كتب الأستاذ أياد آل عوض الحسناوي:
فيما يلي نص تعقيبنا على ماورد في مقال الأستاذ والمفكر الإسلامي الكبير الدكتور علي المؤمن، والذي كان تحت عنوان ((لو كان الشيعة والسنة واقعيين لما حدث الصراع الطائفي في العراق)):
الأخ الاستاذ الفاضل الدكتور علي المؤمن
تحية طيبة ومساء الخير
لقد اطلعت على مقالكم المنشور على صفحتكم في الفيسبوك والذي كان تحت عنوان ((لو كان الشيعه والسنه واقعيين لما حدث صراع طائفي في العراق))، وقد وجدت من المفيد أن أذكر ما تبلور لدي حول هذا الموضوع من خلال الأحداث التي عشتها وأطلعت عليها منذ العهد الملكي في خمسينيات القرن الماضي والى هذا اليوم، ولو بشكل مختصر جدا، لأن الموضوع فيه تفاصيل كثيرة.
ابتداء ان النفس الطائفي موجود منذ مئات السنين وهو مرتبط بالعصبيات المختلفه التي تلازم النفس البشريه والتي تعود الى عوامل متعدده تترسخ بالعقل الباطن للشخصيه كالبيئة والمحيط والاسرة وتاثيراتها المعروفه ، اما بالنسبه للأصطفاف والتخندق الطائفي الذي عندنا في العراق وهذا مااثبتته الاحداث وخاصة بعد تموز عام 1958، هو يحدث عندما تسقط الانظمة وليس الانقلابات العسكرية ، وفي تأريخ العراق الحديث سقط نظامين هما النظام الملكي عام 1858 ونظام صدام عام 2003 فهاذين النظامين عندما سقطا اعقبهما اصطفاف طائفي ، والسبب يعود اما الى اهتزاز المعادلة التقليديه في الحكم كما حصل بعد ثوره 14 تموز 1858 او انقلاب هذه المعادله كما حدث بعد سقوط نظام صدام وبتعبير اوضح هو عندما اهل السنه في العراق يرفضون المتغير الحادث.
ففي الحاله الاولى وعلى الرغم ان الدوله وكبار مسؤوليها لم يكونوا من الشيعه ولكن كان من تداعيات ثوره 14 تموز هو بروز نشاط الحزب الشيوعي الذي كثير من قياداته وجماهيره هم من الشيعة كما ان الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم على الرغم انه كان بعيد عن اي نفس طائفي فقد حسب على الشيعه ،، وهكذا جرى استهدافة وتعرض نظامه الى سته وثلاثون مؤامرة كان واحدة منها هي محاولة اغتياله واصيب فيها اصابه بالغة وكان اخرها الانقلاب الدموي في 8 شباط 1963 ،، ان هذا الصراع في تلك المرحلة اخذ صورة اخرى وهو صراع القوميين والشيوعين لان الظروف السياسيه والاجتماعيه والثقافيه كانت لا تسمح بذكر صريح لحقيقة الصراع ، فالتوجهات الدينيه والاسلاميه كانت في تلك المرحلة هي في طور سبات وكانت العلمنه والعصرنة هي السائدة. اما بعد عام 2003 والذي انقلبت فيه المعادلة التقليدية فقد اخذ الصراع عنوان واضح وصريح.
ان السبب الحقيقي لموقف اهل السنه الرافض في كلا الحالتين هو يعود الى المقدسات الحقيقية والتي لا يمكن المساس بها كتحصيل حاصل ، فاهل السنه اصبحت مقدساتهم ليس البخاري او الترمذي او النسائي او الرازي او غيرهم من العلماء ولا حتى ابا حنيفة او الشيخ الكيلاني وحتى ابا بكر وعمر ، وانما اصبحت مقدساتهم الحقيقية هي الدولة والسلطة والحاكم مهما كان يحمل من صفات ومزايا ان كان فاضلا وعادلا ، او فاسقا فاجرا ، ولذلك فهم يستميتون في منع اي مكون ان يترأس الدولة والسلطة والاجهزة الحساسة المهمة لان ذلك يعتبراعتداء على مقدساتهم ولذا نجد ان المناطق الساخنة التي ظهرت بعد السقوط هي نفسها كانت ساخنة قبل اكثر من ستة عقود ، فهل هذا جاء بمحض الصدفة ؟!! وحتى الشعارات التى رفعوها متشابهة فاليوم (الهجمة الصفوية) ، وايام الزعيم الراحل (بالهجمة الشعوبية) وكلها تجري تحت قاعدة (اليك اعني واسنمعي ياجارة).
اما بالنسبة للشيعة فقد اصبحت مقدساتهم هي الرموز الكبيره والمناسبات الدينيه والشعائر والطقوس المعروفه ، فهم كذلك ايضا مستعدون للتضحية من اجل الدفاع عنها وان اي محاوله استلابها ومنعها تؤدي الى ردود افعال قوية ولذلك فقد رأينا ان صراعهم مع السلطات المتعاقبة على حكم العراق؟ هو يكاد يكون فقط بسبب منع القيام بهذة الشعارات ولم نسمع انهم في يوم من الايام تحدثوا عن التهميش او الاقصاء على الرغم من مما اصابهم من مظلومية كبيرة ،، او ان كان لهم طمع في قياده الدوله والحكم ،، وحتى الصراع مع البعثيين كانت البدايه في حادثه خان النصف في سبعينيات القرن الماضي عندما منع زائري الاربعين من الوصول الى كربلاء.
ان الخطأ االذي وقع فيه اهل السنه هو ابتعادهم عن الواقعية بعد هذة المتغيرات الحادثة في الساحة العراقية على مستوى الفرد والمجتمع وذلك بسبب العصبيات المتوارثة. وهذه المعادلات التي اشرنا اليها كانت ماضيه ولحد الستينيات او السبعينات من القرن الماضي عندما كان شرطي في قوة الخياله وليس في مديرية الامن العامه يقود عشائر ويطاع اطاعة عمياء ،، اما لو نذهب اليوم فقط الى مدينه الصدر فكم سنرى فيها من مئات الالوف من المسلحين ؟! وكم يوجد فيها من اشخاص اشد شراسه وعنفا من (ناظم كزار مدير الامن العام الشهير) ! فكيف سيتم اعاده المعادلة السابقة وفي خضم تصاعد قوه الشيعه على الرغم من الظروف السلبية
فيما يلي نص تعقيبنا على ماورد في مقال الأستاذ والمفكر الإسلامي الكبير الدكتور علي المؤمن، والذي كان تحت عنوان ((لو كان الشيعة والسنة واقعيين لما حدث الصراع الطائفي في العراق)):
الأخ الاستاذ الفاضل الدكتور علي المؤمن
تحية طيبة ومساء الخير
لقد اطلعت على مقالكم المنشور على صفحتكم في الفيسبوك والذي كان تحت عنوان ((لو كان الشيعه والسنه واقعيين لما حدث صراع طائفي في العراق))، وقد وجدت من المفيد أن أذكر ما تبلور لدي حول هذا الموضوع من خلال الأحداث التي عشتها وأطلعت عليها منذ العهد الملكي في خمسينيات القرن الماضي والى هذا اليوم، ولو بشكل مختصر جدا، لأن الموضوع فيه تفاصيل كثيرة.
ابتداء ان النفس الطائفي موجود منذ مئات السنين وهو مرتبط بالعصبيات المختلفه التي تلازم النفس البشريه والتي تعود الى عوامل متعدده تترسخ بالعقل الباطن للشخصيه كالبيئة والمحيط والاسرة وتاثيراتها المعروفه ، اما بالنسبه للأصطفاف والتخندق الطائفي الذي عندنا في العراق وهذا مااثبتته الاحداث وخاصة بعد تموز عام 1958، هو يحدث عندما تسقط الانظمة وليس الانقلابات العسكرية ، وفي تأريخ العراق الحديث سقط نظامين هما النظام الملكي عام 1858 ونظام صدام عام 2003 فهاذين النظامين عندما سقطا اعقبهما اصطفاف طائفي ، والسبب يعود اما الى اهتزاز المعادلة التقليديه في الحكم كما حصل بعد ثوره 14 تموز 1858 او انقلاب هذه المعادله كما حدث بعد سقوط نظام صدام وبتعبير اوضح هو عندما اهل السنه في العراق يرفضون المتغير الحادث.
ففي الحاله الاولى وعلى الرغم ان الدوله وكبار مسؤوليها لم يكونوا من الشيعه ولكن كان من تداعيات ثوره 14 تموز هو بروز نشاط الحزب الشيوعي الذي كثير من قياداته وجماهيره هم من الشيعة كما ان الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم على الرغم انه كان بعيد عن اي نفس طائفي فقد حسب على الشيعه ،، وهكذا جرى استهدافة وتعرض نظامه الى سته وثلاثون مؤامرة كان واحدة منها هي محاولة اغتياله واصيب فيها اصابه بالغة وكان اخرها الانقلاب الدموي في 8 شباط 1963 ،، ان هذا الصراع في تلك المرحلة اخذ صورة اخرى وهو صراع القوميين والشيوعين لان الظروف السياسيه والاجتماعيه والثقافيه كانت لا تسمح بذكر صريح لحقيقة الصراع ، فالتوجهات الدينيه والاسلاميه كانت في تلك المرحلة هي في طور سبات وكانت العلمنه والعصرنة هي السائدة. اما بعد عام 2003 والذي انقلبت فيه المعادلة التقليدية فقد اخذ الصراع عنوان واضح وصريح.
ان السبب الحقيقي لموقف اهل السنه الرافض في كلا الحالتين هو يعود الى المقدسات الحقيقية والتي لا يمكن المساس بها كتحصيل حاصل ، فاهل السنه اصبحت مقدساتهم ليس البخاري او الترمذي او النسائي او الرازي او غيرهم من العلماء ولا حتى ابا حنيفة او الشيخ الكيلاني وحتى ابا بكر وعمر ، وانما اصبحت مقدساتهم الحقيقية هي الدولة والسلطة والحاكم مهما كان يحمل من صفات ومزايا ان كان فاضلا وعادلا ، او فاسقا فاجرا ، ولذلك فهم يستميتون في منع اي مكون ان يترأس الدولة والسلطة والاجهزة الحساسة المهمة لان ذلك يعتبراعتداء على مقدساتهم ولذا نجد ان المناطق الساخنة التي ظهرت بعد السقوط هي نفسها كانت ساخنة قبل اكثر من ستة عقود ، فهل هذا جاء بمحض الصدفة ؟!! وحتى الشعارات التى رفعوها متشابهة فاليوم (الهجمة الصفوية) ، وايام الزعيم الراحل (بالهجمة الشعوبية) وكلها تجري تحت قاعدة (اليك اعني واسنمعي ياجارة).
اما بالنسبة للشيعة فقد اصبحت مقدساتهم هي الرموز الكبيره والمناسبات الدينيه والشعائر والطقوس المعروفه ، فهم كذلك ايضا مستعدون للتضحية من اجل الدفاع عنها وان اي محاوله استلابها ومنعها تؤدي الى ردود افعال قوية ولذلك فقد رأينا ان صراعهم مع السلطات المتعاقبة على حكم العراق؟ هو يكاد يكون فقط بسبب منع القيام بهذة الشعارات ولم نسمع انهم في يوم من الايام تحدثوا عن التهميش او الاقصاء على الرغم من مما اصابهم من مظلومية كبيرة ،، او ان كان لهم طمع في قياده الدوله والحكم ،، وحتى الصراع مع البعثيين كانت البدايه في حادثه خان النصف في سبعينيات القرن الماضي عندما منع زائري الاربعين من الوصول الى كربلاء.
ان الخطأ االذي وقع فيه اهل السنه هو ابتعادهم عن الواقعية بعد هذة المتغيرات الحادثة في الساحة العراقية على مستوى الفرد والمجتمع وذلك بسبب العصبيات المتوارثة. وهذه المعادلات التي اشرنا اليها كانت ماضيه ولحد الستينيات او السبعينات من القرن الماضي عندما كان شرطي في قوة الخياله وليس في مديرية الامن العامه يقود عشائر ويطاع اطاعة عمياء ،، اما لو نذهب اليوم فقط الى مدينه الصدر فكم سنرى فيها من مئات الالوف من المسلحين ؟! وكم يوجد فيها من اشخاص اشد شراسه وعنفا من (ناظم كزار مدير الامن العام الشهير) ! فكيف سيتم اعاده المعادلة السابقة وفي خضم تصاعد قوه الشيعه على الرغم من الظروف السلبية