لمن نشتكي إذا غاب الإمام؟
منذ أن غاب المهدي عليه السلام، والأرض تئن تحت سطوة الجبابرة...
أين الصدر الذي يُتكأ عليه إذا طغى السلطان؟
من يقف في وجه الظالم إذا عمّ الصمت؟
أوَ تُترك الأمة بلا ملجأ؟ بلا حجّة؟ بلا من يحمل إرث النبوة؟
ليست الغيبة فراغًا، بل اختبار.
والله لا يترك دينه، فقد جعل للأمة أمناء...
ليسوا أنبياء، ولا معصومين، لكنهم خُبراء بثقافة المعصوم، قائمون مقامه في الغُربة، حُماة للحق إذا عزّ الناصر.
في زمن تتشابه فيه الوجوه والرايات، لا يكفي أن تصلّي وتصوم، بل تحتاج من يدلّك أين تقف… مع من، وضد من.
هنا تظهر القيادة الشرعية، الفقيه البصير، الذي لم يُغوِه منصب، ولم يشغله مدح، بل جعل دمه رهينة لدينه.
قيادة تُجسّد الحكمة والجرأة معًا.
قيادة لا تهادن الطغاة، ولا تترك دم الحسين يُستثمر في أسواق السياسة.
ليست كل عمامة هدى، ولا كل شيخ حُجّة…
لكن هناك من عاهد الله أن لا يترك الأمة تتخبط، حتى يُسلّم الراية لصاحبها.
نعم، نحتاجه.
نحتاج من يقود السفينة… لأن البحر هائج، والموج كافر، والشاطئ بعيد.
https://t.me/falak313