من عالمٍ سادت فيه هيمنة الاقتصاد إلى عالمٍ تفرض فيه التقنية سلطانها، الحوثي يضرب غير عابئ بالعواقب.
لقد رسّخت العولمة الاقتصادية ، بقيادة الدولار الأمريكي، هيمنة غير مسبوقة للولايات المتحدة على العالم، حتى باتت الحكومات على اختلاف أيديولوجياتها مكبّلة بقيود هذه السطوة. ورغم أن بعض الدول تفلت من قبضة هذه الهيمنة، إلا أن تلك الحالات نادرة للغاية. ما نشهده اليوم هو سيطرة اقتصادية عابرة للحدود، تحوّلت معها الحوكمة إلى وصاية قسرية على السيادة، بغض النظر عن تنوع المرجعيات الفكرية والسياسية للدول.
لكن هنا تكمن المفارقة: اليمن يقف كاستثناء صارخ في مواجهة هذا النظام الاقتصادي المهيمن. ففي الوقت الذي تتضافر فيه الجهود الأمريكية والبريطانية لتكريس استراتيجيات الهيمنة وضرب الحوثيون من كل جانب إلا ان الحوثي يعود مرة اخرى بشيء اقوى من سابقاتها.
إنه نموذج يفضح حدود القوة الاقتصادية الغربية، ويكشف هشاشة التحالفات التي تعتمد على الإخضاع الاقتصادي كسلاح لإملاء الإرادة السياسية.
اليمن، في موقفه الحالي، لا يقتصر على تحدي الهيمنة الأمريكية فقط، بل يتجاوز ذلك إلى خلق مفارقة مذهلة في سياق الحروب السابقة مع السعودية التي كسرها الحوثيين بشكل جعل السعودية لا شيء في توازن القوى ، التي طالما اعتُبرت ركيزة أساسية في النظام الإقليمي الخاضع لنفوذ الغرب. من الناحية العسكرية، اليمن يُعيد صياغة قواعد القوى، متجاوزاً التقليدية في المواجهة إلى معركة تعرّي خفايا الحوكمة الاقتصادية التي تستخدمها الولايات المتحدة كأداة للسيطرة.
وفي هذا المشهد، تتضح أزمة المحور المناهض للغرب، بما فيه إيران وحلفاؤها، الذين يدركون أن المقاومة التقليدية وحدها، كحالة حزب الله، لا تكفي لمواجهة هذه الحرب العسكرية والاقتصادية. فبينما تتآكل قدرات الدول والمجتمعات تحت وطأة العقوبات والضغوط وشاهدناها قبل الحرب الإسرائيلية على حزب الله وكيف سخرت الولايات المتحدة كل أجنداتها من الخليج إلى آخر نقطة تخضع للغرب لضرب الاقتصاد اللبناني ، يبقى اليمن حالة فريدة تسجل مقاومة صلبة تتحدى أعتى أدوات الإخضاع.
اليمن، إذن، لا يخوض معركة عسكرية فحسب، بل يواجه نظاماً اقتصادياً عالمياً صُمّم ليحكم الشعوب من خلال اقتصادها، في وقت تعجز فيه المجتمعات عن إدراك تعقيدات هذه الحرب غير التقليدية. فما يفعله اليمن اليوم ليس مجرد مقاومة، بل هو إعادة تعريف لمعنى السيادة في مواجهة نظام عالمي مظلم .
لقد رسّخت العولمة الاقتصادية ، بقيادة الدولار الأمريكي، هيمنة غير مسبوقة للولايات المتحدة على العالم، حتى باتت الحكومات على اختلاف أيديولوجياتها مكبّلة بقيود هذه السطوة. ورغم أن بعض الدول تفلت من قبضة هذه الهيمنة، إلا أن تلك الحالات نادرة للغاية. ما نشهده اليوم هو سيطرة اقتصادية عابرة للحدود، تحوّلت معها الحوكمة إلى وصاية قسرية على السيادة، بغض النظر عن تنوع المرجعيات الفكرية والسياسية للدول.
لكن هنا تكمن المفارقة: اليمن يقف كاستثناء صارخ في مواجهة هذا النظام الاقتصادي المهيمن. ففي الوقت الذي تتضافر فيه الجهود الأمريكية والبريطانية لتكريس استراتيجيات الهيمنة وضرب الحوثيون من كل جانب إلا ان الحوثي يعود مرة اخرى بشيء اقوى من سابقاتها.
إنه نموذج يفضح حدود القوة الاقتصادية الغربية، ويكشف هشاشة التحالفات التي تعتمد على الإخضاع الاقتصادي كسلاح لإملاء الإرادة السياسية.
اليمن، في موقفه الحالي، لا يقتصر على تحدي الهيمنة الأمريكية فقط، بل يتجاوز ذلك إلى خلق مفارقة مذهلة في سياق الحروب السابقة مع السعودية التي كسرها الحوثيين بشكل جعل السعودية لا شيء في توازن القوى ، التي طالما اعتُبرت ركيزة أساسية في النظام الإقليمي الخاضع لنفوذ الغرب. من الناحية العسكرية، اليمن يُعيد صياغة قواعد القوى، متجاوزاً التقليدية في المواجهة إلى معركة تعرّي خفايا الحوكمة الاقتصادية التي تستخدمها الولايات المتحدة كأداة للسيطرة.
وفي هذا المشهد، تتضح أزمة المحور المناهض للغرب، بما فيه إيران وحلفاؤها، الذين يدركون أن المقاومة التقليدية وحدها، كحالة حزب الله، لا تكفي لمواجهة هذه الحرب العسكرية والاقتصادية. فبينما تتآكل قدرات الدول والمجتمعات تحت وطأة العقوبات والضغوط وشاهدناها قبل الحرب الإسرائيلية على حزب الله وكيف سخرت الولايات المتحدة كل أجنداتها من الخليج إلى آخر نقطة تخضع للغرب لضرب الاقتصاد اللبناني ، يبقى اليمن حالة فريدة تسجل مقاومة صلبة تتحدى أعتى أدوات الإخضاع.
اليمن، إذن، لا يخوض معركة عسكرية فحسب، بل يواجه نظاماً اقتصادياً عالمياً صُمّم ليحكم الشعوب من خلال اقتصادها، في وقت تعجز فيه المجتمعات عن إدراك تعقيدات هذه الحرب غير التقليدية. فما يفعله اليمن اليوم ليس مجرد مقاومة، بل هو إعادة تعريف لمعنى السيادة في مواجهة نظام عالمي مظلم .