صورة المصعد
.
تُغرمُ النساءُ، بصور حمّامات النساء، بكلّ أسرارها، لكنني لا أتذكرُ مرّةً أن رجلاً التقطَ صورةً لمرآة حمّام، لكننا مُغرَمون، بوصفنا كائناتٍ سطحيّة إلى حدّ ما، بصورة: المصعد.
والمصعد، غواية، بين نزولٍ وصعود، ومن المقاربات الغريبة، أنّهُ ومهما يكونُ نازلاً، فهو سيبقى: مصعداً.
هو أشبهُ بشهيق وزفير البناية، يحملُ كائناته بمعدته، ليوصلهم لذاك الطابق أو هذا، والوصول هو المفاجأة، اللعنة، الآن يُمكن لهذا النص أن يكون مكانياً قراءةً لنصّ المصعد، ربّما سأكتبه يوماً ما، أو سيسرقُ فكرته أحد، من الحديث عن دانتي إلى مصاعد ناطحات السحاب، وما بينهما من شذرات متناثرة في المتن الثقافيّ.
لكننا ندخلُ، نحبُّ - نحن الرجال - صورنا في المصعد، فيها القيافة كاملةً، وهي تحرّرنا من سذاجة السيلفي، إلى حدٍ ما، وبذات الوقت، مثلما أننا كائناتٌ نرجسيّة، نحنُ مصابون بالحياء، لديكَ ثوانٍ، لترسّخ صورتكَ في مرآة المصعد، وربّما تتوقّع أن يُفتح الباب على امرأة جميلة، أو طفل مزعج، أو حتى عدوّ، كما حدث معي في أحد مهرجانات الشعر، حين تحوّلت البغضاء حبلاً يرفعُ المصعد في الفندق، لأن عدوّاً صعد معي، وكانت الطوابق الثلاثة أطول من طريق المشي على القدمين للبصرة.
صور المصعد صادقة، تلتقطُ اللحظة العابرة، حتى إن كانت المرآة وسخةً، حتى إن كنتَ غير مُجهِّز لنفسك، لا تحملُ الابتسامة الكاذبة لصورة المعاملات، ولا للسيلفي الذي يُقنع المرء بأنه سعيد واجتماعيّ، ولا حتى الصور الجماعية.
صور المصعد، برزخيّة، بين الكائنات الأرضية، والكائنات التي تصل، بهذه الرحلة السريعة، التي تتركُ أثرها على الروح، وعلى المرآة.
هامش: لا ضير باستعادة نصّ "المصعد" لسامي مهدي.
هامشٌ ثانٍ: لا يوجدُ طابقٌ واحدٌ خالٍ من الخسران.
هامشٌ ثالث: وصلتُ.
.
تُغرمُ النساءُ، بصور حمّامات النساء، بكلّ أسرارها، لكنني لا أتذكرُ مرّةً أن رجلاً التقطَ صورةً لمرآة حمّام، لكننا مُغرَمون، بوصفنا كائناتٍ سطحيّة إلى حدّ ما، بصورة: المصعد.
والمصعد، غواية، بين نزولٍ وصعود، ومن المقاربات الغريبة، أنّهُ ومهما يكونُ نازلاً، فهو سيبقى: مصعداً.
هو أشبهُ بشهيق وزفير البناية، يحملُ كائناته بمعدته، ليوصلهم لذاك الطابق أو هذا، والوصول هو المفاجأة، اللعنة، الآن يُمكن لهذا النص أن يكون مكانياً قراءةً لنصّ المصعد، ربّما سأكتبه يوماً ما، أو سيسرقُ فكرته أحد، من الحديث عن دانتي إلى مصاعد ناطحات السحاب، وما بينهما من شذرات متناثرة في المتن الثقافيّ.
لكننا ندخلُ، نحبُّ - نحن الرجال - صورنا في المصعد، فيها القيافة كاملةً، وهي تحرّرنا من سذاجة السيلفي، إلى حدٍ ما، وبذات الوقت، مثلما أننا كائناتٌ نرجسيّة، نحنُ مصابون بالحياء، لديكَ ثوانٍ، لترسّخ صورتكَ في مرآة المصعد، وربّما تتوقّع أن يُفتح الباب على امرأة جميلة، أو طفل مزعج، أو حتى عدوّ، كما حدث معي في أحد مهرجانات الشعر، حين تحوّلت البغضاء حبلاً يرفعُ المصعد في الفندق، لأن عدوّاً صعد معي، وكانت الطوابق الثلاثة أطول من طريق المشي على القدمين للبصرة.
صور المصعد صادقة، تلتقطُ اللحظة العابرة، حتى إن كانت المرآة وسخةً، حتى إن كنتَ غير مُجهِّز لنفسك، لا تحملُ الابتسامة الكاذبة لصورة المعاملات، ولا للسيلفي الذي يُقنع المرء بأنه سعيد واجتماعيّ، ولا حتى الصور الجماعية.
صور المصعد، برزخيّة، بين الكائنات الأرضية، والكائنات التي تصل، بهذه الرحلة السريعة، التي تتركُ أثرها على الروح، وعلى المرآة.
هامش: لا ضير باستعادة نصّ "المصعد" لسامي مهدي.
هامشٌ ثانٍ: لا يوجدُ طابقٌ واحدٌ خالٍ من الخسران.
هامشٌ ثالث: وصلتُ.