لماذا ذُكر الحلم والمغفرة بعد تسبيح السماوات والأرض ومن فيهن؟
قال تعالى: {تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا} [الإسراء].
تأمَّل أنه سبحانه ذكر تسبيح السماوات والأرض ومن فيهن، وذلك تنزيه وإثبات للكمال، ثم ذكر سبحانه اسم الحليم والغفور، فما المناسبة بين التسبيح والحلم والمغفرة؟
الجواب والله أعلم: أنك حين تعصي الله عز وجل في كون كله يسبِّح الله عز وجل، فذلك أقرب للمقت، فثوبك يسبِّح الله وأنت تعصيه، وظلك يسجد وأنت تعصيه، والأرض التي أنت عليها تنزهه وتعظمه وأنت تعصيه، فكل شيء يطيع وأنت تعصي، والعاصي بين الطائعين هيئته مخزية غاية.
ومما يُذكر بهذا المعنى أمر الأشهر الحرم والمحل الحرام، فهي أماكن طاعات وأوقات طاعات، المعصية تعظم فيها.
فجاء ذكر الحلم والمغفرة للتطمين، حتى لا يقنط المرء، والله أعلم.
قال عبد الله بن أحمد في «زوائد الزهد»: "1490- حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو سفيان الحميري، حدثنا سفيان بن حسين قال: كان الحسن كثيرا ما يردد هذين الحرفين: اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك".
وهذا صحيح إلى الحسن البصري.
وقول الحسن هنا تفاعل مع المعاني القرآنية، فالتسبيح استحضار لأسماء الله وصفاته وتعظيم له سبحانه، فتذكر حلمه بعد علمه، وهذا في معنى الآية التي ذكرت الحلم بعد التسبيح، والتسبيح تنزيه وتعظيم يتضمن إثبات صفات الكمال، مثل الحلم، وتذكر عفوه بعد مقدرته، وهذا في معنى الآية، إذ ذكر سبحانه المغفرة بعد التسبيح، والتسبيح تنزيه يتضمن إثبات الكمال، ومن ذلك القدرة الكاملة.
وأهل الشرك دعوا غيره، وكأن غيره أعلم بهم من الله، ونفوا البعث، وكأنه سبحانه ليس قادراً على بعثهم، فالتسبيح فيه تبكيت لهم.
ومن مناسبة ذكر الحلم والمغفرة: ما جاء في قوله تعالى: {تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا (٩٠) أن دعوا للرحمن ولدا (٩١) وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا (٩٢) إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا} [مريم].
فهذه السماوات والأرض المسبحة المعظمة لله، لو تُرك الأمر لها لتفطرت السماوات وانشقت الأرض من عظيم مقالة النصارى، ولكن رب العالمين حليم يمهلهم، وغفور لمن تاب منهم.
فهذا حال السماوات والأرض مع هذا الكفر، لا التهنئة لهم والاحتفال بأعيادهم والانبطاح لهم، فليس هذا فعل المسبحين لله المنزهين له سبحانه.
وفي حديث النبي ﷺ مع أهل الطائف في الصحيح يقول له الملك: "يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال النبي ﷺ: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا".
فاختار النبي ﷺ باب الحلم والمغفرة.
والأخشبان جبلان، والجبال سبحت مع داود وعظَّمت: {ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد} [سبإ].
ومع نبينا ﷺ كانت مظهراً للحلم والمغفرة.
قال تعالى: {تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا} [الإسراء].
تأمَّل أنه سبحانه ذكر تسبيح السماوات والأرض ومن فيهن، وذلك تنزيه وإثبات للكمال، ثم ذكر سبحانه اسم الحليم والغفور، فما المناسبة بين التسبيح والحلم والمغفرة؟
الجواب والله أعلم: أنك حين تعصي الله عز وجل في كون كله يسبِّح الله عز وجل، فذلك أقرب للمقت، فثوبك يسبِّح الله وأنت تعصيه، وظلك يسجد وأنت تعصيه، والأرض التي أنت عليها تنزهه وتعظمه وأنت تعصيه، فكل شيء يطيع وأنت تعصي، والعاصي بين الطائعين هيئته مخزية غاية.
ومما يُذكر بهذا المعنى أمر الأشهر الحرم والمحل الحرام، فهي أماكن طاعات وأوقات طاعات، المعصية تعظم فيها.
فجاء ذكر الحلم والمغفرة للتطمين، حتى لا يقنط المرء، والله أعلم.
قال عبد الله بن أحمد في «زوائد الزهد»: "1490- حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو سفيان الحميري، حدثنا سفيان بن حسين قال: كان الحسن كثيرا ما يردد هذين الحرفين: اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك".
وهذا صحيح إلى الحسن البصري.
وقول الحسن هنا تفاعل مع المعاني القرآنية، فالتسبيح استحضار لأسماء الله وصفاته وتعظيم له سبحانه، فتذكر حلمه بعد علمه، وهذا في معنى الآية التي ذكرت الحلم بعد التسبيح، والتسبيح تنزيه وتعظيم يتضمن إثبات صفات الكمال، مثل الحلم، وتذكر عفوه بعد مقدرته، وهذا في معنى الآية، إذ ذكر سبحانه المغفرة بعد التسبيح، والتسبيح تنزيه يتضمن إثبات الكمال، ومن ذلك القدرة الكاملة.
وأهل الشرك دعوا غيره، وكأن غيره أعلم بهم من الله، ونفوا البعث، وكأنه سبحانه ليس قادراً على بعثهم، فالتسبيح فيه تبكيت لهم.
ومن مناسبة ذكر الحلم والمغفرة: ما جاء في قوله تعالى: {تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا (٩٠) أن دعوا للرحمن ولدا (٩١) وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا (٩٢) إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا} [مريم].
فهذه السماوات والأرض المسبحة المعظمة لله، لو تُرك الأمر لها لتفطرت السماوات وانشقت الأرض من عظيم مقالة النصارى، ولكن رب العالمين حليم يمهلهم، وغفور لمن تاب منهم.
فهذا حال السماوات والأرض مع هذا الكفر، لا التهنئة لهم والاحتفال بأعيادهم والانبطاح لهم، فليس هذا فعل المسبحين لله المنزهين له سبحانه.
وفي حديث النبي ﷺ مع أهل الطائف في الصحيح يقول له الملك: "يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال النبي ﷺ: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا".
فاختار النبي ﷺ باب الحلم والمغفرة.
والأخشبان جبلان، والجبال سبحت مع داود وعظَّمت: {ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد} [سبإ].
ومع نبينا ﷺ كانت مظهراً للحلم والمغفرة.