من درس الليلة
...
وَالكاتِبِينَ بِسُمْرِ الخطِّ مَا تَرَكَتْ أقلامهمْ حرفَ جسمٍ غيرَ منعجمِ
شاكي السِّلاحِ لهم سيما تميُّزهمْ والوردُ يمتازُ بالسيما عن السلمِ
تُهدى إليكَ رياحُ النصرِ نَشرَهمُ ** فتحسبُ الزَّهرَ في الأكمامِ كلَّ كَمِي
---
ما يزال رضي الله عنه في مدح ساداتنا الصحابة رضي الله عنهم فقال:
والكاتبين: أي الطاعنين، بسمر الخط: أي الرماح الخطّيّة، والخط بفتح الخاء وبكسرها، اسم شجر تصنع منه الرماح، أو اسم منطقة تجلب إليها الرماح من الهند، شبه طعنهم الكفار برماحهم بالقلم الذي يؤثر في الورق أثناء الكتابة، ولم تترك رماحهم من الطعن موضعًا في جسم الكفار إلا وطعنته كما لا يترك الكاتب حرفًا معجمًا إلا وأزال عجمته بوضع عليه النقاط.
وهذا ميزة الكفار عن المسلمين وقت الحرب فالمطعونون الكفار والمسلمون السالمون كما أن الفرق بين الحرف المعجم والمهمل النقط!
وفيه جعل ساداتنا رضي الله عنهم والرماح في أيديهم كالكاتب المتمكن من القلم يحركه كيف يشاء، وأنهم يجعلون الطعن في محله كالكاتب الماهر يضع النقاط في محلها.
ثم قال رضي الله عنه:
أمدحُ شاكي السلاحِ أي حادّي السلاح، مقلوب: شائك، أي من شدة اعتنائهم بسلاحهم، فلا يوجد به صدأ، أو تامّي السلاح، فهم على الدوام لابسون سلاحهم فهم في حالة حرب أو متهيؤون لها، فإذا رأيت من هو منشغل بعد الفرائض بحد سلاحه أو لبسه فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم، وهؤلاء العظام لهم سيما: أي: علامة تميزهم عن غيرهم وتفرّق، وهي صفرة وجوههم من أثر القيام والسهر أو من أثر السجود كما قال تعالى (سيماهم في وجوههم من أثر السجود)، أو هي لبس السلاح، وهنا استشعر الناظم رضي الله عنه كأن سائلًا يقول: والكفار كذلك، لابسون سلاحهم.. فقال:
شتان ما بينهم، فكما أن الورد يمتاز بعلامة هي جمال الخلقة وطيب الرائحة عن السلَم وهو شجر يشبه الورد له شوك. فكذلك يمتاز الصحابة عن أولئك.
ثم زاد هذا الشبه تثبيتًا وتأييدًا فقال:
تهدي أي: ترسل إليك رياح النصر أي الريح التي يحصل بها النصر، ففي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: (نُصِرْتُ بِالصَّبَا). نشرَهم: أي طيبهم، فتحسب أن الزهر الذي في آكامه أي أغلفته، جمع كِمّ، كل كميّ أي: شجاع، سمي كميًّا لأنه يغطي جسده بالسلاح، من الصحابة رضي الله عنهم، وهذا تشبيه مقلوب، والأصل تحسب كل كمي الزهرَ في الأكمام.
والزهر في أكمامه أجمل منظرًا وأطيب رائحة منه خارج الأكمام. فكما أن الرياح إذا مرت على الورود جاءتك بالطيب فكذلك إذا مرت على الصحابة رضي الله عنهم.
فهم طيبو الأخبار طيبو الأجسام.
...
وَالكاتِبِينَ بِسُمْرِ الخطِّ مَا تَرَكَتْ أقلامهمْ حرفَ جسمٍ غيرَ منعجمِ
شاكي السِّلاحِ لهم سيما تميُّزهمْ والوردُ يمتازُ بالسيما عن السلمِ
تُهدى إليكَ رياحُ النصرِ نَشرَهمُ ** فتحسبُ الزَّهرَ في الأكمامِ كلَّ كَمِي
---
ما يزال رضي الله عنه في مدح ساداتنا الصحابة رضي الله عنهم فقال:
والكاتبين: أي الطاعنين، بسمر الخط: أي الرماح الخطّيّة، والخط بفتح الخاء وبكسرها، اسم شجر تصنع منه الرماح، أو اسم منطقة تجلب إليها الرماح من الهند، شبه طعنهم الكفار برماحهم بالقلم الذي يؤثر في الورق أثناء الكتابة، ولم تترك رماحهم من الطعن موضعًا في جسم الكفار إلا وطعنته كما لا يترك الكاتب حرفًا معجمًا إلا وأزال عجمته بوضع عليه النقاط.
وهذا ميزة الكفار عن المسلمين وقت الحرب فالمطعونون الكفار والمسلمون السالمون كما أن الفرق بين الحرف المعجم والمهمل النقط!
وفيه جعل ساداتنا رضي الله عنهم والرماح في أيديهم كالكاتب المتمكن من القلم يحركه كيف يشاء، وأنهم يجعلون الطعن في محله كالكاتب الماهر يضع النقاط في محلها.
ثم قال رضي الله عنه:
أمدحُ شاكي السلاحِ أي حادّي السلاح، مقلوب: شائك، أي من شدة اعتنائهم بسلاحهم، فلا يوجد به صدأ، أو تامّي السلاح، فهم على الدوام لابسون سلاحهم فهم في حالة حرب أو متهيؤون لها، فإذا رأيت من هو منشغل بعد الفرائض بحد سلاحه أو لبسه فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم، وهؤلاء العظام لهم سيما: أي: علامة تميزهم عن غيرهم وتفرّق، وهي صفرة وجوههم من أثر القيام والسهر أو من أثر السجود كما قال تعالى (سيماهم في وجوههم من أثر السجود)، أو هي لبس السلاح، وهنا استشعر الناظم رضي الله عنه كأن سائلًا يقول: والكفار كذلك، لابسون سلاحهم.. فقال:
شتان ما بينهم، فكما أن الورد يمتاز بعلامة هي جمال الخلقة وطيب الرائحة عن السلَم وهو شجر يشبه الورد له شوك. فكذلك يمتاز الصحابة عن أولئك.
ثم زاد هذا الشبه تثبيتًا وتأييدًا فقال:
تهدي أي: ترسل إليك رياح النصر أي الريح التي يحصل بها النصر، ففي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: (نُصِرْتُ بِالصَّبَا). نشرَهم: أي طيبهم، فتحسب أن الزهر الذي في آكامه أي أغلفته، جمع كِمّ، كل كميّ أي: شجاع، سمي كميًّا لأنه يغطي جسده بالسلاح، من الصحابة رضي الله عنهم، وهذا تشبيه مقلوب، والأصل تحسب كل كمي الزهرَ في الأكمام.
والزهر في أكمامه أجمل منظرًا وأطيب رائحة منه خارج الأكمام. فكما أن الرياح إذا مرت على الورود جاءتك بالطيب فكذلك إذا مرت على الصحابة رضي الله عنهم.
فهم طيبو الأخبار طيبو الأجسام.