مِن المقاماتِ الرفيعةِ للعقيلةِ زينب: نيابتُها عن الإمامِ المعصوم
ما هو مضمون هذه النيابة؟
:
❂ يُحدّثُنا أحمدُ بن إبراهيم، يقول:
(دخلتُ على حكيمة بنتِ محمّدِ بن عليّ الرضا؛ أُختِ أبي الحسن العسكري"عليهم السلام" في سنة(٢٨٢) للهجرة بالمدينة..فكلّمتُها مِن وراءِ الحِجابِ وسألتُها عن دِينِها..فسمّت لي مَن تأتمُّ به، ثمّ قالت: فلان بن الحسن -إشارة لإمامِ زمانِنا- فسمّتهُ،
فقُلتُ لها: جعلني اللهُ فداكِ مُعاينةً أو خبَراً؟
فقالت: خبَراً عن أبي محمّدٍ -إمامَنا العسكري- كتب به إلى أُمّهِ،
فقُلتُ لها: فأين المولود؟ فقالت: مستور،
فقُلتُ: فإلى مَن تفزعُ الشيعة؟
فقالت: إلى الجدّةِ أُمِّ أبي محمّدٍ -أُمّ إمامِنا العسكري؛ السيّدة سوسن-
فقُلتُ لها: أقتدي بمَن وصيّتُهُ إلى المرأة؟ فقالت: اقتداءً بالحسين بن عليّ بن أبي طالب،
إنّ الحسينَ بن عليٍّ أوصى إلى أختِهِ زينب بنتِ عليّ بن أبي طالب في الظاهر، وكان ما يخرجُ عن عليِّ بن الحسين مِن عِلْمٍ يُنسَبُ إلى زينب بنتِ عليٍّ تستُّراً على عليِّ بن الحسين،
ثمّ قالت: إنّكم قومٌ أصحابُ أخبار..أما رويتم أنّ التاسعَ مِن ولدِ الحسين يُقسَّمُ مِيراثُهُ وهو في حياة)
[كمال الدين]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
✦ قولُ السائل: (وسألتُها عن دِينِها، فسمّت لي مَن تأتمُّ به) المُراد مِن سُؤالِهِ عن دِينِها؛ أي سُؤالِهِ عن الإمام، لأنّ المعنى الحقيقيّ للدين في ثقافةِ العترةِ هو الإمامُ المعصوم، كما نُخاطِبُ سيّدَ الأوصياء في زيارتِهِ: (السلامُ عليك يا دينَ اللهِ القويم)
وكما نُخاطِبُ إمامَ زمانِنا في زيارتِهِ: (السلامُ على الدين المأثور)
وكما يقولُ إمامُنا الصادق لأحدِ أصحابِهِ مُؤكّداً هذه الحقيقة:
(ثمّ إنّي أُخبِرُك أنّ الدينَ وأصلَ الدين هو رجل، وذلك الرجلُ هو اليقينُ وهو الإيمان وهو إمامُ أُمّتِهِ وأهلِ زمانِهِ، فمَن عرفهُ عرف الله، ومَن أنكرَهُ أنكر اللهَ ودينَهُ، ومَن جهِلَهُ جهِلَ اللهَ ودينَه..)
[بصائر الدرجات]
فالإمام يُصرّحُ أنّ حقيقةَ الدين وأصلَ الدين هو رجل، ثمّ يُكمِلُ الإمام ويُوضِّحُ لنا حقيقةَ هذا الرجل، فيقول:"وهو الإيمان"
ونبيُّنا يومَ الأحزاب يقولُ وهو يتحدّثُ عن أميرِ المؤمنين: (برز الإيمانُ كلُّهُ إلى الشِركِ كُلِّه)
فحقيقةُ الإيمان هي الإمامُ المعصوم،
وهذه العناوين (الدين، الإيمان، اليقين) في ثقافةِ العترة كلُّها تُشير لحقيقةٍ واحدة وهي الإمامُ المعصوم
فحين نقول أنّ دينَنا هو إمامُ زمانِنا..يعني أنّ الإمامَ هو أصلُ الأصول في دِينِنا..يعني أنّ كُلَّ العباداتِ الّتي نأتي بها لا قيمةَ لها مِن دون معرفةِ الإمام،
إنّما تكونُ لِعباداتِنا قيمةً إذا كُنّا على معرفةٍ تربِطُنا بإمامِ زمانِنا، وتلك هي الولايةُ للإمام المعصوم، كما نقرأُ في زيارةِ إمامِ زمانِنا: (أشهدُ أنّ بولايتِك تُقبَلُ الأعمالُ وتُزكّى الأفعالُ وتُضاعَفُ الحسناتُ وتُمحى السيّئات، فمَن جاء بولايتِك واعترف بإمامتِك قُبِلت أعمالُهُ وصُدِّقتْ أقوالُهُ وتضاعفت حسناتُهُ ومُحِيَت سيّئاتُهُ..ومَن عدلَ عن ولايتِك وجهِل معرفتَك واستبدل بك غيرك أكبّهُ اللهُ على منخرِهِ في النار، ولم يقبل اللهُ له عملاً ولم يُقِمْ له يومَ القيامةِ وزْناً)
فهذا المضمون؛ أنّ الدينَ هو الإمام هو مِن صميمِ عقيدتِنا، وكان هذا المعنى واضحاً في ذاك الزمان..ولِذا حين سأل هذا الرجلُ مولاتَنا السيّدةَ حكيمة عن دِينِها لم تُحدّثهُ عن الصلاةِ والصيامِ وعن الحجِّ..وإنّما عدّدت له الأئمّةَ "عليهم السلام" لأنّ الإمامَ هو أصلُ الأصول
✦ قولُ السائل: (مُعاينةً أو خَبَراً) يعني: أنتِ حين قُلتِ بأنّ الإمامَ بعد إمامِنا العسكريّ هو الحُجّةُ ابنُ الحسن..هل كان قولُكِ هذا اعتماداً على خبرٍ سمعتيه؟ أم أنتِ رأيتِ الأمرَ بعينِكِ بأنّ له ولد؟
فالسيّدة حكيمة قالت: (خبَراً عن أبي محمّدٍ كتب به إلى أُمّهِ) لأنّها ما أرادت أن تُخبِرَهُ بأنّها هي الّتي كانت حاضرةً ولادةَ الإمام حِفاظاً على أسرارِ المشروع المهدوي..فحوّلت الأمرَ إلى الجدّة (أُمُّ إمامِنا العسكري) الّتي كانت نائبةً أيضاً عن إمامِ زمانِنا وكان لها الدورُ الكبيرُ في إفسادِ مُؤامرةِ جعفر الكذّاب ومشروعِهِ الدجاليّ في ادّعاءِ الإمامة
✦ قولُ السائل: (أقتدي بمَن وصيّتهُ إلى المرأة؟) إنّه يتحدّث بمنطقِ الأعرافِ المُجتمعيّةِ الحاكمة بأنّ الّذي يُرجَعُ له في أُمورِ الدين لابُدّ أن يكونَ رجلاً..هذا منطِقُ الأعرافِ المُجتمعيّة، أمّا في أصلِ الدين فنحنُ لا نملكُ نُصوصاً تقول أنّه لا يجوزُ الرجوعُ للمرأةِ في مسائلِ الدين،
ولذا حين قال هذا السائل هذه العبارةَ قالت له السيّدة حكيمة: (اقتداءً بالحسين بن عليِّ بن أبي طالب..إنّ الحسينَ بن عليٍّ أوصى إلى أختِهِ زينب بنتِ عليّ بن أبي طالب في الظاهر)
ثُمّ بيّنت ما المُراد مِن نيابةِ العقيلة عن إمامِنا السجّاد
تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/1YX2eK4kxv/
#الثقافة_الزهرائية
ما هو مضمون هذه النيابة؟
:
❂ يُحدّثُنا أحمدُ بن إبراهيم، يقول:
(دخلتُ على حكيمة بنتِ محمّدِ بن عليّ الرضا؛ أُختِ أبي الحسن العسكري"عليهم السلام" في سنة(٢٨٢) للهجرة بالمدينة..فكلّمتُها مِن وراءِ الحِجابِ وسألتُها عن دِينِها..فسمّت لي مَن تأتمُّ به، ثمّ قالت: فلان بن الحسن -إشارة لإمامِ زمانِنا- فسمّتهُ،
فقُلتُ لها: جعلني اللهُ فداكِ مُعاينةً أو خبَراً؟
فقالت: خبَراً عن أبي محمّدٍ -إمامَنا العسكري- كتب به إلى أُمّهِ،
فقُلتُ لها: فأين المولود؟ فقالت: مستور،
فقُلتُ: فإلى مَن تفزعُ الشيعة؟
فقالت: إلى الجدّةِ أُمِّ أبي محمّدٍ -أُمّ إمامِنا العسكري؛ السيّدة سوسن-
فقُلتُ لها: أقتدي بمَن وصيّتُهُ إلى المرأة؟ فقالت: اقتداءً بالحسين بن عليّ بن أبي طالب،
إنّ الحسينَ بن عليٍّ أوصى إلى أختِهِ زينب بنتِ عليّ بن أبي طالب في الظاهر، وكان ما يخرجُ عن عليِّ بن الحسين مِن عِلْمٍ يُنسَبُ إلى زينب بنتِ عليٍّ تستُّراً على عليِّ بن الحسين،
ثمّ قالت: إنّكم قومٌ أصحابُ أخبار..أما رويتم أنّ التاسعَ مِن ولدِ الحسين يُقسَّمُ مِيراثُهُ وهو في حياة)
[كمال الدين]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
✦ قولُ السائل: (وسألتُها عن دِينِها، فسمّت لي مَن تأتمُّ به) المُراد مِن سُؤالِهِ عن دِينِها؛ أي سُؤالِهِ عن الإمام، لأنّ المعنى الحقيقيّ للدين في ثقافةِ العترةِ هو الإمامُ المعصوم، كما نُخاطِبُ سيّدَ الأوصياء في زيارتِهِ: (السلامُ عليك يا دينَ اللهِ القويم)
وكما نُخاطِبُ إمامَ زمانِنا في زيارتِهِ: (السلامُ على الدين المأثور)
وكما يقولُ إمامُنا الصادق لأحدِ أصحابِهِ مُؤكّداً هذه الحقيقة:
(ثمّ إنّي أُخبِرُك أنّ الدينَ وأصلَ الدين هو رجل، وذلك الرجلُ هو اليقينُ وهو الإيمان وهو إمامُ أُمّتِهِ وأهلِ زمانِهِ، فمَن عرفهُ عرف الله، ومَن أنكرَهُ أنكر اللهَ ودينَهُ، ومَن جهِلَهُ جهِلَ اللهَ ودينَه..)
[بصائر الدرجات]
فالإمام يُصرّحُ أنّ حقيقةَ الدين وأصلَ الدين هو رجل، ثمّ يُكمِلُ الإمام ويُوضِّحُ لنا حقيقةَ هذا الرجل، فيقول:"وهو الإيمان"
ونبيُّنا يومَ الأحزاب يقولُ وهو يتحدّثُ عن أميرِ المؤمنين: (برز الإيمانُ كلُّهُ إلى الشِركِ كُلِّه)
فحقيقةُ الإيمان هي الإمامُ المعصوم،
وهذه العناوين (الدين، الإيمان، اليقين) في ثقافةِ العترة كلُّها تُشير لحقيقةٍ واحدة وهي الإمامُ المعصوم
فحين نقول أنّ دينَنا هو إمامُ زمانِنا..يعني أنّ الإمامَ هو أصلُ الأصول في دِينِنا..يعني أنّ كُلَّ العباداتِ الّتي نأتي بها لا قيمةَ لها مِن دون معرفةِ الإمام،
إنّما تكونُ لِعباداتِنا قيمةً إذا كُنّا على معرفةٍ تربِطُنا بإمامِ زمانِنا، وتلك هي الولايةُ للإمام المعصوم، كما نقرأُ في زيارةِ إمامِ زمانِنا: (أشهدُ أنّ بولايتِك تُقبَلُ الأعمالُ وتُزكّى الأفعالُ وتُضاعَفُ الحسناتُ وتُمحى السيّئات، فمَن جاء بولايتِك واعترف بإمامتِك قُبِلت أعمالُهُ وصُدِّقتْ أقوالُهُ وتضاعفت حسناتُهُ ومُحِيَت سيّئاتُهُ..ومَن عدلَ عن ولايتِك وجهِل معرفتَك واستبدل بك غيرك أكبّهُ اللهُ على منخرِهِ في النار، ولم يقبل اللهُ له عملاً ولم يُقِمْ له يومَ القيامةِ وزْناً)
فهذا المضمون؛ أنّ الدينَ هو الإمام هو مِن صميمِ عقيدتِنا، وكان هذا المعنى واضحاً في ذاك الزمان..ولِذا حين سأل هذا الرجلُ مولاتَنا السيّدةَ حكيمة عن دِينِها لم تُحدّثهُ عن الصلاةِ والصيامِ وعن الحجِّ..وإنّما عدّدت له الأئمّةَ "عليهم السلام" لأنّ الإمامَ هو أصلُ الأصول
✦ قولُ السائل: (مُعاينةً أو خَبَراً) يعني: أنتِ حين قُلتِ بأنّ الإمامَ بعد إمامِنا العسكريّ هو الحُجّةُ ابنُ الحسن..هل كان قولُكِ هذا اعتماداً على خبرٍ سمعتيه؟ أم أنتِ رأيتِ الأمرَ بعينِكِ بأنّ له ولد؟
فالسيّدة حكيمة قالت: (خبَراً عن أبي محمّدٍ كتب به إلى أُمّهِ) لأنّها ما أرادت أن تُخبِرَهُ بأنّها هي الّتي كانت حاضرةً ولادةَ الإمام حِفاظاً على أسرارِ المشروع المهدوي..فحوّلت الأمرَ إلى الجدّة (أُمُّ إمامِنا العسكري) الّتي كانت نائبةً أيضاً عن إمامِ زمانِنا وكان لها الدورُ الكبيرُ في إفسادِ مُؤامرةِ جعفر الكذّاب ومشروعِهِ الدجاليّ في ادّعاءِ الإمامة
✦ قولُ السائل: (أقتدي بمَن وصيّتهُ إلى المرأة؟) إنّه يتحدّث بمنطقِ الأعرافِ المُجتمعيّةِ الحاكمة بأنّ الّذي يُرجَعُ له في أُمورِ الدين لابُدّ أن يكونَ رجلاً..هذا منطِقُ الأعرافِ المُجتمعيّة، أمّا في أصلِ الدين فنحنُ لا نملكُ نُصوصاً تقول أنّه لا يجوزُ الرجوعُ للمرأةِ في مسائلِ الدين،
ولذا حين قال هذا السائل هذه العبارةَ قالت له السيّدة حكيمة: (اقتداءً بالحسين بن عليِّ بن أبي طالب..إنّ الحسينَ بن عليٍّ أوصى إلى أختِهِ زينب بنتِ عليّ بن أبي طالب في الظاهر)
ثُمّ بيّنت ما المُراد مِن نيابةِ العقيلة عن إمامِنا السجّاد
تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/1YX2eK4kxv/
#الثقافة_الزهرائية