Репост из: Al wabel al tayeb."
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد، فــ :
• قتل النفس إثم عظيم، وكبيرة من الكبائر، ليس كفرًا مخرجًا من الملة، لكنه إثم عظيم جدًا، وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً"، وقال صلى الله عليه وسلم: "كان فيمن كان قبلكم رجل به جُرح فجزَع فأخذ سكيناً فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات. قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة"، وقد دلّت النصوص واتفق علماء أهل السنة على أن قاتل نفسه ليس بكافر، ولا يُحرَم من الجنّة أو يُخلَّد في النار حرمان الكفّار وتخليدهم، وحملوا هذين الحديثين وشبههما على محامل شتى، ومع ذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أطلق الكلام تشديدًا، كما هي عادة الخطاب النبوي الشريف في مثل هذا، مع كون قتل النفس ليس هيّنًا أبدًا على أي حال وفي أي زمان، والأصل أنه لا يجرؤ على إتمام ذلك إلا من كان في كرب عظيم، فالأصل أنه لا أحد يقتل نفسه حال سكينة واطمئنان، لكن يحمله على ذلك (الجزع) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، من ألمٍ في البدن أو النفس، فلم يكن ذلك مانعًا من إطلاق هذا التشديد العظيم!
• الألم النفسي عمومًا شديد، والهم والغم قتّالان، أما المرض النفسي (الإكلينيكي) فبلاء عظيم جدًا لا يفهمه أكثر الناس ولا يتصورونه، وهو مع ذلك أنواعٌ ودرجات، و(أكثر) أنواعه ودرجاته لا ترفع التكليف الشرعي أو المسؤولية القانونية، بل يظل الإنسان محاسَبًا على أفعاله، وإن كان هذا لا يتعارض مع لحاظ الضغوط الداخلية والخارجية في محاسبة هذا الإنسان، كالفرق بين الشاب والشيخ الزانيين والعائل والغني المستكبرَيْن وهكذا، لكن قد يرتفع التكليف في بعض أنواعه ودرجاته، كبعض درجات النوبات الهَوَسيّة (Manic episodes) وبعض درجات وصور الذُهان (Psychosis)، والذي هو عَرَض قد يُوجد في اضطرابات كثيرة، وليس خاصًا بالفصام [بالمناسبة، وعلى الرغم من أني لا أريد ربط الكلام بواقعة معينة، فالواقعة الأخيرة يظهر من بعض السكرينشوتس أن الشاب - رحمه الله وعفا عنه - قد كان يعاني من ضلالات (Delusions)، وهناك تقرير طبي سابق مُشخَّص فيه بالفصام!]
• تحويل أي واقعة (قَتْل نَفْس) إلى تريند أمرٌ ضار ومؤذٍ وقد يكون جريمة عظيمة، لأن هذا بمجرده كفيل بتشجيع بعض الناس على ذلك ورفع معدلات الإقدام على هذا الأمر وارتكابه، فضلًا عن أن يكون ذلك مشفوعًا بحملات الدعم والتعاطف والمدح ولعن المتسببين في هذا ومهاجمتهم، ليس لأن هذه الأمور قبيحة في نفسها ضرورةً، لكن لأنها أيضًا مشجّعة على مزيد من هذه الحوادث الكارثية المدمّرة، حتى وُصف هذا بأنه (عدوى قتل النفس)، أو ما يُعرف باسم (تأثير فيرتر)، ونحن قد نجد مرضى في نوبات هَوَسية أو نوبات من ضلالات العظمة (Grandiose Delusions) يكون دافعهم للإقدام على مثل هذا الرغبة في الظهور والانتشار أو وصول رسالته - مثلًا - لأكبر عدد ممكن أو تلقِّي المدح والثناء والتقدير، وأحسب أن أي عامل متمرس في مجال الصحة النفسية قد سمع غالبًا من حالات (النزوع إلى إيذاء النفس أو قتلها) دوافع مثل: "علشان أحس برحمة الناس حتى لو مش هأشوفها بعيني"، "علشان يصدّقوا حجم المعاناة اللي بأمر بيها"، "علشان أنتقم منهم وأحرق قلبهم وأؤنب ضميرهم وأعرفّهم إنهم ظلموني"!
• لأجل (تأثير الفيرتر) المذكور فإن كثيرًا من الهيئات والمنظّمات الإعلامية والصحافية في عدد من الدول [مثل بريطانيا وألمانيا وأمريكا والنمسا وغيرها، وهناك أيضًا ما يتعلق بذلك في لائحة المجلس المصري الأعلى لتنظيم الإعلام] قد وضعت مواثيق وإرشادات لتغطية حالات قتل النفس خصوصًا، وهناك كذلك إرشادات منظمة الصحة العالمية (WHO)، ومن أهم الأمور المشتركة بين هذه المواثيق والإرشادات:
○ تقييد التغطية الصحفية والإعلامية قدر المستطاع، وعدم تثبيت هذه الأخبار، أو إظهارها بشكل لافت، أو تكرار نشرها أو بثها.
○ تجنب نشر الصور والفيديوهات المؤثرة.
○ تجنب عبارات الثناء والتمجيد أو المبالغة في التعاطف أو التهوين والتبرير، أو العبارات البلاغية المجازية المثيرة للمشاعر، والالتزام بلغة محايدة وصفية.
○ التجنب التام لوصف تفاصيل الحادث وكيفية حصوله والوسائل المستعملة فيه (وقارن هذا بالجريمة الحاصلة الآن في تعريف كثير من الناس بوسيلةٍ لم يسمعوا عنها من قبل، وتجدهم يسألون عنها في تعليقات المنشورات .. حسبنا الله ونعم الوكيل!)
• قتل النفس إثم عظيم، وكبيرة من الكبائر، ليس كفرًا مخرجًا من الملة، لكنه إثم عظيم جدًا، وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً"، وقال صلى الله عليه وسلم: "كان فيمن كان قبلكم رجل به جُرح فجزَع فأخذ سكيناً فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات. قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة"، وقد دلّت النصوص واتفق علماء أهل السنة على أن قاتل نفسه ليس بكافر، ولا يُحرَم من الجنّة أو يُخلَّد في النار حرمان الكفّار وتخليدهم، وحملوا هذين الحديثين وشبههما على محامل شتى، ومع ذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أطلق الكلام تشديدًا، كما هي عادة الخطاب النبوي الشريف في مثل هذا، مع كون قتل النفس ليس هيّنًا أبدًا على أي حال وفي أي زمان، والأصل أنه لا يجرؤ على إتمام ذلك إلا من كان في كرب عظيم، فالأصل أنه لا أحد يقتل نفسه حال سكينة واطمئنان، لكن يحمله على ذلك (الجزع) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، من ألمٍ في البدن أو النفس، فلم يكن ذلك مانعًا من إطلاق هذا التشديد العظيم!
• الألم النفسي عمومًا شديد، والهم والغم قتّالان، أما المرض النفسي (الإكلينيكي) فبلاء عظيم جدًا لا يفهمه أكثر الناس ولا يتصورونه، وهو مع ذلك أنواعٌ ودرجات، و(أكثر) أنواعه ودرجاته لا ترفع التكليف الشرعي أو المسؤولية القانونية، بل يظل الإنسان محاسَبًا على أفعاله، وإن كان هذا لا يتعارض مع لحاظ الضغوط الداخلية والخارجية في محاسبة هذا الإنسان، كالفرق بين الشاب والشيخ الزانيين والعائل والغني المستكبرَيْن وهكذا، لكن قد يرتفع التكليف في بعض أنواعه ودرجاته، كبعض درجات النوبات الهَوَسيّة (Manic episodes) وبعض درجات وصور الذُهان (Psychosis)، والذي هو عَرَض قد يُوجد في اضطرابات كثيرة، وليس خاصًا بالفصام [بالمناسبة، وعلى الرغم من أني لا أريد ربط الكلام بواقعة معينة، فالواقعة الأخيرة يظهر من بعض السكرينشوتس أن الشاب - رحمه الله وعفا عنه - قد كان يعاني من ضلالات (Delusions)، وهناك تقرير طبي سابق مُشخَّص فيه بالفصام!]
• تحويل أي واقعة (قَتْل نَفْس) إلى تريند أمرٌ ضار ومؤذٍ وقد يكون جريمة عظيمة، لأن هذا بمجرده كفيل بتشجيع بعض الناس على ذلك ورفع معدلات الإقدام على هذا الأمر وارتكابه، فضلًا عن أن يكون ذلك مشفوعًا بحملات الدعم والتعاطف والمدح ولعن المتسببين في هذا ومهاجمتهم، ليس لأن هذه الأمور قبيحة في نفسها ضرورةً، لكن لأنها أيضًا مشجّعة على مزيد من هذه الحوادث الكارثية المدمّرة، حتى وُصف هذا بأنه (عدوى قتل النفس)، أو ما يُعرف باسم (تأثير فيرتر)، ونحن قد نجد مرضى في نوبات هَوَسية أو نوبات من ضلالات العظمة (Grandiose Delusions) يكون دافعهم للإقدام على مثل هذا الرغبة في الظهور والانتشار أو وصول رسالته - مثلًا - لأكبر عدد ممكن أو تلقِّي المدح والثناء والتقدير، وأحسب أن أي عامل متمرس في مجال الصحة النفسية قد سمع غالبًا من حالات (النزوع إلى إيذاء النفس أو قتلها) دوافع مثل: "علشان أحس برحمة الناس حتى لو مش هأشوفها بعيني"، "علشان يصدّقوا حجم المعاناة اللي بأمر بيها"، "علشان أنتقم منهم وأحرق قلبهم وأؤنب ضميرهم وأعرفّهم إنهم ظلموني"!
• لأجل (تأثير الفيرتر) المذكور فإن كثيرًا من الهيئات والمنظّمات الإعلامية والصحافية في عدد من الدول [مثل بريطانيا وألمانيا وأمريكا والنمسا وغيرها، وهناك أيضًا ما يتعلق بذلك في لائحة المجلس المصري الأعلى لتنظيم الإعلام] قد وضعت مواثيق وإرشادات لتغطية حالات قتل النفس خصوصًا، وهناك كذلك إرشادات منظمة الصحة العالمية (WHO)، ومن أهم الأمور المشتركة بين هذه المواثيق والإرشادات:
○ تقييد التغطية الصحفية والإعلامية قدر المستطاع، وعدم تثبيت هذه الأخبار، أو إظهارها بشكل لافت، أو تكرار نشرها أو بثها.
○ تجنب نشر الصور والفيديوهات المؤثرة.
○ تجنب عبارات الثناء والتمجيد أو المبالغة في التعاطف أو التهوين والتبرير، أو العبارات البلاغية المجازية المثيرة للمشاعر، والالتزام بلغة محايدة وصفية.
○ التجنب التام لوصف تفاصيل الحادث وكيفية حصوله والوسائل المستعملة فيه (وقارن هذا بالجريمة الحاصلة الآن في تعريف كثير من الناس بوسيلةٍ لم يسمعوا عنها من قبل، وتجدهم يسألون عنها في تعليقات المنشورات .. حسبنا الله ونعم الوكيل!)