وقفة تفكُّر..💭
هل مِن الصُدفةِ أن يكونَ ميعادُ خُروجِ سيّدِ الشهداء مِن المدينةِ إلى مكّة كخطوةٍ أولى في مشروعِ عاشوراء..أن يكونَ هذا الخروج في نفسِ يومِ بعثةِ النبيّ مساءً؟!
يعني مساءَ يومِ المبعث
قطعاً لا يُوجدُ صُدفة في سِيرةِ أهلِ البيت،
فالمشروعُ الحسينيُّ العملاق هو زيتُ الوقودِ الّذي يُحرّكُ عجلةَ المشروعِ المهدوي،
والدولةُ المهدويّةُ هي مُقدّمةٌ وبوّابةٌ لإقامةِ "الدولةِ المُحمّديّةِ العظمى"الّتي تُمثّلُ مشروعَ اللهِ في الأرض،
هذا المشروعُ الّذي يتحقّقُ على أرضِ الواقعِ في عصرِ الرجعةِ العظيمة،
هذا المشروعُ الإلهيُّ(وهو الدولةُ المُحمّديّةُ العُظمى) إنّما هو ثمرةٌ لسفكِ دمِ الحسين
مِن هنا كان خروجُ سيّدِ الشهداء مِن المدينةِ إلى مكّة مُتزامناً مع بعثةِ النبي(أي في المساء مِن يومِ المبعث)
ليُشيرَ إلى أنّ مشروعَ الدولةِ المُحمّديّةِ إنّما تبدأ خطواتُهُ الأولى مِن(الحسين)
وهذا معنى قولُ نبيّنا: (وأنا مِن حُسين)
ويُشيرَ أيضاً إلى أنّ هدفَ خروجِ سيّدِ الشهداء مِن المدينةِ إلى مكّة ثُمّ مِن مكّة إلى كربلاء هذا الهدف هو بعينِهِ جوهرُ البعثةِ المُحمّديّة
فجوهرُ بعثةِ النبي: هو الدعوةُ لولايةِ عليٍّ وآلِ علي(يعني الدعوةُ لولايةِ الإمامِ المعصوم)
وهدفُ سيّدِ الشهداء مِن خروجِهِ: هو الدعوةُ أيضاً لولايةِ الإمام المعصوم كما بيّن سيّدُ الشهداء في وصيّتِهِ الّتي كتبها في المدينةِ حين تهيّأ للخروج، إذ يقول فيها:
(وإنّما خرجتُ لطلبِ الإصلاحِ في أُمّةِ جدّي، أُريدُ أن آمُرَ بالمعروفِ وأنهى عن المُنكر، وأسيرَ بسيرةِ جدّي وأبي عليّ بن أبي طالب)
• قولِهِ: (أُريدُ أن آمُرَ بالمعروف وأنهى عن المُنكر)
ليس المُراد مِن الأمرِ بالمعروف والنهي عن المُنكرِ الّذي أراده سيّدُ الشهداء هو الأمرُ بأفعالِ الخيرِ والنهي عن المعاصي،
الأمرُ بفعلِ الطاعاتِ والخيراتِ واجتنابِ المعاصي أُمورٌ محمودةٌ ومُهمّةٌ ومطلوبةٌ في ديننا..ولكنّها بموازين العترةِ تقعُ في حاشيةِ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المُنكر
المعروف الّذي أراد سيّدُ الشهداء أن يأمرَ به هو جوهرُ المعروف؛ وهو الدعوةُ لولايةِ الإمام المعصوم،
فالمصداقُ الأوّلُ للمعروفِ هو الإمامُ المعصوم،
وفي زمانِنا هذا المُراد مِن الأمرِ بالمعروف هو الدعوةُ لولايةِ إمام زمانِنا
والمُراد مِن المُنكر هو جوهرُ المُنكر وهو موالاةُ أعداءِ آلِ محمّد، كما يُبيّن ذلك إمامُنا الصادق في حديثِهِ مع أبي حنيفة، حين سأل أبو حنيفة الإمامَ قائلاً:
(جُعلتُ فِداك، ما الأمرُ بالمعروف؟
فقال الإمام: -يا أبا حنيفة- المعروفُ في أهلِ السماءِ المعروفُ في أهلِ الأرض، وذاك أميرُ المُؤمنين عليُّ بن أبي طالب،
فقال أبو حنيفة: جُعلتُ فِداك، فما المُنكر؟ قال الإمام: الّلذان ظَلَماهُ حقّهُ وابتزّاهُ أمرَه، وحملا الناسَ على كتفِهِ.
قال أبو حنيفة: أليس هو أن ترى الرجلَ على معاصي اللهِ فتنهاهُ عنها؟!
قال الإمام: ليس ذاك أمراً بالمعروف ولا نهياً عن المُنكر، إنّما ذاك خيرٌ قدِّم)
[تأويل الآيات]
• قولُ أبي حنيفة: (أليس هو -أي النهيُ عن المُنكر والأمر بالمعروف- أن ترى الرجلَ على معاصي اللهِ فتنهاهُ عنها؟)
هذه هي الثقافةُ الخاطئةُ السائدةُ في أذهانِنا عن معنى الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المُنكر، وهي ثقافةُ المُخالفين،
لأنّ الإمامَ نفى ذلك بوضوح وقال: (ليس ذاك أمراً بالمعروفِ ولا نهياً عن المُنكر)
أي أنّ النهيَ عن المعاصي والأمرَ بالطاعاتِ هي أفعالٌ محمودة، ولكنّها لا تُمثّلُ الأمرَ بالمعروفِ والنهيَ عن المُنكرِ في ثقافةِ العترة
عنوانُ"المعروف" في رواياتِ العترةِ يعني: الإمامَ المعصوم،
وبمعنىً آخر: هو ولايةُ الإمامِ المعصوم
والأمرُ بالمعروف: يعني الأمرُ بولايةِ الإمامِ المعصومِ وطاعتِهِ،
وذلك هو جوهرُ البعثةِ المحمّديّة
والنهيُ عن المُنكر سيكونُ واضحاً حينئذٍ لأنّ الأشياءَ إنّما تستبَانُ بأضدادِها،
فالنهيُ عن المُنكرِ هو النهيُ عن ولايةِ أعداءِ أهلِ البيت..فإنّ ولايةَ أعداءِ أهلِ البيت هي أنكرُ المُنكرِ كما يقولُ إمامُنا الصادق:
(وأيُّ مُنكرٍ أنكرُ مِن ظُلْم الأُمّةِ لنا وقتْلِهم إيّانا!)
• قولِ سيّد الشهداء: (وأسيرَ بسيرةِ جدّي وأبي)
الإمام يُبيّن أنّ السيرةَ الّتي سار بها حين خرج لطلبِ الإصلاح هي بعينِها سِيرةُ جدّهِ وأبيه،
وهي سيرةٌ قائمةُ على رفضِ سِيرةِ أعداءِ أهلِ البيت ورفضِ طريقتِهم ومنهجِهم،
فقد كان مِن سِيرةِ سيّدِ الأوصياء أنّه حين عرضوا عليه الخلافةَ في الشورى العُمَريّة، واشترطوا عليه أن يسيرَ بسيرةِ الشيخين رفض الأميرُ ذلك،
مع أنّه كان بإمكانِهِ أن يقبلَ مبدئيّاً حتّى يستتِبَّ له الأمر،
ولكنّ الأمير رفض لأنّه ما أراد أن يتطرّقَ هذا الفَهْمُ لأحدٍ منِ الناس: بأنّه راضٍ عن سيرةِ الشيخين،
وهذه هي البراءةُ الّتي يُريدها مِنّا أهلُ البيت في مقام التعاملِ مع المخالفينِ
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture
هل مِن الصُدفةِ أن يكونَ ميعادُ خُروجِ سيّدِ الشهداء مِن المدينةِ إلى مكّة كخطوةٍ أولى في مشروعِ عاشوراء..أن يكونَ هذا الخروج في نفسِ يومِ بعثةِ النبيّ مساءً؟!
يعني مساءَ يومِ المبعث
قطعاً لا يُوجدُ صُدفة في سِيرةِ أهلِ البيت،
فالمشروعُ الحسينيُّ العملاق هو زيتُ الوقودِ الّذي يُحرّكُ عجلةَ المشروعِ المهدوي،
والدولةُ المهدويّةُ هي مُقدّمةٌ وبوّابةٌ لإقامةِ "الدولةِ المُحمّديّةِ العظمى"الّتي تُمثّلُ مشروعَ اللهِ في الأرض،
هذا المشروعُ الّذي يتحقّقُ على أرضِ الواقعِ في عصرِ الرجعةِ العظيمة،
هذا المشروعُ الإلهيُّ(وهو الدولةُ المُحمّديّةُ العُظمى) إنّما هو ثمرةٌ لسفكِ دمِ الحسين
مِن هنا كان خروجُ سيّدِ الشهداء مِن المدينةِ إلى مكّة مُتزامناً مع بعثةِ النبي(أي في المساء مِن يومِ المبعث)
ليُشيرَ إلى أنّ مشروعَ الدولةِ المُحمّديّةِ إنّما تبدأ خطواتُهُ الأولى مِن(الحسين)
وهذا معنى قولُ نبيّنا: (وأنا مِن حُسين)
ويُشيرَ أيضاً إلى أنّ هدفَ خروجِ سيّدِ الشهداء مِن المدينةِ إلى مكّة ثُمّ مِن مكّة إلى كربلاء هذا الهدف هو بعينِهِ جوهرُ البعثةِ المُحمّديّة
فجوهرُ بعثةِ النبي: هو الدعوةُ لولايةِ عليٍّ وآلِ علي(يعني الدعوةُ لولايةِ الإمامِ المعصوم)
وهدفُ سيّدِ الشهداء مِن خروجِهِ: هو الدعوةُ أيضاً لولايةِ الإمام المعصوم كما بيّن سيّدُ الشهداء في وصيّتِهِ الّتي كتبها في المدينةِ حين تهيّأ للخروج، إذ يقول فيها:
(وإنّما خرجتُ لطلبِ الإصلاحِ في أُمّةِ جدّي، أُريدُ أن آمُرَ بالمعروفِ وأنهى عن المُنكر، وأسيرَ بسيرةِ جدّي وأبي عليّ بن أبي طالب)
• قولِهِ: (أُريدُ أن آمُرَ بالمعروف وأنهى عن المُنكر)
ليس المُراد مِن الأمرِ بالمعروف والنهي عن المُنكرِ الّذي أراده سيّدُ الشهداء هو الأمرُ بأفعالِ الخيرِ والنهي عن المعاصي،
الأمرُ بفعلِ الطاعاتِ والخيراتِ واجتنابِ المعاصي أُمورٌ محمودةٌ ومُهمّةٌ ومطلوبةٌ في ديننا..ولكنّها بموازين العترةِ تقعُ في حاشيةِ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المُنكر
المعروف الّذي أراد سيّدُ الشهداء أن يأمرَ به هو جوهرُ المعروف؛ وهو الدعوةُ لولايةِ الإمام المعصوم،
فالمصداقُ الأوّلُ للمعروفِ هو الإمامُ المعصوم،
وفي زمانِنا هذا المُراد مِن الأمرِ بالمعروف هو الدعوةُ لولايةِ إمام زمانِنا
والمُراد مِن المُنكر هو جوهرُ المُنكر وهو موالاةُ أعداءِ آلِ محمّد، كما يُبيّن ذلك إمامُنا الصادق في حديثِهِ مع أبي حنيفة، حين سأل أبو حنيفة الإمامَ قائلاً:
(جُعلتُ فِداك، ما الأمرُ بالمعروف؟
فقال الإمام: -يا أبا حنيفة- المعروفُ في أهلِ السماءِ المعروفُ في أهلِ الأرض، وذاك أميرُ المُؤمنين عليُّ بن أبي طالب،
فقال أبو حنيفة: جُعلتُ فِداك، فما المُنكر؟ قال الإمام: الّلذان ظَلَماهُ حقّهُ وابتزّاهُ أمرَه، وحملا الناسَ على كتفِهِ.
قال أبو حنيفة: أليس هو أن ترى الرجلَ على معاصي اللهِ فتنهاهُ عنها؟!
قال الإمام: ليس ذاك أمراً بالمعروف ولا نهياً عن المُنكر، إنّما ذاك خيرٌ قدِّم)
[تأويل الآيات]
• قولُ أبي حنيفة: (أليس هو -أي النهيُ عن المُنكر والأمر بالمعروف- أن ترى الرجلَ على معاصي اللهِ فتنهاهُ عنها؟)
هذه هي الثقافةُ الخاطئةُ السائدةُ في أذهانِنا عن معنى الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المُنكر، وهي ثقافةُ المُخالفين،
لأنّ الإمامَ نفى ذلك بوضوح وقال: (ليس ذاك أمراً بالمعروفِ ولا نهياً عن المُنكر)
أي أنّ النهيَ عن المعاصي والأمرَ بالطاعاتِ هي أفعالٌ محمودة، ولكنّها لا تُمثّلُ الأمرَ بالمعروفِ والنهيَ عن المُنكرِ في ثقافةِ العترة
عنوانُ"المعروف" في رواياتِ العترةِ يعني: الإمامَ المعصوم،
وبمعنىً آخر: هو ولايةُ الإمامِ المعصوم
والأمرُ بالمعروف: يعني الأمرُ بولايةِ الإمامِ المعصومِ وطاعتِهِ،
وذلك هو جوهرُ البعثةِ المحمّديّة
والنهيُ عن المُنكر سيكونُ واضحاً حينئذٍ لأنّ الأشياءَ إنّما تستبَانُ بأضدادِها،
فالنهيُ عن المُنكرِ هو النهيُ عن ولايةِ أعداءِ أهلِ البيت..فإنّ ولايةَ أعداءِ أهلِ البيت هي أنكرُ المُنكرِ كما يقولُ إمامُنا الصادق:
(وأيُّ مُنكرٍ أنكرُ مِن ظُلْم الأُمّةِ لنا وقتْلِهم إيّانا!)
• قولِ سيّد الشهداء: (وأسيرَ بسيرةِ جدّي وأبي)
الإمام يُبيّن أنّ السيرةَ الّتي سار بها حين خرج لطلبِ الإصلاح هي بعينِها سِيرةُ جدّهِ وأبيه،
وهي سيرةٌ قائمةُ على رفضِ سِيرةِ أعداءِ أهلِ البيت ورفضِ طريقتِهم ومنهجِهم،
فقد كان مِن سِيرةِ سيّدِ الأوصياء أنّه حين عرضوا عليه الخلافةَ في الشورى العُمَريّة، واشترطوا عليه أن يسيرَ بسيرةِ الشيخين رفض الأميرُ ذلك،
مع أنّه كان بإمكانِهِ أن يقبلَ مبدئيّاً حتّى يستتِبَّ له الأمر،
ولكنّ الأمير رفض لأنّه ما أراد أن يتطرّقَ هذا الفَهْمُ لأحدٍ منِ الناس: بأنّه راضٍ عن سيرةِ الشيخين،
وهذه هي البراءةُ الّتي يُريدها مِنّا أهلُ البيت في مقام التعاملِ مع المخالفينِ
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture