اقتنيتُ، من جملةِ ما اقتنيتُ بدايةَ مراهقتي، ديواناً صغيراً لشاعرٍ اسمه "كمال سبتي"، كان عنوانُهُ غريباً، والاشتغالُ الداخليّ فيه أغرب، لا يُشبهُ مَن قرأتُهم من الشعراء العراقيين.
كان الديوانُ يحملُ عنوان "صبراً، قالت الطبائعُ الأربعُ"، وصدر عن دار الجمل عام ٢٠٠٥، وهذا ما حفّزني للبحث عن هذا الشاعر السبعينيّ، الذي كنتُ أسألُ زملاءه وأبناء جيله عنه، لم أحظَ بفرصة مراسلته، إذ توفيّ بعدها - بطريقةٍ مأساويّة، وحيداً - بفترةٍ قليلة.
بحثتُ عن دواوينه واحداً واحداً، وقرأتُهُ بأثرٍ رجعيّ، ومنذ عامِ وفاته، وأنا أنتظرُ مَن يتصدّى لطباعة هذا الدرس الفعليّ في الشعريّة العراقية، أن ينغمسَ شاعرٌ في القصيدة، ويندكّ بها، في التفكير داخل الشعر، ومنه، وإليه، لينتجَ نصّاً لا ينتمي إلاّ لقماشة خاصة، نادرة.
ورغم اكتمالِ رفّهِ بمكتبتي إلى حدٍّ كبير، بقيتُ أنتظرُ اليوم الذي أرى فيه أعمال كمال، حتى تصدّى للموضوع، بكثيرٍ من المحبّة، ونكران الذات، صديقه، وابن جيله، الشاعر الكبير المُختلف هو الآخر، الأستاذ باسم المرعبي، الذي قدّم أعماله الكاملة.
"قراءةُ شعر كمال سبتي تحتاجُ إلى جَلَد"، هذا أدقّ ما قيل بحقّ كمال، صاحب النصّ الذي يشكّل درساً في الكتابة الشعريّة العربيّة، واختلافها، وتحوّلاتها، فضلاً عن الإيمان بالتجربة، والشعر، الذي جعله، ضمنَ نماذج نادرة أخرى، أن يعيش ويموت من أجل الشعر وحده.
رغم انقسام السبعينين بين يسارٍ ويمين، وشيوعيين وبعثيين، مع هجرة أغلبهم، وانغماس البعض الآخر في صفوف المعارضة، لكنّ ثمة تجارب تكونُ درساً لكلّ شاعرٍ وقارئ، وعلى رأسها تجربة كمال، رعد عبد القادر، خليل الأسدي، وآخرين قلّة، آمنوا بنصّهم بشكلٍ عرفانيّ، عارفٍ، متماهٍ معه، بشكلٍ عجيب.
شكراً لباسم المرعبيّ، أشعر أن كمال سبتي يبتسم من هناك، من الأعالي.
الأعمال الشعرية الكاملة لكمال سبتي، ٢٠٢٤، دار جبرا.
كان الديوانُ يحملُ عنوان "صبراً، قالت الطبائعُ الأربعُ"، وصدر عن دار الجمل عام ٢٠٠٥، وهذا ما حفّزني للبحث عن هذا الشاعر السبعينيّ، الذي كنتُ أسألُ زملاءه وأبناء جيله عنه، لم أحظَ بفرصة مراسلته، إذ توفيّ بعدها - بطريقةٍ مأساويّة، وحيداً - بفترةٍ قليلة.
بحثتُ عن دواوينه واحداً واحداً، وقرأتُهُ بأثرٍ رجعيّ، ومنذ عامِ وفاته، وأنا أنتظرُ مَن يتصدّى لطباعة هذا الدرس الفعليّ في الشعريّة العراقية، أن ينغمسَ شاعرٌ في القصيدة، ويندكّ بها، في التفكير داخل الشعر، ومنه، وإليه، لينتجَ نصّاً لا ينتمي إلاّ لقماشة خاصة، نادرة.
ورغم اكتمالِ رفّهِ بمكتبتي إلى حدٍّ كبير، بقيتُ أنتظرُ اليوم الذي أرى فيه أعمال كمال، حتى تصدّى للموضوع، بكثيرٍ من المحبّة، ونكران الذات، صديقه، وابن جيله، الشاعر الكبير المُختلف هو الآخر، الأستاذ باسم المرعبي، الذي قدّم أعماله الكاملة.
"قراءةُ شعر كمال سبتي تحتاجُ إلى جَلَد"، هذا أدقّ ما قيل بحقّ كمال، صاحب النصّ الذي يشكّل درساً في الكتابة الشعريّة العربيّة، واختلافها، وتحوّلاتها، فضلاً عن الإيمان بالتجربة، والشعر، الذي جعله، ضمنَ نماذج نادرة أخرى، أن يعيش ويموت من أجل الشعر وحده.
رغم انقسام السبعينين بين يسارٍ ويمين، وشيوعيين وبعثيين، مع هجرة أغلبهم، وانغماس البعض الآخر في صفوف المعارضة، لكنّ ثمة تجارب تكونُ درساً لكلّ شاعرٍ وقارئ، وعلى رأسها تجربة كمال، رعد عبد القادر، خليل الأسدي، وآخرين قلّة، آمنوا بنصّهم بشكلٍ عرفانيّ، عارفٍ، متماهٍ معه، بشكلٍ عجيب.
شكراً لباسم المرعبيّ، أشعر أن كمال سبتي يبتسم من هناك، من الأعالي.
الأعمال الشعرية الكاملة لكمال سبتي، ٢٠٢٤، دار جبرا.