كلك على بعضك حلو
.
يدخلُ علاّوي، حبّاب الدربونة، و"الشطّوري" كما تسميه الست خالدة، مدرسة اللغة العربية، في صيفٍ قائظ، الى بيته في "دور الموظفين"، يطلّ على أمه في مطبخها، بشعاع الشمس المسكوب من النافذة، بالذرّات اللطيفة السابحة بالهواء، يقبّل أمه ويحدّثها عمّا درسه في يومه اللذيذ هذا، في الصف الثاني الابتدائي، مدرسة الرافدين للبنين.
ويتجه للتلفاز، لسلوانه، ويظهر حبيبه، كاظم الساهر، كان يحبه منذ الخامسة من عمره، ويسميه "عزيز" لأنه صاحب أغنية "العزيز"، ثم حفظ كل أغانيه، يطلّ كاظم ببذلة توكسيدو بيضاء، وپپيونة سوداء، ويغني معه بصوت عالٍ:
من أشوفك أنسى خوفي
وأنسى كل ما صار بيّه
وأشعر بكلّ ارتياح
من أضمّ إيدك بديّه
أمه تعدّ مرقته المفضلة، الفاصولياء، وتضحك لهذا "أبو الفتوگ" الذي يحفظ كل ما يسمعه، ويردد كل ما يحفظه، وهو يغني بصوتٍ عالٍ في غرفة الجلوس:
يكفي بعيونك الحلوة
تشوفني وتسأل عليّه
تضحك الدنيا بعيوني
وكل سعادة تصير بيّه
وجهك.. حلو
طولك.. حلو
گلبك.. حلو
ربما لم أسمع هذه الأغنية منذ سنوات، رمتها الخوارزمية عليّ الآن، وأنا أسعى من أقصى المدينة لأقصى المدينة، ويدي رماد، ولا عيون حلوة، ولم أنس خوفي، ركام رجلٍ على مقود سيارة، يستذكر "علاّوي الشطّوري"، وهو يغنّي مع كاظم، في عُمر لا حلوَ فيه.
غرابٌ وحيدٌ بسيّارة، يفتقدُ الأغنية ومَن ردّدها مع "عزيز"، في ظهيرة عام ١٩٩٦.
.
يدخلُ علاّوي، حبّاب الدربونة، و"الشطّوري" كما تسميه الست خالدة، مدرسة اللغة العربية، في صيفٍ قائظ، الى بيته في "دور الموظفين"، يطلّ على أمه في مطبخها، بشعاع الشمس المسكوب من النافذة، بالذرّات اللطيفة السابحة بالهواء، يقبّل أمه ويحدّثها عمّا درسه في يومه اللذيذ هذا، في الصف الثاني الابتدائي، مدرسة الرافدين للبنين.
ويتجه للتلفاز، لسلوانه، ويظهر حبيبه، كاظم الساهر، كان يحبه منذ الخامسة من عمره، ويسميه "عزيز" لأنه صاحب أغنية "العزيز"، ثم حفظ كل أغانيه، يطلّ كاظم ببذلة توكسيدو بيضاء، وپپيونة سوداء، ويغني معه بصوت عالٍ:
من أشوفك أنسى خوفي
وأنسى كل ما صار بيّه
وأشعر بكلّ ارتياح
من أضمّ إيدك بديّه
أمه تعدّ مرقته المفضلة، الفاصولياء، وتضحك لهذا "أبو الفتوگ" الذي يحفظ كل ما يسمعه، ويردد كل ما يحفظه، وهو يغني بصوتٍ عالٍ في غرفة الجلوس:
يكفي بعيونك الحلوة
تشوفني وتسأل عليّه
تضحك الدنيا بعيوني
وكل سعادة تصير بيّه
وجهك.. حلو
طولك.. حلو
گلبك.. حلو
ربما لم أسمع هذه الأغنية منذ سنوات، رمتها الخوارزمية عليّ الآن، وأنا أسعى من أقصى المدينة لأقصى المدينة، ويدي رماد، ولا عيون حلوة، ولم أنس خوفي، ركام رجلٍ على مقود سيارة، يستذكر "علاّوي الشطّوري"، وهو يغنّي مع كاظم، في عُمر لا حلوَ فيه.
غرابٌ وحيدٌ بسيّارة، يفتقدُ الأغنية ومَن ردّدها مع "عزيز"، في ظهيرة عام ١٩٩٦.