أخـلاق.الإمام.الـطبري.tt
ومن أخلاقه الظاهرة عليه :كرم نفسه ووفاؤه ، وحسن عَلاقته بطلابه تسمو بها هذه الخصلة الكريمة ؛ قال تلميذه عبد العزيز بن محمد الطبري : أخبرني غير واحد من أصحابنا أنه رأى عند الطبري شيخِنا شيخًا مسنًّا، قام له الطبري وأكرمه ، ثم قال أبو جعفر لطلابه : إن هذا الرجل لَحِقَ به من أجلي ما استوجب به عليَّ كثيرًا من الحقوق ، وذلك أني دخلت طبرستان وقد شاع سب أبي بكر وعمر ، فسألوني أن أملي فضائلهما ففعلت ، وكان سلطان البلد يكره ذلك ، فلما علم بإملائي فضائلهما أرسل يستدعيني ، فبادر هذا الشيخ وأرسل إليَّ يحذرني بأني مطلوب ، فغادرت البلد ولم يشعر بي أحد ، فوقع الشيخ في أيديهم ، فضربوه بسببي ألفًا.
فلما صنع هذا الجميل منه ، لم يستكثر الطبري على نفسه الاعتراف بجميله وشكره ظاهرًا عليه
إذا أنت أكرمتَ الكريم ملَكْتَه ••
وإن أنت أكرمتَ اللئيم تمرَّدَا
💐 ومن أخلاقه الواضحة عليه : تواضعه ، وخفة نفسه ، وبساطته ، مع مكانته الرفيعة دينًا وعلمًا وقدرًا عند الوجهاء والناس ؛ فكان من تواضعه يخرج مع تلاميذه إلى البراري ، ويأكل معهم ويباسطهم ، ويجيب الدعوة التي توجه إليه ، والوليمة التي يُسأَلُ حضورَها ، فإذا مضى إلى منزل منها كان ذاك يومًا مشهودًا عظيمًا حضوره مفرحًا لمضيفه ، معليًا لذكره بدعوة هذا الإمام وحضوره داره.
ومع هذا كان لا يباهي بحفظه وعلومه وذكائه وفطنته ، ولم يكن يفاخر في نقاشه ومناظراته ؛ بل يتناسى ما حدث ، ويؤثر ألا يذكره ، فلينتبه لهذا طلاب العلم في معاهدهم مع شيوخهم ، وفي مساجدهم.
● تناظر الطبري مرة مع شيخه إسماعيلَ المزنيَّ بمصر في مسائل الفقه والإجماع ، وظهرت حجة ابن جرير ، فسأله عنها تلميذه ابن كامل القاضي فلم يذكرها له ؛ ويبرر ذلك ابن كامل بأنه كان أفضل من أن يرفِّع نفسه ، وأن يذكرها بانتصاره على خصمه ، فضلاً عن شيخه.
وهو بعد المناظرة كان يكثر من الثناء على شيخه المزني ويطريه ، ويمدح تدينه وعلمه وفضله.
🍁 ونادرة أخرى مع شيخه داود بن علي الظاهري ، حيث جرت بينهما مسألة تفوَّق فيها التلميذ الطبري على شيخه بعد النقاش ، فآلم ذلك أصحاب داود ، وأغلظ أحدهم على ابن جرير ، فقام من المجلس ، فألف الردَّ على داود بكتابه المسمَّى (الرد على ذي الأسفار) ، ويريد به أن داود يعتمد على الكتب دون النظر والتفكير ، ثم بدا له أن يخرج من الكتاب ما لا يتناسب ، فلم يزل يخرج منه شيئًا بعد شيء حتى أخرج منه مائة ورقة ، ثم كف بعد موت داود فلم يمل من الكتاب شيئًا.
●
وذكر أبو بكر بن داود بن علي الظاهري قال : كان في نفسي مما تكلم ابن جرير على أبي ، فدخلت يومًا على ابن حامد وعنده أبو جعفر الطبري ، فقال ابن حامد : هذا فلان وعرَّفه بي ، فلما رآني أبو جعفر وعرف مكاني ، رحَّب بي ، وأخذ يثني على أبي ، ويمدحه ويصفه ويصفني بما أزال ما في نفسي من كلامه.
فهذا الموقف من أبي جعفر - رحمه الله - أذهَبَ غيظ قلبِ جليسه ، بل وأودعه محبته ؛ فاستبدل بالبغض إعجابًا وودًّا.
🍃
وكان من صفاته الخلقية ومكارم نفسه : الفألُ الحسن ، والتفاؤل به ، فهي صفة من صفات النفس الخفيفة السَّمْحة الكاملة، وتدل على الطبع المعتدل والمزاج السوي.
#والتفاؤل من مندوحات الشرع ، فكان نبيُّنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يعجبه الفألُ الحسن ، والكلمة الطيبة.
▪️
قال الحوفي : وقد كان من تفاؤل ابن جرير وقناعته بما يرسل إليه من نصيبه في ضيعته بطبرستان ، وشغفه بالعلم ، وانقطاعه له ، كان هذا هو السبب في أنه لم يسخط من الدنيا حظه ، ولم ينقم على أهل زمانه ، ولم يتبرَّمْ بالبحث الذي وهب له نفسه.
●
قال تلميذه ابن كامل : دخلت على الطبري وهو مريض جدًّا ومعي ابني ، فقال لي : هذا ابنك؟ قلت : نعم ، قال : ما اسمه؟ قلت : عبدالغني ، قال : أغناه الله ، وبأي شيء كنيته؟ قلت : بأبي رفاعة ، قال : رفعه الله ، ثم قال: هل لك غيره؟ قلت : نعم ، أصغر منه ، فسأل عن اسمه ، فقلت : عبد الوهاب أبو يعلى ، قال : أعلاه الله ، لقد اخترت الكنَى والأسماء.
والفأل الحسن مما تتجه إليه النفس ، وترتاح إليه خواطر القلوب ، إما ظاهرًا على قسمات الوجه وفلتات اللسان ، وإما باطنًا في النفس.
رابط الموضوع :
https://www.alukah.net/culture/0/79737/#ixzz5qsYGUm5s٠٠٠٠٠┈┅•٭📚🌹📚٭•┅┈٠٠٠٠٠
❀ ✍
معًا نتعلم من الحياة ✍ ❀
📲
https://telegram.me/gasas1