إن نفس الإنسان نفس مكرمة، فيها صفات جليلة عظيمة، ولكنها جبلت على بعض الصفات السيئة، كالأمر بالسوء، والميل إلى الكسل، والعجز عن فعل الخير، والرغبة في اللهو واللعب، وطول الأمل، والظلم والجهل، فإذا حملتها على الخير وعودتها عليه، وتعاهدتها بذلك شيئًا فشيئًا، سلكت بها طريق التزكية، ووصلت بها بإذن الله إلى دار الفلاح والنجاح، وإن أهملتها، واستجبت لطلباتها، فقد أنقصت قدرها، وأخفيتها في الذنوب والمعاصي، وخذلتها، وقمعتها، وأنزلتها أسفل سافلين، قال الله تبارك وتعالى: {ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها}، ويقول الله تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، ثم رددناه أسفل سالفين، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون}.