قناة أ.د. بندر الشراري


Гео и язык канала: Иран, Фарси
Категория: Религия


أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
تُعنىٰ هذه القناة باللطائف التفسيرية واللغوية والخواطر، ونقل الدروس الصوتية في التفسير وغيره.
الحسابات الرسمية:
تويتر
twitter.com/bsalsharari
تيليجرام
telegram.me/drbandar

Связанные каналы  |  Похожие каналы

Гео и язык канала
Иран, Фарси
Категория
Религия
Статистика
Фильтр публикаций


📌ذكر لي أحد الإخوة حادثة احتيال حصلت لشخص يحمل شهادةً عليا، فقال: كيف تحصل عليه قضية احتيال، وهو متعلّم؟!
‏فقلت: متعلّم نعم، ولكن ليس شرطًا أن يكون فاهمًا.
‏فهذه قضية تُدرك بالفهم لا بالعلم.
‏قد يكون الإنسان متعلّمًا لكن ليس فاهمًا، وقد يكون فاهمًا ولكن ليس متعلِّمًا.
‏الفهم يُكتسب من تجارب الحياة، ومن مخالطة الناس والنظر في تفاوت أحوالهم وتباين أفعالهم.
‏الفهم مرتبط بالعقل أكثر من ارتباطه بالعلم.
‏الفهم يُمدُّه العقل، وهو يُمدُّ العقل أيضًا، كما قال الشاعر:
‏(ألم ترَ أنَّ العقل زينٌ لأهلهِ
‏ وأنَّ تمامَ العقلِ طولُ التجارِبِ)
‏وأما العلم فيكون بالتعلّم، وقد يتعلّم من لا يفهم كالدواب، كما قال الله تعالى: ﴿يَسأَلونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُم قُل أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمتُم مِنَ الجَوارِحِ مُكَلِّبينَ تُعَلِّمونَهُنَّ مِمّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ﴾ [المائدة: ٤]




Видео недоступно для предпросмотра
Смотреть в Telegram
يؤلمك ذلُّ الفقر وبُؤسُ الفقير، وهذا من رحمتك.
‏وأظنك تقول: لو كنتُ أملك خزائن الأرض لقضيت على الفقر، وأغنيت كل الفقراء.
‏هل تعلم أن نظرتك هذه قاصرة، وأن رحمتك لن تكون أوسع من رحمة مُقسِّم الأرزاق سبحانه؟
‏لو كان كل الناس أغنياء أو كلهم فقراء لتعطّلت مصالحهم، بل ربَّما هلك أهل الأرض في سنة؛ لأنّ عجلة الحياة لا تستمرُّ إلا بوجود فقير وغنيّ، وقويٍّ وضعيف.
‏فقيرٌ يحتاج لغنيّ، وغنيٌّ يحتاج لفقير.
‏نحن في هذه الحياة كأتراس في قطعة ميكانيكية، أكبر شيء فيها يحتاج إلى أصغر شيء فيها، والعكس كذلك.
‏تأمّل في هذه الآية، كيف تكون الرحمة في تقسيم الرحمة: ﴿أَهُم يَقسِمونَ رَحمَتَ رَبِّكَ نَحنُ قَسَمنا بَينَهُم مَعيشَتَهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَرَفَعنا بَعضَهُم فَوقَ بَعضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعضُهُم بَعضًا سُخرِيًّا وَرَحمَتُ رَبِّكَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ﴾ [الزخرف: ٣٢] بُدئت بالرحمة وخُتِمت بالرحمة.
‏والرحمة بلا علم قد تضر ولا تنفع، ولذلك قرن الملائكة بينهما وهم العارفون بالله، عندما قالوا: ﴿رَبَّنا وَسِعتَ كُلَّ شَيءٍ رَحمَةً وَعِلمًا﴾ [غافر: ٧]


الصديق الصدوق نعمة عظيمة، لم يستغنِ عنه الملوك، ولم يَزْهَد فيه العُبّاد.
‏قرن الله-تعالى- حقَّ الأصدقاء بحقِّ الأرحام وأثنى رسولهﷺ على من أحسن إليهم، وجعل لصديق الأبِ حقًّا على الأبناء.
‏وكما أنّ الصديق وقت الضيق، فالعيش بلا صديق فيه ضيق.
‏وعليك أن تفرّق بين الصاحب والصديق، فقد يكون لك مائة صاحب، ولا يصلح منهم صديق واحد.
‏ومن وجدته يفتقد واحدة من الخصال التالية، فلا تتّخذه صديقًا، ولو بقيتَ وحيدًا:
‏الصدق، والكرم، والأمانة، وكتم سرّك، وحمل همّك، وأن يرى لك عليه مثل الذي له عليك.
‏وكن له كذلك، بل أكثر من ذلك.


من جميل الموافقات:
‏جلست مع الوالد-حفظه الله-هذه الليلة، فذكر لي أبياتًا قالها شاعر بعد أن بلغ من الكبر عِتيًّا، فيها تلهّفٌ على أمور فاتته في سن الشباب، وحصّلها بعد كبر سنه، فقلت: سبحان الله، كيف توارد هذا المعنى عليّ منذ أيام في أكثر من مجلس! وصرت أتأمّله في نفسي الأيام الماضية كلما خطر ببالي؛ فقبل أيام قرأت بيتًا من الشعر أكرِّره في نفسي، واليوم قرأت بيتًا آخر بنحوه:
‏أما البيت الأول، فقول الشاعر:
‏كنَّا إذا نحنُ أردنا لم نَجِد
‏ حتى إذا نحنُ وجَدنا لم نُرِد.
‏وأما البيت الآخر فقول الشاعر:
‏ما كنتُ أرجوه إذ كنتُ ابنَ عشرينا
‏ ملكتُه بعد أن جاوزتُ سبعينا
‏ويذكر عن الحسن بن الهيثم-ت٤٣٠هـ- أنه كان فقيرًا، فلمّا كبر سنُّه حسُن حالُه وكثُر مالُه، فقال: لا إله إلا الله، لمّا حيينا متنا.
‏📌لكن ينبغي على المؤمن ألّا يتحسّر على ما فاته في الزمن السابق؛ فقد يكون الخير في فوات هذا الشيء، وقد قال رسول اللهﷺ: "إذا أحبَّ اللهُ-عزَّ وجلَّ- عبدًا حماه الدُّنيا كما يَظلُّ أحدُكم يَحمي سقيمَه الماءَ" رواه الترمذي وصحّحه الألباني.
‏أي كما يمنع أحدكم مريضه من شرب الماء في بعض الأمراض إن كان يضرّه.


حلم أو رؤيا، وفيها سؤال وجواب لطيف:
‏نمت بعد الفجر، فرأيت أنني عند عائلة على غير ملّة الإسلام، فأرادوا أن يدعوني إلى ملّتهم، وأنا أريد أن أدعوهم إلى الإسلام!
‏فطُرح السؤال التالي:
‏لماذا نرى غير المسلمين يتحوّلون إلى الإسلام بكثرة، بينما لا نرى أحدًا من المسلمين يتحول إلى دين آخر؟
‏فقلت: لأن دين الإسلام دين فطرة، والأديان الأخرى دين عادة، وسلطان الفطرة يغلب سلطان العادة.
‏وضربت لهذا مثالًا:
‏لو كان هناك قريتان، قريةٌ أهلها يمشون على أرجلهم، وقرية أهلها يمشون على أيديهم، فذهب دعاةٌ من كل قرية للأخرى يدعونهم ليمشوا كما يمشون، فمن الذي يستجيب من أهل القريتين للأخرى؟
‏سيستجيب أهل قرية المشي على الأيدي لأهل قرية المشي على الأرجل.
‏ثم ستجدهم يتمسّكون بالمشي على أرجلهم أشدّ مِن تمسُّكِهم بالمشي على أيديهم؛ لأنهم يرون أن هذا المشي هو الذي يوافق بُنية أجسامهم وترتاح له، وهو الذي يخدمهم أكثر، مع سرعة تكيّفهم معه، وسيكتشفون أن هذا المشي هو ضالّتهم التي تطلبها أجسادهم وإن لم يتنبّهوا لذلك قبل.
‏بينما دعاة المشي على الأيدي لن يستجيب لهم أهل قرية المشي على الأرجل؛ لأنهم يرون أن هذه حماقة ونقص في العقل وظلم للبدن.
‏وهكذا الإسلام هو دين الفطرة الذي يوافق الروح وتطمئن له النفس، ولهذا تجد غير المسلم عندما يُسلِم يتمسّك به أكثر من المسلم الذي وُلِد على الإسلام فلا يتركه؛ لأن من فقَدَ شيئًا ثم وجده تمسّك به أكثر ممن لم يفقده؛ لأن هذه ضالّة روحه، ثم تجد أن الإسلام مع هذا يزيد بكثرة الداخلين فيه، ويتمسّكون به أكثر من تمسُّكِهم بما كانوا عليه قبل، وهذا المعنى هو ما فطن له هرقل عندما سأل أبا سفيان عن المسلمين، وقد كان أبو سفيان حينئذ مشركًا، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: أخبرني أبو سفيان: «أن هرقل قال له: سألتُك هل يزيدون أم ينقصون؟ فزعمتَ أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتمّ. وسألتك هل يَرتدُّ أحدٌ سًخطَةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فزعمتَ أن لا، وكذلك الإيمان حين تُخالط بَشَاشَتُه القلوبَ لا يَسخَطه أحد» رواه البخاري.
‏فكما أن المشي على الرجلين يوافق البدن ويرتاح له الإنسان ولا يمكن أن يتركه حتى من كان يمشي قبل على يديه، فكذلك دين الإسلام لأنه يوافق الروح وتطمئن له النفس، ولذلك يستحيل لمن دخله بصدق أن يتركه بصدق.
‏فالإسلام دين الفطر، والأديان الأخرى دين عادة، قال رسول اللهﷺ: "كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفطرةِ فأبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه"
‏ولم يقل: أو يُمسلمانه؛ لأن الإسلام هى الفطرة.
‏وقال الله تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٣٠) ﴾
‏قال ابن عباس ومجاهد والحسن وغيرهم: (فِطْرَةَ اللَّهِ): أي الإسلام.
‏ختامًا:
‏سيبقى أهل قرية المشي على الأيدي يمشون على أيديهم إذا لم يجدوا من يدعوهم للمشي على الأرجل.
‏أ.د. بندر الشراري
‏١٠/ ٧/ ١٤٤٦هـ


Видео недоступно для предпросмотра
Смотреть в Telegram
الذكاء الاصطناعي عجيب، ولا يزال في بدايته، وهو متَّجه إلى ما هو أعجب.
‏المقطع المرفق الإعراب فيه سليم، إلا في (ارجع) في قول الله تعالى: ﴿ثُمَّ ارجِعِ البَصَرَ﴾ فقد أصاب فيها وأخطأ! أصاب بأنه فعلُ أمر مجزوم، وأخطأ عندما جعل علامة الجزم فيه حذف حرف العلة، وإنما علامة جزمه السكون، ويُلتمس له العذر أنه رأى الكسرة تحت العين فظنها علامة على حذف حرف العلة، وهي في الواقع وضِعت للتخلّص من التقاء الساكنين-سكون العين في (ارجعْ) وسكون همزة الوصل في (البصر).
‏يبقى إعرابه لـ(ثُمَّ) لم يتبين لي كلامه للحكم عليه.


🔘حقيقة السعادة:
تأمّلت في حقيقة السعادة التي يطلبها الناس، فوجدتها شعورًا نفسيًّا يستوي فيه الغني والفقير، شعور كأي شعور غُرس في الطبيعة البشريّة، كالحزن والفرح والحبّ والخوف وغيرها.
لا يختلف اثنان في هذه المشاعر، والتي منها السعادة، حتى لو كان أحدهما غنيًّا والآخر فقيرًا، وإنما يختلفان في الوسيلة التي توصلهما إلى الشعور بالسعادة.
ومِن هنا وقع الخلل والخلط عند أكثر الناس، فهم يظنون أن السعادة هي تلك الوسيلة التي أوصلت لحقيقة السعادة، فكلما رأوا أحدًا يمتلك هذه الوسيلة ظنوه سعيدًا.
والأدهى والأمَرُّ أنهم يُضيّقون واسعًا فلا يرون من الوسائل إلا الوسائل التي يمتلكها الأغنياء، فيتنافسون في تحصيلها، فتعسر على الكثير منهم، فيشعرون أنهم لن يكونوا سعداء إلا بها، وهذا من أسباب الكآبة والحزن وعدم الرضا.
وما علموا أن هناك أسبابًا بين أيديهم أيسر في تحقيق السعادة وأسرع.
وخُذ هذا المثال الحسي ليتبيّن لك حقيقة ما ذكرت:
العطش شعور، يشترك فيه الغني والفقير، وكذلك الرِّي، فلو عطش اثنان أحدهما غني والآخر فقير، فإنهما يجدان الشعور نفسه، فإذا شربا من الماء نفسه فارتويا، هل يختلف شعورهما بالرِّي؟ لا
فلو اشترى الغني علبة الماء بعشرة ريالات، واشتراها الفقير بنصف ريال، هل يختلف ريُّهما؟ لا
إذن، فمن المحظوظ منهما؟
لا شك أنه الفقير؛ لأنه شعر بالرِّي بمبلغ أقل من الغني.
فكذلك السعادة، كلما كانت الوسيلة أيسر للوصول إليها وأسرع، فصاحبها أكثر حظًّا ممن وصل إليها بوسيلة مكلّفة.
فالفقير قد يصل للشعور بالسعادة بشرب كوب شاي أمام منزله، وآخر يشعر بالسعادة بأخذ سجادة يفرشها في أقرب حديقة لبيته، بينما هنالك غني لا يصل لهذا الشعور إلا بقطع آلاف الأميال، ودفع عشرات الآلف من الأموال، ليشرب كوب الشاي على الشاطئ الفلاني، ويأكل وجبته المفضّلة في المطعم الفلاني.
ولست أقول: ازهد في طلب السعادة، ولكن أقول: اعرف حقيقتها واطلبها بالمتاح لديك، ولا تسدّ بابها بحصر وسائلها بما في أيدي الأغنياء مما ليس في يديك.
والوسيلة التي توصلك للسعادة لا تُفرّط بها.
وإن كنت ممن تتوفّر له كل الوسائل فلا تعوّد نفسك على الوسائل المكلّفة، والتي قد لا تتوفّر لك كل وقت.
🔘ومضات في السعادة:
📌السعادة ربح، والعافية رأس مال، فلا تخسر عافيتك لتنال السعادة.
📌البحث عن السعادة كل وقت، مِن أسباب الكآبة، وقد قيل: "كُلَّما ترفَّه الجسد تعقَّدت الروح"
📌السعادة ذُكِرَت في القرآن في موضع واحد، وذلك عند ذِكر الجنة.
وأما الطمأنينة والسكينة فقد ذُكِرتا في مواضع عدّة في القرآن.
والعاقل يدرك أنه في الدنيا محتاجٌ إلى الطمأنينة أكثر من السعادة؛ لأنه في الدنيا يمكن أن تكون حزينًا ومهمومًا، وفي الوقت نفسه مطمئنّ.
وأما السعادة فإنه لا يكون معها همٌّ ولا حزن، ولذلك فهي لا تحصل كل وقت.
فلتَكُنْ غايتك في الدنيا طلب الطمأنينة، وأما السعادة فإن لم تحصل هنا، فيقينًا ستحصل هنالك.
📌السعادة مُتغَيِّر، والطمأنينة ثابت، فلا تطلب المُتغَيِّر، وتنسى الثابت.
📌أعجبني مصطلح جديد في السعادة لأحمد أمين في كتابه (حياتي) وقد أطلق عليه السعادة السلبيّة! يقول: "أما أنا وبيتي فقد كان بيتي هادئًا مطمئًنا سعيدًا سعادةً سلبيّة، وأعني بالسعادة السلبيّة: السعادة الخالية من الآلام. أما السعادة الإيجابيّة مِن فرح ومرح وضحك ونحو ذلك فقد كان بيتنا خاليًا منها تقريبًا؛ لإفراط أبي في جِدِّه وحُبِّه للعزلة وعكوفه على القراءة أكثر وقته."
🔘خير الختام:
قال الله تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذينَ سُعِدوا فَفِي الجَنَّةِ خالِدينَ فيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيرَ مَجذوذٍ﴾ [هود: ١٠٨]
وقال رسول الله ﷺ: "أسعدُ النَّاسِ بشفاعتي يومَ القيامةِ: من قال لا إلهَ إلَّا اللَّهُ خالصًا من قلبِه" رواه البخاري.
🖊️أ.د. بندر الشراري
٥/ ٧/ ١٤٤٦هـ




من تَعلَّم اللغة العربية لحفظ الشريعة وفهمها كان تعلُّمه لها عبادة.
‏ومن تَعلّمها ليُنمّي عقله ويُرقِّق طبعه ويُقيم لسانه ويُروِّح عن نفسه كان تعلُّمه لها مروءة.
‏وهذه👇🏻رؤيا مبشِّرة لمن تعلّمها تَعبُّدًا، ولو فَرّغ نفسه لها.


ليس بينك وبين الخير الذي لا ينقطع إلا الصدق مع الله.
‏﴿فلو صدقوا الله لكان خيرًا لهم﴾
‏خيرٌ من ماذا؟
‏لقد أطلق الله الخير هنا ليشمل كل خير.
‏خيرٌ من حظوظ النفس.
‏خير مما في أيدي الخلق.
‏خير مما معك.
‏خير مما فاتك.
‏خير مما يخطر ببالك.
‏خير مما لا يخطر بالبال.
‏المهم، اُصدق مع الله وسترى.


مناظر المعذّبين في سوريا وأخبارهم أقضّت مضجع كل إنسان في قلبه مثقال ذرة من رحمة، ولو حُدِّثنا بها قديمًا ثم كَذّب بها بعضنا أو شكّ لكان معذورًا؛ لأنه لا يخطر بقلب إنسان أن يفعل ذلك بشر ببشر.
‏وإذا كنا تألّمنا وصار لهذه المقاطع القليلة أثرٌ في نفوسنا-همًّا وكآبة-كلما خطرت ببالنا، فكيف بمن حصل عليهم العذاب وبأهليهم! كان الله في عونهم ورزقهم الصبر والاحتساب.
‏وقد يتسلّل لدى المؤمن وسوسة من الشيطان: كيف هرب الظالمون وأفلتوا من العقاب، وبقي المظلومون وقد ذهب حقهم زيادةً على ما نالهم من العذاب.
‏فيقال: قد قُتِل بعض الأنبياء وهم أكرم الخلق على الله، وسيقتصّ الله لهم في الآخرة، ﴿وَالآخِرَةُ خَيرٌ وَأَبقى﴾ فالاقتصاص في الآخرة خيرٌ للمظلوم من الاقتصاص في الدنيا، وسوف يتمنّى الظالم أنه اقتُصَّ منه في الدنيا لا في الآخرة. لأن عذاب الآخرة أعظم، ﴿وَلَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبقى﴾
‏وقال الله لأكرم رسله ﷺ: ﴿فَاصبِر إِنَّ وَعدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمّا نُرِيَنَّكَ بَعضَ الَّذي نَعِدُهُم أَو نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَينا يُرجَعونَ﴾ فتأمل، يقول الله لرسوله: قد لا ترى بعض ما وعدناهم في الدنيا ولكن مرجعهم إلينا وسترى ذلك في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.
‏هذه المدة فقط للوقوف لفصل القضاء ﴿وَلا تَحسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فيهِ الأَبصارُ ۝ مُهطِعينَ مُقنِعي رُءوسِهِم لا يَرتَدُّ إِلَيهِم طَرفُهُم وَأَفئِدَتُهُم هَواءٌ﴾ فكيف بالعذاب بعده ﴿أَلقِيا في جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنيدٍ ۝ مَنّاعٍ لِلخَيرِ مُعتَدٍ مُريبٍ ۝ الَّذي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ فَأَلقِياهُ فِي العَذابِ الشَّديدِ﴾
‏وفي الحديث العظيم الذي فيه تسلية للمؤمنين أن جابر بن عبدالله-رضي الله عنه- قال: لمَّا رجَعَتْ إلى رسولِ اللَّهِﷺ مُهاجرةُ البحرِ-الذين هاجروا لأرض الحبشة- قالَﷺ: "ألا تحدِّثوني بأعاجيبِ ما رأيتُمْ بأرضِ الحبشَةِ" قالَ فِتيةٌ منهم: بلَى يا رسولَ اللَّهِ، بينما نحنُ جلوسٌ مرَّت بنا عجوزٌ من عجائزِ رَهابينِهِم تحملُ علَى رأسِها قُلَّةً من ماءٍ فمرَّتْ بفتًى منهم، فجعلَ إحدى يدَيهِ بينَ كتفيها، ثمَّ دفعَها فخرَّت علَى رُكْبتَيها فانكسَرت قُلَّتُها، فلمَّا ارتفَعت التفتَتْ إليهِ فقالَت: سوفَ تعلَمُ يا غُدَرُ* إذا وضعَ اللَّهُ الكرسيَّ وجمعَ الأوَّلينَ والآخِرينَ وتَكَلَّمت الأيدي والأرجلُ بما كانوا يَكْسِبونَ فسوفَ تعلَمُ كيفَ أمري وأمرُكَ عندَهُ غدًا. فقالَ رسولُ اللَّهِﷺ: "صدَقَتْ صدَقَتْ، كيفَ يُقدِّسُ اللَّهُ أمَّةً لا يُؤخَذُ لضَعيفِهِم من شديدِهِم" رواه ابن ماجه وحسّنه الألباني.
‏———-
‏* يا غُدَر: أي يا كثير الغدر.

🖊️ أ.د بندر الشراري




المصائب المُعزّية:
يحدثني أحد الأحبة أن له أخًا سُجِن في قضية مشاجرة شهرًا أو أكثر.
يقول: كان لي قريب قد جرّب السجن سابقًا، فلما خرج أخي وبلّغتُ قريبي بخروجه قال: (أخوك راح يجلس ثلاث شهور وهو ما ضاق صدره)
📌هذه الكلمة لطيفة، ولها معنى عميق في فلسفسة النفس البشرية.
عندما يمر بالإنسان مصيبة عظيمة ويخرج منها بسلام، ستبقى نفسه مدةً من الزمن مشحونة بنشوة وقوة لا يقوى على تعكيرها أي شيء مما كان يعكرها من فتات الدنيا وصغائرها التي تُنغّص علينا بين الفينة والأخرى، هو باختصار كحال رجل قيل له: ربحت مليون، وفي نفس اليوم قيل له: خسرت ألفًا، هل خسارة الألف تقوى على تعكير صفو ربح المليون.
إذًا هنالك مصائب في الحياة تجعلك تنظر للأشياء بعدها غير نظرتك قبلها.
وقد سمعت ممن مرت به مصيبة ولما خرج منها قال: والله لو لم تحصل لي قبل ذلك وكنت أعلم كيف ستكون نفسي بعدها لتمنيت أن تُصيبني هذه المصيبة، فقد كسبت من غنى النفس والنظر للحياة بطريقة صالحة غير التي كنت أنظر إليها قبل تلك المصيبة، مما هو خير لنفسي في أمر ديني ودنياي.
ومن ذلك أن بعض المصائب تعيد لك ترتيب الأولويات.
ومن جميل ما نُقل أنه قيل لأعرابية مات ابنها: ما أحسن عزاءك!(أي ما أكثر شيء عزّاك وجعلك تتحمّلين مصيبتك)
فقالت: إنّ فقدي إيّاه أمّنني من المصيبة بعده.
أي أن المصائب بعده تصغر عند مصيبته، فلا يكون لها أثر كما لو جاءت قبل مصيبتي هذه.
د. بندر الشراري.
٢٧/ ٥/ ١٤٤٦هـ


شيء عن القلق:
طبيعي أن يقلق الإنسان من أمر قد يحدث، لكن غير الطبيعي أن يصل القلق به إلى مرحلة أشدّ مما يخشى حصوله.
ولو تأمل الإنسان في أكثر ما كان يقلق من حدوثه سيجد أنه لم يحدث.
ولو تأمل في أكثر ما حدث سيجد أنه كان لا يستدعي تلك الطاقة المهدرة من القلق.
ولذلك جاءت الآثار والحكم والأمثال لمعالجة هذه القضية:
📌ففي القرآن قال الله تعالى: ﴿وَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَكُم﴾ [البقرة: ٢١٦]
وقال تعالى: ﴿لَعَلَّ اللَّهَ يُحدِثُ بَعدَ ذلِكَ أَمرًا﴾ [الطلاق: ١]
📌وفي الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول اللهﷺ قال: "إنَّ المعونةَ تأتي مِن الله للعبد على قَدْرِ المؤونة، وإِنّ الصبر يأتي من الله للعبد على قَدْرِ البلاء" رواه البزار، وصححه الألباني.
📌وقال الحسن البصري:"ابنَ آدم لا تَحمِل همَّ سنةٍ على يوم، كفى يومك بما فيه، فإن تَكُن السنةُ من عمرك يأتِك اللهُ فيها برزقك، وإلّا تكن مِن عمرك فأراك تَطلب ما ليس لك"
‏📌وقال الماوردي في أدب الدنيا والدين: ‏"لا تتعجل همّ ما لم يأت، فإن أكثر الهموم كاذبة، وإن الأغلب من الخوف مدفوع"
وقال مارك توين: "أسوأ المشكلات التي صادفتها في حياتي هي تلك التي لم تحدث أبدًا"
📌وعندنا في لهجتنا مَثَلٌ يقول: "مات قبل الهُواة"
والهواة أي الضربة أيًّا كانت.
وقد ذُكر أن كثيرًا ممن فُقِدوا في البر ووجدوهم متوفين كان سبب الوفاة ليس العطش أو الجوع بل شدة الخوف.
📌وفي الحكمة المصرية الطريفة التي وقفت عليها أخيرًا: "شايل هم بكره ليه؟! ما يمكن ربنا ياخدك"
🖊️د. بندر بن سليم الشراري
١٥/ ٥/ ١٤٤٦هـ


Видео недоступно для предпросмотра
Смотреть в Telegram









Показано 20 последних публикаций.