📙 من كتاب الموسوعة في أخطاء المصلين:
تلاوة القرآن مع عدم العمل بمقتضاه، وما أمر به ونهى عنه، وهذا منكر عظيم، وهو مخالف لمراد الله تعالى من عباده إذ مَنَّ عليهم بإنزال هذا الذِّكْرِ الحكيم، والنُّور المبين، والمفروض على المسلمين أن تكون تلاوتهم تَدَبُّرا، وفِقْها، للعمل بكتاب الله تعالى، كما كان الصحابة الكرام (، واعتبر بما ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام حيث قال: وحدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، أن رجلا أتى أبا الدرداء بِابْنِهِ، فقال: يا أبا الدرداء إن ابْنِي هذا قَدْ جَمَعَ القُرْآن. فقال:"اللهم غُفْرا، إنَّما جَمَعَ القرآن من سَمِعَ له وأَطَاع". وسنده لا بأس به في مثل هذا. واليوم الأمة إلا من رحم الله تَحْتَفِي بالقرآن حُرُوفًا، وتُضَيِّعُهُ حُدُودًا، في حين أنها تَحْتَفِي حُرُوفاً وحُدُودًا بطاغوت التشريعات الجاهلية من القوانين الوضعية، وأحكام مجلس الأمن، ومواثيق الأمم المتحدة. والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ ولهذا هي في الذُّل والخوف تعيش، وفي سلب حقوقها ومقدراتها ترتع، ولن يزول ذلك عنها حتى تراجع أمْرَ رَبِّها، فَتُطَبِّقَ شَرْعَه، ولا ترضى عنه بديلا، ولا حكما، في جميع النزاعات، وهذا من أخص معاني:"رضيت بالله ربا"، وإن من أظهر ما يبين المعنى قوله تعالى:{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، وذلك بأن نرضى به مشرعا وحَكَما، كما رضينا به خالقا ورازقا، إذ هو الله رب العالمين في كلتيهما، وهاتان الصفتان مختصة به وحده لا شريك له، كجميع الأسماء والصفات الربانية، فَمَنْ نَازَعَهُ عَذَّبَه، وَوَقَعَ في الشِّرْكِ به.
قَالَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ قَالَ سَلْمَانُ لِزَيْدِ بْنِ صُوحَانَ: كَيْفَ أَنْتَ إذَا اقْتَتَلَ الْقُرْآنُ وَالسُّلْطَانُ؟، قال: إِذَاً أَكُونُ مَعَ الْقُرْآنِ، قَالَ: نِعْمَ الزَّيْدُ إِذَاً أَنْتَ.
حَدَّثَنَا أبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شِمْرِ يَعْنِي ابْنَ عَطِيَّةَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: يَقْتَتِلُ الْقُرْآنُ وَالسُّلْطَانُ، فَيَطَأُ السُّلْطَانُ عَلَى صِمَاخِ الْقُرْآنِ، فَلا يُبَالِي ذَا مِنْ ذَا وَلا ذَا مِنْ ذَا.
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شِمْرٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: يَقْتَتِلُ الْقُرْآنُ وَالسُّلْطَانُ , قَالَ: فَيَطَأُ السُّلْطَانُ عَلَى سِمَاخِ الْقُرْآنِ، فَلأْيَاً بِلأْيٍ , تَنْفَلِتَنَّ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ في «فَضَائِلُ الْقُرْآنِ» : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ سَلْمَانَ يَقُولُ لِزَيْدِ بْنِ صُوحَانَ: كَيْفَ أَنْتَ إِذَا اقْتَتَلَ الْقُرْآنُ وَالسُّلْطَانُ؟، قَالَ: أَكُونُ مَعَ الْقُرْآنِ، قَالَ: أَنْتَ إِذًا أَنْتَ يَا ابْنَ أُمِّ زَيْدٍ.
والله أعلم.
تلاوة القرآن مع عدم العمل بمقتضاه، وما أمر به ونهى عنه، وهذا منكر عظيم، وهو مخالف لمراد الله تعالى من عباده إذ مَنَّ عليهم بإنزال هذا الذِّكْرِ الحكيم، والنُّور المبين، والمفروض على المسلمين أن تكون تلاوتهم تَدَبُّرا، وفِقْها، للعمل بكتاب الله تعالى، كما كان الصحابة الكرام (، واعتبر بما ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام حيث قال: وحدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، أن رجلا أتى أبا الدرداء بِابْنِهِ، فقال: يا أبا الدرداء إن ابْنِي هذا قَدْ جَمَعَ القُرْآن. فقال:"اللهم غُفْرا، إنَّما جَمَعَ القرآن من سَمِعَ له وأَطَاع". وسنده لا بأس به في مثل هذا. واليوم الأمة إلا من رحم الله تَحْتَفِي بالقرآن حُرُوفًا، وتُضَيِّعُهُ حُدُودًا، في حين أنها تَحْتَفِي حُرُوفاً وحُدُودًا بطاغوت التشريعات الجاهلية من القوانين الوضعية، وأحكام مجلس الأمن، ومواثيق الأمم المتحدة. والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ ولهذا هي في الذُّل والخوف تعيش، وفي سلب حقوقها ومقدراتها ترتع، ولن يزول ذلك عنها حتى تراجع أمْرَ رَبِّها، فَتُطَبِّقَ شَرْعَه، ولا ترضى عنه بديلا، ولا حكما، في جميع النزاعات، وهذا من أخص معاني:"رضيت بالله ربا"، وإن من أظهر ما يبين المعنى قوله تعالى:{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، وذلك بأن نرضى به مشرعا وحَكَما، كما رضينا به خالقا ورازقا، إذ هو الله رب العالمين في كلتيهما، وهاتان الصفتان مختصة به وحده لا شريك له، كجميع الأسماء والصفات الربانية، فَمَنْ نَازَعَهُ عَذَّبَه، وَوَقَعَ في الشِّرْكِ به.
قَالَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ قَالَ سَلْمَانُ لِزَيْدِ بْنِ صُوحَانَ: كَيْفَ أَنْتَ إذَا اقْتَتَلَ الْقُرْآنُ وَالسُّلْطَانُ؟، قال: إِذَاً أَكُونُ مَعَ الْقُرْآنِ، قَالَ: نِعْمَ الزَّيْدُ إِذَاً أَنْتَ.
حَدَّثَنَا أبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شِمْرِ يَعْنِي ابْنَ عَطِيَّةَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: يَقْتَتِلُ الْقُرْآنُ وَالسُّلْطَانُ، فَيَطَأُ السُّلْطَانُ عَلَى صِمَاخِ الْقُرْآنِ، فَلا يُبَالِي ذَا مِنْ ذَا وَلا ذَا مِنْ ذَا.
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شِمْرٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: يَقْتَتِلُ الْقُرْآنُ وَالسُّلْطَانُ , قَالَ: فَيَطَأُ السُّلْطَانُ عَلَى سِمَاخِ الْقُرْآنِ، فَلأْيَاً بِلأْيٍ , تَنْفَلِتَنَّ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ في «فَضَائِلُ الْقُرْآنِ» : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ سَلْمَانَ يَقُولُ لِزَيْدِ بْنِ صُوحَانَ: كَيْفَ أَنْتَ إِذَا اقْتَتَلَ الْقُرْآنُ وَالسُّلْطَانُ؟، قَالَ: أَكُونُ مَعَ الْقُرْآنِ، قَالَ: أَنْتَ إِذًا أَنْتَ يَا ابْنَ أُمِّ زَيْدٍ.
والله أعلم.