كلام طويل.
لم أود كثرة الثرثرة ولا أحبُّ الدفاعَ وتبرئةَ النفس مما قد يلحقها من أذًى أو نقدٍ لفكرةٍ نطرحها على مُدوَّنتنا الرقمية، فإنَّ كلَّ أعمالنا ناقصةٌ في أصلها ولا سبيلَ لترقيعها سوى نيَّةٍ حسنةٍ نرجوها -عسى أن يُتقبل منا-؛ وليس هناك فكرة مطلقة تستحق الموت لأجلها غير القطعيَّات المعروفة التي نتبنى الدفاع عنها بصفَتِنا أبناءً موالين لها، ثم إنني قد تلقيت كثيرًا من الردود والنقود على فـَسبُك والمغرِّد لنساءٍ صالحات -كما أعتقدُ فيهن-، والحقيقة لم يتحفز ذهني للتعاطي معهن جميعا لعللٍ جمَّة: كإدراك سُنة الاختلاف وسعته فيما لا حدَّ فيه، فضلًا عن تفَهُّمِ منطلقات المعرفة لكل تحزُّبٍ بين أروقة المسلمين ممن يقف ضدَّ طرحنا المغاير لهم، أو قد أكون قلت ’’بديهيات‘‘ معترضٌ عليها، مجرَّد الدفاع عنها يسخِّف حقها.
مُلخَّصُ الردود العامة علينا هو ’’المبالغـة في عرض فكرة المرأة التقليدية والزوجة الطيِّعة بخِدرِها‘‘.
وعلى وفقِ ذلك تُرمى التهم في سبيل التشنيع والتقبيح من المادة المعروضة؛ فمرَّةً مهووسة بوصف كل من يُخالفها بالنسوية (علمًا أنني لا أنكر ’’الطبع النسوي‘‘ في كل النساء ولكني أقِفُ بالضد من ’’الحركة‘‘ بصفتِها مضادَّة للدين والمجتمع خلاف الطبيعة الداعمة لهما)، ومرَّةً بالأصوليَّة المتحجِّرة (رغم أن علم الأصول فنٌّ جليل لا يُتقنه إلا أصحابُ الهمم العليَّةِ والوفرة العقليَّة فهُم حتما لا يقصدون المُصطلح اللُّغويّ) ومراتٍ أخرى بالناقلة للمعرفة الإنكليزية الفيكتوريَّة ونمطِ حياةٍ لا يتَّفقُ مع الجوِّ الإسلامي المتخيل!
ولبيان ذلك أعرضُ قليلًا من المقدماتِ:
قلبُ خطابي في الأصل كان قاعدة ربَّانية ’’وقرن في بيوتكن‘‘ لكن بطابعٍ غير تقليدي بعيدًا عن الأوامر والنواهي وإنما بحلقةٍ من الأساليب الإقناعية المُستحدثة.. فاتَّجهتُ لسدِّ هذه الخانة لأن النظام العام سواءً كان غربيًّا أو إسلاميَّا جعلها في أحد متاحف الأفكار العتيقة؛ فالجميعُ يقدم للمرأة خطابَ المهمات الكبيرة والتمكين السياسي والاقتصادي والعلمي، من أقصى اليسار لأقصى اليمين، مرةً بثوبٍ تحرريٍّ فردانيٍّ منفلت من كل فضيلة، ومرةً بطابعٍ قتالي جمعوي يُصيِّرُ وجودَها لإقامة دولة أمميَّة وفقط! فينزِعان منها عيشَ الحياة الطبيعية التي تُصان فيها الحريات الفردية داخل الجماعة الأمميَّة فلا تمحى أو تعارض تحققها!
ولتعذر العودة للبيوت لغالب النسوة في هذا القرن ليس بفعل الأفكار التي زيَّنت الخارج وأطاحت تقسيماتِ الأدوار، ولكن لقيام النظام الدولي بربط ذلك الانفصال بالعامل الاقتصادي المقترن بغريزة البقاء للأفراد؛ فقصص التمكين المُبهرَجة في حقيقتها عند الغرب ليست إلِّا صناعة امرأة عاملة قادرة على إشباع نفسها أو سد حاجيات منزلها لأن مرتبًا واحدًا (لـزوجها) لا يكفي الأسرةَ المستعبَدة الجديدة مع سلسلة الضرائب التي تقيِّد حريتهم وعندنا ما هي إلِّا غيرة منهم، كيف أصبحوا عبيدًا وما زال فينا أحرار!
فبما أن أوطاننا فيها فسحة أمل من رغبة الرجال وقدرتهم على أخذ دور الواجب في القوامة كاملًا لمناهضة ذلك النظام وعدم التورُّطِ في تبعاته على المدى الطويل كما يحدث في أورُوبة والبلدان التقدمية من انهيار الأسرة ودمار الإنسان السوي وخسارة الذات الأنثوية في الصراع النسوي، ولأن المجال الخاص على الأرض كان دائمًا مرتبطًا بالمرأة كونَها الراعية والمنشئة للإنسان في أي أمة شرقية كانت أو غربية، حتى نزول الشريعة التي صيرته واجبا دينيا أو فضلٍ على المرأة فلا بأس من التأصيل له.
طيب أين المشكل؟
عندما يفرض على جسدك ممارسة الرياضة لمرض أو بدانة فتتحول -من باب حفظ النفس- لواجب أمام الله في إداءها، ولكنك لا تحبها وترتبط الرياضة بذهنك بالعرق الغزير والأنفاس المنقطعة، فالسبيل لإقناعك بالممارسة هو أن تحببها لوعيك وتدرك بأن هناك ألف سبيل لفعلها بأنسٍ ومتعة وتكون قد حققت النية الأولى في حفظ النفس؛ كذلك الأمر مع المرأة المعاصرة، نساءٌ اقتنعن بفكرة القرار وسلمن لأمر الله وليس هناك ما يمنعهن منه سواء كان ضرورة أو حاجة مادية أو اقتناع بنمط حياة بسيطة للركون إلى البيت، خلص.. جلسن في المنزل! ما سيفعلن بعدها سواء كن معطلات عن الزواج أو سيتعبهن الروتين الرعوي للزوج والأولاد!
تقول لي العلم؛ أقول لك: ليس كل النساء لديهن القدرة والهمة عليه رغم الضخ الكبير له، هذا لا يحتاج تأكيدًا، بالطبع ليس علم الشهادات بل علم الشرع، الكثير بدأنه.. الغالب انقطعن عنه، ندرةٌ استطاعت المواصلة، {1 بالمئة} انتجن معرفة محترمة! (مع التأكيد على ضرورة تعلم الأحكام التي لا يسع جهلها وهذا جزء لا يحتاج إلى تنضيد لأننا نؤسس وعياً مستفيداً من تجارب الأقدمين والأحدثين).
سيكون الإعلام والشارع والنمط الحداثي منافذها لتقليد النموذج المبتذل للمرأة، أو فئة صالحة تقدم لها المثاليات العليا التي يستحيل تحققها أو الصبر عليها عند كل النساء.
لم أود كثرة الثرثرة ولا أحبُّ الدفاعَ وتبرئةَ النفس مما قد يلحقها من أذًى أو نقدٍ لفكرةٍ نطرحها على مُدوَّنتنا الرقمية، فإنَّ كلَّ أعمالنا ناقصةٌ في أصلها ولا سبيلَ لترقيعها سوى نيَّةٍ حسنةٍ نرجوها -عسى أن يُتقبل منا-؛ وليس هناك فكرة مطلقة تستحق الموت لأجلها غير القطعيَّات المعروفة التي نتبنى الدفاع عنها بصفَتِنا أبناءً موالين لها، ثم إنني قد تلقيت كثيرًا من الردود والنقود على فـَسبُك والمغرِّد لنساءٍ صالحات -كما أعتقدُ فيهن-، والحقيقة لم يتحفز ذهني للتعاطي معهن جميعا لعللٍ جمَّة: كإدراك سُنة الاختلاف وسعته فيما لا حدَّ فيه، فضلًا عن تفَهُّمِ منطلقات المعرفة لكل تحزُّبٍ بين أروقة المسلمين ممن يقف ضدَّ طرحنا المغاير لهم، أو قد أكون قلت ’’بديهيات‘‘ معترضٌ عليها، مجرَّد الدفاع عنها يسخِّف حقها.
مُلخَّصُ الردود العامة علينا هو ’’المبالغـة في عرض فكرة المرأة التقليدية والزوجة الطيِّعة بخِدرِها‘‘.
وعلى وفقِ ذلك تُرمى التهم في سبيل التشنيع والتقبيح من المادة المعروضة؛ فمرَّةً مهووسة بوصف كل من يُخالفها بالنسوية (علمًا أنني لا أنكر ’’الطبع النسوي‘‘ في كل النساء ولكني أقِفُ بالضد من ’’الحركة‘‘ بصفتِها مضادَّة للدين والمجتمع خلاف الطبيعة الداعمة لهما)، ومرَّةً بالأصوليَّة المتحجِّرة (رغم أن علم الأصول فنٌّ جليل لا يُتقنه إلا أصحابُ الهمم العليَّةِ والوفرة العقليَّة فهُم حتما لا يقصدون المُصطلح اللُّغويّ) ومراتٍ أخرى بالناقلة للمعرفة الإنكليزية الفيكتوريَّة ونمطِ حياةٍ لا يتَّفقُ مع الجوِّ الإسلامي المتخيل!
ولبيان ذلك أعرضُ قليلًا من المقدماتِ:
قلبُ خطابي في الأصل كان قاعدة ربَّانية ’’وقرن في بيوتكن‘‘ لكن بطابعٍ غير تقليدي بعيدًا عن الأوامر والنواهي وإنما بحلقةٍ من الأساليب الإقناعية المُستحدثة.. فاتَّجهتُ لسدِّ هذه الخانة لأن النظام العام سواءً كان غربيًّا أو إسلاميَّا جعلها في أحد متاحف الأفكار العتيقة؛ فالجميعُ يقدم للمرأة خطابَ المهمات الكبيرة والتمكين السياسي والاقتصادي والعلمي، من أقصى اليسار لأقصى اليمين، مرةً بثوبٍ تحرريٍّ فردانيٍّ منفلت من كل فضيلة، ومرةً بطابعٍ قتالي جمعوي يُصيِّرُ وجودَها لإقامة دولة أمميَّة وفقط! فينزِعان منها عيشَ الحياة الطبيعية التي تُصان فيها الحريات الفردية داخل الجماعة الأمميَّة فلا تمحى أو تعارض تحققها!
ولتعذر العودة للبيوت لغالب النسوة في هذا القرن ليس بفعل الأفكار التي زيَّنت الخارج وأطاحت تقسيماتِ الأدوار، ولكن لقيام النظام الدولي بربط ذلك الانفصال بالعامل الاقتصادي المقترن بغريزة البقاء للأفراد؛ فقصص التمكين المُبهرَجة في حقيقتها عند الغرب ليست إلِّا صناعة امرأة عاملة قادرة على إشباع نفسها أو سد حاجيات منزلها لأن مرتبًا واحدًا (لـزوجها) لا يكفي الأسرةَ المستعبَدة الجديدة مع سلسلة الضرائب التي تقيِّد حريتهم وعندنا ما هي إلِّا غيرة منهم، كيف أصبحوا عبيدًا وما زال فينا أحرار!
فبما أن أوطاننا فيها فسحة أمل من رغبة الرجال وقدرتهم على أخذ دور الواجب في القوامة كاملًا لمناهضة ذلك النظام وعدم التورُّطِ في تبعاته على المدى الطويل كما يحدث في أورُوبة والبلدان التقدمية من انهيار الأسرة ودمار الإنسان السوي وخسارة الذات الأنثوية في الصراع النسوي، ولأن المجال الخاص على الأرض كان دائمًا مرتبطًا بالمرأة كونَها الراعية والمنشئة للإنسان في أي أمة شرقية كانت أو غربية، حتى نزول الشريعة التي صيرته واجبا دينيا أو فضلٍ على المرأة فلا بأس من التأصيل له.
طيب أين المشكل؟
عندما يفرض على جسدك ممارسة الرياضة لمرض أو بدانة فتتحول -من باب حفظ النفس- لواجب أمام الله في إداءها، ولكنك لا تحبها وترتبط الرياضة بذهنك بالعرق الغزير والأنفاس المنقطعة، فالسبيل لإقناعك بالممارسة هو أن تحببها لوعيك وتدرك بأن هناك ألف سبيل لفعلها بأنسٍ ومتعة وتكون قد حققت النية الأولى في حفظ النفس؛ كذلك الأمر مع المرأة المعاصرة، نساءٌ اقتنعن بفكرة القرار وسلمن لأمر الله وليس هناك ما يمنعهن منه سواء كان ضرورة أو حاجة مادية أو اقتناع بنمط حياة بسيطة للركون إلى البيت، خلص.. جلسن في المنزل! ما سيفعلن بعدها سواء كن معطلات عن الزواج أو سيتعبهن الروتين الرعوي للزوج والأولاد!
تقول لي العلم؛ أقول لك: ليس كل النساء لديهن القدرة والهمة عليه رغم الضخ الكبير له، هذا لا يحتاج تأكيدًا، بالطبع ليس علم الشهادات بل علم الشرع، الكثير بدأنه.. الغالب انقطعن عنه، ندرةٌ استطاعت المواصلة، {1 بالمئة} انتجن معرفة محترمة! (مع التأكيد على ضرورة تعلم الأحكام التي لا يسع جهلها وهذا جزء لا يحتاج إلى تنضيد لأننا نؤسس وعياً مستفيداً من تجارب الأقدمين والأحدثين).
سيكون الإعلام والشارع والنمط الحداثي منافذها لتقليد النموذج المبتذل للمرأة، أو فئة صالحة تقدم لها المثاليات العليا التي يستحيل تحققها أو الصبر عليها عند كل النساء.