*_#الأرشيف_*
_*لقد غَرَسْتُ لهمْ بالأَنْدَلُسِ غَرْسًا لا يُقْلَعُ إلَّا بِخُرُوجِ الدَّجَّـــالِ!!*_
الإمامُ الرُّحْلَةُ بَقِيُّ بنُ مُخْلِدٍ، تِلْمِيذُ الإمامِ المُبَجَّلِ أحمدَ، وكان بَقِيٌّ أوَّلَ مَنْ كَثَّرَ الحديثَ بالأندلسِ ونَشَرَهُ، وهَاجَمَ بهِ شُيُوخَ الأندلسِ، فَثَارُوا عليهِ، لأنَّهُمْ كانَ عِلْمُهُمْ بِالمَسَائِلِ وَمَذْهَبِ الإمامِ مَالِكٍ، وكان بَقِيٌّ يُفْتِي بِالأَثَرِ، فَشَذَّ عنْهُمْ شُذُوذًا عَظِيمًا، فَعَقَدُوا عليهِ الشَّهَادَاتِ… وَبَدَّعُوهُ، وَاتَّهَمُوهُ بِالزَّنْدَقَةِ، وَأَشْيَاءَ نَزَّهَهُ اللهُ مِنْهَا. وكان بَقِيُّ يقولُ: لقد غَرَسْتُ لهمْ بالأندلسِ غَرْسًا لا يُقْلَعُ إلَّا بِخُرُوجِ الدَّجَّـــالِ(١).
أَتَدْرِي ما الغَرْسُ أيُّها السُّنِّيُّ؟!
هو الحديثُ النَّبَوِيُّ، وَالمِيرَاثُ المُحَمَّدِيُّ، وَالنُّورُ البَهِيُّ، عُدَّةُ السَّلَفِيِّ، وَنُورُ كُلِّ تَقِيٍّ، هو الغَرْسُ الغَرِيسُ، وَالتِّبْرُ النَّفِيسُ، هو الشَّرَفُ الشَّرِيفُ، وَالتَّشْرِيعُ الحَنِيفُ، الحَسَنَةُ البَاقِيَةُ وَاللَّهْجَةُ الرَّاقِيَةُ، طُمَأْنِينَةُ النَّفْسِ بِلَا لُبْسٍ، هي الأَسَانِيدُ أَعْسَلُ مِنَ الفَانِيدِ، هو الَّذِي إِذَا فَارَقَهُ الخَلْقُ، فَارَقُوا الصِّدْقَ وَالحَقَّ.
قالَ الإمامُ القَيِّمُ ابنُ القَيِّمِ: «فَإِذَا طَلَعَتْ على العَبْدِ شَمْسُ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ وَأَشْرَقَ عليهِ نُورُهَا رَأَى في ضَوْئِهَا تَفَاصِيلَ مَصَالِحِ الدَّارَيْنِ وَمَفَاسِدِهِمَا!!»(٢).
إِي وَرَبِّـــي… إنَّهَا شَمْسُ النُّبُوَّةِ: ما أَحْلَى "حَدَّثَنَا" وَ"أَخْبَرَنَا" فِي أَوَانِ الغُرْبَةِ، وَتَشَتُّتِ الدُّرْبَةِ، وَسَطَ سَمَادِيرِ المَخْمُورِينَ مِنَ المُبْتَدِعِينَ الحُثَالِيِّينَ… أُولَئِكَ الَّذِينَ نَبَذُوا عَلَى ظُهُورِهِمُ الأَثَرَ وَالحَدِيثَ، وَاسْتَبْدَلُوهُ بِالمَنْطِقِ الخَبِيثِ، فَيَا ضَيْعَةَ الأَعْمَارِ وَسَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، بِقَالَ وَقُلْنَا دُونَ خَبَرِ المُخْتَارِ…!
أَتَحَدَّى أَنْ يَأْتِيَنَا أَحَدٌ بِمُبْتَدِعٍ ابْتَدَعَ بِدْعَةً… إلَّا وَقَدْ تَرَكَ حَدِيثًا صَحِيحًا وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَأَعْوَلَ فِيهِ المُعَوِّلُ قَدْرَ جُهْدِهِ، فَعَلَامَ اللِّجَاجُ وَالحِجَاجُ فِي أَقْوَامٍ كَالحَنْظَلِ، لَا طَعْمٌ طَيِّبٌ وَلَا رِيحٌ عَنْبَرٌ!! عَلَى الأَقَلِّ قَدْ تَرَكُوا قَوْلَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ»
قالَ الإمامُ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ البَرْبَهَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: «وَإِذَا سَمِعْتَ الرَّجُلَ يَطْعَنُ فِي الأَثَرِ أَوْ يَرُدُّ الآثَارَ، أَوْ يُرِيدُ غَيْرَ الآثَارِ فَاتَّهِمْهُ عَلَى الإِسْلَامِ، وَتَشُكُّ أَنَّهُ صَاحِبُ هَوًى مُبْتَدِعٌ»(٣).
سُبْحَانَ اللهِ: هَؤُلَاءِ لَا عَمِلُوا بِالأَثَرِ وَلَا خَلَّوْهَا وَالبَشَرَ، مَلَؤُوا عُقُولَ النَّاسِ بِدَعًا مِنَ القَوْلِ وَأَهْوَاءَ، مَلَأَ اللهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا؟!
قالَ الحَافِظُ شَمْسُ الدِّينِ الذَّهَبِيُّ: «وَإِذَا رَأَيْتَ المُتَكَلِّمَ المُبْتَدِعَ يَقُولُ: دَعْنَا مِنَ الكِتَابِ وَالأَحَادِيثِ الآحَادِ وَهَاتِ العَقْلَ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ أَبُو جَهْلٍ، وَإِذَا رَأَيْتَ السَّالِكَ التَّوْحِيدِيَّ يَقُولُ: دَعْنَا مِنَ النَّقْلِ وَمِنَ العَقْلِ وَهَاتِ الذَّوْقَ وَالوَجْدَ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ إِبْلِيسُ قَدْ ظَهَرَ بِصُورَةِ بَشَرٍ…»(٤).
فَيَا أَقْحَاحَ السُّنِّيِّينَ: شَكَرَ اللهُ سَعْيَكُمْ، وَبَارَكَ جُهُودَكُمْ، وَأَثَابَكُمْ شُرْبَةً مِنْ حَوْضِ إِمَامِكُمْ… (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ)،(٥) فَيَأْتِي أَهْلُ الْحَدِيثِ وَإِمَامُهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَأْتِي أَعْدَاءُ "حَدَّثَنَا" وَ"أَخْبَرَنَا" وَإِمَامُهُمْ أَبُو جَهْلٍ وَأَمْثَالُهُ.
_____
١- انظر سير أعلام النبلاء (285/13)
٢- انظر مفتاح دار السعاده (118/2) بتصرُّفٍ يسير
٣- شرح السنة للبربهاري صفحة (113)
٤- سير أعلام النبلاء (472/4).
٥- سورة الإسراء الآية (٧١).
🌲🌴
_*لقد غَرَسْتُ لهمْ بالأَنْدَلُسِ غَرْسًا لا يُقْلَعُ إلَّا بِخُرُوجِ الدَّجَّـــالِ!!*_
الإمامُ الرُّحْلَةُ بَقِيُّ بنُ مُخْلِدٍ، تِلْمِيذُ الإمامِ المُبَجَّلِ أحمدَ، وكان بَقِيٌّ أوَّلَ مَنْ كَثَّرَ الحديثَ بالأندلسِ ونَشَرَهُ، وهَاجَمَ بهِ شُيُوخَ الأندلسِ، فَثَارُوا عليهِ، لأنَّهُمْ كانَ عِلْمُهُمْ بِالمَسَائِلِ وَمَذْهَبِ الإمامِ مَالِكٍ، وكان بَقِيٌّ يُفْتِي بِالأَثَرِ، فَشَذَّ عنْهُمْ شُذُوذًا عَظِيمًا، فَعَقَدُوا عليهِ الشَّهَادَاتِ… وَبَدَّعُوهُ، وَاتَّهَمُوهُ بِالزَّنْدَقَةِ، وَأَشْيَاءَ نَزَّهَهُ اللهُ مِنْهَا. وكان بَقِيُّ يقولُ: لقد غَرَسْتُ لهمْ بالأندلسِ غَرْسًا لا يُقْلَعُ إلَّا بِخُرُوجِ الدَّجَّـــالِ(١).
أَتَدْرِي ما الغَرْسُ أيُّها السُّنِّيُّ؟!
هو الحديثُ النَّبَوِيُّ، وَالمِيرَاثُ المُحَمَّدِيُّ، وَالنُّورُ البَهِيُّ، عُدَّةُ السَّلَفِيِّ، وَنُورُ كُلِّ تَقِيٍّ، هو الغَرْسُ الغَرِيسُ، وَالتِّبْرُ النَّفِيسُ، هو الشَّرَفُ الشَّرِيفُ، وَالتَّشْرِيعُ الحَنِيفُ، الحَسَنَةُ البَاقِيَةُ وَاللَّهْجَةُ الرَّاقِيَةُ، طُمَأْنِينَةُ النَّفْسِ بِلَا لُبْسٍ، هي الأَسَانِيدُ أَعْسَلُ مِنَ الفَانِيدِ، هو الَّذِي إِذَا فَارَقَهُ الخَلْقُ، فَارَقُوا الصِّدْقَ وَالحَقَّ.
قالَ الإمامُ القَيِّمُ ابنُ القَيِّمِ: «فَإِذَا طَلَعَتْ على العَبْدِ شَمْسُ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ وَأَشْرَقَ عليهِ نُورُهَا رَأَى في ضَوْئِهَا تَفَاصِيلَ مَصَالِحِ الدَّارَيْنِ وَمَفَاسِدِهِمَا!!»(٢).
إِي وَرَبِّـــي… إنَّهَا شَمْسُ النُّبُوَّةِ: ما أَحْلَى "حَدَّثَنَا" وَ"أَخْبَرَنَا" فِي أَوَانِ الغُرْبَةِ، وَتَشَتُّتِ الدُّرْبَةِ، وَسَطَ سَمَادِيرِ المَخْمُورِينَ مِنَ المُبْتَدِعِينَ الحُثَالِيِّينَ… أُولَئِكَ الَّذِينَ نَبَذُوا عَلَى ظُهُورِهِمُ الأَثَرَ وَالحَدِيثَ، وَاسْتَبْدَلُوهُ بِالمَنْطِقِ الخَبِيثِ، فَيَا ضَيْعَةَ الأَعْمَارِ وَسَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، بِقَالَ وَقُلْنَا دُونَ خَبَرِ المُخْتَارِ…!
أَتَحَدَّى أَنْ يَأْتِيَنَا أَحَدٌ بِمُبْتَدِعٍ ابْتَدَعَ بِدْعَةً… إلَّا وَقَدْ تَرَكَ حَدِيثًا صَحِيحًا وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَأَعْوَلَ فِيهِ المُعَوِّلُ قَدْرَ جُهْدِهِ، فَعَلَامَ اللِّجَاجُ وَالحِجَاجُ فِي أَقْوَامٍ كَالحَنْظَلِ، لَا طَعْمٌ طَيِّبٌ وَلَا رِيحٌ عَنْبَرٌ!! عَلَى الأَقَلِّ قَدْ تَرَكُوا قَوْلَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ»
قالَ الإمامُ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ البَرْبَهَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: «وَإِذَا سَمِعْتَ الرَّجُلَ يَطْعَنُ فِي الأَثَرِ أَوْ يَرُدُّ الآثَارَ، أَوْ يُرِيدُ غَيْرَ الآثَارِ فَاتَّهِمْهُ عَلَى الإِسْلَامِ، وَتَشُكُّ أَنَّهُ صَاحِبُ هَوًى مُبْتَدِعٌ»(٣).
سُبْحَانَ اللهِ: هَؤُلَاءِ لَا عَمِلُوا بِالأَثَرِ وَلَا خَلَّوْهَا وَالبَشَرَ، مَلَؤُوا عُقُولَ النَّاسِ بِدَعًا مِنَ القَوْلِ وَأَهْوَاءَ، مَلَأَ اللهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا؟!
قالَ الحَافِظُ شَمْسُ الدِّينِ الذَّهَبِيُّ: «وَإِذَا رَأَيْتَ المُتَكَلِّمَ المُبْتَدِعَ يَقُولُ: دَعْنَا مِنَ الكِتَابِ وَالأَحَادِيثِ الآحَادِ وَهَاتِ العَقْلَ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ أَبُو جَهْلٍ، وَإِذَا رَأَيْتَ السَّالِكَ التَّوْحِيدِيَّ يَقُولُ: دَعْنَا مِنَ النَّقْلِ وَمِنَ العَقْلِ وَهَاتِ الذَّوْقَ وَالوَجْدَ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ إِبْلِيسُ قَدْ ظَهَرَ بِصُورَةِ بَشَرٍ…»(٤).
فَيَا أَقْحَاحَ السُّنِّيِّينَ: شَكَرَ اللهُ سَعْيَكُمْ، وَبَارَكَ جُهُودَكُمْ، وَأَثَابَكُمْ شُرْبَةً مِنْ حَوْضِ إِمَامِكُمْ… (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ)،(٥) فَيَأْتِي أَهْلُ الْحَدِيثِ وَإِمَامُهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَأْتِي أَعْدَاءُ "حَدَّثَنَا" وَ"أَخْبَرَنَا" وَإِمَامُهُمْ أَبُو جَهْلٍ وَأَمْثَالُهُ.
_____
١- انظر سير أعلام النبلاء (285/13)
٢- انظر مفتاح دار السعاده (118/2) بتصرُّفٍ يسير
٣- شرح السنة للبربهاري صفحة (113)
٤- سير أعلام النبلاء (472/4).
٥- سورة الإسراء الآية (٧١).
🌲🌴