الظلمة ...
كثيرون من المتنورين بحق , ممن يحملون شعلة النور برقتها و لهيبها يستشعرون بظلمة داخلهم ??! لماذا ?! لماذا تلك المرارة ?!
اجابة ذلك السؤال تتحدد في خمس نقاط .
اولا : السراج المنير جدا لا يستطيع ان يستشعر نور ذاته , بل علي العكس يتحول كل من حوله لنور ثم افق مظلم , ذلك يبعث مع الوقت الشعور بالتيه في الظلمه الي ان تاتيه انوار لطيفه من قبس اخر . لتملأ ما هو ممتلأ
ثانيا : المتنور بحب و لطافة دائما غير واثق , من يثق قد قطع عن نفسه سيل المعرفة و الحدس ! لذلك يجد ذاته غير واثق حتي في ما يفعله من نور , يفعل ما بفطرته و حسب ! من يخبرك بثقة انه نوري , ملاك , عارف , اعلم انه متوهم مازال متخبط في ظلال النفس !
ثالثا : التنور يجعل من صاحبه رقيق لا ينفصل عن احد , لذلك يجد نفسه يتحمل وزر واخطاء اعتي المجرمين , و كأن البشرية خاصته هو منها و هي منه , يصير برقة عالما شكل وخذ السكين , شعور القتيل و القاتل بنفس الوقت
رابعا : و هو الاهم , المتنور يستشعر الظلمة لانه لم يجئ ليرشد بل ليتصيد الاخطاء . نعم هو صياد الخطيئة , بفطرته كسهم ينقض علي التفاصيل الخاطئة و العيوب بلا هوادة , لكن دون حكم , و بمغفرة حقيقية , المتنور يتالم بالاخطاء و الشرور و عينه هي الصائدة لها , مع الوقت يظن ان طباعه منها و يمزج ذلك في شكل حي ليعلم , لا يتواني في ان يتلمس طين الحياة القذر ليمهد لقيامة زهرة
خامسا : فرسان النور الحقيقين يسكنون الحدود بين الظلمة و النور , مع الوقت يتعلمون عادات اهل الظلمة ليكشفوها بحدس فطري و ذكاء روحي حاد , بلا رغبة فيها . انها خبرة الحياة , بتجربة معلم . متنوري السما جواسيس ! بين الارض و السماء .
من يصل لحال الاتزان الحقيقي يعلم بالنهاية ان الظلمة و النور مكملان , لكن بلا رغبة !
بلا رغبة !
هكذا هو ابن الانسان !
. T .
#tony_GIRGIS
https://t.me/stsaa99