دعابة وطرائف الإمام الطبري
وأما دعابته وظرافته : فشيء لا يَقِلُّ عن سابقه ، وله فيها طرائف :
فقد كان عنده رجل من أصحابه يكثر التقعُّر ولَيَّ لسانه بالإعراب ، ويتكاثر فيه إلى درجة بغيضة ، فأخذ في ذلك التقعُّر يومًا عنده ، فقال له الطبري : أنت بغيض ، فسمِّي (بغيض الطبري) بعدها.
● ورأى القاضي ابن كامل هذا الرجل يومًا بسوق بغداد بمكان يجتمع فيه الورَّاقون ، فوقف عليهم وسلم ثم اعتذر من وقوفه ينتظر الورَّاق بقوله : (لولا من ما كنت بالذي) يريد لولا من هاهنا ما كنت لأقف على دكانك ، فلا غرو من تسميته بعد ببغيض الطبري.
● ومن نحو هذا أن أبا الفرج بن أبي العباس الثَّلاج - تلميذ أبي جعفر - كان يتعسَّف في كلامه ويتكلَّف ، قال في مجلس شيخه : إنه أكل الطباهقة ، فقال له ابن جرير : وما الطباهقة؟ قال: هي الطباهجة - وهي طعام من اللحم والبصل والبيض ، والكلمة فارسية - ألا ترى أن العرب تقلب الجيم قافًا؟! فأجابه الطبري : فأنت إذًا أبو الفرج بن الثلاق.
فإن دعابة الشيخ شيءٌ محبَّب جدًّا لطلابه ، وداعٍ للقبول منه والأخذ عنه ، والالتفاف حوله ، وهو أمر مجرَّب.
وكان رحمه الله يراعي الأدب مراعاة تليق بمثله ، ومن هو بمنزلته علمًا وقدرًا ، حتى في الأمور العادية غير الملاحَظة.
● أخلاقه.في.الطعام.tt
📚 قال ابن كامل القاضي : ما رأيت أظرفَ أكلاً من أبي جعفر ، كان يدخل يده في الغضارة فيأخذ منها لقمة ، فإذا عاد بأخرى جمع معها ما بقي من آثار اللقمة الأولى في حافة الغضارة ، فكان لا يلطخ من الغضارة - وهي القصعة - إلا جانبًا واحدًا ، وإذا تناولها سمَّى الله ، ثم وضع يده اليسرى على لحيته ليَقِيَها رائحة الدسم ، ثم يزيل يده إذا دخلت لقمته عن فمه ، وكان في مجلسه لا يسمع له تنخُّم أو تبصق ، وإذا أراد أن يمسح ريقه أخذ ذؤابة منديله ، ومسح جانبي فمه.
وذكر ابن كامل أنه حاول التشبُّهَ به في هذه العادات ، فعجز عن ذلك ، والتلميذ عادة مُغْرمٌ بتقليد شيخه حتى في عادي الأشياء.
● وذكر أحد وجهاء بغداد ، وهو أبو علي محمد بن إدريس الجمَّال ، قال : حضرنا يومًا مع أبي جعفر الطبري وليمةً ، فجلست معه على مائدة ، فكان أجملَ الجماعة أكلاً ، وأظرفَهم عشرةً ، ولا يأكل حتى يُؤْذَنَ في الأكل ويُعْزَمَ عليه فيه.
رابط الموضوع : https://www.alukah.net/culture/0/79737/#ixzz5qsXQOi5S
٠٠٠٠٠┈┅•٭📚🌹📚٭•┅┈٠٠٠٠٠
❀ ✍ معًا نتعلم من الحياة ✍ ❀
📲 https://telegram.me/gasas1
وأما دعابته وظرافته : فشيء لا يَقِلُّ عن سابقه ، وله فيها طرائف :
فقد كان عنده رجل من أصحابه يكثر التقعُّر ولَيَّ لسانه بالإعراب ، ويتكاثر فيه إلى درجة بغيضة ، فأخذ في ذلك التقعُّر يومًا عنده ، فقال له الطبري : أنت بغيض ، فسمِّي (بغيض الطبري) بعدها.
● ورأى القاضي ابن كامل هذا الرجل يومًا بسوق بغداد بمكان يجتمع فيه الورَّاقون ، فوقف عليهم وسلم ثم اعتذر من وقوفه ينتظر الورَّاق بقوله : (لولا من ما كنت بالذي) يريد لولا من هاهنا ما كنت لأقف على دكانك ، فلا غرو من تسميته بعد ببغيض الطبري.
● ومن نحو هذا أن أبا الفرج بن أبي العباس الثَّلاج - تلميذ أبي جعفر - كان يتعسَّف في كلامه ويتكلَّف ، قال في مجلس شيخه : إنه أكل الطباهقة ، فقال له ابن جرير : وما الطباهقة؟ قال: هي الطباهجة - وهي طعام من اللحم والبصل والبيض ، والكلمة فارسية - ألا ترى أن العرب تقلب الجيم قافًا؟! فأجابه الطبري : فأنت إذًا أبو الفرج بن الثلاق.
فإن دعابة الشيخ شيءٌ محبَّب جدًّا لطلابه ، وداعٍ للقبول منه والأخذ عنه ، والالتفاف حوله ، وهو أمر مجرَّب.
وكان رحمه الله يراعي الأدب مراعاة تليق بمثله ، ومن هو بمنزلته علمًا وقدرًا ، حتى في الأمور العادية غير الملاحَظة.
● أخلاقه.في.الطعام.tt
📚 قال ابن كامل القاضي : ما رأيت أظرفَ أكلاً من أبي جعفر ، كان يدخل يده في الغضارة فيأخذ منها لقمة ، فإذا عاد بأخرى جمع معها ما بقي من آثار اللقمة الأولى في حافة الغضارة ، فكان لا يلطخ من الغضارة - وهي القصعة - إلا جانبًا واحدًا ، وإذا تناولها سمَّى الله ، ثم وضع يده اليسرى على لحيته ليَقِيَها رائحة الدسم ، ثم يزيل يده إذا دخلت لقمته عن فمه ، وكان في مجلسه لا يسمع له تنخُّم أو تبصق ، وإذا أراد أن يمسح ريقه أخذ ذؤابة منديله ، ومسح جانبي فمه.
وذكر ابن كامل أنه حاول التشبُّهَ به في هذه العادات ، فعجز عن ذلك ، والتلميذ عادة مُغْرمٌ بتقليد شيخه حتى في عادي الأشياء.
● وذكر أحد وجهاء بغداد ، وهو أبو علي محمد بن إدريس الجمَّال ، قال : حضرنا يومًا مع أبي جعفر الطبري وليمةً ، فجلست معه على مائدة ، فكان أجملَ الجماعة أكلاً ، وأظرفَهم عشرةً ، ولا يأكل حتى يُؤْذَنَ في الأكل ويُعْزَمَ عليه فيه.
رابط الموضوع : https://www.alukah.net/culture/0/79737/#ixzz5qsXQOi5S
٠٠٠٠٠┈┅•٭📚🌹📚٭•┅┈٠٠٠٠٠
❀ ✍ معًا نتعلم من الحياة ✍ ❀
📲 https://telegram.me/gasas1