهنيد وحين صدرت أعمالك القصصية الكاملة سهرتُ معها حتى ابيضَّ الليل، مستمتعاً بسردكَ، كما أستمتعُ بسماع مناقبكَ وبياضكَ، في أزمان التوحش، تلك التي كنتَ تستطيع استغلالها مناطقياً، لكنكَ لم تفعل.
القصة القصيرة العراقية تيتّمت مرتين بأسبوع واحد، بكَ وبجمعة اللامي، حسبُنا حكاياتكم متعةً، وتجريبكم عقلاً، وسيرتكم مناراً ومثالاً.
الى رحمة الله القاص الكبير الأستاذ فرج ياسين. لنا جميعاً الصبر والسلوان بهذا الفقد، إلى رحمة الله.


كما يقلّبُ مدمنُ قِمار نرديهِ، كنتُ أقلّبُ مفردتيكِ في لساني، طيلة ١٥٠ كم من طريقي اليوم بين بيتِكِ وبغداد، وأفكّرُ: لماذا تبدو الضمّةُ فوقَ الألف في "أمّي" تطويقة يد واحتضان؟ والشدّة كأشدّ ما يكون، مثل قبلة على جبين عزيز لحظة وداع، وكيفَ تسيلُ الياء، نهراً عذباً في نهاية المفردة؟
وحينَ بدأتُ أطلقُ عليكِ "علويّة"، لا أذكرُ بالضبط متى بدأتُ ذلك، هل كان ذلك بسبب "العلوّ"؟ أم نسبكِ العلويّ؟ أم بسبب دفئكِ العجيب، يا أمّ الأمهات، التي أصرّت أن تحتضنَ اسمي "عليّ" بين لقبِها هذا؟
كيفَ علّمتِ شعاع الشمس يدخلُ نوافذَ بيتكِ باستحياء؟ هو وذرّاته السابحة؟ وكيف علّمتِ الماءَ أن يسيل بارداً في الصيف لهذه الدرجة، حيث تقول الجدران "إشّاه"، وتتسابق الخضروات لتقبيل أصابعكِ العشرة؟
ثمّ فكّرتُ وأنا أقود، ماذا لو أعلنتُ استقالتي، وقفلتُ عائداً لبيتكِ، سأشتري قميصاً أبيضَ جديداً، وبنطالاً رصاصياً، وأمشّط تسريحة الحبّابين، عبد الحليم، وأطرق باب غرفتكِ، ستقولين: هلا علوان، فأعود علوانَ القديم، صديقكِ الأول، وأغنّي:
أحبُّ الناس لي أمّي
ومَن بالروح تفديني
وكم من ليلةٍ قامتْ
على مهدي تغطّيني
وسأثبتُ لكِ أنني ما زلتُ منذ ٣٦ عاماً "وردة الصف الشطّوري"، حتى إن أصابني الشيبُ كما ترين..
أمّي، علوية، قبّولة، الكريمة ابنة الأكارم، كلّ عام وأنتِ بألف خير، أدامكِ الله سماءنا، وخيمتنا، ورفعة رأسنا، لولا دعاؤكِ لصِرنا نَسْياً ولا شيء، لكننا نسيرُ، وفوقَ رؤوسنا غيمةٌ كريمة من حروفِكِ، ودعاؤكِ يزيل عن طرقنا السوّاق الرديئين، وأبناء الحرام، ولا يوقِفُ بطرقنا غير أبناء الحلال..
أعوامكِ سعيدة حبيبتي..
هامش:
"ولو قارنت بت جبّار بالبِيض تسوه عشرة
وبالسمر تسوه عشرين..
بت جبار عدها ابتسامة ونظرة تسوه ألف بسمة وعين"..
عبادي العماري
..
هامشٌ ثانٍ:
ما يزالُ أوقح فعلٍ في حياتي أنني صرتُ أطولَ منكِ".
..
هامش ثالث:
ما زلتُ مستعداً للعيش بالمسافة بين نهاية رمشكِ وبداية النظّارة الطبّية.
.
العمل: "دعها نائمة"، لـ: الست عفيفة لعيبة.

15 ta oxirgi post ko‘rsatilgan.