القول بأن رأس نبي الله يحيى بن زكريا -عليهما الصلاة والسلام- موجود في الجامع الأموي بدمشق محض خرص ولا دليل عليه، وممن ذهب لهذا من المعاصرين ممن ليس سلفياً الدكتور وهبة الزحيلي.
قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» في حوادث ٣٥٧ وهو يتكلم عن نقفور: "ثم سار إلى كفر طاب، وشيزر، ثم إلى حماة وحمص، فخرج من تبقى فيها، فأمّنهم ودخلها، فصلى في البيعة، وأخذ منها رأس يحيى بن زكريا، وأحرق الجامع.
ثم سار إلى عرقة فافتتحها".
وقال عبد القادر النعيمي في «الدارس في تاريخ المدارس»: "وقيل إن رأس يحيى بن زكريا نقل من دمشق إلى بعلبك ثم نقل منها إلى حمص ثم نقل منها إلى حلب".
وجاء في كتاب «البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان» لعماد الدين الأصفهاني المتوفى ٥٩٧ وهو يتكلم عن سنة ٤٣٥: "وفيها وُجد في قلعة حلب رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام".
وذكر سبط ابن الجوزي في «مرآة الزمان» ثلاثة أقوال في موضع رأس يحيى بن زكريا.
والروايات التي تذكر أن رأسه في جامع دمشق الأموي تتكلم عن زمن الأمويين، وكلها لا تصح، ولو فرض أنه وُجد هناك فواضح مما ذكرته أعلاه أنه نُقِل.
وقد ذكر هذه الروايات الربعي في «فضائل الشام» وعامتها لا تصح، فخبر عن الأوزاعي في سنده أحمد بن عبد الله بن الفرج مجهول الحال، ويرويه عن أبيه وهو مجهول نادر الرواية جداً، وخبر آخر عن الوليد بن مسلم فيه شيخ تمام لا يُعرف، وكذلك الخبر الذي بعده عن زيد بن واقد فيه مجاهيل، وكذا خبر سعيد بن المسيب، فثلاثة أخبار مدارها على أبي شبيب محمد بن أحمد بن المعلى، وهو مجهول نادر الرواية جداً، وأما الخبر الذي يليه عن زيد بن واقد ففيه عبد الرحمن بن عمر بن نصر معتزلي متهم، والخبر الأخير فيه إبراهيم الغساني كذاب، فالباب كله واه.
ولذا ما قاله شيخ الإسلام إن قبور الأنبياء لا تُعرف إلا نبينا ﷺ هو التحقيق، ولو ثبت مكانها فتحري الدعاء عندها لا يصلح، والصحابة لمَّا وجدوا قبر نبي الله دانيال أخفوه.
قال الشافعي في «الأم»: "وأكره هذا للسُّنة والآثار، وأنه كُرِه والله تعالى أعلم أن يُعظَّم أحد من المسلمين يعني يُتخذ قبره مسجدا".
وفي «الفروع» من كتب الحنابلة في التعليل لعدم صلاة الجنازة على النبي ﷺ: "وقال صاحب الخلاف والمحرر: إنما لا يصلَّى عليه الآن، لئلا يُتخذ قبره مسجدا، وقد نَهى عنه".
وأما بناء مقام على ما يُزعم أنه رأس يحيى بن زكريا وتحري الصلاة والدعاء عنده فهذا خارج بحثنا، هو المحدثات والبدع قطعاً.
قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» في حوادث ٣٥٧ وهو يتكلم عن نقفور: "ثم سار إلى كفر طاب، وشيزر، ثم إلى حماة وحمص، فخرج من تبقى فيها، فأمّنهم ودخلها، فصلى في البيعة، وأخذ منها رأس يحيى بن زكريا، وأحرق الجامع.
ثم سار إلى عرقة فافتتحها".
وقال عبد القادر النعيمي في «الدارس في تاريخ المدارس»: "وقيل إن رأس يحيى بن زكريا نقل من دمشق إلى بعلبك ثم نقل منها إلى حمص ثم نقل منها إلى حلب".
وجاء في كتاب «البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان» لعماد الدين الأصفهاني المتوفى ٥٩٧ وهو يتكلم عن سنة ٤٣٥: "وفيها وُجد في قلعة حلب رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام".
وذكر سبط ابن الجوزي في «مرآة الزمان» ثلاثة أقوال في موضع رأس يحيى بن زكريا.
والروايات التي تذكر أن رأسه في جامع دمشق الأموي تتكلم عن زمن الأمويين، وكلها لا تصح، ولو فرض أنه وُجد هناك فواضح مما ذكرته أعلاه أنه نُقِل.
وقد ذكر هذه الروايات الربعي في «فضائل الشام» وعامتها لا تصح، فخبر عن الأوزاعي في سنده أحمد بن عبد الله بن الفرج مجهول الحال، ويرويه عن أبيه وهو مجهول نادر الرواية جداً، وخبر آخر عن الوليد بن مسلم فيه شيخ تمام لا يُعرف، وكذلك الخبر الذي بعده عن زيد بن واقد فيه مجاهيل، وكذا خبر سعيد بن المسيب، فثلاثة أخبار مدارها على أبي شبيب محمد بن أحمد بن المعلى، وهو مجهول نادر الرواية جداً، وأما الخبر الذي يليه عن زيد بن واقد ففيه عبد الرحمن بن عمر بن نصر معتزلي متهم، والخبر الأخير فيه إبراهيم الغساني كذاب، فالباب كله واه.
ولذا ما قاله شيخ الإسلام إن قبور الأنبياء لا تُعرف إلا نبينا ﷺ هو التحقيق، ولو ثبت مكانها فتحري الدعاء عندها لا يصلح، والصحابة لمَّا وجدوا قبر نبي الله دانيال أخفوه.
قال الشافعي في «الأم»: "وأكره هذا للسُّنة والآثار، وأنه كُرِه والله تعالى أعلم أن يُعظَّم أحد من المسلمين يعني يُتخذ قبره مسجدا".
وفي «الفروع» من كتب الحنابلة في التعليل لعدم صلاة الجنازة على النبي ﷺ: "وقال صاحب الخلاف والمحرر: إنما لا يصلَّى عليه الآن، لئلا يُتخذ قبره مسجدا، وقد نَهى عنه".
وأما بناء مقام على ما يُزعم أنه رأس يحيى بن زكريا وتحري الصلاة والدعاء عنده فهذا خارج بحثنا، هو المحدثات والبدع قطعاً.