بسم الله الرحمن الرحيم
تهنئة علماء الأمة ونصيحتهم لثوار سوريا
(بيان وقعه أكثر من ١٠٠ عالم وداعية يؤيد الثورة، وينصحها، ويدعو الأمة لمناصرتها)
الحمد لله القائل في محكم كتابه: "وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنُرِيَ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا مِنۡهُم مَّا كَانُواْ يَحۡذَرُونَ".
والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ القائل: "لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي ظاهِرِينَ علَى الحَقِّ، لا يَضُرُّهُمْ مَن خَذَلَهُمْ، حتَّى يَأْتِيَ أمْرُ اللهِ، وهم على ذلك" [متفق عليه] وفي بعض طرق الحديث: (وهم بالشام).
وبعد..
فإن النصر المؤزر، والفتح المظفر الذي منّ الله به على الأمة في قلب بلاد الشام (سوريا)، العاصمة التاريخية لخلافة الإسلام وحضارته، فأزال به دولة الظلم والطغيان، وهيأ به لدولة الحق والإيمان، هذا الفتح العظيم، والظفر العميم، هو حدث يجب الوقوف عنده ومعه.
وبهذه المناسبة العظيمة فإننا نحن الموقعين لهذا البيان من علماء الأمة ودعاتها ومفكريها نعلن:
أولا: تهنئة مستحقة
إننا نهنئ أنفسنا، وكل المجاهدين، وجميع أهلنا وإخواننا في بلاد الشام، وسائرَ أمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها بهذا الانتصار الباهر، والفتح الظاهر، الذي منّ الله به على الإسلام والمسلمين في سوريا، بعد عقود من الابتلاءات والمحن، والشدائد والفتن، والتضحيات الجسام، التي قدمها أهلنا وإخواننا هناك، تقبل الله منا ومنهم.
إنه يوم من أيام الله، نصر الله فيه عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، فله الحمد، وله الشكر أولا وآخرا.
ثانيا: نصائح للمجاهدين والثوار
إن أَولى الناس بتقديم النصح هم العلماء الذين هم المرجع في الفتاوى والأحكام، وأحق الناس به هم القادة، والأمراء، والحكام، لِمَا في صلاحهم من صلاح العباد والبلاد.
أيها القادة العظام، يا من أعزهم الله بذروة السنام، وفتح عليهم الشام، عاصمةَ الخلافة وعرين الإسلام، أنتم أمل هذه الأمة التي أضحت أمة أيتام على موائد اللئام، إليكم ترنوا بأبصارها، وعليكم بعد الله تُعَلّق آمالها، وعلى أيديكم ترجو أن يعيد الله لها أمجادها؛ سيادةً للأمم، وريادةً بين الحضارات، وقيادةً في كل المجالات.
ومفتاح النجاح في ذلك كله، هو العمل بهذه النصائح التي نذكركم فيها بما أوصاكم الله به في كتابه، وعلى لسان رسوله ﷺ، وبما جرَت به سنن الله الكونية التي لا تجامل ولا تحابي أحدا.
وأهم هذه الوصايا:
1- تقوى الله تعالى
وهي وصية الله للأولين والآخرين "ولَقَدۡ وَصَّيۡنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَإِيَّاكُمۡ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ".
والتقوى وصية جامعة تندرج تحتها أهم الوصايا المهمة، وخاصة في ميادين القتال، وساحات النزال، ومناسبات النصر، وظروف الظفر، التي تتفتح فيها مداخل الشيطان، وتكثر عندها حظوظ النفس، فتكون المهلكات من فساد النية، والرياء، والكبر، والعجب، والغرور، وفتنة الدنيا، والمنصب، والجاه، وحب الظهور، عافانا الله وإياكم.
وهي مٌهلكاتٌ من كبائر القلوب الباطنة، أخطرُ وأكبرُ أثرًا من كبائر الجوارح الظاهرة، كشرب الخمر، والسرقة!، وقَـلَّ من يتفطن لذلك من الناس!
إن معية الله لكم بالنصر مشروطة بمعيتكم له بالطاعة: "إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّ ٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ ".
بتقوى الله يكون نصركم لدين الله، وبنصركم له يكون نصره لكم: "يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ ".
2- الوحدة والاجتماع
إننا نذكركم بما أوصاكم الله به من وجوب الوحدة والاجتماع، والحذر من الخلاف والنزاع.
قال الله تعالى: "واعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا".
وسنن الله الكونية جارية، وأحكامه القدرية قاضية بأن الخلاف ثمرته العاجلة الفشل وذهاب الريح: "وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ".
وقد رأينا في تجاربنا المعاصرة شؤم الخلاف بين المجاهدين في أفغانستان، حيث انتصر المجاهدون أولا على الاتحاد السوفييتي السابق، ومعه حلف وارسو، وحرروا البلاد منهم، ولكن خلافاتهم فيما بينهم اقتضت جريان سنة الله عليهم، ففشلوا وذهبت ريحهم، فاستبدل الله بهم غيرَهم.
وأنتم قد جربتم بأنفسكم خلال سنوات التمحيص والابتلاء التي أعزكم الله فيها بالجهاد، فعرفتم شؤم الخلاف والنزاع، ورأيتم بركات الوحدة والاجتماع.
تهنئة علماء الأمة ونصيحتهم لثوار سوريا
(بيان وقعه أكثر من ١٠٠ عالم وداعية يؤيد الثورة، وينصحها، ويدعو الأمة لمناصرتها)
الحمد لله القائل في محكم كتابه: "وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنُرِيَ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا مِنۡهُم مَّا كَانُواْ يَحۡذَرُونَ".
والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ القائل: "لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي ظاهِرِينَ علَى الحَقِّ، لا يَضُرُّهُمْ مَن خَذَلَهُمْ، حتَّى يَأْتِيَ أمْرُ اللهِ، وهم على ذلك" [متفق عليه] وفي بعض طرق الحديث: (وهم بالشام).
وبعد..
فإن النصر المؤزر، والفتح المظفر الذي منّ الله به على الأمة في قلب بلاد الشام (سوريا)، العاصمة التاريخية لخلافة الإسلام وحضارته، فأزال به دولة الظلم والطغيان، وهيأ به لدولة الحق والإيمان، هذا الفتح العظيم، والظفر العميم، هو حدث يجب الوقوف عنده ومعه.
وبهذه المناسبة العظيمة فإننا نحن الموقعين لهذا البيان من علماء الأمة ودعاتها ومفكريها نعلن:
أولا: تهنئة مستحقة
إننا نهنئ أنفسنا، وكل المجاهدين، وجميع أهلنا وإخواننا في بلاد الشام، وسائرَ أمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها بهذا الانتصار الباهر، والفتح الظاهر، الذي منّ الله به على الإسلام والمسلمين في سوريا، بعد عقود من الابتلاءات والمحن، والشدائد والفتن، والتضحيات الجسام، التي قدمها أهلنا وإخواننا هناك، تقبل الله منا ومنهم.
إنه يوم من أيام الله، نصر الله فيه عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، فله الحمد، وله الشكر أولا وآخرا.
ثانيا: نصائح للمجاهدين والثوار
إن أَولى الناس بتقديم النصح هم العلماء الذين هم المرجع في الفتاوى والأحكام، وأحق الناس به هم القادة، والأمراء، والحكام، لِمَا في صلاحهم من صلاح العباد والبلاد.
أيها القادة العظام، يا من أعزهم الله بذروة السنام، وفتح عليهم الشام، عاصمةَ الخلافة وعرين الإسلام، أنتم أمل هذه الأمة التي أضحت أمة أيتام على موائد اللئام، إليكم ترنوا بأبصارها، وعليكم بعد الله تُعَلّق آمالها، وعلى أيديكم ترجو أن يعيد الله لها أمجادها؛ سيادةً للأمم، وريادةً بين الحضارات، وقيادةً في كل المجالات.
ومفتاح النجاح في ذلك كله، هو العمل بهذه النصائح التي نذكركم فيها بما أوصاكم الله به في كتابه، وعلى لسان رسوله ﷺ، وبما جرَت به سنن الله الكونية التي لا تجامل ولا تحابي أحدا.
وأهم هذه الوصايا:
1- تقوى الله تعالى
وهي وصية الله للأولين والآخرين "ولَقَدۡ وَصَّيۡنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَإِيَّاكُمۡ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ".
والتقوى وصية جامعة تندرج تحتها أهم الوصايا المهمة، وخاصة في ميادين القتال، وساحات النزال، ومناسبات النصر، وظروف الظفر، التي تتفتح فيها مداخل الشيطان، وتكثر عندها حظوظ النفس، فتكون المهلكات من فساد النية، والرياء، والكبر، والعجب، والغرور، وفتنة الدنيا، والمنصب، والجاه، وحب الظهور، عافانا الله وإياكم.
وهي مٌهلكاتٌ من كبائر القلوب الباطنة، أخطرُ وأكبرُ أثرًا من كبائر الجوارح الظاهرة، كشرب الخمر، والسرقة!، وقَـلَّ من يتفطن لذلك من الناس!
إن معية الله لكم بالنصر مشروطة بمعيتكم له بالطاعة: "إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّ ٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ ".
بتقوى الله يكون نصركم لدين الله، وبنصركم له يكون نصره لكم: "يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ ".
2- الوحدة والاجتماع
إننا نذكركم بما أوصاكم الله به من وجوب الوحدة والاجتماع، والحذر من الخلاف والنزاع.
قال الله تعالى: "واعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا".
وسنن الله الكونية جارية، وأحكامه القدرية قاضية بأن الخلاف ثمرته العاجلة الفشل وذهاب الريح: "وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ".
وقد رأينا في تجاربنا المعاصرة شؤم الخلاف بين المجاهدين في أفغانستان، حيث انتصر المجاهدون أولا على الاتحاد السوفييتي السابق، ومعه حلف وارسو، وحرروا البلاد منهم، ولكن خلافاتهم فيما بينهم اقتضت جريان سنة الله عليهم، ففشلوا وذهبت ريحهم، فاستبدل الله بهم غيرَهم.
وأنتم قد جربتم بأنفسكم خلال سنوات التمحيص والابتلاء التي أعزكم الله فيها بالجهاد، فعرفتم شؤم الخلاف والنزاع، ورأيتم بركات الوحدة والاجتماع.